أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق البصري - معلمتى الاولى نوال السعداوي اعذرينى















المزيد.....

معلمتى الاولى نوال السعداوي اعذرينى


شروق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقال اهل مكة ادرى بشعابها ! اتمنى ان لا ينطبق هذا على قامة فكرية وثقافية بقيمة وقامة نوال السعداوي ولكن مقالك الاخير بعنوان
لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ استفزني لدرجة اني تمنيت لو لم تكون معلمتى و من تتلمذت انا وجميع من يدعى الثقافة على كتبها التي تعدت الخمسين كتابا وترجمت الى اكثرلغات العالم من كتبت هذا المقال لانك في معرض حديثك عن تدمير الشعب العراقى (لنهب النفط) تحت اسم حماية الشعب من صدام حسين، اثرت تساؤلا اصاب الشعب العراقي المحب لك بالمقتل كما يقال فجاء تسؤلك كالاتى هل كان صدام حسين أو القذافى أكثر بطشا من الملك السعودى أو نتنياهو الإسرائيلى أو جورج بوش الأمريكى؟
جرائم صدام لايجوز مقارنتها و ادراجها تحت الممارسات القمعية التى هى احدى اهم الركائز التى تستند عليها الانظمة الدكتاتورية في مجتمعاتنا العربية و لاكن جرائم صدام لقد تعدت البشر وطالت الارض والزرع و الطير وابادت السمك في البحر وطالت ارحام العراقيات فجاءت الاجنة مسوخا لاتعرف لها ملامح واضحة وعجز العلم عن تصنيفها سوى انها بسبب الاسلحة المحرمة التى اجاد بها صدام على شعبه ومن هنا اتت مقارنة صدام باى دكتاتور اخر ظالمة و سؤال كهذا يفتح جروح العراقين من زاخو الى فاو وخاصة اذا طرح من مفكرة ومناضلة بقيمة وقامة السعداوي التى حملت صليبها على ضهرها وانطلقت تقارع الظلم والقهر فى الوطن العربي بقلم حر احد من السيف ارعب كل الانظمة الشمولية الفاقدة لشرعيتها فظاق بها بلدها واهدر دمها من قبل التيارات التى تخاف الفكر التنويرى وتنادى بعودتنا الف سنة ظوئية الى الوراء فجرائم صدام قد تجاوزت الافراد و باتت تندرج تحت بند الابادة البشرية هنا اشير الى حملات الانفال ضد الاكراد و حملات البطش و التهجير القسري لسكان الشيعة في الجنوب وتجفيف الاهوار والتي سببت كارثة انسانية وبيئية
في عام 2000 بتت الوكالة العالميةللفضاء في الولايات المتحدة الامريكية (ناسا) صورا توكد تجفيف 90 بالمئة من اهوار العراق وقالت بان ذلك اكبر كارثة بيئية .وفي تصريح لمدير برنامج الامم المتحدة للبيئة السيد (كلاوس تويفر) قال: ان التدمير شبه الكامل للاهوار العراقية في ظل نظام صدام حسين كان كارثة انسانية وبيئية كبرى حرمت عرب الاهوار من ثقافة عمرها قرون و تعد من اقدم مناطق العالم في التاريخ حيث شهدت اولى الشرائع القديمة وهي الشرائع البابلية والسومرية و قد ورد وصفها في العهد القديم بجنات عدن ولمن لايعرف الاهوار فانها تعد من اكبرالمسطحات المائية فى الشرق الاوسط و قد وضفها الخبراء فى الامم المتحدة بانها موطن تنوع بيولوجى دو اهمية عالية فحملات التجفيف واستهداف النظام البيئى المتوازن ادى الى احراق القصب و البردى لتعرية المنطقة من توبها الازلى الذى كانت تزهوبه منذو الازل و هجرة الطيور و نفوق السمك و تفشى امراضا كانت قد محيت من داكرة الزمن و فى تقرير للامم المتحدة اعتبر بعض اللبائن و الطيور و القشريات النادرة و الاسماك التى كانت تعيش في هارمونيا عالية في الاهوار اصبحت بحكم المنقرضة "
عملية التجفيف بدأت عندما قام النظام السابق وعلى اثرالانتفاضة الشعبانية عام 1991 في مناطق جنوب العراق بحملة مركزة ومنظمة لاقتلاع وتدمير ثقافة وحضارة سكان الاهوار والتي تعود إلى 5000 عام، وكانت الحملة قد شملت خفض مناسيب , نهري دجلة والفرات من خلال إجراء أكبر جراحة جغرافية لنهر الفرات تحديدا وذلك بحفر قنوات تصريف عملاقة سميت ( النهر الثالث - نهر صدام ) و نهر ام المعارك

وكان من الآثار السلبية لهذا المشروع التنموى العملاق انعكاساته الاجتماعية على تدمير وتفكيك الاواصر و الانتماءات العشائرية التى اكسبت هده المناطق قوة خارقة فغدت الاهوار اكبر حاضنة للانتفاضة ارعبت النطام فسعى جاهدا الى تدمير الإمكانات المادية والبشرية الموجودة في المنطقة من خلال تدنيه للمستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والحضاري لسكان الاهوارو محيها من خارطة العراق
وفي العراق ايضا بلغت قضية إهدار حقوق الإنسان حدا خطيرا لا يمكن إغفاله , فالانتهاكات التي مارسها النظام الصدامى - منذ عام 1968 وبخاصة ضد الكرد في كردستان العراق ساعيا الى تغير التركيبة السكانية للعراق من خلال تطهير العرق الكردي جغرافيا , أي من المناطق الكردية , والإبادة الثقافية من خلال سياسة تعريب الكرد وما تبعها من استعمال السلاح الكيماوي في مناطق متعددة من العراق و بخاصة في حلبجة عام 1988 ووسياسة التمييز و القمع والاضطهاد وضد الشيعة والتركمان و الاقليات الأخرى و التي ازدادت بعد اندلاع الحرب مع ايران1980 و عمليات تهجير مئات الآلاف من العراقيين بعد إسقاط الجنسية عنهم بحجة انهم من التبعية الإيرانية وكذلك عمليات تهجير الكرد من مدينة كركوك و المناطق الحدودية
وجريمة الأنفال الخطيرة و ما تبعها من تدمير اكثر من 4500 قرية كوردية , و تجفيف الاهوار وتدمير البيئة وتسميم المياة وضرب مدن الجنوب بالصواريخ كلها شكلت خرقا واضحا لكل الدساتيرو القوانين و الأعراف الدولية وحتى السماوية
لم اقصد هنا تعريف القارئ بجرائم صدام لانها لم تعد خافية على احد وخاصة فى عصر السماوات المفتوحة الدى نعيش فيه لاكنى اردت ان يعرف القارئ كم هى ظالمة وموجعة ادراج اسم صدام ووضعه فى سلة واحدة مع الطغاة الاخرين
و لست هنا بمعرض الدفاع عن ملك السعودية او حكام الخليج فالذاكرة العراقيةتحمل لهم فصولا ومشاهد ابان الحرب العراقية الايرانية اقل ما يقال عنها استباحة الدم العراقي ثمان سنوات لدرء خطر زحف الثورة الايرانية و اقتلاع عروشهم فجاءت نياشينهم واوسمتهم وقلائدهم تزين صدر القائد المخلص وحامي البوابة الشرقية للحد الدي لم يعد صدره يتسع لتسطير وتعليق النياشين و اوسمة العار عليه وجادت قريحتهم الشعرية بالتغزل تارة بطول القائد وتارة بعيون القائد و الحرب تدور رحاها بدماء خيرة شبابنا التى امست قرابين تحرق لضمان بقاء الحكام فى ملكوتهم و يبدو ان قدر العراقين ان يتحملوا هده التركة التقيلة ويدفعوا فاتورة حماقات النظام ضد جيرانه ولااظن بان ايران ستغفر للشعب العراقى ما اقترفه صدام بحقها و الحال نفسه مع الكويت لااظن بان الشعب الكويتى سيكون اكتر تسامحا و رحمة مع العراقين ما خلصت ان اقوله بان قدر العراقى ان يبقى دوما مشروع ذبح وقتل ويكون دمه مهدورا بين القبائل كما يقال فالجسد العراقى مرشح لمزيد من الجراحات الجغرافية و السياسية ليست اولها جزيرة بوبيان وليس اخرها ميناء مبارك
سيدتى فالذاكرة حبلى والجسد العراقي لم يتعافى بعد لذا اتمنى ان تتانى عند ذكر العراق والشاءن العراقي خوفا من ان ينغرس قلمك دون قصد في قلب ام عراقية باعت اخر طابوقة في سقف بيتها كى يكمل وحيدها دراسته الجامعية قبل ان يثرم بالمثارم البشرية التى كانت تعج بها السجون العراقية لتستحيل هذه الكتلة البشرية النابضة بالحياة الى كفتة هشة تلقى كوجبة شهية الى نمور عدي نجل الطاغية
سيدتى فالجرح العراقى لم يندثر بعد ونسائنا ما انفكت متشحة بالسواد و مازالت هياكلنا في المقابر الجماعية تبحث عن هويتها عزائى ان تقبلى عتبى فالعراق لم يعد يحتمل وجعا فوق وجعه
شروق البصري



#شروق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق البصري - معلمتى الاولى نوال السعداوي اعذرينى