أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبدالله محمد محمود - رؤية من داخل مشروع حزب العصر















المزيد.....

رؤية من داخل مشروع حزب العصر


محمد عبدالله محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية من داخل مشروع حزب العصر بموريتانيا
الرهان علي الشباب
لم يكن الشباب يوما بمعزل عن أي حركة إصلاحية كتب لها النجاح، لذا لم تتوان الحركات البانية والهادمة في السباق إلى ضمهم إلى صفوفها أو كسب ودهم على الأقل، لأنهم أشد حماسا للفكرة وأكثر حيوية في العمل، ومانشهده اليوم من حراك محموم في الساحة الوطنية ليس استثناء، بل هو خير مثال على وجود نية وإن لم تخلص لدى بعض الفاعلين السياسيين للتغيير، أقول فقط : تغيير وإن لم يكن تطويرا لأن التطوير هو التغيير في الاتجاه الإيجابي، فما ومضات الأمل المنبعثة في ديجور السياسة اليوم، إلا بروق قد تسبق المطر وقد تتلوها ريح عقيم ماتذر من شي تأتي عليه إلا تجعله كالرميم.
حالة المشهد السياسي الوطني
تقاسيم وجه المشهد السياسي لا تنبئ عن مستقبله بقدر ماتنبئ عن واقعه، واقع اختلط حابله بنابله ولم يتبين مصلحه من مفسده ولا موالاته من معارضته، واقع طغت فيه الشخصنة على الحزبية وحكم مفهوم الواحد على مفهوم الجماعة :أمرٌ مريج.
وانبلج الربيع العربي عن ثورات شابت لها رؤوس الولدان، فتنادت ثلة من الشباب في بلادنا لطلب تلك الحرية التي جناها إخوتنا التونسيون والمصريون, قياسا مع فارق وشراء بلا ثمن، يطلبون الحرية لكنهم ليسوا احرارا في طلبها، أولئك يطلبونها تقليدا لمن سبقوهم بالطلب، فلا يحيدون عن سنتهم ولا يعدو غرامهم بالحرية إلا أن يكون نوعا رفيعا من التبعية للأمثلة الجاهزة والعبودية لقيود التقليد، فكل نزعة إلى التحرير لا تأتي من النفس ولا يوجهها الفكر إن هي إلا موجة تعلو ثم تهبط ، ولون من ألوان الفساد يبدو في زي الحركة ولا بركة فيه .
أما مطالب الشباب من التشغيل إلى خفض تكاليف المعيشة ومربط الفرس كرامتهم المسلوبة وحريتهم تلك الحرية التي إن صدقوا الوطن ماعاهدوه عليه ليمنحنها لهم، ولو جمعوا مطالبهم وجعلوها في كلمة واحدة متضمنة جميع المطالب الشبابية لوجدوها: في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، المنتضمنة المطالب الآنفة مع الحفاظ علي الوحدة الوطنية وتجديد الطبقة السياسية ومحاربة الفساد.. مطالب ولاشك أصبح شبه مجمع عليها لدى غالبية الشعب المورتاني الذي منح ثقته للبرنامج المذكور، لكن أسلوب تغيير الطبقة السياسية والبديل عنها هو مايثير خلافا وزوبعة من الآراء تكاد تعيدنا للمربع الأول، وأقول إن الباعث الأول لي على كتابة هذه السطور هو متابعتي للساحة السياسية وما تشهده من مخاض كان عسير لكنه لم يجنب إلا فئرانا من الأحزاب السياسية، فلنوضح للرأي العام مامعنى تغيير الطبقة السياسية وما هي دواعي تغيير الطبقة السياسية .
إن القصد من تغيير الطبقة السياسية ليس ترفيهيا ولا سفسطيا، بل حل جذري لسلسلة من المشاكل التي تطوق عنق الوطن وتمنعه أن يبارح مكانه منذ نصف قرن، وليس المقصود من تجديد الطبقة السياسية إطلاقا تجديد وجوهها فحسب، بل الأساس والمطلب والهدف هو تجديد عقلياتها ولو بقيت نفس الأوجه وضخ دماء جديدة في إداراة الدولة لتشكل دافعا قويا للعقلية الجديدة التي ستصلح الدولة، وما نشهده اليوم من تنازع لحمل يافطة الشباب ونزاعات على القرب من فخامة رئيس الجمهورية وبطانته ليس هو تجديد الطبقة السياسية، ولا أدل على ذلك من استصحاب الطبقة الممثلة للشباب لمناهج الحرس القديم من إقصائية وتوزيع لتهم الفساد والتخوين جزافا، مما نتج عنه تشرذم الشباب وانقسامهم كل يوم في انقسامات تشبه أطوار الانقسام الميوزي, ففي كل يوم هناك حزب يولد من رحم حزب منشق أصلا من حزب آخر، حتى كأني بهم ينشدون مع أحمد مطر في انقساماتهم تلك:
أكثر شيء في بلدتنا الأحزاب وحالات الطلاق
وهذه المتتالية الحزبية لاتخدم الشباب ولا مصالحه ولا تخدم إلا الطبقة السياسية القديمة بأن تشغل عنها الشباب في تقاسم كعكة الوهم بينما يلغ أولائك كعادتهم في دماء الشعب، ويرتعون في جسمه المتهالك ويمصون أثداءه المستنزفة.
المكاشفة والمصارحة
فلو أن الشباب أراد حقا الاستجابة لنداء فخامة رئيس الجمهورية لاتحد الجميع تحت قيادة مسؤولة وواعية تعي مسؤوليتها وتدرك دورها في اللحظة السياسية الراهنة لتسمع القيادة رأي الشباب ولتجمع شتات الشباب الذي ظل مدفوعا على موائد السياسيين القدامى يستجدي لقمة تسد جوعه الوظيفي
فلن تجد أي من النداءات والبيانات صدى لدى الشباب مالم يكن دافعها توحيد صف الشباب ونبذ الأساليب البالية التي يبدو أنها وجدت مرتعا لدي قيادة مشروع حزب العصر مذ بداية مخاضه المتعثر، إن اللغة الخشبية التي تطالعنا بها بيانات الحزب والانقسامات المتوالية في صفوفه لتنم عن ضبابية في الرؤية واختلال في المنهج، الذي تنتهجه قيادة هذا المشروع، فليس من المستساغ أن يدعى الشباب للانتساب لمشروع حزب لا تري قيادته إلا ذاتها، ولا تسمع إلا صدي صوتها المبحوح والممجوج، في حين تكمم أفواه الآحرين وتكيل لهم أمداد وصوع الاتهامات الجزافية والشتائم البذيئة التي تستك منها الآذان بل تتصلم، لا لشيء فعله هؤلاء إلا أنهم عبروا عن آرهم المخالفة لتلك الأوهام والهرقطات والمسلكيات التي تجاوزها العصر لأنها لم تعد تساير روحه، ولا يمكن أن تنطلي علي الصبيان أحري، النخب الشابة المتشبعة بالمعرفة والإرادة الصادقة لتجاوز الماضي المقيت، لما يثيره من آلام وأنات وعاهات وكوارث.. يحاول الجميع أن يتم تناسيها بعد إقبارها مذ عقود، حتى نتمكن من التطلع إلي غد مشرق ينعم في الجميع بالوحدة والرفاهية والحرية والمساوات والمواطنة، في ظل دولة الحق والقانون.
فلماذا تتمسك القيادة السابقة بقيادة مشروع حزب العصر رغم أنها لم تعد محل ثقة إن كانت حازتها يوما؟ فهي لم تتقدم بمشروع الحزب خطوة واحدة طيلة أشهر، فمطالب الشباب ليست لقاء فخامة رئيس الجمهورية أسبوعيا والتبشير بأن فخامته يؤيد المشروع، فمباركة فخامته وإن كانت مهمة، فإنها قد أفرغت من محتواها من خلال إدارة الظهر لتوجهاته الداعية لهصر المجموعات الشبابية جميعها في إطار سياسي واحد، يكون نابعا من الإرادة الشبابية لتتمكن من لعب دورها المنتظر منها في بناء الوطن وتنميته علي أسس سليمة، مبنية علي القطيعة مع سلوكيات الماضي المشينة، فمطالب الشباب هي أن تطرح مشاكلهم على الرئيس وأن يتم نقاش كل صغيرة وكبيرة أمام الجميع فأين سيجد الشباب الشفافية إن لم يجدها لدى زملائه؟ لقد سئمنا عنجهية السياسيين وحلمنا أن نجد إطارا سياسيا يتساوى فيه الجميع في التعبير عن أنفسهم وعن آرائهم، نحن لسنا في خيمة فلان ولا علان نحن هنا في إطار حزبي في القرن الواحد والعشرين، فلا محل ولا معنى لأن تصادر الآراء ولا أن تصم الآذان بالشمع، إن الشباب أتى ليتنفس الحرية أتى ليتكلم أتى ليرى مايجري في الكواليس لا ليقاد كالخراف.
ولن يبقى الشباب الآتي من أزقة المدن ومن أريافهه المنسية المفعم بالأمل والطامح للحرية، تابعا سهل القياد لأقلية تصم آذانها عن الرأي المخالف ولو كانت تعي أنه عين الحقيقة لأنها لا تريدها أن تكون لها وسيلة ولا مطلبا ولا تحسن سياسة الحوار وتوفيق الآراء، ولم تجرب يوما نكران الذات والتضحية بالمصالح الضيقة من أجل المصلحة العامة، فأني لها أن تعي مطالب الشباب وهي لا تحسن إلا التزوير وتكميم الأفواه وقتل أي روح للإبداع.
ولم تصدق القيادة السابقة لمشروع الحزب قط إلا حين قالت : إن في بيتنا أحزابا مشخصنة لا تعرف من الديمقراطية إلا اسمها وكأنها تصف نفسها، لكن مالم تقله أنها هي تسعى بشروع الحزب إلى نفس الطريق، فما دعواتها لأحزاب المعارضة للحوار إلا قفزة على الواقع وتجن على الحقيقة، فكيف خفي على كتبة البيان أنهم هم أنفسهم عجزوا عن حوار شركائهم في مشروع الحزب، أم يرمون بيوت الناس بالحجارة ناسين أن بيوتهم من زجاج؟ أم أن هذا ليس إلا فصلا جديدا من فصول اللعب على الشباب ؟
فأحلام الشباب التي تزيا بها مشروع حزب العصر لم تبل بعدُ، والروح التي بثوها فيه ولم ولن تموت حتي يؤتي ذلك النضال ثماره، بعد الثورة الداخلية التطهيرية، لتذرو رياح أحلام الشباب العقليات القديمة التي كانت تعيق المشروع، ولتطرد أشباح خارجة من كهوف الظلام، مما يجعل الخيار الأوحد أمام الشباب هو الاحتكام للجنة المكلفة بالأزمة.
وعسي أن تعم عدوي هذه الحركة المباركة التصحيحية التي ولدت من رحم المعانات داخل مشروع حزب العصر، جميع الأحزاب الموجودة في المشهد السياسي الموريتاني، الذي شوهت صورته الانقسامات المتولدة عن المآرب الشخصية المستجيبة لكل برق خلب.

محمد عبد الله محمد محمود باحث متخصص في القانون العام. [email protected]1978



#محمد_عبدالله_محمد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبدالله محمد محمود - رؤية من داخل مشروع حزب العصر