في مسألة الاعتداءات المتكررة لإسرائيل على الحدود المصرية وقتل الضباط والجنود المصريين

محمد الحسيني إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مسألة الاعتداءات المتكررة لإسرائيل على الحدود المصرية وقتل الضباط والجنود المصريين

دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل

لقد اعتادت إسرائيل الاعتداء على الحدود المصرية وقتل الضباط والجنود المصريين بلا مبالاة غريبة .. وفى أعقاب أحد هذه الاعتداءات إلتقى حسنى مبارك بصديقه العزيز بنيامين نتنياهو ، وبعد أن انتهى الاجتماع سأل صحفى أجنبى «مبارك» إن كان قد تحدث مع نتنياهو عن الشهداء المصريين الذين قتلتهم إسرائيل عندئذ قال مبارك باستخفاف :
ــ وماذا تريد لنتنياهو أن يفعل؟!.. لقد اعتذر وانتهى الأمر.

وبعد ساعات من مقتل الضباط والجنود المصريين على الحدود بأيدى قوات إسرائيلية في اعتدائها الأخير يوم الخميس 18 أغسطس 2011 ( الموافق 18 رمضان 1432 ) ، وبعد اندلاع المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ومحاصراتها، وإنزال العلم الإسرائيلى من فوق السفارة ، حضر نائب السفير المصرى فى إسرائيل "مصطفى الكونى" حفل إفطار فى منزل الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بمدينة القدس المحتلة ، والتقطوا سويا بعض الصور عقب حفل الإفطار الرمضانى ..!!

فماذا يجري .. وهل ما زال النظام السابق قائما بالفعل ، ولماذا تعامل إسرائيل مصر بهذه الطريقة المزرية .. وبمثل هذه اللامبالاة ..؟! لتفسير هذا السلوك لابد من العلم بأن الهجمات التي تقوم بها إسرائيل على مصر بلا مبالاة .. لا تعني سوى علمها بالآتي :

أولا : أن مصر ليس لديها من السلاح ما تستطيع به أن تواجه إسرائيل ، وأرجو من القاريء الرجوع إلى دراستي السابقة بعنوان : " من سيناريو إبادة شعوب العالم العربي : كارثة صفقات الأسلحة الفاسدة " وهو دراسة منتشرة على الإنترنت وعلى موقعي أيضا ، وعلى جريدة الشعب
http://www.truth-2u.com/
http://www.elshaab.org/thread.php?ID=3865

ثانيا : ثقة إسرائيل في أن الولايات المتحدة الأمريكية وكذا أوربا لا يمكن أن تقوما بإدانتها تحت أي ظرف ، لأنها أرست قواعد اعتقاد الغرب بأنها بوابة الرجل الغربي إلى الجنة ..!! فهي المحور الأساسي للعقيدة الألفية السعيدة منفذ الغرب إلى الآخرة ، بل وجعلت الغرب يضع عبادة دولة إسرائيل مقدمة على عبادة الرب . ومن هذا المنظور تستطيع إسرائيل أن تعربد في العالم ، وأن تعتدي حتى على أقدس مقدسات الغرب الدينية ، دون الخوف من لومة لائم ، كما حدث في الاعتداء على كنيسة القيامة بالقدس - أقدم وأقدس كنائس العالم - سواء بتحطيم القناديل فوق قبر المسيح ، أو باقتراف عدد من السرقات أو بالاعتداء على حراسها الرهبان .

ثالثا : على الرغم من عدم وجود التوازن العسكري بيننا وبين إسرائيل لصالح إسرائيل كما في الدراسة السابق ذكرها ، إلا أن مصر تملك أن تؤسس استراتيجية عسكرية لمواجهة إسرائيل عسكريا في حالة الاعتداء عليها .

وأذكر هنا على سبيل المثال معنى تأسيس مصر لاستراتيجية عسكرية تستطيع بها مواجهة إعتداءات إسرائيل علينا ولحين تحقيق التوازن العسكري معها . فعندما هددت إسرائيل بضرب مفاعل بوشهر الإيراني كان الرد الإيراني الفوري على ذلك : " إن على العدو ـ إسرائيل أو أمريكا ـ اختبار مصيره عبر إطلاق صاروخ واحد صوب الجمهورية الاسلامية الايرانية ليري استهداف قلب تل ابيب قبل أن ينكشف غبار اطلاق صاروخه ". كما أكدت إيران بأنه : " إذا أطلقت إسرائيل صاروخا واحدا ضد مفاعل بوشهر يمكنها أن تنسى إلى الأبد مفاعل ديمونا حيث تنتج وتحتفظ بأسلحتها الذرية ". وأكدت إيران أن إسرائيل : " ستكون مسؤولة عن العواقب المرعبة لمثل هذه الأعمال". وهو ما دفع بإسرائيل بالتأدب مع إيران بعد ذلك ..!!

فهذا هو ما يجب أن تكون عليه استراتيجية التأديب في مواجهة الصلف الإسرائيلي . والآن ؛ لقد هددت إسرائيل مصر مرارا وتكرارا بضرب السد العالي بالقنابل النووية من ترسانتها النووية .. فهل عند مصر المواجهة الاستراتيجية المعلنة لمواجهة هذا الموقف . لا يوجد بكل أسف ..!! وهذا هو سبب الصلف الإسرائيلي معنا في الفترة الحالية والتي خلفها لنا النظام الخائن السابق بكل المعايير ( أنظر البند الرابع من السياسة الخارجية من البرنامج الانتخابي الخاص بالكاتب ) .

ومن هذا المنظور ـ وبكل اسف ـ فإن إسرائيل لن تتأدب معنا وسوف تظل تنتهك حدودنا بلا مبالاة حتى تعرف لنا استراتيجية معلنة نستطيع تنفيذها في حالة الاعتداء علينا . وفيما عدا ذلك لا نملك سوى الاستجداء السياسي التقليدي .. الذي نقوم به في الوقت الحاضر .

#محمد_الحسيني_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل