امن شخصي

حسن خبيز

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أمن شخصي
تعود اللبنانيون على فكرة غياب الدولة الفعلي على ارض الواقع نظرا لعدة حيثيات أسهب الكثيرون في محاولة شرحها، الا ان احدا منهم لم يجرؤ على التصريح، أو التلميح، إلى واقع الغياب الحقيقي للدولة في بسط سيطرتها على الاراضي اللبنانية و حماية مواطنيها . هذا ما اعتقدناه حتى يومنا هذا .
اطل علينا وزير الدفاع الوطني فايز غصن بتصريح قد يكون من اخطر التصريحات التي يمكن ان تهز كيان دولة ما في اي مكان في العالم . لا ندري ان كان تصريح معاليه تصريحا بسيطا لا نية مبطنة من ورائه. وان معاليه يوجه، فقط، رسالة الى من بقي اعزلا بضرورة اقتناء السلاح للدفاع عن نفسه وعن منزله وعائلته. معاليه، بهكذا تصريح، نسف ما تبقى من بقايا دولتنا المنهارة مما يؤدي الى الانهيار التام في اعين القلة الذين ما زالوا يؤمنون باستمرارية هذه الدولة .
يعلم الجميع ان لبنان ساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات و منها الحرب سواء كانت اهلية او اقليمية او اي من الحروب التي مرت سابقا على هذا البلد الذي لم يشف من الخيبات و الويلات . الا ان الشعب اللبناني ما زال على الاقل بقسم منه يؤمن بامكانية صمود المؤسسات و خاصة العسكرية منها نظرا لما تتمتع به من تأييد لدى الشعب اللبناني.
لا اعلم ان كان معاليه على دراية بالحوادث الامنية التي ينتج عنها يوميا عدد لا يستهان به من القتلى والجرحى، والارجح انه يعرف. فهذه من ابسط مسؤولياته كوزير للدفاع الوطني. الا اني اسأل معاليه كمواطن عادي : هل هذه الحوادث المسلحة التي تقع ستتوقف عن الوقوع ان رخصت الاسلحة؟
يا معالي الوزير لست بعالما و لست بعسكريا الا انه من البديهي الاعتقاد ان ترخيص الاسلحة لن يشكل رادعا امام هؤلاء. بل يجدر بالدولة أن تكون هي المرهب الاكبر لهؤلاء . ليست المشكلةفي نقص أو زيادة في عدد التراخيص الممنوحة لحمل السلاح وحملته، بل المشكلة الرئيسية ان حملة السلاح لا يعيرون اي اهتمام للقوى الامنية و الدولة .
ان اي اعتقاد بان سحب السلاح الفردي من لبنان ضرب من ضروب المستحيل هو بمثابة اعتراف صريح بهزيمة الدولة امام غي الافراد و بالتالي انهزام المؤسسات التي تديرها هذه الدولة بالتالي.
على هذا، ما الحاجة إذا إلى تعيين وزير للدفاع وآخر للداخلية، ما دام وزير دفاعنا يقترح علينا أن ندبر أمور أمننا كمواطنين بأسلحتنا التي سيرخصها لنا مشكورا؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل