أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسافر - قبل ان تهوى النجوم














المزيد.....

قبل ان تهوى النجوم


حامد المسافر

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


مأساة نوري السيد رمضان لاتصدق....اذ كان اصغر ابناء الرجل الفاضل السيد رمضان السيد مسافر و هو من اشراف البصرة قي الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي...بل ربما كان اشرف رجل في العراق كله..كريم النفس...رفيع الخلق...يكاد يبلغ الذرى بدينه و عفته وشرفه...وكم فقير ساعد...وكم مسكين اطعم...ذلك حسابه عند الله.
ولنعود لقصة السيد نوري اصغر الأبناء الذي توفى قبل ايام في البصرة الحبيبة مدينة ابوه و امه واهله الأكابر.كان السيد رمضان من اكبر التجار ومالكي الأراضي في البصرة...و كانت املاكه ممتدة على ضفتي شط العرب في منطقة نهر عمر الشهيرة اليوم بالنفط.و كان ابنه الصغير السيد نوري اخر العنقود..شابا مدللا عند ابيه وامه...تربى على يد الأثنان بخلق وشرف ودين وكانت هوايته الصيد في اراضي والده الشاسعة...وكان الكل يهابه و يحترمه..و تزوج من فتاة من مدينة البصرة و كان يحبها حبا جما وولدت له بنت واحدة.
استغلت زوجته حبه لها فأصبحت تبتزه و تطلب ماتطلب وترسل الفلوس لأبيها...وكان ابيها جشعا لايقنع ومن اجل ذلك طلب من ابنته ان تترك السيد نوري وتأتي للعيش عنده حتى يدفع له زوجها المزيد والمزيد...وفعلت المرأة ما اراد ابيها فذهبت مع ابنتها الى بيت ابيها ولم يراها السيد نوري بعد ذلك ابدا.
تفاوض اباها مع السيد نوري و طلب منه مبلغ الف دينار وكان ذلك المبلغ في ذلك الزمن يعادل مليار دينار او اكثر من مال اليوم...وجلب السيد نوري المال ووعده الرجل ان يرجعها غدا...لكن النفس البشرية امارة بالسوء ففكر الأب ان يحصل على المزيد من المال...وانتظر السيد نوري اسبوعا واكثر ولم ينفذ الأب وعده فهاج الفتى المدلل و ذهب للأب وضربه على رأسه ببندقية كان يحملها فمات الرجل...
هرب الفتى المدلل ولكن الشرطة في العهد الملكي كانت من القوة والشدة والبأس ماجعلها تمسك به بسرعة..ورأيته في السجن وانا طفل صغير والأغلال بيده فبكيت على هذا المصير والقدر الأرعن..ولم يستطع الفتى المدلل ان يتحمل شدة السجن وشظف العيش وهو مكبل بالأغلال ففقد عقله وارسلوه لمصحة الأمراض العقلية...
كنا نزوره وكان يعرفنا ويطلب منا ان نجلب له السكائر فقط فقد اصبح مدخنا فضيعا لاتنتهي سجارة حتى يتبعها بأخرى...و دمروه بالعلاج النفسي الخطأ اذ استخدموا الصدمات الكهربائية العنيفة...وخرج من المصحة مثل بطل فلم احدهم طار على عش المجانين...منهكا ...ضائعا...ضعيفا...بلا ارادة...كنجمة هوت من سماء زهوها وعزها وكرامتها..
و...بعد ان هوت النجوم...كان يسأل فقط عن ابنته ولم يساعده احد لرؤيتها...وبعد ان توفى والده احتضنته اخته الكبرى ام جبار...كانت امرأة من ذهب..وتحملته لاخر يوم في حياتها و بعدها اصابه العمى و عاش كما سمعت في غرفة ما الى ان توفاه الله قبل ايام...رحمك الله يااخي العالي..انت الان في رحاب الله الذي هو بالتأكيد ارحم من البشر ...و والله ان حزني كبير لمأساتك...وليس عندي سوى ان ادعو لك بالرحمة واقرأ لك الفاتحة كل يوم الى ان نلتقي في رحاب الله...ورغم ماحصل لك الا انك تبقى في قلبي نوري المدلل الغالي...وصدقني ياشقيقي انني كرهت الدنيا واحببت ان ألاقي ربي وألاقيك مبصرا في جنات الخلد عند عادل لايظلم ...وناصر لايخذل...انت تراني الان ودموعي تملأ عيني فترحم لي عند الرب الكريم ان يسرع للقائي به...لقد كنت انت من اشرف الناس ولم تدنو الخمر طيلة حياتك ولا الحرام...كل ما اردت هو ان تعيش مع زوجتك وابنتك...ولم يرضى القدر...فيا ايها الناس..اقرأوا الفاتحة على روح السيد نوري السيد رمضان...شهيد الغش والخداع وظلم البشر...قبل ان تهوي النجوم...



#حامد_المسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسافر - قبل ان تهوى النجوم