أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عمرو عبد العزيز منير - اشتاقت مصر لكل نديم !!














المزيد.....

اشتاقت مصر لكل نديم !!


عمرو عبد العزيز منير

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 09:31
المحور: سيرة ذاتية
    


من كان يصدق أن رفات الزعيم المصري ( محمد فريد) لم يتم إستردداها إلى مصر سوى بأيدي رجل شرقاوي مصري كريم هو " الحاج خليل عفيفي" التاجر بالزقازيق ؟!.. الأمر الذي دفع المؤرخ عبد الرحمن الرافعي بأن يدهش من أن يقوم بهذا الواجب عن الأمة بأسرها فرد ليس من الزعماء ، ولا من الرؤساء والكبراء ، وتساءل كيف لم يتسابق هؤلاء إلى القيام بهذا العمل ؟؟ وهم أجدر به من سواهم ولكن شاء القدر أن يكون الشرقاوي (الحاج خليل عفيفي) هو الذي يضطلع بهذه المهمة السامية الجليلة فيسافر إلى ألمانيا ويتولى بنفسه وعلى نفقته الخاصة نقل الرفات الطاهر إلى مصر.
وجد الحاج خليل عفيفي أن الأمراء والزعماء وأعضاء الحزب الوطني لم يفكروا في تنفيذ أمنية الزعيم محمد فريد كي يدفن في تراب مصر وتساءل كيف يليق بالأمة أن تترك زعيمها البار بها بعيداً عن أحضان أمه الرؤوم مصر بعد أن جاهد بماله وحياته فداءً وحباً لمصر وتراب مصر , فباع كل ما يملك واستطاع أن يجمع 5000 جنيه وسافر إلى ألمانيا سنه 1919م , حينما وصل ألمانيا أصيب بالتهاب رئوي لمدة 3 شهور ، وعلم الزعيم سعد زغلول بمرض الحاج خليل عفيفي وكان في ذلك الوقت بإنجلترا فأرسل له طبيبه الخاص (حامد محمود) ليشرف على علاجه واستطاع الحاج خليل عفيفي الحصول علي إذن من الحكومة الإنجليزية لنقل جثمان محمد فريد إلى مصر ورفضت ألمانيا فكرة نقل الجثمان لأن القوانين الألمانية كانت تمنع نقل الجثث خارج ألمانيا , فجأة مات ضابط فرنسي فى ألمانيا وطلبت فرنسا من ألمانيا بصفة استثنائية نقله إلى فرنسا ووافقت الحكومة الألمانية .
اغتنم الحاج "خليل عفيفي" تلك الفرصة وطالب بنفس الاستثناء , وانتقل الجثمان في موكب مهيب في يوم ممطر إلى القطار وشارك في الجنازة أعداد كبيرة من الطلاب المصريين والعرب بألمانيا , ووضع الحاج خليل صندوق جثمان محمد فريد في غرفته بالسفينة ونام بجواره باعتباره كنزاً وطنياً يعيد به شباب مصر .
وفي مصر الثورة استقبلت الأمة كلها جثمان "محمد فريد" في جنازة مهيبة جداً في الإسكندرية وأخري في القاهرة , كان الحاج خليل عفيفي موضع تقدير من الجميع , فقام الأمير عمر طوسون رئيس لجنة استقبال الجثمان وأهداه خاتمه الخاص ولا تزال أسرته تحتفظ بهذا الخاتم كذكرى لبطولة وشهامة جدهم الحاج خليل عفيفي. ودفن الزعيم محمد فريد في مقبرة بجوار السيدة نفيسة وتم نقل الجثمان مرة أخرى سنة 1953م لكي يدفن بجوار الزعيم مصطفى كامل وكان مغيب الحاج خليل عفيفي سنة 1923 بجسده ولكنه ظل حياً في قلب ووجدان مصر
نتأمل هذا الموقف الوطني لنجد أنه قد اختلطت فيه قيم المروءة والشهامة والكرم والنبل والإيثار ورد الجميل وهى قيم تدخل في أولويات ما اصطلحنا على تسميته بهموم العمل الوطني وقيمه التي أنتجتها ثقافتنا الإسلامية والعربية وظلت لصيقة بمجتمعنا بدرجة أو أخرى إلى أن لاحقها التفسخ والتشويه والتغريب مما أدى إلى تراجعها و تآكلها ومن أسف أن ذلك تم لحساب قائمة أخرى من القيم المادية التي تحولت بمضى الوقت إلى قيم مركزية فى مجتمعنا .
فهل آن الأوان أن يعود (عبد الله النديم) إلى حضن الوطن الذي أعطاه النديم كل قطرة من دمه وكل لمسة من عبقريته ؟ ألم يحن الوقت لكي نسترجع رفات رجل دافع عن الاستقلال السياسي والاقتصادي للوطن أمام التدخل الأجنبي والاحتلال العالمي ممثلاً فى انجلترا بالتحالف مع قوى أخرى . وظهر في أثناء ذلك وميض الثورة العرابية فوافقت هوىً في نفس عبد الله النديم فضمته جماعة عرابي إلى زمرتهم وشدوا أزرهم به . ألم يحن الوقت لرجل عرف قيمة العلم والتقدم وأهمية الكلمة والحرية والفن وأعطى كل هذا لمصر أن يعود من استانبول (بتركيا) منفاه . والثابت أن النديم انتقلت روحه إلى الرفيق الأعلى ليلة الأحد العاشر من أكتوبر سنة 1896 م ، وأودع جثمانه ـ الثرى ـ على أمل العودة لحضن مصر في مقبرة بمدافن (يحي أفندي في باشكطاش باستانبول ) وكُتب على شاهد مقبرته "بالأمس كان غريباً في ديارهم ..واليوم صار غريب اللحد والكفن " ....الأمل معقود لاسترداد رفاته وسيرته إلى الوطن الأم ...(عبد الله النديم) ملهم الثورة الذي حرك أفئدة وقلوب المصريين جميعاً حباً وحماساً لوطنهم مصر (الحب الذي نسيناه).



#عمرو_عبد_العزيز_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عمرو عبد العزيز منير - اشتاقت مصر لكل نديم !!