توحيد النضال و استقلالية حركة شباب 20 فبراير

طارق بن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد خرج الشعب المغربي يوم 20 فبراير 2011 بدعوة من حركة شباب 20 فبرابر التي تأسست على الفايس بوك من رحم هذا الشعب البطل,و التي سطرت أرضية مطلبية تتمشى مع تطلعات الشعب المغربي بمختلف أطيافه و فئاته,وكان من الطبيعي جدا أن يلبي أكثر من 80 في المئة من الشعب المغربي ,الذي يعاني من مختلف أنواع الاضطهاد و التجويع أمام تراجع مستوى الدخل و غلاء المعيشة و خوصصة القطعات العمومية الأساسية مثل الماء و الكهرباء و تردي القطعات الأخرى مثل قطاع التعليم و الصحة ,اضافة الى ارتفاع سياسات التي تهدف الى مزيد من الضغط على ذوي الدخل المحدود مثل زيادة الضرائب,العمل بالعقود,و كل هذا و تنامي ضاهرة الفساد الاداري ,الرشوة , الزبونية,و كذلك الفساد الأخلاقي مثل كثرة المومسات و ازدياد السياحة الجنسية,بسكوة و تعاون مطلق من المخزن,و بالتالي الشعب يعاني و يلات سياسات هذا النضام من قمع للحريات العامة,حرية التعبير,حرية تعلم اللغة الأم,و ينقض على كل المناضلين الشرفاء لسجنهم , وبخلاصة القول ان الشعب المغربي خرج ليعبر عن مدى سخطه على الحالة التي يعيش فيها و عن سقوط دور الأحزاب التي لم تعد أو لم تمثله في يوم من الأيام.الرهان اليوم بعد مرور شهور من التضاهر الأسبوعي في الشارع العام, الرهان يكمل في كيفية العمل و ترتيب البيت الداخلي للحركة في أفق توحيد كل النضلات الشعبية من حركة المعطلين الى باقي روافد التحرر الوطني,اذا علمنا أن مطالب الحركة هي مطالب الشعب ككل تتلاشى فيها كل المطالب الأخرى ,هذا يستدعي منا أن نفكر كعقل واحد ,و طبعا المخزن يحاول جاهدا تشتيت النضالات ,لان اذا توحدت سيكون مجبر للاستجابة لمطالب الحركة, أو سيخاطر و يتعنت, و أن ذاك سيكون لشعب مطلب تصعيدي مامدام هذا النضام لا يستجيب لمطالبه, و سيكوم طبعا مطلب اسقاط النضام, وهذا لن يحدث ما لم يستوعب كل الشرفاء أنه وحده توحيد النضالات من سيحقق المطالب,و طبعا المخزن يحاول جاهدا من خلال أحزابه أن يسيطر على الحركة من خلال شباب متحزب يكونون تكتلات من داخل الحركة لتوجيه الحركة الى غير مسارها الصحيح,لذا نركز على استقلالية الحركة,أي أن من يقرر في الحركة يجب أن يكون شباب مستقلين شرفاء,هذا لا يعني اقصاء الأحزاب , بل للأحزاب و شيببتها أن تكون من الهيئات الداعمة,و كل الأحزاب الشريفة ستتفهم الوضع اذا كانت حقا تريد الخير لهذا الشعب و ستعمل من موقعها لدعم الحركة لا على المستوى الميداني بالحضور في الأشكال النضالية ,أو على المستوى الاعلامي و غير ذالك,هذه أمور على ما أعتقد واضحة لكل مناضل تقدمي من داخل أي حزب.
اليوم نواجه الدعاية المخزنية بواسطة منابره الاعلامية و كذلك أذايله ,و كل مخطاته تسعى جاهدا الى تنويم الشعب و اسكاته,يعمل ليل نهار من أجل تحريف نضالات الحركة,لاكن أمام الشروط القاهرة التي يعيشها لشعب المغربي لم يتمكن من اخماد نرانه التي ما زالت تشتعل,لذا اليوم و أكثر من أي وقت مضى نختاج الى توحيد نضلاتنا,فالحركات الاحتجاجية المتواجدة في الشارع الى جانب حركة شباب 20فبراير,هي حركة المعطلين التي تطالب بحق الشغل و التنضيم و هذا مطلب واحد فقط من مطالب الشعب, و منراه اليوم أن حركة المعطالين ازداد عدد المنخرطين فيها وبشكل كبير هذا ما يجعل النضام يحاول من جهة عزلها عن نضالت الشعب ,و من جهة ينهج معها سياسات التلاعب و الوعود الكاذبة و ينزل عليها القمع اذا أصرت على مطالبها,باعتبار هم أقلية من الشعب ,و باعتبار أنه استطاع عزلها عن الشعب,لذا النضام لن يستجيب لمطالبها و يسعى لاختراقها و تشتيتها من الداخل, و هذا غير مستبعد,لذا باعتبار حركة المعطلين حركة تقدمية لديها اليوم قرار حاسم يجب أن تتخذه اما الانغراس في الجماهير تحت مطالب حركة شباب 20 فبراير و اما الأسوء, و تكون بذلك قد قتلت نفسها بنفسها, و ساهت مع المخزن من حيث لا تدري في تشتيت النضال و خدمت مصالحه, و هذا ينطبق على باقي الحركات التقدمية , و هنا دعوة الى تفعيل هذا المبدأ على أرض الواقع.
الشعب المغربي لن يرتاح الى بتحقيق العدالة الاجتماعية الكرامة الحرية,القضاء على الفساد و محاسبة المفسدين ,محاسبة من ارتكب الجراءم في حقه.ان من يقول أن الحراك الشعبي سيتوقف فهو متوهم ,فكل الشروط الموضوعية موجودة, تبقى المهمة التاريخية على كل المناضلين الشرفاء لسير قدما بهذا الشعب الى الديمقراطية الحقيقية و وطن يتسع للجميع تتقاسم ثروته بين كل أبناءه.

#طارق_بن_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل