أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطية مسّوح - في (ذكريات ومواقف) يوسف الفيصل














المزيد.....

في (ذكريات ومواقف) يوسف الفيصل


عطية مسّوح

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 03:19
المحور: مقابلات و حوارات
    


في (ذكريات ومواقف) يوسف الفيصل يرصد وقائع السبعينيات ويوثّقها بعد صدور الجزء الأول من هذا الكتاب، منذ بضع سنوات، أقامت دار النشر بالتعاون مع المؤلف ندوتين لمناقشته، الأولى في دمشق والثانية في حلب، وكان لكاتب هذه السطور مشاركة في الندوتين بمداخلة تناولت الجانب الفكري من الكتاب.
كانت رغبة الناشر أن يتحدث المشاركون في الندوة عن ثلاثة جوانب، السياسي والفكري والإنساني. وما كان هذا الفصل بين الجوانب الثلاثة إلا نوعاً من الترتيب في عمل الندوة، وتجنباً لتكرار فِكَر معينة في المداخلات كلها، ومع ذلك، فإن أي فصل من هذا القبيل هو فصل تعسّفي. فالكاتب، كل كاتب يسكب في كتابه شخصيته متكاملة، والكتاب، ولا سيما كتاب الذكريات، هو عصير الروح والعقل، هو النسغ الذي تتمازج مكوناته المختلفة، بعد أن جبلها الزمن وصهرها بناره، فغدت وحدة لا أجزاء فيها ولا انفصام. بل إن الباحث قد يصل إلى أن كل مكون من مكونات هذا النسغ يصبح هو النسغ كله، أي يصبح D.N.A الروح والعقل، مقابل D.N.A الجسد بكل خلاياه.
وقد يرى القارئ أن فكرة النسغ الواحد هذه، تحمل، كما تحمل فكرة الفصل بين جوانب الشخصية، شيئاً من القسر، وخاصة إذا دُفعت إلى مرتبة الإطلاق، فقد يجد الباحث في شخصية من الشخصيات تناقضات معينة، بين القول والسلوك، أو بين الموقف والموقف، أو قد يخيب أمله لأنه يلمس موقفاً ما، لم يكن يتوقعه انطلاقاً من معرفته بتلك الشخصية وسجاياها.
لكن الأمر ـ باعتقادي ـ ليس قسراً ولا زعماً أو وهماً، فالتناقض الذي قد يظهر في الشخصية هو حقيقتها، وثمة شخصية متناقضة، وشخصية مترددة، وشخصية مرنة وأخرى عنيدة، وشخصية متهورة وأخرى متزنة، وكل ذلك نسبي، تتفاوت درجاته ومدى ظهوره.
أما التناقض، على وجه التحديد، فهو أكثر الملامح ظهوراً في الشخصيات، فالإنسان في حقيقته النفسية، وبالتالي في سلوكه، هو مجموعة من المتناقضات المكوِّنة، التي يطغى بعضها على بعض أو يمتص بعضها بعضاً، أو تتبادل التأثير فتتعايش وتتصارع في آن. أي إن التناقضات في الشخصية هي الشخصية ذاتها.
وتتبدّى شخصية الكاتب في كتابه على نحو واضح، بكل أبعادها وتناقضاتها، حين يكون الكتاب ذاتياً، أو حين يجتمع فيه الذاتي والموضوعي. فكتب الأدب الإبداعي والنقدي، تشفّ عن شخصية كاتبها أكثر مما تشفّ عنها الكتب العلمية أو الموضوعية. وكتب المذكرات والذكريات هي أقرب إلى تلك الشفافية من كتب التأريخ مثلاً. ومن هنا يمكن للقارئ أو الباحث أن يتقرّى شخصية الكاتب من خلال مذكراته، أو عرض سجل ذكرياته، أو حديثه عن تفاعله مع الأحداث التي شهدها أو شارك في صنعها.
كان ذلك الأمر واضحاً في الجزء الأول من كتاب يوسف الفيصل، فقد امتزج فيه عرض الوقائع كما حدثت، برؤية الكاتب الشخصية لتلك الوقائع وعواملها وطباع القائمين بها وأدوارهم، كما امتزج فيه السرد الموضوعي للحدث والإحساس به، فأثر ذلك الامتزاج تأثيراً إيجابياً على لغة الكتاب التي جاءت حارة وحاملة نوعاً من التوقد الوجداني في كثير من الأحيان.
ولعل ذلك كله هو ما جعل الناشر يقترح تقسيم الدراسة في الندوة التي أشرنا إليها، إلى جانب سياسي وجانب إنساني وجانب فكري. ولعل القارئ يلمس اليوم، وهو يقرأ الجزء الثاني من كتاب (ذكريات ومواقف) أن الموضوعي في هذا الجزء هو الغالب، وأن الذاتي هو الأقل حيزاً وحضوراً، وأن لغة الوثائق طغت على لغة التحليل، وعرض الحدث شغل الكاتب والكتاب عن إبراز انفعاله بذلك الحدث وتفاعله معه، وصورة الواقع كما هو كادت تزيح من صفحات الكتاب كل ملامح الخيال والتصور والاستشفاف. لذلك يمكن للقارئ أو الباحث أن يجد أن الجزء الثاني من هذا الكتاب المهم، هو استكمال تاريخي للجزء الأول، يحمل للقارئ حلقات أخرى من سلسلة الحقبة التاريخية الغنية التي عاشها المؤلف، ويقدمها عبر الذاكرة قليلاً، وعبر الوثائق كثيراً. لكن هذا الجزء لا يحمل ما يمكن للقارئ أن يستكمل به معرفته بشخصية الكاتب، فما يساعد على تلمس هذه الشخصية جاء في الجزء الأول، ويكاد الجزء الثاني لا يضيف من هذه الناحية شيئاً جديداً.
هذا الجزء غني بالوثائق، ولهذا الأمر جانب إيجابي، لأنه يعني الدقة والموضوعية في عرض الوقائع والأحداث، فالحدث الذي يسرده الكاتب يأتي موثقاً، بل إنه كثيراً ما يعرضه من خلال نشر الوثيقة الخاصة به، ممهداً بتقديم قصير، أو خاتماً بتعليق موجز، تاركاً للقارئ التعامل مع هذه الوثيقة بحرية، ووفق رؤاه، في إطار سياق تاريخي مضبوط.
لكن غنى الكتاب بالوثائق، ولّد نقطة سلبية فيه، هي إخراج الكتاب عن طبيعة كتب المذكرات أو الذكريات، ودفعه في عالم التأريخ والتوثيق. فالمذكرات عامة، والذكريات خاصة هي كما ذكرنا تعبير عن امتزاج الذاتي بالموضوعي، أي إنها تجمع بين عرض الحدث كما جرى وعرض وجهة نظر الكاتب في ذلك الحدث.
أقول هذا لأن يوسف الفيصل كان في المراحل التي تناولها شخصاً فاعلاً، بل كان في بعضها، وعلى نطاق الحزب الشيوعي السوري، أكثر الأشخاص فاعلية. وها قد مضت عقود على تلك المراحل، فكيف ينظر المؤلف اليوم، بعين التقويم والنقد، إلى الأحداث والمواقف الكبيرة والصغيرة؟ هذه الناحية ضرورية جداً لأنها تعبير عن التطور الذي طرأ على رؤية الكاتب، وعن حصيلة تفاعله مع أحداث عصره التي شارك في صنعها مشاركة كبيرة أو صغيرة.
وفي هذا السياق، أذكر أن الكثير من المفاهيم والرؤى التي كانت سائدة في الحزب الشيوعي السوري، والحركة الشيوعية العالمية، حتى ثمانينيات القرن الماضي، قد اهتزت تحت وقع الأحداث والتطورات العالمية، وبفعل ثورة التقنيات الحديثة، ونمو التجربة السياسية للمناضلين من أجل الحرية والعدل والاشتراكية. ومن عرف يوسف الفيصل في العقدين الأخيرين، وحاوره، لا بد أن يلمس لديه نظرة نقدية للماضي وإحساساً بضرورة تجاوز الكثير من ملامحه، كما لا بد أن يلمس لديه قبولاً للجديد على مستوى الفكر والممارسة.



#عطية_مسّوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطية مسّوح - في (ذكريات ومواقف) يوسف الفيصل