أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - افلام سورية : اللجاة - اللغة البصرية الخالصة














المزيد.....

افلام سورية : اللجاة - اللغة البصرية الخالصة


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


" اللجاة " الفيلم الاول للمخرج السوري ( رياض شيا ) من انتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق , أتى محاولا التميز في لغته وطموحه السينمائي وأسلوب سرده الحديث الذي اعتمد اللغة البصرية في التعبير عن أفكاره محولا نثرية رواية " معراج الموت " لممدوح عزام الى قصيدة شعر سينمائية .
الفيلم تجري أحداثه في مكان قاس وموحش بالجنوب السوري وتبدو القسوة ليس فقط في الطبيعة , ولكن في تلك التقاليد والعادات والهواجس والتمائم والأدعية الغامضة التي تحاول فتاة في هذه القرية المنعزلة ان تحطمها فتجد نفسها وقد أصبحت ضحية لها .
اللجاة .. الأرض البازلتية القاحلة .. مكان تراجيدي ينطق برغبات واشواق , حيث الصراع القاسي الذي يصل ذروته بين ما تراكم عبر السنين من أنماط حياة وتشكيلة قيم ومشاعر مكرسة وبين إرهاصات الجديد الأكثر توقا للانعتاق ,والذي شكل حالات تناقض وتناغم في ان معا مع ما روكم عبر السنين , ويتمظهر هذا الصراع في شخصيتين رئيسيتين من شخصيات الفيلم , صياح الذيب وابنة اخيه المتوفي سلمى , حيث تنمو علاقتهما ببعضهما وبالمحيط البشري والمكاني وتأخذ منحى تراجيديا متأتيا من حتمية تغلب التناقض في قيمهما وشخصيتهما على صلة القربى , بل والتعاطف الخفي احيانا بينهما هذا التناقض سيؤدي حتما الى محاولة احدهما نفي الاخر .. ولكن النفي الذي يقوم به صياح لايقود إلا إلى تكريس استمرارية الصراع الذي يأخذ طابعا سرمديا , فالمحاولة التي تقوم بها سلمى بمساعدة حبيبها عبد الكريم للتخلص من سلطة الاب - الرجل تكتسب اهميتها عبر تجسدها في مشاعر واحاسيس شديدة البساطة والبداهة ( الحرية – الحب – الرغبة بالاختلاف والخروج من واقع مسيطر ومكرس - التوق الى حياة اكثر إنسانية ... الخ ).
وينطلق الخبر المفجع ليمزق صباح القرية ويكسر رتابة النفوس والأبواب التي تفتح وتغلق على الصمت , فيما سلمى تنطلق مع حلمها في كسر جدران الزمن نحو الدنيا الواسعة متجاهلة وقع الفضيحة التي يثيرها حب محروم ورغبات مقهورة وخوف المعلم العاشق الذي يطمئنه " حليم " , الهارب والمتوحد كذئب في البراري بأمان مفقود لدى الشيخ " ابو نايف " .
وينتقل العاشقان , لكن تبقى ملاحقة لهم تلك الوحشة والعزلة والقهر . حيث تأتي جماعة العم صياح ويجرونها من بيت الشيخ ابو نايف متجاهلين كرامته وأعرافا قديمة للمجتمع بحماية الضيف , لتنتهي الى مصيرها المؤلم وحبسها المميت. ينهي المخرج فيلمه كما بدأه بمأتم وجنازة .
اثأر "اللجاة " الكثير من الجدل من ناحية أسلوبيته ولغته البصرية السينمائية الا انه يحمل قانونا سينمائيا خاصا به ومن البداية قد ترفضه او تقبله ولكن عليك فقط ان تحاسبه من خلال قانونه الخاص .
" اللجاة " الذي ينتمي الى السينما البصرية الخالصة , و حاز جائزة مهرجان دمشق السينمائي بدورته التاسعة هو إضافة هامة - كنا نتمنى ان لا تكون تجربة وحيدة و يكررها المخرج رياض شيا عبر أفلام تالية - الى السينما السورية التي قدمت أفلاما ومخرجين يمتلكون رؤيتهم الذاتية وتعبيرهم الخاص عن الواقع السوري والعربي .



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية هزمت ذبولنا
- عمر اميرالاي السينمائي التسجيلي الساخر
- حياة على هاوية
- امراة النرجس للشاعرة التونسية منى بسباس السلامي
- التفاصيل البليغة للفراغ
- ‏‏ السينمائي السوري محمد عبيدو ل وقت الجزائر : التجارب السين ...
- فيلم -بين الجدران- للفرنسي لوران كانتيه بين الوثائقي والتخيي ...
- المخرج الهندي - غوفيند نيهالاتي - : السينما المتميزة تقدم اف ...
- أسر الفتنة العابرة
- خوان غويتيسولو المراكشي الاسباني : عملي يكمل اسبانيا ما كتبه ...
- سؤال الحقيقة
- سينما براديسو : حنين الذاكرة لزمن جميل
- المخرج السينمائي الفنزويلي رومان تشالباود : في اعمالي رسم لل ...
- الراحل المبدع أسامة أنور عكاشة : الفن اعادة تشكيل للواقع من ...
- المخرجة السينمائية الاميركية شاي فازارهيلي : صانع الفيلم ليس ...
- جسد يخطو نحو نار
- فيلم - تجارة - عالم مخيف لتجارة الجنس عبر الانترنيت
- المخرجات السينمائيات الجزائريات -1
- المخرج التونسي ناصر خمير
- السينما الهندية الجديدة


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - افلام سورية : اللجاة - اللغة البصرية الخالصة