المجلس الانتقالي انتقائية وانعدام مصداقية 1

منى الصويد

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اسلم بأن الإعلان الدستوري يكون في الغالب صادر عن السلطة الحاكمة دون أن تكون ملزمة باستفتاء الناس عليه في الغالب لتأقيته وكونه مجرد إعلان مبادئ أساسية من جهة ولعدم إمكانية إجراء هذا الاستفتاء من الجهة الأخرى لظروف واقعية موضوعية .
ولكن ما حدث مع إعلاننا الدستوري أو حقيقة دستورنا المؤقت !! وبعيدا عن محتواه المعيب في جله فإنه أمر يبدو بالنسبة لي على الأقل غير مقبول ، إذ بدأ الأمر بتسريب مسودة ركيكة الصياغة و الأسلوب حافلة بالنقل الحرفي من دساتير أخرى وقد أثارت وقتها ما أثارت من وجهات نظر متباينة رغم أن أحدا من واضعيها أو الموضوعة بأمرهم لم يطلب وجهة النظر فيها و على الطريقة القذافية في التدرج في التهميش والاستغفال نسي أمر المسودة ضمن ما نسي ثم ظهرت على الشريط الإخباري لقناة ليبيا الأحرار على شكل تصريحات منسوبة للسيد عبدالحفيظ غوقة المتحدث أو الناطق أو نائب رئيس المجلس والسيدة سلوى الدغيلي رئيسة اللجنة القانونية بالمجلس أيضا أخبار بإقرار الإعلان الدستوري .
و لأنه في الليل خاصة في رمضان يحلو السهر ولان الوضع لا يسمح ببث غير البرامج الهادفة فقد ظهرت علينا الدكتورة سلوى الدغيلي في 50 دقيقة البرنامج الذي يبث على قناة ليبيا الأحرار أيضا متحدثة بكل شفافية وصدق عن هذا الإعلان والآلية التي وضع بها ، فهو كان نتاجا لما يتمتع به المجلس من ديمقراطية وشفافية لاْن مشروعه عرض على مؤسسات المجتمع المدني ووافقت عليه إجماعا ، كما انه نال موافقة جميع المدن المحررة وان لم تخني الذاكرة حتى تلك التي لا زالت ترزح تحت نير النظام المنشق لتضيف عبر تصريح صحفي ان الثورة الليبية هي اول ثورة تأخذ رأي الشعب في الدستور المؤقت.
عفوك سيدتي عضو المجلس ورئيس لجنته القانونية ، يبدو انك تتحدثين عن مكون أو اثنين من هذه المؤسسات التي لا تصل إلى أن تشكل صيغة الجمع فما بالك جميعا أو انك تتحدثين عن مؤسسات مجتمع مدني وسياسي وشعب في كوكب آخر غير الذي نعيش عليه ، لا نني البارحة فقط حضرت مؤتمرا للأحزاب والتجمعات السياسية والمدنية أعلنت كلها أن هذه المسودة لم تعرض عليها ولم يطلب رأيها فيها أساسا ، وحتى الملاحظات البسيطة المتعلقة بالركاكة والضعف اللغوي التي أبديت من قبل مختصين وبصفة شخصية لم يلتفت إليها .
و أزيدك سيدتي من الشعر بيتا ممثلا في أن المادة التي قلبت رأسا على عقب ربما كان هي الوحيدة التي كانت محل الإجماع من الشارع والمجتمع السياسي والمدني و اعني بها المادة 30 .
و أنا في هذا المقام أريد أن أسألك ما الذي اضطرك إلى الوقوع في هذا المطب مادام مجلسك غير ملزم بتبرير انفراده بإصدار الإعلان الدستور ؟ أم انه مرة أخرى اثر النظرية القذافية في إقناعنا بغفلتنا ؟.
وعلى طريقة رمتني بداءها وانسلت تقول عضو المجلس أن مجلسها غير مقصر في التوعية ولكن إذا كان هناك قصور فالمسئولة عنه وسائل الإعلام التي تحجم عن الاستجابة لدعوات لجنة التواصل التابعة للمجلس .
فيا رب السموات و الأرض أهذا كلام يقوله احد اللذين يلون أمرنا ، توعية المواطن ليست مسئوليته بل مسئولية الإعلام الذي لا يملكه .
و لتبق أيها المواطن الذي لم يسعفك الحظ أو لم ترغب في الانضمام إلى حزب أو تجمع سياسي أو إحدى مؤسسات المجتمع المدني رغم أنهن جميعا لسن بأفضل حال منك في ظل الشفافية المتبعة غائبا عن الوعي و تدفع ثمن تقصير وسائل إعلام مجلسك الانتقالي الذي يأبى أن يوزع منشوراته إلا في فنادق الخمسة نجوم .
و على كل فأنني أخشى ما أخشاه أن ينتخب أولئك الذين استطاعوا إملاء إرادتهم رغم انف الجميع على واضعي الإعلان الدستوري – الدستور المؤقت – المؤتمر الوطني و يختاروا الجمعية التأسيسية و الحكومة الانتقالية أيضا و يخرجوا لنا دستورا على مقاسهم و كل ذلك نيابة عنا نحن من لا وعي لنا !!! .
و ختاما أقول لكم بملء في كفانا ما لقينا من الوصايا علينا ، كنا قصرا فبلغنا سن الرشد على جثث شهداءنا الذين لقنونا درسا لم و لن ننساه ما حيينا .
فأيها الأوصياء إننا نعي ما يدور و نعرف حقيقة المرحلة التي نعيشها و نحن على يقين بأنه لا يصح إلا الصحيح و ما بني على باطل فهو باطل فكفى بالله عليكم تهميشا و استغفالا لنا .

#منى_الصويد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات