أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد البوسطة - لسان عبدالرحمن النعيمي














المزيد.....

لسان عبدالرحمن النعيمي


أحمد البوسطة

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 09:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



اعتدت الحديث معه في المواضيع الجادة، كنت أظنه لسانه لا يتحرك إلا في القضايا الشائكة. أحاسب إلى مخارج المفردات والجمل بقدر ما أستطيع. سمعت عنه يوما، كان اسمه "سعيد سيف في مقابل سيف بن علي"، سيفان مختلفان، لكنهما لا يتحاربان، كل واحد منهما يضع سيفه في غمده ويخرجانه عندما يظهر عدوهما المشترك، الذي يريد الغدر بوطنهما. قرأت كتاباته الثورية.. خفت عليه مرتين: مرة لعناده في وطنيته التي لا تلين، ومرة أخرى لوضوح صراخه وصراحته في قول كلمة "لا" للظلمة والفاسدين الدكتاتوريين، هكذا يقولها في حينها دون ارتجاف أمام أكبر سلطان جائر!!.

اعتقدته لا يمزح، لا يطلق النكات، فثوريته أخذت ما أخذت من حياته وربما مماته.. وجدته بكل بساطة، مثلنا وربما عكسنا، لكن على الغالب مثل بقية البشر، أو قلة منهم من يتحلون بصفات الفراسة.. ذات ظهيرة أثناء المؤتمر الدستوري الثاني كنا في طابور "البوفيه" لتناول الغداء، وكان بجانبي رجل دين معمم فسألني سؤالا مسموعاً: بوسطة، ألا زلت اشتراكياً؟. أجبته: نعم ولا استنكف من اشتراكيتي، لن أدير ظهري عنها، ولا زلت مقتنعاً بأنها (الاشتراكية) منقذة للبشرية وأداة ثورية للتغيير.
ضحك أبوأمل في إشارة توصيل رسالة للمختلف المجتمِع في المؤتمر الدستوري مفادها: كلنا مختلفون، لكننا متساوون في الحق الوطني والدستوري والذي لو تم معالجته آنذاك لوفّر علينا كثيرا من الجهد والتضحيات على مذبح النضال الوطني، ولم نكن نصل إلى هذه المواصيل لو كانت البوصلة تتجه نحو الولاء للوطن واسترداد عافيته، لا إغراقه في تصنيفات الأشخاص ومواقعهم الاجتماعية والقبلية.

شجعتني مداعباته وابتسامته الدائمة أن أجرب "ميونتي" معه وحركة لسانه، كان ذلك في صيف 2004، وكنت للتو أنهيت قراءة رواية: "لوليتا" لفلاديمير بانوكوف، فقلت له: قُل "لوليتا" وعِد عدد قفزات لسانك إلى الأعلى والأسفل.. قَسِّم الكلمة بالشكل التالي: (لو ـ لي ـ تا).. أخيراً تحرك لسان أبو أمل فوجده "يقفز ثلاث قفزات صغيرة على الحلق ليأتي فيصطدم ثلاث مرات بالأسنان. "لو.لي.تا".... ضحكنا، ضحكنا.... آآآآآه، يا بو أمل، ما بكيتك ما بكيتك، أنا بكاني رحيلك!!.

كم هو مؤلم أن يحصل لك ضربتين على الرأس في آن واحد؟!.. وقع نبأ رحيل الفارس العروبي، المناضل عبد الرحمن النعيمي كالصاعقة في الساعات الأولى لبدء تشييع شهيدنا الفتى علي الشيخ الذي اغتالته سبابة جاهلة بضغطة زناد من أسلحة الموت التي تشترى بقوتنا (....)، أي مصائب تتقاذف على ديلمون ـ أرض الخلود، التي قيل عنها بأنه "لا ينعق فيها الغراب".

نعرف أيها الرفيق إن جسدك رحل عنا دون أن يفيق ولو لساعات لتخطب في منصة دوار اللؤلؤة، أو تستظل في خيمة "وطن حر وشعب سعيد"، أو تشرب من شاي الحرية التي تنفسناها جميعاً آنذاك، لتنام مستريح بتحقيق جزء من أحلامك وأحلام الفقراء، لكننا مؤمنون بأن موت المناضل لن ينهي القضية التي ناضلت من أجلها.. إلى الخلود يا أبو أمل فعلى دربك تسير الجماهير لانتصار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدمية.





#أحمد_البوسطة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مزورة بشكل «نزيه»
- انتخابات العراق.. ال «بسيط والُمعقَّد»
- بلد غني.. شعب فقير
- حرب صعدة.. إلى أين؟
- في الذكرى ال 90 لثورة أكتوبر الاشتراكية
- خبز خبزتيه يا فطيم إكليه
- ظواهر طبيعية تنتعش - البحرين


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد البوسطة - لسان عبدالرحمن النعيمي