أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الدين علي - واقع الأكراد و تداعيات الانتفاضة السورية















المزيد.....

واقع الأكراد و تداعيات الانتفاضة السورية


سيف الدين علي

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واقع الأكراد
يصل عدد الأكراد السوريين إلى ما يقارب أكثر من ثلاث ملايين حوالي 15-20% من سكان سورية,ينتشرون في معظم المدن, والمناطق ويرتكزون بكثافة في محافظة الحسكة القامشلي,عامودا ,رأس العين (سري كانيه),درباسية,مالكية(تربسبيه) .وفي حلب (حي الشيخ مقصود, الأشرفية)ومناطق إعزاز,عفرين,عين العرب وجرابلس من ريفها ) وفي دمشق ( حي الركن الدين,و وادي المشاريع),ويعتبر الكورد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري,شاركوا في مختلف أنشطة الحياة بصورة طبيعية ودون تمييز, وتبوأ بعضهم مناصب قيادية وسياسية مهمة,فمنهم من قاد المعارك ضد الاحتلال الفرنسي(إبراهيم هنانو),وغيره ...الخ,ومنهم من وصل إلى مناصب عليا سياسية وعسكرية بما في ذلك رئاسة الجمهورية (فوزي السلو و حسني الزعيم ).
بداية المشكلة:
بدأت تتضح في سوريا معالم ( المشكلة القومية الكردية),بفعل تعاقب سياسات غير ديمقراطية استمدت نسغها من إيديولوجية مشبعة بالتعصب القومي الشوفيني .
فكان أول اجراءعنصري تمييزي (مشروع الإحصاء الاستثنائي عام 1962) بموجبه سحبت الجنسية (أكثر من 250 ألف كردي) من الجنسية السورية,دون احترام لحقوقهم كبشر,إضافة إلى ظاهرة (المكتومين) اللذين نزلوا من الفضاء! محرومين من كافة الحقوق( التملك ,التعليم,التقاضي ,العمل, الصحة ...الخ ),باتوا غرباء عن وطنهم.
ثم جاء مشروع الحزام العربي,هادفاً تفريغ الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا أيضاً في الجزيرة ,بعمق 10-15 كلم ( أي ما يقارب 700 ألف دونم ) من سكانه الأكراد الأصليين و توطين العرب بدلا منهم لقطع الجغرافيا والتاريخ,في امتداد الكردي القومي ( مستوطنات عروبية ).
بعدها وليس اّخرها,تعرض الكورد لتمييز ومحاولات تعريبهم, وذلك بتغير أسماء عشرات القرى والمناطق إلى أسماء عربية, بل تسجيل أسماء المولودين الجدد بأسماء عربية ) .
وتوالت بعدها مراحل من التصعيد الفكر الشوفيني ونشر الوعي الزائف , وحدة تقوم على إلغاء الاّخر , بالوسائل القمعية ,مما ساعد على توسيع الشق بين العرب و الأكراد , بالإضافة إلى سياسة تمزيق أواصر المحبة و الإخوة بين أطياف المجتمع السوري المتنوع , بل فصلت أوصال المدن بسياسة عجيبة.
أحداث القامشلي 2004:
سبعة أعوام مرّت ,انفجرت في مدينة القامشلي ( أقصى شمال شرقي سوريا),ذلك بتاريخ 12/3/2004,تلك الأحداث قامت إثر شرارة (مباراة كرة القدم ), كشرارة (بو عزيزي في تونس ),تلك الأحداث كادت أن تتحول
إلى انتفاضة ,لوكانت الحركة الكردية والحركة الوطنية الحرة ,وجهتها بشكل الصحيح .
راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى ومئات الاعتقالات في صفوف الأكراد وتعرضهم للتعذيب المفرط والوحشي من قبل الأجهزة الأمنية ,لقد اتبعت الأجهزة الأمنية أسلوب محنك , سلحت القرى والعشائر الموالية لها و المتاخمة للقرى الكردية وإطلاق دورها إرهابا و قمعاً في حال اشتدّ الأمر, وأباحت ممتلكات الكورد في الحسكة .
هذا ما دفع الحركة الكردية بعدم خوض معركة( الكل خاسر فيها )ولا يخدم الوطن ولا التلاحم الإخوة العربية والكردية.بعدها كانت هناك بعض الحركات الاحتجاجية الفردية , لم يسلط عليها الضوء أبداً..
قراءة الأحداث :
في قراءة متأنية للأحداث نرى أن السلطة لا تجيد إلا لغة القوة والحل الأمني في تعاملها مع أي حركة احتجاجية
سواء كانت فردية , حزبية ,أو ...الخ ) واعتبارهم نكره ,متآمرين ,عملاء يضمرون شراً لزعزعة الاستقرار و إضعاف دولة الممانعة أو انفصاليين( مع العلم لايوجد في أي حزب برنامج تقسيم سوريا ,بل يعتبرون حل قضيتهم جزء من الحل الديمقراطي الوطني .)
مع الأسف لم تأخذ الحركة الكوردية والوطنية ,عبرة من تلك الأحداث, أضعف الإيمان كان يجدر بهيما أن تكوّن جبهة ديمقراطية تضم كافة أطياف المجتمع السوري,لا كما الحال الآن تعيش تشرذم مؤلم .
تداعيات الانتفاضة السورية :
إذا كانت الانتفاضة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن قد شهدت بعض الفصول الدرامية, فإن الانتفاضة السورية أشبه بعقدة غامضة معقدة,ومشاهد غير متوقعة ؟لا نستطيع أن نتكهن بمسار الأحداث .

..(هناك حبكة في مسارها الإقليمي والدولي وتداعيات مجهولة للمنطقة. )
فمن جهة نحن أمام انتفاضة منطلقها الأرياف المهملة والتي تعيش حالة من الفقر والحرمان
والبطالة و بعض المناطق والنواحي تحاول الزحف نحو المدن الكبيرة بمطالبها العادلة (التي ابتدأت بالحرية والكرامة وارتفعت سقف مطلبها إلى إسقاط النظام )وازدادت وتيرة المظاهرات لتشمل معظم مناطق سوريا.
بقيت دمشق وحلب وما لها من وزن لحسم كثير من العقبات في طريق الانتفاضة, خارج ثقلها.
ومن جهة أخرى ,هناك النظام الذي بدأ بالحل الأمني بالعنف المفرط ومضاعفة الإذلال والعمل برفع فزاعة الخوف والقوة لقمع ما يعترض طريقها,حيث لم تترك مجال للحل السياسي.

السيناريوهات المطروحة : نظراً للوضع الراهن ,هناك غالبية صامتة ,قسم منها مع النظام وقسم كبير مع الانتفاضة ضمناً وكليهما لم يحسم أمرهما.
وهناك الطبقات الوسطى وهي بحكم طبيعتها متذبذبة ومترددة في مواقفها, تعتقد كلا الجدارين هش, وهي كما سابقتها تنتظر لأي جهة تميل كفة الميزان, لتميل معها .
أما الطبقة التجار ورجال الأعمال, خائفين على مصالحهم, خاصة لم تبين المعارضة البديل الواضح والمبرمج وفق خطة انتقالية, وهي أيضاً تنتظر ؟
..إذا كليهما في سباق مراتوني طويل ,لكن الحل الأمني نفسه قصير ولا ينفع للمدى الطويل سوف يؤدي إلى عدم الاستقرار داخل النظام نفسه وتدهور بل تردي الوضع الاقتصادي ويفقد شعبيته وبالتالي يقع في عزلة داخلياً وخارجياُ .فقد يدفع هذا الإخفاق للبحث عن مخرج أخر,هذا يحتاج إلى دعم عربي ودولي أو يتفكك النظام تلقائياً بفعل أخطائه الكبيرة وصولاً إلى الانفجار من الداخل, أو الانتحار الجماعي ( عليّ وعلى أعدائي), سوف تحاول جر الكل نحو الهاوية,في هذه الحالة (الكل فيها خاسر ,خاصة الوطن ).
هذا مرهون با استمرار المظاهرات السلمية ونبذ الطائفية وبنفس طويل ,ووحدت التنسيقيات
على الأرض ورفدها ووحدتها مع قوى المعارضة والشخصيات الوطنية المستقلة و رفدها أيضاً بالمثقفين والمفكرين في( إطار جبهوي واسع )يضم كافة مكونات المجتمع السوري, و وضع برنامج واضح انتقالي يضمن حق كافة مكونات المجتمع السوري , ببناء دولة مدنية ديمقراطية غير دينية يتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي وتحديد فترة زمنية محددة لذلك,و يضمن حق المواطن بالعيش الكريم بتوزيع العادل للثروة والمواطنة المحقة وحرية حقوق الإنسان والمجتمع المدني وفق معايير دولية وضمان حقوق الأقليات الأثينية والعرقية و الدينية وفصل السلطات واستقلالية القضاء وتغير الدستور بما يتناسب مع تلك الحقوق وعدم إقصاء أي مكون ,وذلك عبر الحوار واحترام الرأي ورأي الاّخر.( طبعاً ليست هناك كليشات جاهزة كقوالب إسمنتية جامدة ) بهذا سوف تفك عقدة فئة الصمت بل تجرها إلى مواقعها الصحيحة,وتطمئن فئة التجار ورجال الأعمال بأنه لا خوف على مصالحها واطمئنان الكورد سوف يرفد الشارع بثقله الحقيقي ولهم خبرة في ذلك .



#سيف_الدين_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاندي والأنتفاضات الشعوب العربية


المزيد.....




- تيارات سحب مفاجئة تتسبب بـ144 عملية إنقاذ من الغرق.. ونصيحة ...
- واحدة من أكبر المظاهرات -المناهضة للحرب- منذ بدء صراع غزة تط ...
- ماذا قال زيلينسكي قبل اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض؟
- في قلب الليل .. -ساعة الذئب- توقظنا من أعماق النوم!
- إسرائيل تعلن تركيز عملياتها العسكرية في مدينة غزة بهدف -القض ...
- السعودية: القبض على 3 مواطنين وأفغاني -سرقوا مكيفات من مساجد ...
- ماذا نعرف عن قمة ترامب-زيلينكسي التي تُعقد اليوم في واشنطن؟ ...
- مباشر: زيلينسكي يصل إلى واشنطن وترامب يستبعد استعادة أوكراني ...
- انطلاق مناورات عسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
- المرصد الأورومتوسطي: 30 فلسطينيا يصابون بإعاقات يوميا بغزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الدين علي - واقع الأكراد و تداعيات الانتفاضة السورية