أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - معارضون سوريون بلا ضمير















المزيد.....

معارضون سوريون بلا ضمير


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى السيد أشرف المقداد ما هو وراء المؤتمرات، لذلك يشعر بالأسف الذي يذكرها في مقاله"... برهان غليون والأربعين حرامي! " ... وأنا بدوري أشعر بالحزن والأسى على شهداء الوطن، حيث مجموعات تدعي المعارضة تتاجر بأرواحها في الخارج، وأخرى في الداخل تلملم الطلقات الفارغة التي أخترقت رصاصاتها صدر الشعب المليء بالعنفوان والكبرياء، يسموا طغاة سوريا بالديمقراطية. أشعر بالأسف على بعض أطراف المعارضة في الداخل والخارج التي تنتهز أحداث الثورة في الداخل وهم يحاولون أستخدام شبابها لتحقيق مآربهم، وأشعر بالأسف على شريحة من المثقفين الذين جعلوا من قلمهم مطية لتلك القوى والأحزاب السورية عامة، هؤلاء المتخمون بثقافة التعامل الميكيافيلي المستفيد من المصالح الحزبية، وعلى رأسها قادة وخبراء النفاق والإستماتة على القيادة.
مجلسان معارضان، لا يتعارضان، التناقضات بينهما لا تتعدى إطار الأولوية في الحصول على حصة الأسد من الثورة، في الخارج يتقاتلون على المناصب، وفي مقدمتهم القوى الممثلة لأجندة مفاهيم الإسلام السياسي المسير من قبل الأردوغانية والغايات الطورانية، هذا الباحث عن السيطرة على الشرق بإسم الإسلام الليبرالي من جهة، والقضاء على الحركة الكردية قبل بلوغ الثورة السورية أهدافها من جهة أخرى، أما القوى البرهانية المدعية بالعلمانية مطية الفكر القومي العروبي والمغطى بالوطنية المزيفة، تتأرجح بين أجندات متعددة المصالح!
الجهتان تبحثان عن نقاط الإختلاف، ولا تحاولان الإلتقاء على نقاط التفاهم والتقارب، المتمعن في خلافاتهم سيدرك كم هم بعيدون عن الثورة ومفاهيمها، أنهم لايبحثون عن البنية التي يجب الأعتماد عليها لأسقاط النظام بل يبحثون عن الطرق التي سيستلمون فيها على السلطة، يبحثون عن الإنقلابات وعن السيادة في تسيير السلطة القادمة، حيث المفاهيم الديمقراطية غائبة عن أجوائهم، والثوار الشباب ينتظرون تمثيل موحد.
تكاد الثورة أن تكون في حكم الغائب عند عقد المؤتمرات في الخارج، وهي الفترات التي تثار وتبان بشكل واضح حالات الصراع على المراكز، لولا أن أستمرارية الثورة تعطيهم ركيزة البقاء لما أعاروها الإنتباه، فهم مع ديمومتها ليست للأنتصار على النظام وأسقاطه، بل لنموهم في الخارج، والحصول على الدعم والشرعية الدولية، لا يهم كم ستدوم الثورة، وكم من الشهداء في سوريا الوطن سيسقطون بيد الجلادين والمجرمين من رعاع آل الأسد الطغاة، بل المهم أن يحصلوا على الريادة في المجلس الوطني السوري ويحكموا بأسم ممثلي الثورة.
مقابل هؤلاء تتمرس " هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا " وراء الداخل الاستبدادي وتدعي من أعماق المستنقعات الآسنة بأنها تتنفس نسائم الحرية! رافعة في الساحات التي أمتلأت فيها اشلاء شهداء الوطن والأطراف الممزقة من شرف الأمة السورية، شعار اللاآت الثلاث: اللات والعزى والمناة.. والثالثة الأخرى! والأخيرة هي لا للتدخل الخارجي حفاظاً على السلطة وحاشيتها، وببيان لا يجاري!... هيئة جمعت من أزقة الوطن المثخن بالجراح لعقد مؤتمر ترفع فيه الاءات تلك!. هؤلاء حاضن السلطة وربيبها، المتباهون، والنفاق بادي على محياهم وتاريخ البعض مليء بالسواد، بأنهم المعارضة الداخلية ويمثلون الثورة! يعارضون السلطة! وهم على بعد رمية حجر من العاصمة، في الوقت الذي تقوم شبيحة هذه السلطة بتقطيع أجساد فتيات يمثلون شرف سوريا الوطن في الساحات المحاطة بمكان المؤتمر المطالب بإسقاط السلطة! ثلاثمائة معارض يجتمعون ويطالبون بإسقاطه، وهم في عقر حديقته يرفعون ثلاث لاآت منافقة! ولم يتعرض لهم أي شبيح! بل الشبيحة كانوا يحرسون المؤتمر من شباب الثورة والمندسين والعصابات الخارجية! كما أن الشبيحة أمنوا لهم الفندق والمطعم وطبعوا لهم البيان الختامي بعد أن نقحوه ونشروه على حسابهم الخاص، وأمنوا الموصلات التي لم تنفجر وهي على الطريق ولم يتعرض لهم أي قناص خارجي مندس!...
ما أأسف عليه أكثر، تلك الأنزياحات الفكرية الفظيعة لمجموعة من المثقفين الذين كانوا القدوة بتعرية السلطة الفاشية، والأوائل في البحث عن القوة التي ستؤدي إلى إسقاطها، وكشفوا الكثير من جرائمها، وهم الآن بين ليلة وضحاها يتاجرون بالفكر والمنطق والقلم، وأصبحوا يخدعون أنفسهم ويخدعون القراء بمدح السلطة بشكل غير مباشر، وذلك من خلال مدح " المجلس السوري الموسع " والمسمى بالمعارضة الداخلية، والذي أسس في حديقة القصر الجمهوري! يمدحون شريحة تدعي المعارضة المغطاة بأغطية مرقعة لم يجدوا لها مخرجاً سوى بأنهم مجموعة تعارض التدخل الخارجي ! وهذه هي الحقيقة!... فالمعارضة الأساسية بالنسبة لهم ليست ضد السلطة بقدر ما هي ضد الذين يطالبون بالتدخل الخارجي أو الحماية الدولية! وهذه الفكرة روجتها السلطة السورية رهبة. القوة الخارجية السياسية والدبلوماسية أو العسكرية هي التي ستكون السند القويم لثورة الشباب في الداخل لهدم أركان السلطة الشمولية وبشكل مؤكد، وتأكيد على هذا التخوف، المسيرات الإجبارية والمعروفة لكل مواطن عاش في سوريا، ليبينوا عن الفرح العارم الذي غطى سماء السلطة وهم يسمعون بفيتو روسيا والصين، والتي أطالت أعمارهم بعض الزمن، كما وأن هذه الفكرة هي السبب الرئيس في تشكيل هيئة القوى الديمقراطية وإقامة المؤتمر في فندق الخمس نجوم في دمشق، وتشكيل " المجلس الوطني السوري...الموسع " ليكون المنافس للمجلس الخارجي الذي يطالب بعضهم بالحماية الدولية!.
تلك المفاهيم والغايات بحد ذاتها لا تختلف عن غاية أجندات الدولة الأردوغانية التي أملت على معظم المؤتمرات الإستنبولية إلى أن تشكل " المجلس الوطني السوري.. الموحد " وفرض عليها البند التشكيكي التحريضي، التأكيد على " وحدة البلاد أرضاً وشعباً " البند الأكثر وضوحاً الذي يشترك فيه مع هيئة التنسيق، والذي لا يوجد من سبب لذكره سوى بأنه موجه بشكل أستفزازي مباشر للشعب الكردي. وبالمقابل أملت السلطة السورية على المعارضة الداخلية البندين: لا للتدخل الخارجي وبند أسقاط النظام، مع تحليلات بأن المعني بالنظام ليست السلطة الرئاسية بل السلطة الأمنية، أي أن العرش الأسدي وقادة المآسي والفساد والإجرام وأصحاب النهب و التدمير الإقتصادي لا يندرجون في تؤيلات هذا البند الوارد في مؤتمر هيئة القوى الديمقراطية!. وفي الجهتين يوجد نسيان لمفاهيم الثورة الشبابية السورية.
الثورة السورية تناضل بين قوى معارضة وسلطة فاشية فاسدة، من أجل اسقاط النظام، وإذا بها الآن تجد نفسها في ساحات ثورة أوسع من المتوقع، خاصة عند ظهور المعارك السياسية والدبلوماسية ما بين الإنتهازيين وقوى العهر السياسي. المسيرة تطول، والنضال يتوسع، وساحات المعارك تتنوع وتتشعب، ومن وراء إنتهازية هذه القوى التي أمتلكت اسم المعارضة، وجعلت من السلطة السورية ذكية وواسعة المدارك لتفادي ضربات ثوار الشباب، فخرجت ببرامج بعيدة المدى، لتطيل عمرها إلى شهور أبعد من المتوقع، والمؤلم في كل هذا تزايد أعداد الشهداء من الشعب في الوطن الجريح من كل الأطراف.
الشهداء ودم المواطن أرخص بكثير من أثمن تدمير المنشآت و مستودعات الذخيرة، لدى الذين يرفضون التدخل الخارجي. الشعب يقتل وهم يودون الحفاظ على البنية التحتية، لا يهم ما يحدث للبناء الثقافي والكيان الإنساني ! أولئك الذين رفعوا شعار SOS“ " وانتقلوا إلى الإختلاف بين أنتقاء التدخل الخارجي أو الحماية الدولية، يدركون تماماً بأن الوضع الإنساني المزري في سوريا وهم تحت رحمة شبيحة ماهر الأسد وقواه اللاأمنية ستؤدي في القادم من الزمن إلى الأصرار على التدخل الخارجي، كما فعلها البعض. وهذا بالضبط ما دفع بالسلطة السورية إلى الشماعة الدعائية ونفخت في أبواقها للوقوف أمام شعار التدخل الخارجي، وكثروا من دعاية تشبيهها بالوضع العراقي والليبي، متناسين الحقيقة، والتي يدركها كل إنسان، ألا وهي أن معظم مآسي العراق يقف ورائها السلطة السورية وأئمة أيران، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة بعد سقوط نظام الأسد، يوم سيخرج أرشيفهم المليء بالدسائس والمؤامرات. وفي ليبيا يقف ورائها سفيهها وعائلته، كما كانوا وراء بعثرة ونهب أقتصادها على مدى أربعة عقود، لنشر مخططاته وأفكاره الموبوءة بكل آثام البشرية.
مع كل هذا فالثورة السورية أقوى من أن تتمكن الأقلام المحيرة والمتذبذبة التأثير فيها مهما غيرت مسار خطوطها، وأي كانت نوعية الأجندات الوهمية، الثورة الشبابية السورية أمتن من القوى التي تود التلاعب بمسيرتها، للحصول على أكثر المزايا في السلطة القادمة ما بعد أسقاط النظام الأسدي، إنها ثورة أينعت من عمق مآسي الشعب، على بنية مفاهيم شمولية في معاني الحرية والديمقراطية، وهي جزء من الثورة الكلية التي تجتاح الشرق، والكل لا يكتمل بدونها، إنها جدلية تفرض نفسها وتسير في التاريخ لخلق الجديد على ركام فساد الماضي، لبناء ثقافة قبول الآخر بعد إزالة ثقافة الطغيان.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدى تساقط قطرات دم الشهيد
- القضية الكردية همشت في المجلس الوطني السوري - الأخير-
- المعارضة السورية، مفاهيم وأجندات ومراكز
- الإدارة التركية، تأرجح بين الإستراتيجية والتكتيك
- وتبقى الحركة الكردية النواة لأحزاب المعارضة السورية
- محاورة السيد بشار الأسد مع السراب في نقد النقد !!
- ضحالة التحليلات الكلاسيكية لثورات الشباب
- ضياع السلطة السورية بين الشعور واللاشعور
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية -2
- - التحامل - على الحركة السياسية الكردية في سوريا
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية - الجزء الأول
- من يوجه بوصلة الحركة الكردية السياسية في سوريا؟
- ثلاثية لقسم لا إله فيه على - جمهورية الكل السورية -
- المعارضة السورية تشترك مع الإدارة التركية لإقصاء الحركة الكر ...
- مازال الرئيس بشار يتحدث عن الشتاء العربي ..3|3
- مازال الرئيس بشار يتحدث عن الشتاء العربي
- لا زال الرئيس بشار يتحدث عن الشتاء العربي -1-
- ثلاثية السلطة السورية
- وما أدراك ما الدستور
- علينا بمؤتمر كردي - سوري -


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - معارضون سوريون بلا ضمير