أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - بين ديكتاتورية محمد السادس وديكتاتورية الإسلاميين














المزيد.....

بين ديكتاتورية محمد السادس وديكتاتورية الإسلاميين


محمد مقصيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 22:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يبدو أنه من أعمق وأخطر الأسئلة داخل الحقل السياسي المغربي يصب جهة المنبع الحقيقي للأزمة المغربية . قليلون جدا من لهم الجرأة أن يقولوا بصوت مسموع أن الملك محمد السادس يتحمل مسؤوليته كاملة غير منقوصة في الكوارث المتلاحقة التي تعصف بالمغرب من كل الجهات , إذ لا يمكن لكل ذي عقل سليم أن يترك مربط الفرس كي يطارد الساحرات . أما معزوفة إياك أعني واسمعي يا جارة التي تغنيها بعض الأحزاب المحسوبة على الحداثة أو المعارضة بصفة عامة , فلا جدوى منها . لا أعني هنا , الأخطاء اليومية للملك محمد السادس في تدبير الملفات , أو لفشله الشخصي والمؤسساتي بقدر ما أعني أعطاب النظام السياسي العام القائم على الملكية الديكتاتورية . أكرر مرة أخرى , إن أزمة المغرب لا تقتصر فقط على النوايا والأهداف السيئة أو الحسنة للملك محمد السادس في إصلاح جسد السياسية المغربية العليل , ولا أقصد بطبيعة الحال البرامج والإستراتيجيات والمرتكزات التي تنطلق منها القوى السياسية لضخ الحياة في مجتمع يتعرض لكل الأمراض والأزمات " بما فيهم القصر الملكي " , بل أعني البنية السياسية في شموليتها . إننا لا نحمل الملك السيد محمد السادس مسؤولية مأساة المواطن المغربي من نقطة اختياراته وقراراته ودائرة إدارته , بل إن اختلافنا معه ينطلق من تناقض جوهري بين زاويتي رؤية متباعدتين جذريا . القصر الملكي ينطلق من مسلمة فوقية تقتات على مفاهيم من قبيل : البيعة , والرعية , والقبيلة العلوية , والشرعية التاريخية , وإمارة المؤمنين ... , ونحن نتحدث من منطلق : المساواة , والحرية , وحقوق الإنسان , والحداثة ,... وهلم جرا . وهكذا , لا نحكم على القصر الملكي المغربي من مرجعية الحركية البراغماتية في تنشيط الفعل السياسي , بقدر ما نحكم عليه من خلال موقعه في مدخلات ماكينة الفلسفة السياسية , أي بغض النظر عن النتائج سوف نختلف مع السيد محمد السادس جملة وتفصيلا . إننا نسعى إلى بنية اجتماعية وسياسية يكون الإنسان جوهرها بغض النظر عن انتمائه الطبقي أو الإيديولوجي أو الديني . الديكتاتورية سوف تبقى ديكتاتورية حتى وإن حققت للإنسان قمة الرفاهية الإقتصادية . والديكتاتورية أيضا سوف تبقى ديكتاتورية حتى وإن أسقطت أو تصارعت مع ديكتاتوريات أخرى .
باختصار , إننا نطلب من السيد محمد السادس أن يعيد قراءة حساباته , وهذا أمر ليس بالأمر اليسير , نحن نعرف جيدا أن السيد محمد السادس ليس إلا حلقة في بنية معقدة ومتشابكة , لكنه يجب أن يتحلى بالجرأة والشجاعة الكافيتين من أجل وضع قطيعة مع بنية سياسية متآكلة في أفق بناء ثقافة سياسية حداثية متقدمة .

واسترسالا لما سبق , من الضروري أن نقول , أنه إلى جانب القليل الذين يحملون المسؤولية بشكل واضح للملك محمد السادس كبنية وليس كشخص " كما أوضحنا سابقا " , هنالك النزر الأقل الذي يحمل المسؤولية بكل جرأة ووضوح للشعب المغربي . نحن , نفهم التنويم المغناطيسي الذي تعرض له الشعب المغربي عبر عقود بواسطة المؤسسات التربوية والدينية , ولكن هذا لا يمنع بأن نضع الأصبع على الجرح بكل شفافية ونقذ ذاتي , وهكذا , يكون من تحصيل الحاصل أن نفهم أن هنالك حلقتين في لغز الأزمة السياسية المغربية , المؤسسة من جهة , وعامة الشعب من جهة أخرى .
إن عدم الفهم الدقيق لحساسية المرحلة التاريخية , والإندفاع الأعمى في تحديد الخصم السياسي يعتبر إخفاقا كارثيا قبل الدخول إلى حلبة الصراع . وهكذا , تظهر منطقتين ,
أولا , المؤسسة الملكية التي لا يعتبر الملك محمد السادس إلا حلقة داخلها " وهو في نفس الوقت يتحمل ركامها بشكل كامل "
ثانيا , عامة الشعب الذين يحاربون الديموقراطية والحداثة تحت أقنعة مختلفة .

يجب أن تضع القوى السياسية المغربية في حسبانها منذ الآن , أنها لا تواجه فقط مؤسسة ملكية رجعية , بل تواجه ثقافة سياسية رجعية ضاربة جذورها في أطناب المجتمع . وأن كل نضال سياسي من أجل الإطاحة بالديكتاتورية ينبغي أن يبدأ ببناء ملامح دولة علمانية حداثية .إن الديموقراطية مسألة شمولية لا يصح اختزالها في إطاحة الديكتاتورية السياسية , علينا أن نفهم بوضوح أنه : لا ديموقراطية خارج دولة مغربية حداثية علمانية . وأن أي تأجيل للنقاش حول علمانية الدولة المغربية وحداثتها إلى حين , بتسويق ذرائع مختلفة كالتحالف مع الإسلاميين من أجل الإطاحة بالديكتاتورية المخزنية / الملكية , هو فقط تعميق للأزمة . علينا أن نطرح بكل وضوح وشفافية الحداثة للمجتمع وإن كانت بمثابة إنفجارات , المجتمع المغربي في حاجة إلى هزات ثقافية عنيفة وصدمات كهربائية كي يستفيق من غيبوته , أما المسكنات والشعارات المبطنة في إطار التحالف مع الإسلام السياسي فلن تفعل سوى سحبه ببطء نحو الهاوية



#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحتفل بالحياة أيها الموتى
- حذاء 20 فبراير ولحية عبد السلام ياسين
- لماذا أضرم النار في إسمي
- إفطار رمضان وإصلاح ما أفسده الله
- أيها المغاربة أفطروا علانية في رمضان
- عبد الإله بنكيران والبورنوغرافيا الحلال
- السيد ابليس في المخيلة الاسلامية
- المرأة عقدة الإسلاميين الأبدية
- جدور الإرهاب في الإسلام
- تأملات في جمع القرآن وتحريفه
- مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني
- البخاري بابا والأربعون إرهابي
- نداء للشباب المغربي لدعم منظمتهم العتيدة منظمة الشبيبة المغر ...
- التراجعات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب
- الإضطهاد الديني في المغرب
- أوهام الإسلام السياسي
- حوار مع الفضلاء اللاديمقراطيين
- الحالمون بنظام طالبان في المغرب
- المثليون الجنسيون والشواذ السياسيون في المغرب
- لماذا نرفض إمارة المؤمنين


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - بين ديكتاتورية محمد السادس وديكتاتورية الإسلاميين