أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فايز صلاح أبو شمالة - البيعة والنكوص لدى مروان البرغوثي















المزيد.....

البيعة والنكوص لدى مروان البرغوثي


فايز صلاح أبو شمالة

الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 08:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


البيعة والنكوص لدى مروان البرغوثي
هل كانت تصريحات السيد محمود عباس سبباً ؟؟
د. فايز صلاح أبو شمالة
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
للوهلة الأولى التي سمع فيها كل مهتم بالشأن الفلسطيني عن عودة مروان البرغوثي للمنافسة على كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية راح يفتش عن السبب! لقد أعطى الرجل موقفاً أثنى عليه كل عاقل، وترك مرحلة سياسية تعبر من أمام مرايا قضبان السجن، فماذا الذي حدث من البيعة حتى العودة، والذي غير الرجل؟
لا أصدق أن قضايا شخصية، ورهبة السجن، والبحث عن إفراج مبكر، وحب البروز، والبحث عن المكاسب، وما شابه ذلك من ألفاظ يرددها بعض الكارهين أو الموالين، فمن أعطى من عمره، أو أعطى من ولده، أو أعطى من ماله، أو أعطى من نفسه ووقته وبيته وشجره، يفهم ويتفهم معاني العطاء ولذته ـ راجعوا في ذلك كل من أعطى ـ أما من تعود الأخذ حتى من الشهداء والسجناء؛ فإنه يستكثر أن يجد على هذه الأرض من يعطي بلا مقابل، ويستهجن أن يرى من لا زال قابضاَ على المبادئ كالجمر، وعلى أهبة الاستعداد للعطاء دون أن ينتظر حتى كلمة شكر من أحد مهما كان، لأن النفوس مفطورة على ما تمارسه ولو كانت الشفاه مفطومة عما تشتهيه!
ولا يعقل أن يكون مروان قد أقدم على هذه الخطوة التي ستكبر نارها كل يوم، ويتسع مدى أوارها وتأثيرها كلما اقتربنا من يوم الفصل، حتى يذيب لهيبها لوح الجليد الفاصل بين الماء وبين الحياة، لا يعقل أن يكون قد تصرف الرجل بفجاجة وطيش دون أن يكون قد درس وتفكر وهو في قعر البئر السحيقة من الزنزانة الإسرائيلية؛ الآثار الإيجابية والسلبية لمثل هكذا خطوة، ومدى ردة فعل الملتفين حوله والمؤيدين له، ومدى غضب الكارهين له وتكشيرهم عن أنيابهم، ومن ثم انعكاس ذلك على مستقبله السياسي الشخصي، وعلى مستقبل الحركة التي ينتمي لها، وبالتالي على مجمل القضية الفلسطينية.
لقد قلّبت معظم التصريحات السياسية للمسئولين الفلسطينيين التي سبقت إعلان مروان ترشيح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية، وقد يكون لها تأثير على الرجل؛ فما وجدت ذا شأن سوى تصريح السيد محمود عباس(أبو مازن) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ونظير مروان البرغوثي في التنافس على الرئاسة، الذي أدلى لصحيفة المصور المصرية بحديث فيه من غرابة الطرح، والتساهل التفاوضي المبكر ما يلفت الأنظار، ويأخذ بتلابيب الدهشة، لاسيما ما تعلق منها بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين، إذ قال: "سنضع القرار 194 (للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة أو التعويض) على طاولة المفاوضات، لنناقشه بهدف الوصول إلى اتفاق في المفاهيم يحظى بتأييد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
أولاً: ما مضمون التمسك بالثوابت الفلسطينية، وقد أعطى الرجل لإسرائيل حق تعديل وتغيير القرار 194دون مقابل، أو كما يقال: جلس على فراش المصالحة وطوى بساط الثوابت؛ لقد كان القرار 194 نتيجة نقاش مستفيض في الأمم المتحدة، وهو من تاريخ صدوره صالح للتطبيق لا للنقاش، رغم مماطلة إسرائيل، ورغم سوء تقدير الموقف من الزعماء العرب في حينه، أما اليوم فليس من حق السيد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أن يعفي إسرائيل مبكراً من تطبيق القرار دون ثمن؛ ففي ذلك مؤشر غير مريح، ويدعو للتنبه قبل أن يبدأ التفاوض، وهنا، قد يقول البعض: أنك واهم في تحقيق القرار عن طريق التفاوض، ووفق موازين القوى الراهنة، كأنك خارج الزمان وتقلباته، أقول: تفاوضوا على كل شيء، واتركوا هذا الشأن دون تفاوض، اتركوه للزمن ينسينا إياه، أو ينسانا الزمن دون أن ننساه.
ثانياً: ليس لدى الرجل مانع من إجراء مفاوضات رسمية وغير رسمية؛ إنه يمد يدنا بيضاء إلى إسرائيل للتفاوض الرسمي أو غير الرسمي في هذه المرحلة، وهذا أيضاً لصالح إسرائيل التي طالما أذاقتنا المر من التفاوض غير الرسمي، فكم من ليلة نام شعبنا على قول لا إلة إلا الله، لنستيقظ في الصباح على قول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ مما توصل إليه التفاوض غير الرسمي!! فما الداعي للتفاوض غير الرسمي الذي تذوقنا المر من ثمرة لعشرات السنين، وأمامنا العالم ينشدُ لنا الاستقرار، وينشدّ إلى منطقتنا الصغيرة الضيقة لمصلحة دول عالم المعنية بالمنطقة ذاتها، وهذه ورقة تفاوض لا يجوز لأحد التفريط بها، ليكن التفاوض رسمي وعلني وصريح وأمام الشهود، فلا يخجل ذلك، ولا يخيف، وجميعنا نتفهم موازين القوى، والقطب الواحد، والحقبة التاريخية، والواقعية، وما غير ذلك من مصطلحات باتت تشرب مع كأس شاي الصباح.
ترى هل كانت هذه التصريحات سبباً لكي يرشح مروان الرغوثي نفسه للرئاسة، ويبدأ مرحلة من الصراع الداخلي تحكمه المواقف السياسية، لا الأغراض الشخصية لفئة، أو لمجموعة منتفعين؟
ربما أكون مخطئاً، وربما أكون بشكل غير مباشر قد أصبت، وربما تكون أسبابٌ أخرى لم تظهر للعلن حتى الآن، وما زالت في صدر الرجل الذي تحجبنا عنه أشواك وأسوار وجدران وقضبان وسجان، وهو في مكان ومكانة لا يستحق معها كل هذا الهجوم من البعض، فلم يدخل مروان من شباك الثورة، ولم يرشح نفسه وهو يجلس في خمارة القط الأسود، أو في غرف العار، ولا رشح نفسه وهو في بورصة تل أبيب، أو في كازينو أريحا، مروان البرغوثي دخل حلبة التنافس الشريف من خلال صندوق الاقتراع، يلجأ للشعب الفلسطيني كي يحكم عليه وعلى غيره، مروان لم يقل كلمة سوء بحق أحد، ولم يقد انقلاباً عسكرياً، ولم يعلن تمرداً في قواعد السجن العسكرية، ولم يقسم المجتمع إلى ولاءات وأطياف، مروان من داخل غرفته في السجن الإسرائيلي يمارس حقاً ديمقراطياُ مثله مثل أبي مازن وغيره، بل بهذه الطريقة يتمم قواعد الديمقراطية التي يجب أن نعتز بها، ونفتخر أمام العالم بأننا نمارس حقنا الديمقراطي دون وجل أو طمع، وبذلك نفتتح مدرسة الانتخابات الشريفة النظيفة أمام العالم العربي الذي يفوز رؤساؤه بنسب تفوق 90% ، أما نحن الفلسطينيين، فيكفي أن يفوز رئيس سلطتنا الفلسطينية بنسبة 51% كي تحترم الأقلية رأي الأغلبية، حتى الموعد القادم لانتخابات الذي حدده القانون بأربع سنوات فقط.
إن مروان البرغوثي فرعٌ أخضرٌ من شجرة الثورة، وهو من صلب هذا الوطن رغم اجتهاده، يخوض انتخابات شرعية؛ فلو واصل المشوار فهذا حقه، وليس له على شركاء الدم والمصير غير التقدير والاحترام، وإن اختلفوا معه، ومن حقه أن يختبر مدى تأييد مجتمعنا الفلسطيني لأمثال مروان، ممن لا يبخلون على الوطن بالنفس والروح، ولو تراجع في اللحظة الأخيرة عن ترشيح نفسه على ضوء بعض الاتصالات التنظيمية، والوعود الداخلية، فإن ذلك لا يلغي بعض الأسئلة التي ما زالت تحتاج إلى إجابة في هذا الشأن:
فمن الذي وقف ضد مروان البرغوثي قبل دخوله السجن، وحاك ضده المؤامرات؟ ومن الذي فرح في سره، وفي مجالسه الخاصة لاعتقال مروان البرغوثي؟ ومن أولئك الذين سيوجعهم مروان البرغوثي لو عاد من السجن إلى الحياة السياسية شامخاً ؟ ومن هم أولئك الذين تطيب لهم تقلبات المرحلة السياسية، يتلونون مع ألوانها، ويتلطفون مع أطيافها، ويفصلون من قماشها ثوب الوطن وفق هواهم، ويحيكون مستقبلنا وفق مزاجهم، ويلبسون منه ما يتناسب مع مكاسبهم ومصالحهم، ويلقون علينا ما بلي من ثوب لا يستر عورة أحد لسنوات العجاف السياسي القادمة؟



#فايز_صلاح_أبو_شمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الخطيئة في قيادة وطنية موحدة
- نريد رئيساً من صراط مستقيم ولا نريد دولة من عصف رجيم
- ينام الشوق على وسادة الشعر لدى الشاعرة مرح البقاعي


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فايز صلاح أبو شمالة - البيعة والنكوص لدى مروان البرغوثي