أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهلا الكعبي - المراة الاهوازية و الحرية الجسدية














المزيد.....

المراة الاهوازية و الحرية الجسدية


شهلا الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 18:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول المراة الاهوازية و قضية حريتها و حقوقها! فلبعض يوصي المراة بالزي المناسب و يرشدها للسير في طريق الهدي و البعض الثاني يطلب منها اثبات جدارتها للمساواة و البعض الثالث يعرضها عارية لايصال فكرة ماء و البعض الاخرالذي يتجلي في الاقرباء دايما مشغولين بمراقبة المراة للاطمئنان علي شرافتها وصحة مسيرها!
يا تري ما هو سر هذا الاهتمام و الرقابة علي المراة ؟ لماذا المراة وحدها تحتاج الي قواعد فكرية او مكاتب و شرائع لتوضيح و تفسير ما تفعله و ما تلبسه؟ لماذا يصعب علي البعض قبول المراة كما هي و علي طبيعتها؟
نظرة عابرة علي المجتمع الاهوازي تبين لنا ان نسبة عالية من الرجال يقومون بايذاء جسد المراة و افساده. البعض يضربون هذا الجسد لاعطائه دروسا في الحياة!، و البعض يتعبون هذا الجسد و يزرعون الحرمان و الحسرات فيه و البعض يفكر ويقرر نيابة عن المراة و يمنع نموها العقلي و العاطفي و البعض النادرحينما تجن جنونهم يحرقون هذا الجسد او يدفنونه حيا دفاعا عن شرفهم!
فباي حقا و منطقا يفعل البعض هكذا مع المراة. من اين اتوا بكل هذه الخشونة و القساوة لاضطهاد المراة و التحكم بها و بجسدها . فاذا عقول هولاء الرجال لشتي الاسباب اصبحت جامده و معطلة و غيرقادرة علي التشخيص، ماذا حلت بقلوبهم و عواطفهم و هل مشاعرهم الانسانية كذلك انعدمت من الاساس تجاه المراة. آحقا تجد هناك خطورة اذ فتاة ماء لبست ما يعجبها من الازياء و الحلي! و عاشت حياتها حسب قناعاتها و رويتها ! و هل يمكننا اطلاق اسم الانسان علي الرجل الذي يضرب ابنته ام اخته او زوجته اثر ممارستها لابسط حقوقها الفردية. و كيف يمكن لانسانا يعيش في هذا العصر من الزمن ان يفعل هكذا مع ابنته او اخته او زوجته و حبيبته او ان يكون اعمي لهذا الحد؟ و الي اين يمكن ان نصل بهذا الواقع الكيئب و العقلية المريضة المتفشية وسط المجتمع! و كيف سيكون مستقبل مجتمعنا الذكوري الذي غالبية رجاله التقليدين فكريا" تركوا كل ما من حولهم من انجازات و ابداعات وانقلابات و ثورات و كوارثا و حرقوا ايامهم و عمرهم و ملئوا عقولهم بلانشغال بابسط الشئون النسائية كطول او عرض البسة نسائهم او حجم مكياجهن و....! احقا هناك خطورة علي سلامة عوائلنا من هذه الامور! فلا يا رفاق ان العائلة ما تنهار حينما في اقصي الحالات، تكون الفتاة علاقة جنس مع صديقها بل تنهار و تنتهي حينما بدل اعطاء الحنان و الحب لبناتنا و اخواتنا عن طريق احترام حريتهن و مساعدتهن علي تكوين فكرتهن الخاصة، نعفيهن نهائيا من عملية التفكير و التقرير و نتحكم باجسادهن و حياتهن.
و هنا يجب الاشارة الي هذا الامر ان قضية اضطهاد المراة لا تخص فئة خاصة من مجتمعنا بل انها متفشية بين جميع الطبقات من مجتمعنا. و رغم ان الصورة الغالبة هي ان الطبقة المتعلمة و الغير تقليدية تعي حقوق المراة و تحترم حريتها لكن الواقع ليس كذلك و الفرق الوحيد الموجود بين المراة المتعلمة و الغير متعلمة هو ان هناك وعي عام موجود حول اضطهاد المراة في البيئة التقليدية لكن في ما يخص المراة المتعلمة كل ما هو موجود هو غطاء مزيف و جهل كامل او بكلمة واحدة ظلم خفي و مستمر. فاذا الايذاء الجسدي (و بكل اشكاله )يكون عنوان معاناة المراة التقليدية، فلايذاء النفسي و التهميش هما التسميتان الابرز لواقع المراة المتعلمه. فغالبا ما المراة المتعلمة تعي حقوقها و اختياراتها كامراة و المكانة الحقيقية و لا السلطوية للرجل، لكن بسبب ضعفها وخوفها من ممارسة معتقداتها تتعمد بالتضحية بكل شي من اجل عائلتها ظنا" منها ان هذه الاخلاقيات ستجلب الحب و السعادة لها، حينما هذا الخضوع و السكوت يكرس السلطة الرجولية في البيت و المجتمع و يحرض الرجل للرجوع الي جذورة التقليدية و يوثر سلبا علي واقعها الاجتماعي و النفسي و بلاخير يسبب مزيدا من التهميش و الايذاء النفسي و الجسدي للمراة.
لهذا يجب القول ان التفوق و التطور العلمي و المهني للفرد ما يضمن التقدم او التطور الفكري للشخص، بل مجرد الي حدا ضئيل يمهد الطريق و لا اكثر ، لان الضمير الحي و صحوة العقل و القلب هم وحدهم قادرين لتنوير ذهن الانسان . فلاب او الاخ او الزوج الذي يضرب زوجته او اخته او يحرمها من ابسط حقوقها الفرديه مشكلته الريسية ليست عدم استيعابه اومعرفته بقضية حقوق المرا و ما شابهها (و ما حاجته لمعرفة هذه الاشياء) بل مشكلته الريسية و سر ظلمه هو انه مازال ميت الاحساس تجاه المراة. هذا النوع من الرجال ،يتجرؤن علي ضرب النساء و حرمانهن من ابسط الاشياء لان ايذاء المراة و زعلها اثر حرمانها من اولي حقوقها الانسانيه مايوذيهم لاحقا فهم غالبا ما بعيدون جدا عن ان يحسوا بشيا باسم الحب و الحنان اتجاه المراة.
و ختاما ليس لي الا ان اقول ان المراة كانسانة في جسد انثوي، قادرة علي التمييز بين الاشياء .فاعطيتها الطبيعة من العقل و القلب بما يكفي لمعرفة سبل بلوغها و كمالها شرط ان نقبلها كما هي و نتركها تجرب افكارها و آرائها و ان تخطي احيانا، فاننا لسنا اخر النساء علي هذه الارض لهذا لا باس بنا اذا طبقنا افكارنا و جربنا الحياة و اخطآنا احيانا، فعبرهذه الاخطآء و الانجازات سنتعلم الكثير و سنتمكن بلاخير من ازالة الغبار من عيون كل الذين غيرقاردين علي القبول بحرية المراة و مساواتها جسديآ و عقليا".



#شهلا_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهلا الكعبي - المراة الاهوازية و الحرية الجسدية