جدتي الحبيبه

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:15
المحور: الادب والفن
    

جدتي الحبيبه
رساله الي جدتي الحبيبه عبر السحاب عبر الايام ارسل لك سلامي حالما بذكريات الطفوله عندما كان صوتك الحنون وقلبك الرقيق يحضنني ويضمني صدرك في رفق وحب .. اهه ياجدتي كم من ايام مرت وسنين وذكراك باقيه قصصك الجميله وتراتيلك المملؤه حب لرب المجد وكيف كانت عيناك معلقه بالسماء وانتي تشدين بكلمات الشكر ... وقلبك الخاشع الذي كانت دقاته تتحد مع نسيم الهواء البارد في شرفه منزلك الواسع بالحب الكبير بكرمك ... اهه ياجدتي انني مازلت احلم بتلك اللحظات التي وعدتيني بها حين قلتي لي انه في يوم من الايام سوف يصير لك اولاد وبنات تحبهم وتنتظر قدومهم لكي يحضروا لك احفادك مثلما فعل والديك ... تذكرني يأبني حين قلت لك ان الدنيا ليست الا لحظات جميله ومتعه زائله وان اردت ان تحيا الي الابد ضم احفادك في حضنك واعطيهم امل في حياة افضل ... اجمل هديه تبقي العمر كله وتتخطي الموت ... هو الحب

اردت ان ابدئ مقالي القصير اليوم بتلك المقدمه التي اردت ان اشارك القارئ الكريم لكلمات الحكمه من فم انسانه انتقلت عن عالمنا منذ أمد طويل وتحققت كلماتها بأن من يزرع الحب يحصد الذكري الطيبه .

عالمنا بات عالم مخزي عالم جاف لايوجد به سلام ولاحب علي الرغم من ان العالم به وفره من كل شئ الا ان البغض و الكراهيه جعلنتا نشعر بان هذا العالم عالم ضيق بغيض كما ان هناك مايكفي لسد جوع وعطش العالم مازالت الاطفال تموت جوعا ودون رحمه في كل مناطق العالم التي يسيطر عليها التعصب و البغض ... اكلت نار العنصريه الحب وزرعت الكراهيه ... كنبات متسلق يخنق كل ماهو جميل في حياتنا ....

ذهبتي ياجدتي عن عالمنا وذهب السلام من العالم وباتت صيحات الالم وصيحات الكراهيه تدوي اكثر و اكثر ... علي الرغم من اني اتمني ان تكوني علي اتصال بعالمنا لكي تعرفي اين صرت وماانا به لكنني اتمني ان تري وجهي كما كان عندما كنت طفل ولاتري وجه مصر البغيض وكيف صارت واكلت نار الحقد و العنصريه قلبها ... أهه ياجدتي سامحيني فعالمك الذي تركتيه لنا لم نقدر ان نحافظ عليه عالم الحب و السلام صار عالم من الدم و البغض و الكراهيه ... الاشرار تملكوه وبسبب سكوتي وصمتي ابتلعوه .

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل