أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - محطة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال















المزيد.....

محطة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استحقاق الدولة الفلسطينية حتى الآن ليس واضح المعالم ،والصورة لا تخلو من تبسيط للأمور التي يقع البعض في مصطلحاتها، وعلينا ان نتوقع كل الاحتمالات بما فيها التراجع عن الفكرة في آخر لحظة في إطار تفاهم حل وسط بين منظمة التحرير وواشنطن وإسرائيل ،وخاصة بعد زيارة المبعوث الامريكي دينس روس وديفيد هيل الذي يحملنا مشروع واشنطن لثني القيادة الفلسطينية عن التوجه الى مجلس الأمن او الى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال مطالبة الطرف الفلسطيني والعربي باعادة صياغة قرار المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ، بما يفرغه من مضمونه الأصلي ويصبح مجرد إشارة مبهمة لدولة فلسطينية.
ان المأزق الذي يعيشه البعض بتوجهاته بعيدا عن قرارات الاجماع الوطني وعدم العودة للشعب الفلسطيني صاحب المصلحة الرئيسية ، نابع من استراتيجية المفاوضات ولا شيء غير المفاوضات، حتى هذه اللحظة، فهو بعد كل شيء يؤكد أن الذهاب إلى الأمم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات بل يمكن أن يكون ممهدا، وبالتأكيد مكملا لها، لا أحد يأخذ على السياسة تمسكها بالمفاوضات لو كانت شروطها متوفرة ، لكن أنصار هذا التوجه حرقوا كل الأوراق التي يمكن أن تساهم في توفير تلك الشروط، معروف لمن يعرف أن المفاوضات هي شكل نضالي من اشكال النضال ، يقررها ميزان القوى بين المتفاوضين، و أن الشعب الخاضع للاحتلال لا يمكن أن يسقط كل أشكال المقاومة، من حسابه وجدول أعماله .
فلا يكاد يمر يوم إلا وترتكب سلطات الاحتلال الإسرائيلي جريمة تضاف لسجلها الذي لا ينقطع في التهام الارض وتقطيع اوصالها، وما تقدم عليه قطعان المستوطنين من إحراق المساجد وتهويد الارض في الضفة الغربية المحتلة، ما هو إلا غيض من فيض هذا الصلف الإسرائيلي والعدوان المستمر.
إن الاعتداء على المقدسات ، يثبت للجميع أن إسرائيل هي كيان عنصري بامتياز، وأنها هي التي تسعى لتأجيج مشاعر الحقد والكراهية، بما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني، والمقدسات العربية والإسلامية، و مسلسل جرائم سلطات الاحتلال، القائمة على استباحة الدماء قبل استباحة الأراضي والمقدسات. فما بين القتل والتهويد والاعتداء على المقدسات صباح مساء، يعيش الشعب الفلسطيني عذابات لا تنقطع.
إن التآمر على الشعب الفلسطيني كان من أهداف المشروع الاستيطاني الصهيوني وعلى الرغم عشرات الاعوام التي مرت على هذا المشروع من اختلاف المراحل وتنوعها إلا أن وسائله ظلت دون تغيير أساسي، فهناك الاستيلاء على الأرض بشتى الوسائل، وتشريد السكان من أراضيهم بمختلف وسائل الإرهاب والقهر والتوسع أرضاً وزرع بؤر الاستيطان ترسيخاً للاحتلال.
إن السياسة الأميركية إضافة إلى كونها سياسة مبنية على الكيل بمكيالين فإنها أسقطت وإلى الأبد دور كل مفاهيم وجودها وبدأ (السقوط الأميركي) يلتهم وجوده، وفق هذه السياسة رغم كونها تنادي بالديمقراطية إلا أنها ديمقراطية مزيفة ، وهذا ما يثبت يوميا من خلال المواقف الامريكية التي تدعم حكومة الاحتلال التي تحتل الاراضي الفلسطينية والعربية بالقهر وبقوة السلاح، وارهاب الدولة المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال بعدوانها اليومي على الشعب الفلسطيني.
إن المجتمع الدولي بكافة مؤسساته وهيئاته، مدعو للتصدي لهذا الإجرام الذي ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساته، وأن تكون هناك سبل رادعة لمثل هذا التطاول والعدوان والاستهتار الإسرائيلي بكل القيم الأخلاقية والإنسانية وقواعد القانون الدولي والشرعية الدولية، بما ترتكبه من ممارسات تأتي على الأخضر واليابس، ولا تراعي حرمة لدماء ولا لأعراض ولا لمقدسات.
ومن هنا نتسأل اين الدول العربية التي عليها واجب ، واتخاذ موقف يؤكد لإسرائيل أن قضية فلسطين، شعبا وأرضا ومقدسات، في قلب قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن الدول العربية، رغم الظروف والمتغيرات الذي تهب عليها، يجب ان تضع هذه القضية في صدارة أولوياتها، وأن تظهر للعالم أن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات،او تهديد الحراك الشعبي الذي سيجري في دعم استحقاق الدولة من قبل حكومة الاحتلال يجب ان يؤدي الى تجرمها امام القوانين الدولية.
أن زيارة المبعوث الامريكي هيل الى المنطقة هي بهدف احباط المسعى الفلسطيني والعودة بالملف الى طاولة المفاوضات تحت يافطة التهديد والوعيد ، وابقاء الاستفراد الامريكي المنحاز للكيان الصهيوني ، وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية عدم رضوخ للضغوط التي ستتعرض لها من خلال تهديد بأستخدام واشنطن حق الفيتو ضد القرار وبالتالي لن يتم عرض القضية على الجمعية العامة للأمم المتحدة،لأننا مقتنعون بأن الإدارة الأمريكية ستمارس كل الضغوط على القيادة من أجل عدم الذهاب للأمم المتحدة ومن أجل تغطية دولة الاحتلال مرة أخرى كما جرى تغطية سياساتها في كل المحافل الدولية.
إضافة لذلك، فإن الموقف الأوروبي مازال غير واضح المعالم تماماً، على الرغم من تصريحات بعض الوزراء والمسؤولين الأوروبيين حول ترحيبهم بالمسعى الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة، ومع ذلك، إن هذا الحراك والتفاؤل باعتراف الأمم المتحدة وقبول فلسطين لعضويتها الكاملة يشكل نقطة ايجابية في ظل الاعترافات الدولية ، وهو أمر يقتضي تمتين تعزيز الوحدة الوطنية واستكمال تطبيق اتفاق المصالحة ورسم رؤية وطنية تستند الى الثوابت الفلسطينية وقرارات الاجماع الوطني والتمسك بكافة اشكال النضال من اجل استعادة الحقوق والعمل من اجل فك الحصار عن قطاع غزة ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حول ما يجري في القدس والضفة على وجه الخصوص ويتعرض له الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
ان التوجه الفلسطيني يجب ان لا يكون من منطلق تكتيكي بهدف العودة للمفاوضات مجدداً، وان الذهاب للامم المتحدة هو حق طبيعي لفلسطين، وهو يعني إعادة الاعتبار للشرعية الدولية بقراراتها ومؤسساتها والدعوة لعملية سياسية مغايرة لما هو قائم أساسها مؤتمر دولي هدفه بحث آليات تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وذلك من خلال استثمارالاعترافات العالمية المتتالية بالدولة الفلسطينية على حدود ال67 وعاصمتها القدس حتى تشكل حافزا قويا نحو إعادة صياغة الاستراتيجية الفلسطينية بما يضمن دعم خيار مقاومته وكفاحه الوطني حتى تحقيق تطلعات شعبنا في العودة والحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال وقطعان مستوطنية.
وامام كل ذلك نرى بأنه كلما اقترب موعد تقديم الطلب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية ،كلما ارتفعت وتيرة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية،هذه التهديدات يجب أن تقابل بموقف فلسطيني صلب وحازم وبإستراتيجية سياسية موحدة،عنوانها لا مناص من التوجه إلى الأمم المتحدة ،بعد انسداد وفشل الأفق والخيار التفاوضي.
وعني عن القول فأن محظة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال بمواجهة الاحتلال ومخططاته، وحلقة من حلقات المقاومة السياسية والدبلوماسية لنعيد من خلالها القضية الفلسطينية إلى المؤسسات الدولية، في إطار التشبث بالمقاومة، وإنقاذ القضية من مربع المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية التي أثبتت وبعد أكثر من 20 عاماً عقمها وأنه لا يمكن أن تصل الى الاهداف الوطنية المرجوة، التي تتجسد باقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبحق اللاجئين في العودة إلى ارضهم وديارهم التي هجروا منها .
وهنا لا بد من التأكيد ان الحملة الوطنية "فلسطين الدولة 194 التي اطلقت فعالياتها الوطنية والشعبية لدعم توجه القيادة الفلسطينية وقبول عضوية فلسطين كدوة كاملة العضوية في الأمم المتحدة لتكون الدولة رقم 194تتطلب حملة وطنية شعبية للتعبير عن الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهو الحق الذي كفلته كل المواثيق والشرائع الدولية، بما فيها ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181.
وختاما فإن كافة المبادرات الدبلوماسية، يجب أن تحافظ على مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة،وأن تحمي وتعزز حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف،والعمل على مواصلة الاستعدادات لحشد جماهيري واسع لدعم الاستحقاق، وحشد كافة الجهود والطاقات لخوض هذه المعركة.


رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - محطة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال