أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد الفاضل - العنف ضد المراه















المزيد.....

العنف ضد المراه


محمد الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 19:09
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


ما تزال العقلية المتخلفة التي تعتبر غير المختونات منحرفات جنسيا ولا هم لهن غير اشباع شبقهن ونزواتهن الجنسية تتحكم في جزء لا بأس به من مجتمعاتنا التي ماتزال أعضاء المرأة الحساسة فيها تشكل عقدة مزمنة للرجال يحاولون حلها باقتطاع أجزاء من الاعضاء التناسلية لطفلات صغيرات ويافعات بعمر الورود فها نحن نكتشف من خلال الاحصائيات المنشورة في اليوم العالمي لمكافحة ختان الاناث الذي يصادف اليوم ان هناك ثمانية ألاف حالة ختان للاناث يوميا فما تزال عدة دول عربية كموريتانيا والسودان ومصر والامارات العربية المتحدة تمارس تلك العادات القبيحة وما يزال موقف رجال الدين وفتارواهم متضاربة بشأن هذه العادة الوثنية الموروثة

تطلق اليونسيف صرختها السنوية في كل عام لمكافحة ختان الإناث ، إلا أنها تعترف بوجود 8 آلاف أنثي يتعرضن للختان يوميا ، أغلبهن من الفتيات الصغيرات في الدول الأفريقية مثل مصر و السودان و موريتانيا و البنين وبوركينافاسو والكاميرون وجمهورية وسط إفريقيا وكوديفوار وغامبيا وشمال غانا وغينيا وغينيا بيساو وكينيا ومالي وموريتانيا ونيجيريا وأوغندا والسنغال وسيراليون وتنزانيا والتوغو وتشاد وجيبوتي ووبعض مناطق إثيوبيا والصومال. ختان البنات عادة قديمة وبدائية ولا يعرف علي وجه التحديد مصدر انتشارها في العالم ففي حين يعزوها البعض الى موروث الحضارات العربية يذهب البعض الى ان أصلها نابع عن من الثقافات الزنجية التي امتزجت بالوثنية في وقت من الأوقات. ، و الثابت أنها عادة متأصلة من قبل ظهور الإسلام و لم يحرمها الاسلام و لم ينه عنها الرسول (ص) فقد اعتبرت عند الكثير "مكرمة " للبنت ، و على هذا الأساس انتشرت في العالم الإسلامي خاصة الإفريقي منه – وربما السبب هو تأصل هذة الممارسة من قبل الإسلام في تلك المنطقة ، فهي بالتأكيد ليس فريضة وإنما عادة اجتماعية مستندة الى عدم التحريم في الشرع ، وتقضي العملية في حد ذاتها بقطع جزء من البظر يتفاوت حجمه من مجتمع لآخر حتي إن البعض قد يذهب إلي حد قطعه من الشفرتين المحيطين بالفرج النسوي ، لتتحول الى عملية تشوية كامله للأعضاء التناسلية للمرأة أو الطفلة المختونة و قد تقضي على حياتها الجنسية المستقبلية و ربما تؤدي الى تدهو الصحة بشكل كامل و عام .

ففي الدول الافريقية مايزال ختان البنات يمثل ظاهرة اجتماعية متأصله سواء في صفوف العرب البرابرة أو الزنوج الأفارقه، و تصل في تلك المجتمعات الى %95 حيث تعتبر كوسيله لحماية الفتاة من النزوات الجنسيه وتمارس هذه العادة غالبا من طرف امرأة عجوز متخصصه في هذا الشأن تستخدم آلات شديدة البدائية كالشفرات غير المعقمه و أحيانا تستخدم قطع الزجاج لإجراء هذه الجراحه . كما تستخدم مواد غريبه لتعجيل اندمال الجرح مستحضره من العشب والتراب والرماد وبراز البقر وغيره ، و في أحسن الحالات يقوم حلاق القريه بإجراء هذا التدخل الجراحي للفتاة أو الطفله ، وتجري عملية الختان في مراحل شتي من العمر كوقت الولادة ومرحلة الطفولة والمراهقة وقبل الزواج مباشرة أو بعد ولادة الطفل الأول وذلك حسب المجتمعات وحسب الأجيال في المجتمع الواحد ، و قد تعاب المرأة الغير مختونة و تُنعت بأنها المنحرفه السلوك أو الماجنه و تتهم أن عدم الإختتان يؤدى بها الى حالة من الشبق و التعلق بالرجال والانجراف وراء الشهوات الجنسية ، فالختان ما يزال يُشكل جزءً اأساسيا من ثقافة المجتمعات في أفريقيا رغم الإحتجات الدولية و القرارات الحكومية و لكن الموروث الإجتماعي أقوى بكثير من أي قانون ، ففي غينيا مثلاً هناك قانون يجرِّم ختان البنات، صادر منذ أكثر من أربعين عام الا انه و منذ صدوره لم يتم تقديم أي جزَّار أو جَزَّارة بظور للمحاكمة ، وذلك وفقاً لما أشار إليه مركز حقوقي في نيويورك.

الآثار الصحية

الأثار التي تنتج هذة العملية متنوعة وتشمل الآلام الحادة غير مطاقة والشعور بالخوف والحزن، وقد تصاب المختونة أحيانا بصدمة نفسية شديدة ، ناهيك عن نزيف دموي قد يؤدي إلي الوفاة. كما أن إفراز البول علي الجرح الناجم عن الختان يؤدي إلي التهابات حادة والميل إلي الإحجام عن التبول بشكل لا إرادي، ويعتقد أخصائيو النساء أن قطع أجزاء من البظر في ظروف صحية مشبوهة قد يؤدي إلي مضاعفات معقدة تنتهي بالعقم أحيانا، فضلا عن احتمال تطور هذه الإصابات إلي أمراض أخري. كما أنة من الثابت الآن ان الختان يضعف من قدرة الفتاة علي الإحساس أثناء المعاشرة الجنسية وقد يتنهي تماما هذا الإحساس بالمعاشرة ، مما يؤدي إلي مضاعفات نفسية يصل احيانا الى مشاكل زوجية يصعب التغلب عليها. حيث تتولد مشاعر بالكآبة وعدم الثقة بالنفس عند الفتاة التي لا تجد مبتغاها من اللذة فتحس بالدونية والعجز عن بلوغ ما يصل إليه الآخرون. وهي مشاكل قد تقود في نهاية المطاف إلي الاكتئاب ثم الطلاق.

ختان الإناث في الخليج

كانت هذة العادة منتشرة في بعض مناطق الخليج ، و بالأخص في الامارت العربية التى ربما لم تنته فيها هذة الممارسة حتى الربع الأخير من القرن العشرين ، حيث تعتبر مكرمة للبنت الصغيرة و نوع من الطهارة ، من حين خلت قطر و البحرين من ممارسة ختان البنات ، إلا أنه قد انتشر في النصف الأول و حتى الستينات ، ظاهرة تزويج بنات الإمارات الى رجال دول الخليج الاخرى – حيث لم تكن الفوارق السياسية قد عرفت بعد بين الأهالي – و هذا جعل عددا من أطفال السعودية أو البحرين أو قطر لأمهات من الامارات ، و قد حرصت هؤلاء الإمهات على تمرير عادة ختان البنات الى بناتهن ، خلال زيارتهن الى الموطن الأصل ، ليتم خلال زيارة الأهل ختان أطفالها من الذكور و الإناث على حد سواء ، و هذا سر وجود المختونات في مناطق الخليج التى لم تمارس هذه العادة ، و على أي حال فالختان في الخليج و الذي توقف تلقائيا مع زيادة مستوى التعليم في المنطقة ، لم يكن حاداً و شرسا كما هو في أفريقيا ، حيث انه يعتمد على قص جزء صغير من البظرر ، و التداوي بالاعشاب المستخدمة حينها في تضميد الجروح عامة ، و يمكن أن نعزو عدم انتشار ختان الإناث في الخليج الى الوهابية التى لم تشجع هذة العادة و لم تمنعها في ذات الوقت .

في مصر

ربما هي الكاتبة نوال السعداوي التي كرست جهودا مضنيه للحديث عن هذا الألم الذي ما تزال تستشعرة رغم الشيخوخة ، و هي التي كتبت بالتفصل عن هذا الإجراء الذي اخضعت له و هي طفلة ، لتقف عند تفاصيل المشهد الدرامي متمثلاً في وجع الطفلة الجسدي و النفسي ، ومن هذة الحادثة التى تتكرر مئات المرات يومياً في أنحاء مصر ، ولدت نوال السعداوي كطبيبة أمرض نفسية لتحصى الآثار النفسية الواقعة على المرأة المصرية جراء الختان ، كما ولدت نوال ككاتبة لتصف لمن لا يعرف : ما هو ختان الإناث .

نوال السعداوى واحدة من آلاف بل ملايين السيدات المختونات في مصر ، حيث اعتبرت – كما في الدول الأفريقية – عادة مستحبة تعصم الفتاة من الوقوع في شرك الانحراف الأخلاقي ، هذا الخوف المبالغ على الأخلاقيات، أدي الى تراكم المعاناة بين السيدات من جيل الى جيل و بقناعة تامة من الجهات الرسمية مما حدى بمفتي مصر بالافتاء في بداية الثمانينيات من القرن الماضي الى وجوب أن تحضع السيدات المسلمات ممن يتقدمن بطلب الإقامة في مصر الي الإختتان ، اذ انه يريد أن تكون كل امرأة مسلمة تدخل الديار المصرية " مخنونة" ، وذلك لشدة قناعته الشخصية بضرورة الختان للبنات ، و لكن تلك الفتوى لم تجد صدىً عند المؤسسات الحكومية الاخرى لتصير مجرد فتوى تذهب أدراج الريح ، و في العام 1994 يصدر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر حينها ، يصدر كتابا بؤكد على شرعية ختان البنات و يجمع فية الأحاديث التي وصفها بالصحيحة لتثبت الإتجاه نحو شرعية هذة الممارسة ، و تبقي هذة الفتوى الموثقة أيضا كامنه في ادرج الأزهر ، و ربما كان السبب في هذا هو الجهود المكثفة التي تبذلها اليونسيف في محاولة القضاء على هذة الممارسة الخطيرة ، وربما كان لليونسيف مع الحكومة المصرية موقف ما أو عتاب ما ، أدى الى تجاهل تلك الفتاوى ، فها هو الأزهز ذاتة يصدر فتواة بعدم شرعية ممارسة ختان الإناث ، بل يعتبره بانه تعذيباً للطفلة / المرأة ، ليعود من الجديد الجدل بين علماء الأزهر حول هذا الأمر

هذا الجدل الذي ما يزال محتدماً و الذي ترتفع حدته و تنحفظ حسب حسب الضروف ، جعل الختان عادة مستمرة في بعض محافضات مصر حتى اليوم ، حتى أن نسبة المحتونان في محافضة قنا في صعيد مصر تصل الى 99% ، و حتي في قلب القاهرة و برغم منع الحكومة لهذة الممارسة الا على يد طبيب ، ما تزال الممارسة مستمراً بعيداً عن أعين الرقابة الحكومية ، ففي أواخر التسعينات ، بثت محطة CNN الأمريكية ، فلماً مصورا في احدى القري المصرية ، حيث يصور عملية ختان كامله لفتاة صغيرة تحاول المقاومة و لكنها لا تملك الا الاستسلام لقدرها ، هذا الفلم أثار موجة من الغضب في مصر ليس على استمرارية الممارسة و لكن على جرأة القناة في تخطي الحواجز و الإساءة الى سمعة مصر ، و كذلك الغضب العارم الذي انصب على المعيدة المصرية الشابة بالجامعة الامريكية و التي ساعدت و نظمت لتصوير الفيلم و أخراجه الى العلن ، و في العام 2007 تفجرت القضية مرة اخرى عندما فارقت طفلة مصرية في التاسعة من العمر ، فارقت الحياة أثر عملية ختان اجريت لها في عيادة طبيب ، و يرى ذاك الطبيب أن العائلة سوف تجري الختان سواء في عيادة طبية أو على يد " الداية " و هي القابلة التي تساعد في عمليات الولادة، و انها – اي الطفلة الضحية – لم تتجاوب مع المخدر المستخدم و ليس الاجراء الجراحي نفسة ، و تقوم مصر بمحاولات للحد من انتشار هذة العادة فأطلقت حملة تحت شعار قرية خالية من الختان في 60 بلدة مصرية و ذلك بمساعدة اليونسيف.

جهود اليونسيف

سابقا ، أعلن صندوق الامم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونسيف" أن هناك ثلاثة ملايين فتاة في افريقيا يتعرضن للختان بطريقة بشعة سنوياً الى جانب الآلاف من بنات المهاجرين في اوربا، واميركا ، واستراليا، وأكد الصندوق ان هذه الارقام المهولة ترجمت الى ان الطريق لا يزال طويلاً لاستئصال هذة العادة من المجتمات التي ما زالت تمارسها الشعوب دون تفكير في نتائجها ، وأشار الصندوق الى أن هناك ما بين 100 الى 140 مليون امرأة خضعن للختان وأن هذه العادة البشعة تعتبر من أشد أنواع انتهاكات حقوق الانسان، وفي هذا العام 2009 أعلنت مصادر الـ يونيسف أن أكثر من ثمانية آلاف فتاة على مستوى العالم يتعرضن يومياً لعمليات ختان• وقالت مصادر الفرع الألماني للمنظمة في برلين بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة ختان الاناث إن هذه العادة لا تزال منتشرة في 26 من الدول الأفريقية على الاقل رغم أنها تعتبر محظورة على نطاق واسع وأشارت ماريا نائب رئيس فرع المنظمة في ألمانيا فون فيلسر إلى أن ختان الاناث يعد خرقاً لحقوق الانسان حتى عندما يتم استخدام مشرط معقم بدلاً من قطع زجاج مكسور قذرة أو أمواس حلاقة ، وأضافت فون فيلسر أن حملات التوعية المختلفة ساعدت في زيادة درجة رفض هذه العادة المؤلمة والخطيرة على الحياة



#محمد_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد الفاضل - العنف ضد المراه