أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فواز الدبس - الشيوعيون الحقيقيون والخطر الانتهازي















المزيد.....

الشيوعيون الحقيقيون والخطر الانتهازي


فواز الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 15:38
المحور: الارشيف الماركسي
    



إن المبادئ في مفهومها العام (كما نرى) لـُغوياً وسياسياً هي جملة من الأسس والقناعات المنبثقة عن هذه النظرية أو تلك والمرتبطة بحركة الواقع المادي وصيرورته وقد تنبثق عن الأوهام التي تسبح في فضاء من الخيال الذي لا حدود لتصوراته ولا عوائق ــ أمام تفسيراته وتسميها الفلسفة (بالميتافيزيقيا).
ولو اعتمدنا الأساس الفكري مقياساً لوزعنا الشرائح الاجتماعية حسب قربها أو بعدها عن هذه الإيديولوجيا أو تلك وكيفية التعبير عن ماهية تلك التجمعات وعن طبيعتها الاقتصادية ــ الاجتماعية ــ الفكرية وعندها سنصل حتماً إلى ما ندعوها بالأحزاب. فالحزب هو تجمع إيديولوجي يعبّر عن طبقة! وهذا مفهوم ماركسي يطابق التعريف الشهير للسياسة (بأنها تعبير مكثف عن الاقتصاد). وما دمنا في حقل الإيديولوجيا والنظريات فإذاً نحن في صُلب مكوناتها أي جملة الأسس والمبادئ التي بدأنا حديثنا عنها ولكي تتوضح الفكرة أكثر لابد من تسمية حملة المبادئ وتعريفهم.
إن حملة المبادئ يسمون بالمبدئيين وهم بالتعريف (لا أقصد بذلك التعريف الأكاديمي) أناس اعتنقوا إيديولوجيا معينة ويمارسونها في حياتهم، والمبدئي هو شخص يطابق بين أقواله وأفعاله، وفي سلوكه العام يدافع عن القناعات التي آمن بها والتي حددها ضمن إطار الأفكار التي اعتنقها ونحن هنا لسنا أمام إيديولوجية بعينها بل نحاول رصد ذلك الخيط الذي يصل بين القناعة وممارستها من خلال السلوك العام آخذين بعين الاعتبار شروط الواقع الموضوعي وقوانينه الصارمة وغير الخاضعة للمهادنات الرومانسية في أغلب الأحيان.
أما النفاق والمتعارف عليه سياسياً وفكرياً باسم (الديماغوجيا) أو الانتهازية فهو سلوك منافٍ للمبدئية «إن الانتهازية ليست سلوكاً مزاجياً نابعاً من سيكولوجية الشخص أو صفاته الروحية كالضمير والأخلاق والتربية الأسرية الحسنة أو السيئة مع أهمية هذه الصفات في العلاقات العامة ولكن الانتهازية نابعة أصلاً من الموقع الطبقي لهذا الشخص أو هذه الفئة وهي صفة ملازمة في أغلب الأحيان للعقلية البرجوازية الصغيرة ذات الطبيعة النفعية المتذبذبة والناجمة عن طبيعتها الطبقية المزدوجة أي انتماؤها إلى الملاكين من جهة وإلى الطبقة المشتـَغـَلة من جهة أخرى ..... الخ».والانتهازيون هم أناس تتناقض أقوالهم مع أفعالهم وهم تحريفيون ومنحرفون بامتياز. والانتهازية تتجلى داخل الأحزاب الشيوعية المبدئية وعند الانشقاق السافر عنها. فكيف يكون ذلك؟
إن الانتهازية داخل الأحزاب الشيوعية تتشدق بالجمل الثورية وتمتاز بروح التسلق والمحاباة، والمسؤوليات الحزبية عندها ليست مهمات نضالية بل بوابات يمكن من خلالها تحقيق الغايات الشخصية، وأهم صفة لها هي النرجسية وحب الذات وتـُعتبر الحامل الرئيسي لكل عقلية براغماتية (نفعية) داخل الحزب الشيوعي، وتشكل الأرضية، الخصبة عند الأزمات لتكوين المحاور والشلل التي تضعف التنظيم والديسبلين الحزبي.
إن اليقظة الثورية الحقيقية هي إفشال برنامج (بروغراما) تلك الانتهازية وفي وقت مبكر وقبل أن يشتد عودها.
وعندما تشتد الأزمات وفي مرحلة الانشقاق السافر فمن النادر أن يغادر الانتهازيون صفوف الأحزاب الشيوعية المبدئية بل يصمتون وتصمت معهم تلك الجعجعة الثورية التي كانوا يتفنون بها أثناء الأزمة ويدخلون في مرحلة (كـُمون) وبذلك يشكلون (ذيول الأزمات)!
نعم! إن للأزمات داخل الأحزاب الشيوعية ظروفها الموضوعية ذات الطابع الاقتصادي ــ السياسي ــ الفكري ولكن هناك عوامل ذاتية أيضاً وفي مقدمتها ذيول الأزمات.
إن الانشقاقيين عن الأحزاب الشيوعية المبدئية والذين يشكلون تجمعات أو أحزاباً أو أقزاماً كبُر الوهم لديهم بفعل فاعل لصناعة حزب!! ويطلقون على أنفسهم تسمية (حزب أو نصف حزب شيوعي).
إن هؤلاء الانتهازيين سافرون بسبب عدم التطابق (البتة) بين أقوالهم وأفعالهم فهم عملياً ليسوا شيوعيين وإلا لماذا غادر هؤلاء صفوف الحزب الشيوعي المبدئي أصلاً؟! وبذلك أصبح الفرق واضحاً بين النموذجين أحدهما يشكل ذيولاً للأزمات ويدخل في مرحلة كمون، والآخر يعبّر عن وجهه الانتهازي السافر بالانشقاق ولكل نموذج ظروفه ولكنهما متفقان من حيث الخطورة على الحزب الشيوعي المبدئي، هذا ما يمارسونه عملياً.
أما قولاً فهم شيوعيون وهذا ما ينطق به اسمهم وما يكتب في وثائقهم وصحفهم وبذلك يتم تضليل الجماهير الكادحة أيما! تضليل وهذا باطل الأباطيل!!
إن تاريخ الحركة الشيوعية العالمية والحركة الشيوعية في البلدان العربية والحزب الشيوعي السوري مليء بالنماذج والأمثلة التي لا تـُحصى.
فالغورباتشوفية مثلاً اعتبرت نموذجاً للانتهازية السياسية والفكرية طيلة فترة البريسترويكا، إذ كان يصرح زعيمها ميخائيل غورباتشوف الصهيوني دائماً وأبداً بأن البريسترويكا: (تعني مزيداً من الاشتراكية، مزيداً من الديمقراطية، العودة إلى اللينينية)، وفي الممارسة كان التخريب جارياً على قدم وساق.
وبعد الانتهاء من عملية تهديم الاشتراكية كنظام في الاتحاد السوفييتي وقبله في أوروبا الشرقية أعلن قادة الغورباتشوفية (الانتهازيون ــ أقطاب البريسترويكا) عن وجههم السافر وبأنهم لم يكونوا في يوم من الأيام شيوعيين (هكذا صرحوا بكل وقاحة)، وبذلك انتقلوا من مرحلة الانتهازية (عدم التطابق بين الأقوال والأفعال) إلى مرحلة الخيانة لأن أقوالهم طابقت أفعالهم (القول الشائن طابق الفعل الشائن)، وخلال الحرب العالمية الأولى انتقلت أغلبية أحزاب الأممية الثانية في أوروبا من موقع الاشتراكية العلمية إلى مواقع الاشتراكية الشوفينية لأنهم أيدوا حُكامهم الاستعماريين في حروبهم العدوانية ضد الدول الأخرى وبذلك خانوا مُثل الاشتراكية العلمية، ولكن الانتهازية كصفة فكرية وسياسية لم تبارحهم أبداً بسبب تمسكهم قولاً بالاشتراكية وتحولهم فعلاً إلى خدم وكلاب حراسة للرأسمالية العالمية ومصالحها النهبوية، وشكلوا فيما بعد أحزاباً سميت (بالاشتراكية الدولية) ومن بين قادتها عُتاة وسفاحون بل إرهابيون دمويون كشمعون بيريز صاحب عدوان حزيران /1967/ ومجزرة قانا في لبنان وتكسير أيادي الأطفال وجماجمهم هناك وحزب العمل البريطاني بزعامة توني بلير الذي احتل العراق بالتعاون مع جورج دبليو بوش الأمريكي وبعض أهل الدار العراقيين وذلك ظـُلماً وعدواناً وتحت شعار الديمقراطية وكبح جماح العراق الذي يمتلك أسلحة دمار شامل مزعومة.
إن هؤلاء الاشتراكيين الدوليين وبالتعاون مع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية قتلوا عشرات الآلاف من أطفال ونساء وشيوخ العراق بعد تدميره.
نعم! هذه هي أحزاب الاشتراكية الدولية وهكذا يستفحل خطر الانتهازية إذا أفلتت من لجامها.
وعود على بدء! فالشيوعيون الحقيقيون هم أناس مؤمنون تمام الإيمان بأن الممارسة هي مقياس الحقيقة ولا شيء سواها. ويضبطون هذه المقولة بالفعل التنظيمي اليومي واليقظة الثورية عندهم إضافة لما سبق وناهيك عن البديهيات الأخرى، تتمثل أساساً في كيفية مراقبة طرح سياسة الحزب بين الجماهير، فالخط السياسي العام للحزب الشيوعي هو صمام الأمان وهو الرابط العضوي بين (الأممية والوطنية والطبقية) للحفاظ على وجه الحزب الناصع.
وأي اختلال في هذا الثالوث المقدس يعني ضرورة الفرملة والتوقف ومن ثم التدقيق والتمحيص.
إن حزباً شيوعياً سليم القوام يعني عملاً نضالياً ناجحاً ضمن ظروف الواقع الموضوعي المحيط به ومتطلباته.
م. فواز الدبس



#فواز_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فواز الدبس - الشيوعيون الحقيقيون والخطر الانتهازي