أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين السوسي - آثار السياسة الفلاحية الطبقية على الفلاحين الفقراء بسوس














المزيد.....

آثار السياسة الفلاحية الطبقية على الفلاحين الفقراء بسوس


الحسين السوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جريمة الأستاذ عبد الله ناصر الذي تم احتجازه من طرف أحد الملاكين العقاريين بأولاد برحيل بتارودانت تكشف عن خبايا جرائم الكومبرادور و الملاكين العقاريين بسوس ، فمنذ منصف الثمانينات من القرن الماضي أقدم النظام القائم بالمغرب على تنفيذ مشروعه الإستثماري التبعي الإستعماري الذي يعتبر امتدادا للمشروع الإستعماري الفرنسي ، و ذلك بالشروع في بناء سد أولوز من أجل الإستمرار المكثف لاستغلال أراضي الفلاحين الفقراء بسهل سوس التي تم الشروع في احتلالها منذ منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، عندما أقدم الإستعمار الفرنسي على تقسيم سهل سوس و توزيع بعض أراضي الفلاحين الفقراء على المعمرين الفرنسيين من أجل الإستثمار الرأسمالي ، في اتجاه تحويل ملكيتها الجماعية إلى الملكية الفردية الرأسمالية من أجل إنتاج البواكر و الحوامض في اتجاه تصديرها إلى الأسواق الأوربية ، و منذ ذلك الحين استمر استغلال هذه الأراضي بشكل مكثف حتى أصبحت مع ذلك الفرشة المائية بمنطقة سبت الكردان ناضبة ، باعتبارها من بين المناطق التي تعرضت للإستغلال المكثف منذ بداية الإستعمار المباشر لسوس مما يستحيل معه الحصول على المياه الجوفية.

كان آخر مشوار لاحتلال أراضي سهل سوس هو احتلال الأراضي القريبة من سد أولوز من طرف الكومبرادور و الملاكين العقاريين ابتداء من سنة 2000 ، فقام النظام القائم بجميع الترتيبات لتسهيل احتلال أراضي الفلاحين الفقراء و استغلالها ، عبر ما خلف له الإستعمار المباشر من قوانين وضعها لتلك الغاية و على رأسها القنانون المشؤوم لسنة 1916 الخاص بما يسمى التحفيظ ، الذي عمل المستعمر على وضعه من أجل ضمان الشرعية القانونية لتملك أراضي الفلاحين الفقراء ، الذين قاوموا احتلال أراضيهم من طرف المعمرين الجدد الذين يلتجئون إلأى جميع الوسائل للسيطرة عليها بما فيها القمع و الإضطهاد كما هو الشأن بالنسبة لقضية الأستاذ عبد الله ناصر مع رئيس جماعة بأولاد برحيل و أحد الملاكين العقاريين ، الذي عمل على احتجازه منذ 2007 إلى أن تم كشف أمره يوم 18 أكتوبر 2011 عن طريق أحد أعوانه الذي زج به في السجن و الذي يؤكد على ضلوع مسؤولين كبار في القضاء بتارودانت في هذه القضية ، و كلنا نعلم كيف يتم تسخير القضاء بتارودانت و أكادير لاحتلال أراضي الفرحين الفقراء يسوس من طرف الكومبرادور و الملاكين العقاريين.

لقد تبخرت آمال رجال المقاومة و جيش التحرير أثناء مقاومة الإستعمار المباشر في استرجاع الأراضي التي استولى عليها تحالف الإستعمار المباشر و الإقطاع ، بعد أن ضربوا بالحديد و النار أركان هذا التحالف و ضربوا على أيدي كل أعوانهما في السهل و الجبال بسوس ، إلا أن تصفية جيش التحرير في 1960 و تمييع مفهوم المقاومة بعد إحداث مندوبية المقاومة ، و تفريغها من محتواها النضالي و التنكر للشهداء و تعويمها بأعوان تحالف الإستعمار المباشر و الإقطاع أحبط مشروع المقاومين و جيش التحرير في استرجاع هذه الأراضي إلى أصحابها الشرعيين ، فأصبح أبناء أعوان الإقطاع و الإستعمار في مركز السلطة كاستمرارية تاريخية للمشروع الإستعماري في امتلاك هذه الأراضي ، و بالتالي منحهم الشرعية القانونية من أجل مزيد من ابتلاع أراضي الفلاحين الفقراء بسوس ، و ضمنها الأراضي التي استولى عليها المعمرون بسوس و التي أسس بها مشاريعهم الرأسمالية ، و من بينها أراضي صوديا التي تم تفويتها للملاكين العقاريين الكبار و المعمرين القادمين من جديد تحت ذريعة الإستثمار .

و إلى جانب ابتلاع أراضي الجموع التي كانت في ملكية الفلاحين الفقراء ، فإن الفلاحين الصغار الذين يملكون أراضي فلاحية ذات مساحات صغيرة قد أصبحوا يفقدون أراضيهم ، التي يتم ابتلاعها من طرف الملاكين العقاريين الكبار الذين يستغلون الفرشة المائية بشكل مفرط بواسطة المضخات الكهربائية ، مما يساهم بشكل كبير في هبوط مستوى المياه الجوفية ، الشيء الذي يصعب معه الحصول على مياه الري من طرف الفلاحين الصغار ، مما يضعهم في موقع الإفلاس و يدفعهم إلى بيع أراضيهم للملاكين العقاريين الكبار بأبخس الأثمان ، هكذا يتحول الفلاحون الصغار إلى فلاحين فقراء و بالتالي يتحول أبناؤهم في أحسن الظروف إلى عمال و عاملات زراعيين ، ذلك ما لم تقبله عائلة عبد الله ناصر الذي قاوم اضطهاد رئيس الجماهة لعائلته طمعا في أراضيها مما جعله يسقط ضحية جشع الكومبرادور و الملاكين العقاريين بسوس.

و أصبحت أراضي الفلاحين الفقراء هدفا لتبييض ما تم نهبه من المال و الملك العام و ما تم ترويجه في المخدرات و الكحول و السلع المهربة ، و كانت قضية " الحاج ثابت " و " البولونجي " في بداية التسعينات من القرن 20 خير دليل على ذلك ، لما لهما من علاقة بعامل تارودانت و مدير ديوانه و بعض رؤساء الجماعات و ذوي النفوذ بالدولة آنذاك ، و هكذا نشأت طبقة بورجوازية كومبرادورية تستمد قوتها من النفوذ داخل البرلمان و الجماعات المحلية بدعم من السلطة المركزية للنظام القائم ، و تم ابتلاع الأراضي و تدمير الفرشة المائية و غابة أركان بالسهل و نهب المال العام و الملك العام ، عبر الفساد بالجماعات المحلية و إنشاء السدود على حساب ممتلكات الفلاحين الفقراء و تفقير الشرائح العريضة من الجماهير الشعبية بالإقليم ، و نشر القمع و الإضطهاد في أوساد الفلاحين الفقراء و الصغار و العاملات و العمال الزراعيين الذين يتم الزج بهم في السجون إلأى حد اختطتفهم و حجزهم كما وقع للأستاذ عبد الله ناصر.



#الحسين_السوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رسالة مصرية إلى أمريكا حول التدخل الإسرائيلي في سوريا
- توافق على خارطة طريق لحل الأزمة بين الدروز والحكومة السورية ...
- بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزة
- مطالب بوقف التمويل الحكومي لحزب -البديل- بعد تصنيفه -يمينيا ...
- مصر.. قرار من النيابة في اتهام البلوغر -رورو البلد- بنشر الف ...
- اقتحامات وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في جنين وطول ...
- بيسكوف يحدد هدف وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا بمناسبة ي ...
- ماسك يصف استبعاد القوى اليمينية من الانتخابات في دول أخرى با ...
- منظومات -Pantsir-S- تحمي سماء روسيا
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مربع تمركز للقوات الأوكرانية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين السوسي - آثار السياسة الفلاحية الطبقية على الفلاحين الفقراء بسوس