أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح غني الحصيني - اختلال موازين القيم .. بين الحاضر والماضي !















المزيد.....

اختلال موازين القيم .. بين الحاضر والماضي !


صلاح غني الحصيني

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    



حياة الإنسان عبارة عن حفنه من السنين تجمع بين إطرافها حوادث العمر يتنازع يها الخير والشر ، وتزهو بما تضم من ذكريات هامة تصور أدق مراحل الإنسان - والفرد الإنساني - مسرح لهاتين الغريزتين متائر بماضية وحاضره ، فان كان خيرآ فقد سجل لذلك الفرد الخلود الزمني ، والصفحة الناصعه والمثل الكامل والحياة المثالية التي كتب لها التجله والاحترام ، وقد يكون العكس فيكون حكم الفرد الخمول والانحطاط والانظمار في زوايا النسيان والنقص الأدبي في تلك الشخصية التي فقدت سماة الإنسانية وذاتيتها ، وحياة اليوم تجسد ملامح الحاضر الذي نعيشه والتي تختلف بطبيعتها اختلافآ جذريآ عن ماضي ليس ببعيد حدث نتيجة التطور الهائل الذي شهده العالم في سنواته الأخيرة ، لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ترك أثرآ فيها حتى تلاشت معالم وصور وظهرت بدلا منها اشكلآ أخرى تختلف عنها بالمظهر والجوهر ، كان لها دور باختلال بعض موازين القيم ...
فلم تعد قصص حب الماضي ذاتها اليوم فقد انهي ( المبايل ) لغة العيون وافترس (الانترنيت) تبادل الإشارات فوق السطوح مثلما قضى المسكول على خدمة ساعي البريد واختفت أغنية ( اعيونه تربي ياغالي .. وتنتظر ساعي البريد ) وظهرت بدلآ منها أغنية ( مسكول سويلي ) ، ولم تعد أبنت الجيران بمثابة الأخت تأخذك الغيرة إن مس البعيد طرفها ، اليوم يعتبر سلوك مناهض لحقوق المرأة ومقيد لحريتها ، كما لم يعد البث التلفزيوني محدد بوقت يبدأ إرساله في الساعة الرابعة مبتدآ بالسلام الجمهوري وينتهي به في الساعة الثانية عشر ليلا وضياع متعة ألمشاهده بتوجيه ( الاريل ) صوب محطة الإرسال فقد انهي الستلايت منة القناة الأولى والثانية مثلما أنهى (الرمونت) مذلة (الجنل channel ) وأطلت بدل الرياضة في أسبوع عشرات البرامج الرياضية وعلى مدار اليوم عبر قنوات اختصت لهذا الغرض ، وأصبح برنامج العلم للجميع في ذاكرة الأيام ولم تعد فقراته ذات قيمه مقارنتآ بما يعرض في ( ناشيونال جيوكرفك ) ، ولم نعد نحضر ورقة وقلم لبرنامج مسابقة وتحقيق على أمل الفوز بثلاجة أو تلفزيون ملون فالنفس راودها حلم جائزة برنامج ( من سيربح المليون؟ ) ، ولم يعد الأطفال بانتظار صدق الله العظيم ليشاهدوا بعدها أفلام كارتون من حلقات سندباد أو ( ساند بل ) فقد أطاحت (اسبيس تون واسبيس بور) بالمارد وعلي بابا ومصباح علاء الدين بأفلام سبونج بوب ونيلز التي تعرض ليل نهار ، وكذلك انتهت مطالبة صاحب الدكان بالتأمينات على قنينة البيبسي والكراش لحين إرجاعها سالمه منعمه ،، اليوم ترمى على قارعة الرصيف ! وأشياء أخرى عصفت بها ريح التطور وذهبت إدراج الريح .
و لم يقتصر التغير على تلك المجريات بل وصل إلى ثوابت الحياة والتي تحتاج في ديمومتها صدق العواطف وصدق المشاعر ، فقد تغيرت ملامح الزواج ورحلت صواني الشموع والحنة وأخذت معها الحامض حلو والشربت ، وخضع الزواج لقانون العرض والطلب ، فالأكثر رواجآ وسعيدة الحظ هي صاحبة الوظيفة أو ذات الدخل الجيد إما إذا كانت تملك دار أو قطعة ارض ستكون سلعة نادرة يصعب الحصول عليها نتيجة لزيادة الطلب وبالعكس ،، ولم بعد ذاك ألحرامي الذي توقفه حبات ملح .. فهو اليوم لا يسرق إلا من أعطاه الزاد والطعام أو من تفضل عليه بالجاه والمنصب ولم تعد مسروقاته قطع أثاث أو مصوغات ذهبية فقد تحولت إلى سرقة الأصوات والشهادات والمناصب والدرجات الوظيفية ولم يتستر قي دجى الليل ينقل خطواته بخوف وحذر شديد ترعبه صفارة الحارس بل يودي مهامه في وضح النهار بخطأ واثقة يفترس غنيمته بالعلن معتبرآ إياه حق لا يمكن الاستخفاف به مرددآ أغنية ( احترامي للحرامي .. صاحب المجد العصامي ) فهو من جازف وتحمل الصعاب من اجل الوصل لذروة المجد التليد ( وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) ولابد إن يحظى بالمكارم والتعين وضرب أخمس الإقدام ورفع الأيدي نحو الجبين تحيتآ واجلالآ له وما أبداه من مواقف بطولية وشجاعة فائقة في الدفاع عن الحق ومكتسباته ،
ولم يعد المتسولين بأجساد منهكة ووجوه تثير الشفقة تبدوا عليها ملامح الحرمان والفقر والحاجة ،، أليوم وفي ظل التطور الحاصل ينقل لنا الحاضر صورة جديدة للتسول غير التي ألفناها منذ زمن وكأنها بمثابة وظيفة تمتهن أو تركة تورث من جيل إلى أخر والمتسولون أشبه بالهيكل الإداري والتنظيمي الذي يعمل على تجديد وتنشيط هذه الوظيفة من حين إلى آخر، وقد اختلفت صور السائل والمسؤول فلم تعد غايتهم الحصول على ما يكفي للعيش الكفاف من غذاء أو دواء أو كساء أو مأوى من لدن أهل الخير ، اليوم يستجدون الوظائف والمناصب والمنح والمكارم بدون حق محتسب تحت مسميات غريبة عجيبة ليس لها صلة بحقيقتهم ، إلا إنهم أدركوا حقيقة واحدة بان حاجاتهم لا يمكن تغطيتها من أهل الخير في المساجد والحسينيات بل تكمن عند أصحاب الكراسي الذين قادوا الجمل بما حمل ، لتكن العلاقة بين المواطن والمسؤول على أساس المنحة والعطية والهبة والتي بدورها تتطلب خضوع وإذلال الفرد وتستدعي الرجاء والاسترحام دون الإدراك على انه حق ملزم وعكسه يعد مخالفة للقانون ، معتبرآ إياه فضل يتبعه منة في حديث المسؤول وهو يعد على أصابعه ما تفضل به مما أوكل إلية من واجب !! ودفع المواطن إن يكون ذليلا وهو العزيز الفخور بنفسه وإرغامه بالوقوف على باب مسؤول طلبآ للتعين أو ورقة علاج ، والبحث في مقرات الأحزاب عن شفاعة ( واسطة ) للحصول على أمر يفترض إن يكون حقآ طبيعيآ مكتسبآ ومشروع .
ربما اختلفت صور الماضي عن الحاضر واعتبرت ثقافة الأقدمين نوع من التخلف ، فما كان من الحداثة العمل على توفير الحقوق اللازمة للمواطن واعتبارها حقآ مشروع دون احتسابها شي من الإحسان وتناسى العدل ، وتكون حكمة التطور خدمة الإنسان وجعل كرامته ورفعته فوق كل المسميات وبدلآ من طرق باب غني أو صاحب نفوذ ، طرق باب مؤسسة حكومية تجهد نفسها على تنظم العلاقة بين الفرد والدولة وتمنحه حقه بعيدآ عن التعقيد والروتين وسلسله من الإجراءات الفارغة ، ربما تكون ذروة عطائها بعد سنوات ونوم ملف الاستجداء في إدراجها ( كرسي متحرك لمقعد ) أو ( سلة غذائية لأرملة ) أو ( كراسة رسم وأصباغ زيتيه ليتيم ) ...



#صلاح_غني_الحصيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتاج الى وقت لأشكر الحكومة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح غني الحصيني - اختلال موازين القيم .. بين الحاضر والماضي !