أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إسحاق الشيخ يعقوب - وَمْضُ يوسف !














المزيد.....

وَمْضُ يوسف !


إسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 10:24
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تفتحت عيني عليه … وفي يده كتاب … فتعلّمت كيف أمسك بالكتاب … أكانت الحياة عندنا يوم ذاك كتاب … أكنا نجيد الامساك بكتاب … أكان الخيار خيارنا أي كتاب ؟!


الحياة قراءة كتاب … أم الكتاب قراءة حياة ؟!
قرأنا ( الكتاب ) وتعلمنا عبر كتاب الله قراءة كتب الناس في الحياة … يوم كنا اطفالا كانت انوفنا تنكأ رائحة كتب ( يعقوب ) المتكدسة في زوايا البيت .. حتى تشابهت علينا الرائحتين رائحة يعقوب في الكتاب ورائحة الكتاب في يعقوب !!

هكذا كنا نستمد أبجديات التمرد من كتب الناس … وليس من كتاب الله !!
إلا أننا نتناول شيئاً من بيان التغيير في كتاب الله … وكتاب الناس … وكنا نقيضي عقل ونقل .. وكان يوسف يومض فينا وبيننا عقلاً لا نقلاً … فالكتاب نتناوله معقولاً لا منقولاً .. وكان يوسف يقول خذوه – يعني الكتاب – معقولاً لا منقولاً … وكنا حالة كر وفر بين المعقول والمنقول في متن كتاب … وكان يوسف يأخذ بيدنا من متن كتاب الى متن نشاط سياسي في الحياة من اجل الحياة …

يوسف شعلة فكرية وطنية أممية تنويرية … عندما أستعيد نشاطه وتضحيته وتفانيه وعمق انسانيته تجاه المحرومين والمعدمين في الأرض .. أستفيضه شقيقاً ورفيق درب يستعذب مر الحياة من أجل الحياة …

ظالمة قاسية ملعونة سنوات القمع والقهر والسجن .. حتى أكلت قلبه وامتصت دمه واستوى عوداً ولزم الصمت … محتجاً على الصمت … وراح يمارس صمت الموت في صمت ذاكرة لا تذكر ذاتها ولا ذات الآخر … في أغرب احتجاج لحب الحياة وتعلقه في الحياة .. فقد أفنى ثمرة روحه سنين طويلة في السجن مبشراً بنور الحياة …

وكان باذلاً بروحه ودمه وعرق فكره للحرية .. وكان يردد بيننا كلمة الحرية بالفارسية والألمانية والأندنوسية والهندية وغيرها من لغاة العالم .. كأنه يريد أن يتباهى بحرية الوطن عبر حرية أوطان الدنيا في النضال من أجل الحرية … أو كأنه يريد أن يشد من عزيمتنا بعدالة قضية الوطن في الحرية …

يوسف أيها الصّديق الصادق الصدوق ستبقى ذاكرة باسلة طيبة طروبة للإنسانية .. فقد كنت نزيفاً فكرياً مشعاً وامضاً متجدداً فينا وبنا ..

ولا يمكن أن تمر ذاكرة الخمسينات والستينات والسبعينات من نضال وطننا إلا وتكون عنصراً من طلائع حركتنا الوطنية .. وسيذكرك التاريخ انك احد الرموز الثلاثة الذين خطوا أحرف اول حركة الاصلاح الوطني في غرة الخمسينات !!

وكانت صواب تلك المواقف والأفكار في الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان والإنطلاق بالمرأة في سماء العدل والمساواة .. هو ما نراه وبعد اكثر من نصف قرن طي هواجس الجميع … وما يتشاكل في أبعاد ما يعرف بالربيع العربي …

سلاماً يوسف … غبت يوسف … طبت يوسف أيها الإنسان " النبي " الذي كان يترسل وطنية الوطن بين أبناء الوطن !!

سلاماً يوسف …مازلت في ذاكرة الوطن : ذاكرة المعمر والعوامي والعبدلي والزيد وكل الطيبين الطاهرين الذين ذهبوا الى دار الآخرة .. وفي قلوبهم شيئاً من رائحة حرية الوطن !!

في العاشرة من ليلة البارحة كفّ قلب الرّمز الوطني يوسف الشيخ يعقوب عن الخفقان …

أسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وأصدقائه وأحبائه ورفاق دربه الصبر والسلوان !!



#إسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إسحاق الشيخ يعقوب - وَمْضُ يوسف !