أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كايد أبوالطيّف - مجهول رهط القديمة














المزيد.....

مجهول رهط القديمة


كايد أبوالطيّف

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 19:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


مجهول رهط القديمة | كايد أبوالطيّف
في عامه الـ 17
يأبى الإندثار


"تكثر همزة القطع في الأسماء مثل أم.. أب..أخ..أخت..أهل..أصل..أنهار..أرقام..أفئدة..أشدّاء..أكابر.."
د.شوقي ضيف، تجديد النحو

لا بد مما هو بد
13سبتمبر/ أيلول 1993، اتفاقية أوسلو.
أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير
خارجيتها آنذاك شمعون بيرس، ومنظمة التحرير
الفلسطينية ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.
أكتوبر1993، الرسالة.
مسؤول الوقف في الحرم الإبراهيمي قام ببعث رسالة إلى رئيس
الوزراء ووزير الدفاع إسحاق رابين نبّه فيها إلى أفعال
المغتصب "باروخ غولدشتاين" والسلطات لم تتخذ إجراءات
احتياطية لحماية المسلمين. خاصة وان اسمه كان موجوداً في رسالة إدارة الوقف.
فجر 15رمضان1414هـ، 25فبراير1994، مجزرة الحرم الإبراهيمي.
رائد وعلاء ومروان وذياب وخالد نورالدين وصابر ونمر
وكمال وعرفات وراجي ووليد وسفيان وجميل وعبدالحق
وسلمان وطارق وعبدالرحيم وجبر وحاتم وسليم ورامي ووائل وزيدان
وأحمد وطلال وعطية وإسماعيل ونادر وأيمن وعرفات ومحمود.
و..
محمد أبو جامع من رهط

شهيد المدينة القديمة وضعنا تمنطق الأشياء جانبا.. أعطينا للغريزة الوحشيّة في التركيبة الحيوانيّة للآدمي جدا الذي داخلنا سيادة الموقف.. لتصل صرخته عنان السماء.. حينها كنّا في ميدان النصر(نقطة الوصل بين فلافل عزّات بالمركز الجماهيري). أطفال لم نتعود وقتها للنظام والتنظيم الذي "يخصي" في الأساس حرية الولد الذي لا يريد من المعلم في المدرسة إلا تعلّم أبجديات الحروف "وبصم" جدول الحساب "يطبش" رأسه في عودة من مختبر ألخصي المدرسي.. الحال من بعضه كنّا نعرف أن الوظيفة الملقاة على كاهل المدرسين جدا قوية فيتوجب عليه عدم البت بأي شي مخل بالنظام العام وإذا تلبس عليه "ابن حرام" أثناء تطرقه للوضع الملهب والآخذ ليلا نهارا أوجه لهيب جديدة لا يستطيع أن يقول لطلابه شئ.. لأنه في حينه سيطرد بؤس طرده أمام اللي بيسوا واللي طبعا ما بيسوا..كنا متفهمين لهذه الوضعية لذلك لم نتوقع من أي معلم أو معلمة أن يعطينا شيئا.. وكل حياتنا كانت عبارة عن تخبط واحد كبير.. في ميدان النصر كان البنك أمامنا ومحطة الشرطة ورائنا ولا مفر لإحدى المركزين الهاميّن في المدينة من طيشنا الأرعن إلا والإنهيال عليه ففي ساعات الظهيرة لم نبقي ولم نذر أي إطار صالح أو غير صالح إلا وأودعناه ألسنة النار الملتهبة غضبا على غضب.. الحدث جلل..29شهيد..150جريح في مذبحة الحرم الإبراهيمي.. وأبوجامع لنا منا من هنا... لم نعرفه.. ولم تكن الحاجة ماسة بمعرفته.. حتى أننا ندقق في تفاصيل قصة إستشهاده.. ذهبنا إلى بيت الأجر لنجده ممتلئ بالكثير من الرجال العقلاء.. يعزون.. يشربون القهوة على مضض.. يشعلون كميات هائلة من الدخان المتلاحم بدخان النار التي توصل البيت من طرفيه.. المشهد لم يغرينا كأطفال كثيرا.. نريد أكشن.. نريد حركة.. إطارات المركبات الثقيلة منها والخفيفة كانت سيدة الموقف على إمتداد شارع "يتسحاق رابين" جادة السلام.. ساعات الليل كانت ذروة الحدث البنك راح.. والمحطة "هاشك" وما راحت.. مقدمة جميلة لتاريخ كئيب فيها فقدنا لحظة إباء عزّة وكبرياء و...لم ترجع منذ 15سنة في تاريخ النقب المشرف بأهله.. أجمل مشهد سينمائي.. لم أكن لأعرف أنني سأكبر كالكبار وأشعل على أقل تحديد أربعين سيجارة يوميا.. وأن أختار تعلّم إلتقاط التركيبة الصوريّة للمشهديّـة الرائعة للطبيعة الشماليّة لصحراء النقب.. لكنه مشهد عظيم بدأ من بيت الشهيد مرورا على أقدام الرجال شارع يتسحاق رابين والإطارات مزيّنة إمتداد الشارع الممتلئ بوسائل الإعلام المختلفة التي زادت الجنازة هيبة خاصة، صديقي الحوت من ميناء يافا كان يقول لي عن هذا النوع من الجنازات ونحن نجلي صحون نزلاء المطعم في ساعات الصباح الممتدة للساعات الصغيرة جدا من صبيحة اليوم الذي يليه.. "هيك جنازة بدي.. ياراجل هذا عرس بيشرح الصدر الواحد مش بعيد يقلبها "فرح" ويرفع الحزن من وجوه المعزيين بكل طريقه ويمسك خيزران مدهون مليح بسيرج واللي ما بتزغرد.. على وجهها.. لما ثمها ينقلب ألف قلبه عشان تكون عبره لصاحبتها".. وصلنا الميدان والجموع تزداد من كل حدب وصوب لا تعرف من أين وصلت كل هذه الجموع.. أكلنا كمن بوكس وكف كيف لا.. ظعوف عفاريت ما في لنا احترام لا لكبير ولا لصغير.. كنا بنظايق على رجال طوال ودايما بنّـقز قدامهم كانوا في بداية الجنازة.. في وقت لاحق قالوا هذا الشيخ رائد صلاح الذي كان في المقدمة.. من بيت الشهيد حتى مقبرة أبو منصور مرورا بمقبرة الهزيّل أخذناها هتافات ندوي السماء حناجر ملتهبة سخط وغضب مشيا على الأقدام..

عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له
ولو أنه أقسى من الحجر الصلد
بودي أني كنت قدمت قبله
وأن المنايا دونه صمدت صمدي
ولكن ربي شاء غير مشيئتي
وللرب إمضاء المشيئة لا العبد
وما سرني أن بعته بثوابه
ولو أنه التخليد في جنة الخلد
ولا بعته طوعا ولكن غصبته
وليس على ظلم الحوادث من معدي
"أبن الرومي"

النصب التذكاري نمرّ عليه في اليوم على اقل تحديد مرتين فهو في قلب المنتزه المركزي في المدينة، الحالة المزرية لوضعيته اليوم مؤلمه جدا لم يبقى من هذا علم الذكرى إلا هذا النصب.. فأرجو شخصيا كل صاحب ذي شأن أن يقوم على ترميم النصب التذكاري المشرف كل رهطاوي ونقباوي عفيف. ليس من أجلنا بل للأجيال القادمة التي ربما لن تسمع عنه في حياتهم.. لان أكثريتهم سيرحلوا بطبيعة الحال لرهط الجديدة لتبقى ذكريات رهط القديمة فريسة النسيان أو فريسة الإنشغال بإلتهام الدنيا بكل مطامعهنا لنخرج منها كما رمينا على وجهها في أول مرة يد من قدام ويد من وراء... أحببنا الشهيد من حبنا للحظات الرفض والكبرياء وإرتبط تاريخه تلقائيا بتاريخنا الفردي كل وذكرياته مع الشهيد وهذه الحالة هي التي تبقيه وآلاف الشهداء الرافضين لحياة الخنوع والخضوع لغير الله.



#كايد_أبوالطيّف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيتونه مواسم


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كايد أبوالطيّف - مجهول رهط القديمة