أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عثمان الزياني - -يوم الجمعة- تاريخ وأد رموز الاستبداد العربي














المزيد.....

-يوم الجمعة- تاريخ وأد رموز الاستبداد العربي


عثمان الزياني

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انه يوم ليس كباقي الأيام بتفرده وفرادته،يوم الاحتفاء والاحتفال برحيل الزعيم وبزوغ فجر الحرية،يوم ثار الشباب وأخذوا ثأرهم من حاكمين ظالمين ، حاكمين مستبدين لم تقيدهم أسيجة أخلاقية ولم تسعفهم وتمهلهم قيود قانونية في التكابر والتفاخر والتحايل على شعبيهما،ونهب ثرواتهما ومقدراتهما واسقائهما الهوان والمذلة،فكانت المحصلة صناعة الجوع وإفقار الشعب ونزعه كينونته وأدميته وصولا به إلى الحضيض والقاع.
"جمعة الغضب،جمعة الرحيل،جمعة التحدي"،معادلة أثثت مفاصل وأضلع الثورة المصرية،إنها الجمعة الغير العادية في تاريخ الزمن السياسي التونسي و المصري والعربي أيضا ،يوم سقوط الطاغية ،الدكتاتور،المستبد،إنها جمعة هروب الرئيس في تونس،جمعة تنحي الرئيس في مصر،إنها جمعة تشكل زمن جديد ملؤه التغيير أركانه الحرية والانعتاق ،الجمعة التي أسقطت كل الأطروحات الغربية المحبذة للتغيير من الخارج،ومكمن العلاج أن الشعب هو صانع التغيير الجذري ضدا حتى على كل المسكنات الإصلاحية التدريجية،ليترك للشعب أن يحدد مصيره ،وعلى قدر مباركة الغرب للحدث بنفاقه المعتاد ،فهو يوم في مكمنه يشكل صدمة وصعقة كهربائية لهم والخوف طبعا من المعادلات الإقليمية الجديدة في المنطقة وتعزيز حلف القوى العربية الممانعة والرافضة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والخوف من حدوث انقلاب على معاهدة السلام مع إسرائيل،وبالتالي زعزعة استقرارها ،بفعل رحيل خديمها وعميلها البار،انه غدر السلطة وضريبة الاستكبار على الشعوب.
فيوم الجمعة شكل نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة تثوي بين ثناياها العديد من الرهانات السياسية المجتمعية على المستوى العربي ،يوم الجمعة شكل محور الحديث بالنسبة "للفايسبوكيين"وجعله موعد المسيرات المليونية ،للتعبير والتكاثف وتوحيد الشعب المصري بمختلف مشاربه وتشكيلاته،فارتفعت الأصوات والحناجر مرددة "الشعب يريد إسقاط النظام"،وما أعقب ذلك من تعبئة وشحن للمواطنين من أن الانتفاض ضد النظام يعتبر واجبا دينيا على شاكلة تحرير مصر من أيدي نظام فاسد وكافر كان يقدم بشكل دائم آيات الولاء والوفاء لاملاءات واشنطن وإسرائيل،وكأن الأمر يتعلق بالخارجين عن دار الإسلام/الكفار،فقد كثر التكبير والصلاة والابتهالات والتضرع إلى الله لكي يخلصهم من الطاغية وجبروته،وقد كان الإمام يخطب وهو يشبه إسقاط النظام بمثابة حرب النبي موسى على فرعون ،فكانت الاستجابة وتحقيق المراد والمبتغى،يوم برهن للتاريخ الإنساني كله أن قوة الشعوب هي الأقوى والأبقى.
ومن محاسن يوم الجمعة بحدثه التاريخي انه استطاع ان يشكل الجامع بين كل الشعوب العربية في الاحتفال بالنصر معبرا عن وجود وجدان مشترك في شكل انقلاب على الاستبداد ولان هناك قواسم مشتركة بين هذه الشعوب في كونها ترزح تحت نفس السلطوية ،وهي تمني النفس في الانعتاق وحصول ما حصل في مصر،لان التركيبة النفسية والشخصية للإنسان العربي بصفة عامة تتشابه كثيرا في علاقتها مع الأنظمة،والأكيد أن الخروج إلى الفضاء العمومي ومشاركة فرحة الشعب المصري وحتى التونسي يعبر في مكنونه عن الرغبة في التمرد عن الوضع السائد واللحاق بركب هذين الشعبين.
إن يوم الجمعة بدون شك أضحى موضع التفاؤل به من الشعوب العربية،تيمنا به في إحداث قطيعة مع ماض سلطوي سليب،وبالمقابل غدى نذير شؤم للحكام العرب الابديون اللذين استهوتهم نشوة السلطة وأذهبت بعقولهم إلى حد الانصهار فيها و الخضوع لموجباتها الاستيلابية المرضية،وأصبحت الكراسي "توائم" الروح لدرجة من الصعوبة زحزحتهم من عليها،واستحلوا الجلوس عليها ،فيحدث الحاكم العربي نوعا من الزواج الكاثوليكي معها وهو الزواج الذي لا يقبل الطلاق والانفصال،والغريب في الأمر أن تتماثل سيناريوهات الإطاحة بالنظامين وباعتماد نفس الأدوات والمسلكيات مع الاختلاف في طريقة الإسقاط والإطاحة المتراوحة بين التنحي والهروب،فهل سيأتي فيه اليوم الذي سنسمع فيه تم إلغاء يوم الجمعة من أيام الأسبوع واستبداله بيوم آخر يرمز للخلود والمكوث الأزلي للحاكم العربي في السلطة؟ أم أن أيام الجمعة ستتلاحق وتفعل فعلها وتلحق بالباقي؟، وبالتالي سيظل يوم الجمعة عيد الاحتفاء بالحرية والتحرر من الأنظمة العربية الاستبدادية ،لترتسم في الأذهان على المدى القريب والبعيد وللأجيال الصاعدة والقادمة تميمة "حدث في هذا اليوم"أو "يحكى أنه بتاريخ"
انه يوم سيتداول بين الناس وسيشكل حتما قبلة لشحن الجماهير العربية للثورة والانتفاض والاحتجاج،وهو يوم لكسب حسنات الدنيا والآخرة بفعل الجهر بالحق وتغيير المنكر و إرساء دعائم جديدة للمنظومة العلائقية بين الدولة والمواطن في الوطن العربي والانطلاق نحو العيش بكرامة .وتحطيم مفاصل الدولة السلطوية العربية،ذلك أن العديد من الدول ستلجأ حتما إلى التغيير بذاتها درءا لوقوع أي انتفاضة أو ثورة.
+أستاذ جامعي ،المغرب



#عثمان_الزياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب المغربية وحرب التزكيات
- تناقضات النقاش الدستوري في المغرب


المزيد.....




- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...
- إنقاذ 6 واستمرار البحث عن 15 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون ف ...
- واشنطن تطالب هارفارد بسجلات المشاركين في احتجاجات غزة
- أمريكا: الحوثيون اختطفوا ناجين من طاقم السفينة -إترنيتي سي- ...
- حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة -لكن ليس بأي ثمن-
- كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟
- البرازيل تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد إعلان ترامب دعم ...
- تعرّف على الجانب الأجمل من إيطاليا الذي يجهله السياح


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عثمان الزياني - -يوم الجمعة- تاريخ وأد رموز الاستبداد العربي