أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عبد المعبود - الغرب ... يسرق جوهر الإسلام















المزيد.....

الغرب ... يسرق جوهر الإسلام


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 01:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الغرب .. يسرق جوهر الإسلام
هناك بعض المفاهيم الدينية الخاطئة والغريبة والمنسوبة إلى الدين ، وهي ليست من الدين ، والدين منها براء ، خاصة التي تتعلق بنظام الحكم ، وإدارة الدولة في منطقتنا العربية ، والأمة الإسلامية .
فكثير من ممارسات الحكام بعيدا عن العقائد ، وبعيدا عن العبادات ، ما هي إلا نوع من الدجل السياسي المتستر بالزي الديني بدءا من كهنة الفرعون ، ومرورا بكهنة بني أمية وإلى الآن يمارس الحكام كل أساليب الاستبداد والظلم والطغيان تحت ستار الدين الذي ظلم من الحكام ، ومن أصحاب المصالح كهنة كل العصور .
ولأن الناس على دين ملوكهم ، ونظرا لتنامي دور الكهنة ، ونظرا لطول مدة الاستبداد التي تعدت القرون والقرون التبس الأمر وأصبح الكثير منا لا يستطيع أن يفرق بين الكفر والبغي ، ولا ما بين الوحي والرأي ، ولا ما هو ديني وما هو سياسي .
وبفضل ورثة الاستبداد وهم كثير من المنتسبين إلى : الوهابية ، أو السلفية ، أو الإخوان ، أو التيارات الدينية ، أوالجهادية تحولت كل المتواترات والمرويات إلى نصوص مقدسة قداسة النص الإلهي ، ولا فرق بين وحي السماء وقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقول الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، ولا قول الصحابة رضوان الله عليهم وقول أئمة الفقه نفعنا الله بعلمهم ، ولا قول الأئمة وقول تلاميذهم ، جميعه نص مقدس ولا اجتهاد مع النص .
حتى الأحاديث النبوية الشريفة يروونها لنا على أنها أحكام سواء كانت هذه الأحاديث صحيحة أو ضعيفة أو غريبة ، ولا فرق بين ما رويت للترغيب وما رويت للترهيب .
إذا تكلمت عن العلمانية باعتبارها احترام للعلم ، والعقل ، والدين وهذا لا يتعارض مع جوهر الدين لأن كثير من الآيات القرآنية حثت على العلم واحترام العقل ، وأول ما نزل من القرآن الكريم : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) صدق الله العظيم ، وفي بداية سورة القلم بدأت الآيات بقوله تبارك وتعالى : ( ن والقلم وما يسطرون ) وأن هناك آيات كثيرة تدعوا للتأمل والتفكر والتدبر وكلها أمور عقلية : ( أفلا يتفكرون ، أفلا يتدبرون ، افلا يعقلون ) قالوا : إن العلمانية كفر بواح ومن يدعو بها ، أو يروج لها ، أو حتى يتكلم عنها كافر ، لأن العلمانية تنادي بفصل الدين عن الحياة لا عن الدولة ، وأن العلمانية تقصر دور الدين على آداء الشعائر الدينية داخل المساجد والمعابد فقط ، وساقوا إليك بعض المواقف الأوروبية من الكنيسة ، وما نحن بأوروبيين ولا كنسيين ، واستشهدوا على صحة موقفهم ببعض الآيات واستخدموها في غير موضعها لتوظيفها لتخدم على مذاهبهم وأرائهم .
وإذا قلت لهم أن هؤلاء الذين تزعمون أي أهل الفرنجة وبلاد الشرك قد وصلوا إلى مرحلة تفوقنا بكثير من التقدم والتحضر والرقي والسمو الأخلاقي الذي افتقدناه في بيئتنا العربية وأمتنا الإسلامية قالوا بلا خجل أنهم أخذوا المنهج الإسلامي أساسا لبناء حضارتهم وسموهم الأخلاقي ، وأنهم يطبقون تعاليم الإسلام دون أن يدينون به ، وأننا قد تركنا ديننا ، واتبعنا الغرب الكافر الفاجر ، ودون أن يدري بعضهم يستشهد بقول الإمام " محمد عبده " في أهل الفرنجة : ( ذهبت إلى هناك فوجدت إسلاما بغير مسلمين ووجدت هنا مسلمين بغير إسلام ) ، وفي ما يزعمون تناقض غريب وعجيب :
فكيف لهؤلاء الذين زعمتم أنهم كفار مشركون أن يأخذوا بتعاليم الدين الإسلامي وهم كما وصفتم ضد الدين المسيحي وبالتالي فهم أشد عداوة للدين الإسلامي .
كما أن قول الإمام لم يكن ترسيخا للمفاهيم الخاطئة التي تؤسس للتخلف والقهر والاستبداد ، وإنما هو مدح في جوهر الإسلام الذي يدعو إلى العدل والحرية والإخاء والمساواة ، وحث لأهل الشرق على العلم ، وإعمال العقل في الأخذ بأسباب التقدم والتحضر والرقي والسمو الأخلاقي ، وكلها أمور يحث عليها الإسلام .
ألم تعرفوا يا سادة أنه عار عليكم أن تقولوا عن الذين ناصبتموهم العداء لكفرهم وشركهم أنهم أخذوا المنهج الإسلامي أساسا لحضارتهم ويطبقون تعاليم الإسلام دون أن يدينون به وكان الأولى بكم أن تتبعوا المنهج الإسلامي ، وتطبقوا تعاليم الإسلام ، وتعضوا عليها بالنواجز ، أم منعكم مانع ؟ .
وإذا تحدثت عن الديمقراطية باعتبارها اجتهاد بشري لا يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أقره الإسلام بما يضمن تداول السلطة وعدم احتكارها أو اختزالها في فرد أو جماعة ، وفي هذا تجفيف لمنابع القهر والاستبداد المسبب للجهل والتخلف والفقر والجوع والحرمان ومؤدى ذلك ظلم واضطهاد وتردي أخلاقي ، وبما يضمن الحرية وتشجيع الانطلاق والإبداع والتقدم والرقي ومؤدى ذلك عدل ومساواة وسمو اخلاقي ؛ انطلقت في وجهك مدافع السب ، وصواريخ الإهانة واتهامك بأنك شيطان من الشياطين الداعية للكفر والإلحاد ، وبأنك متشبه بأهل الشرك ، لأن الديمقراطية اختراع شيطاني من اختراعات الشرك لأهل الفرنجة ، وأن الإسلام لا يعرف إلا الشورى ، ولا يعترف بما اخترعه الشيطان الأوروبي وأسماه الديمقراطية .
وإذا حاولت التفاهم وقلت أن هؤلاء الشياطين قدموا للبشرية من أسباب النعيم والرفاهية ما لم نقدمه نحن بل استخدمناه ، واستفدنا به حتى اصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنه مثل الأجهزة الكهربية واللألكترونية ، وعالم التكنولوجيا الرهيب أخرها الكمبيوتر ، والمحمول ، والإنترنت ، قالوا لك بلا تردد ، ولا خجل : ( أن الله تعالى سخرهم وسخر علمهم لإنتاج ما نحتاج إليه من أسباب النعيم والرفاهية ) ، وكأنه قد حكم علينا بالجهل والتخلف ، وأن نظل مستهلكين غير منتجين لأي نوع من الإنتاج ، غير عابئين بنظرة العالم لنا ، ولا بوضعنا المتردي ، ولا بحالتنا المزرية ، منتهى التناقض .
والويل كل الويل لك إذا تكلمت عن الليبرالية باعتبارها مناخ داعم للحريات ، وتعالج أخطاء الديمقراطية ، لأن من يأتي إلى الحكم عن طريق الديمقراطية هو من يحوز على ثقة الأغلبية التي تسعى لتحقيق مصالحها بمجرد الوصول إلى الحكم ، وهنا يكون الخطر على الأقليات التي لاتستطيع الحصول على الأغلبية التي تمكنها من الوصول إلى الحكم لتحقيق مصالحها ، فالليبرالية مناخ ضامن لحقوق الأقليات في ظل حكم الأغلبية . فإذا قلت بذلك اتهمت في شرفك ، وفي عفتك ، وأخرجوك من ملة الإسلام وأي ملة دينية ، لأنهم يزعمون أن الليبرالية تدعو إلى الحرية المطلقة ، أي أنها تدعو إلى الكفر والإلحاد ، والشذوذ وزواج المثل ، وإلى مثل هذه الخرافات ، وأدخلوك في تفسيرات لكلمات ومصطلحات مثل " الليبرالزم" وغيرها من المصطلحات والتفسيرات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
وإذا قلت أن لكل مجتمع ثقافته ، وعاداته ، وتقاليده المقيدة والمحددة للحريات المسموح بها ، ولا يمكن باي حال من الأحوال أن تفهم الحرية في مجتمعاتنا الشرقية أنها تعني ما يدعون من شذوذ وزواج المثل بصرف النظر عن أن المجتمعات الشرقية متدينة أم لا ، وإذا كان في المجتمعات الغربية هناك من ينادي بالشذوذ فذلك يرجع لثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده ولا علاقة لليبرالية بذلك ، واجهوك بقنابل الكفر وشظايا الإلحاد ، وأصروا واستكبروا استكبارا ، فهم لا يسمعون ، ولا يقرأون ، وإذا سمعوا لا يعون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، ورحم الله " هند بنت عتبة " حينما ذهبت مع صويحباتها إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ليعلن إسلامهن ، ويشهدن : ( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فأمرهن ( صلى الله عليه وسلم ) : "أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين " انتفضت "هند" وقالت : " أو تزني الحرة " . وتأمل معي " أوتزني الحرة " وتأمل معناها ، وتمعن في مغزاها وفي ذلك أكبر دليل على أن الحرية لا تعني الانحراف أو الشذوذ .
ولا أجد تناقضا في فكر هؤلاء أكبر من ما سمعته من شاب في عمر أبنائي ، فقد حكى أمامي طرفة صغيرة الكلمات كبيرة المعنى : ( نزل الشيخ من سيارته الألماني ، يرتدي حلة فرنساوي ، ودخل قصره وأضاء المصباح الكهربي بواسطة مفتاح الكهرباء الإيطالي ، وجلس على المكتب الأسباني ، وقام بتشغيل الكمبيوتر الأمريكاني ، وعلى صفحة الفيس بوك كتب يقول : هيا نقاطع منتجات الغرب الكافر ) .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتفاف على الثورة .. والعزف على نغمة فلنعطه فرصة
- نظام مبارك ... وحرامي الحلة !!
- مصر 25 يناير إلى أين ؟!!
- هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟!!
- مرشحو مجلس الشعب القادم بين جنة الدنيا وجنة الآخرة
- ماذا لو وافق حكام العرب السادات ؟
- مبارك .. الدكتاتور المسكين
- أمراء البترول يدافعون عن كراسي الاستبداد
- سرقة الآثار المصرية .. وبروبجندا الحزب الوطني
- لماذا لا ترحل حكومة شفيق ؟!
- دم شهداء ثورة 25 يناير في رقاب المتفاوضين
- مبارك المخلوع .... يمارس الإرهاب ببجاحة وينشر الفوضى !!
- هل مات بو عزيزي .... كافرا ؟ !
- من تونس الخضراء .... انتهى الدرس !!.
- النظم الاستبدادية لاتنتج ... إلا الإرهاب !
- ولتكن بداية .... لرحيل الحزب الوطني
- ما الفرق بين نظام جباجبو والنظام المصري !!!
- السلفية الدينية والسلفية السياسية
- ليس دفاعا عن وزير التعليم .. ولكن حبا في مصر المحروسة
- جودة التعليم ...رؤية نقدية وكلام في الجودة


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عبد المعبود - الغرب ... يسرق جوهر الإسلام