أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - بين إسقاط نظام عربي قمعي وبناء الديمقراطية !!!!















المزيد.....

بين إسقاط نظام عربي قمعي وبناء الديمقراطية !!!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أسدل الستار على عدة أنظمة قمعية في المنطقة العربية, كنظام صدام حسين في العراق ونظام زين العابدين في تونس ونظام حسني مبارك في مصر وأخيرا ليست آخرا نظام العقيد معمر ألقذافي في ليبيا, وسوف تتبعها بالتأكيد سقوط نظم عربية قمعية أخرى, ولا يستطيع نظاما تجاوز منطق التاريخ الذي تلخصه المقولة الفلسفية: " تحول التراكم الكمي إلى تحول نوعي " عند توفر شروطه المناسبة آجلا أم عاجلا, والذي تترجمه بعض العبارات الشائعة والشعبية التداول مثل: " لكل ظالم نهاية " و " الظالم أيامه معدودة وان طالت " أو " ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ", كما لا يستطيع أي نظام في المنطقة إيقاف عجلة التأريخ نحو الأفضل باعتباره فعل جمعي قائم على خلفية تفاعل عوامل الفقر والفاقة والظلم والاضطهاد وانعدام الحريات العامة والعزلة المجتمعية عن العالم, وقد اختمرت عوامل التغير المذكورة لعقود لتوحد الجماهير المنتفضة باختلاف مشاربها, وهو تراكم لازم لانطلاق فعل الثورة !!!!.

وقد لعبت العوامل الخارجية الدور المعجل لاكتمال شروط اندلاع الثورة ثم نجاحها في مرحلتها الأولى, وأقصد هنا بالعوامل الخارجية هو القوة العسكرية منها وكذلك العوامل الثقافية والتقنية, حيث تدخلت القوة العسكرية الأمريكية لإسقاط نظام صدام حسين, كما تدخل الناتو لمساندة الثوار في إسقاط نظام ألقذافي, أما بالنسبة للعوامل الخارجية الثقافية والتقنية المعلوماتية من فيسبوك وتوتير واليوتوب وشبكات الانترنيت ومختلف تقنيات التواصل الاجتماعي فقد أثرت بكل مجتمعات المنطقة تقريبا, من خلال التواصل الاجتماعي بين مختلف بقاع العالم وخاصة المتقدم منه, متأثرة بشكل كبير بالتجارب الديمقراطية العالمية ومعجبة بمناحي الحياة المختلفة عبر آخر المعلومات عنه والاطلاع على الجديد فيه. وكذلك لا نستغرب أن يكون الشباب هم القوى المحركة لهذه الثورة ولهذا التغير, انطلاقا من مصلحتهم الأساسية في التطلع للحرية والديمقراطية والانفتاح على العالم الخارجي والبحث عن نماذج للعدالة الاجتماعية, ولاسيما في مجتمعات عربية تشكل نسبة سكانها تحت عمر 31 سنة ما يقارب 70% من عموم السكان, وبالتالي فأن الرهان على الشباب في هذه المنطقة هو رهان استراتيجي لبناء المستقبل !!!.

وإذا كان تدخل العامل العسكري الخارجي يثير الكثير من الغضب والحنق والامتعاض لدى فئات واسعة من المثقفين والثوريين وعدم رضاهم عن هذا التحالف بين الثوار وقوى التدخل العسكري العالمية, إلا انه صحت هنا مقولة " عدو عدوي صديقي " في بعض من وجوهها, وخاصة عندما تكون السياسة " فن الممكن " أو ممارسة براغماتية على نطاق واسع قد يصح هذا التحالف مؤقتا, وخاصة في ظل فقدان الأمل في تنازل الدكتاتوريات العربية سلميا عن مملكة العرش المطلق. وعلى العموم فأن الأفعال تقاس بنتائجها وهذا الأمر ينطبق على اتجاهات التغير الحاصلة اليوم وعلى قدرات قواها الذاتية في تقرير بوصلة الأحداث, ونقصد هنا حصرا الحفاظ على وحدة الوطن وترابه, وتماسك النسيج الاجتماعي وحمايته من التدمير والتطهير العرقي والديني والمذهبي والثقافي, والحفاظ على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والثروة الوطنية من الحرق والسرقة والتخريب والتشويه, باعتبارها ملكا للمجتمع, والابتعاد عن سلوكيات الانتقام واخذ الثأر وترك ذلك الآن للقضاء العادل, وخاصة في ظل غياب الطلائع السياسية المباشرة في ميدان التغير لتحتوي عنفوان الشباب المشروع بعد طول الحرمان !!!.

أن بسالة الثوار في المجتمعات العربية المنتفضة لا تضاهى بثمن حيث وضعت مجتمعاتها على العتبات الأولى للخروج من العتمة إلى النور, وهي خطوات نوعية على مسار الحراك الشعبي العربي, وتبقى الأسئلة كثيرة هي التي تشغل أذهان الحريصين على تنقية مسار الثورة وحمايتها من الاختلاس, ولعل من ابرز هذه التساؤلات هي: هل يمكن النهوض قدما لبناء الدولة المدنية, وهل هناك ضمانة لكتابة دستور واضح يضمن حق المشاركة والمساواة للجميع بغض النظر عن الدين والملة والاتجاه السياسي والتأسيس لثقافة الحوار والتبادل السلمي للسلطة, ما هي القدرة على تجنب نظام المحاصصات الطائفية والعرقية في الدستور الجديد, ولكي لا يتحول الدستور لا حقا إلى قنابل موقوتة عند الحديث عن إعادة البناء " كما في الحالة العراقية ", ما هو حجم التدخل الغربي والأمريكي وحتى التركي وبعض من الأطراف العربية في رسم الملامح العامة للنظم القادمة وطبيعة علاقاتها بهذه المحاور, ولكي لا تتحول البلدان المحررة من الدكتاتورية إلى مناطق نفوذ جديدة لصالح القوى المذكورة لتصفية حسابات سياسية أو لإدارة صراعات دينية ومذهبية, والتجربة العراقية اليوم شاهد على عدم الاستقرار من هذا النوع, وغيرها من الأسئلة !!!!!.

بعض من صعوبات الإجابة على الأسئلة المذكورة تكمن في الإرث الثقيل في مجتمعاتنا جراء هيمنة الفكر الإيديولوجي الاستحواذي الذي عمق من ثقافة إقصاء الآخر المغاير والمعارض, وكذلك هيمنة الفكر الديني المتطرف الذي يسعى بكل الوسائل لتطويق عمليات التغير وحرف مسارها, وكذلك انتشار الأمية الأبجدية والحضارية في المجتمعات العربية وكذلك الفقر وآثاره الجانبية في عرقلة بناء العقل وخياره الديمقراطي, إلى جانب ضعف الإرث السياسي المعارض وعدم قدرته في بناء تقاليد سياسية في البلد وهذا ناتج إلى ما تعرضت له هذه القوى من عمليات إبادة عبر عقود وتصفيات جسدية وعدم السماح لها بممارسة العمل العلني, إلى جانب الكثير من العوامل ذات الطابع النفس اجتماعي لا مجال لذكره هنا !!!!.

ومن هنا يجب أن يأخذ العمل الثقافي والتربوي القادم والذي يصاحب عمليات التغير حيزا كبيرا على طريق بناء الديمقراطية, ومن هنا تأتي أهمية بناء نظام ديمقراطي يدعم التنمية الثقافية ويخلق ثقافة سياسية جديدة تحترم الثوابت الوطنية وتعزيز المواطنة الحق والانتماء إلى الوطن وترسيخ مؤسسات الدولة الديمقراطية والبدء بمعالجة تربوية ونفسية و ثقافية شاملة لآثار السلطات الشمولية, وهو بالتأكيد عمل شاق وليست سهل, ومن أهم الرهانات لبناء الديمقراطية وترسيخها هو العمل على نشر ثقافة سياسية جديدة والتأسيس لبناء وعي مجتمعي جديد مبني على مفاهيم وقيم المواطنة الحق وأسس الديمقراطية والمساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص في مختلف المجالات واحترام الرأي الآخر في المشاركة السياسية, ومن هنا يبدأ العمل في التأسيس للديمقراطية على جبهات مختلفة, الثقافية منها والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. أنها مسيرة الألف ميل ولكن في البداية السليمة تكمن نجاحات المسيرة كلها !!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين بين جمال علم النفس وقبح السياسة
- في سيكولوجيا العصاب والدين والوسواس القهري الديني وآثاره في ...
- الإسلام السياسي والمعوقات المعرفية السلوكية في ممارسة الديم ...
- الديمقراطية وقدرات الإسلام السياسي في التكيف والتوافق السيكو ...
- الغضب الجمعي - الثائر - والغضب الجمعي - الجائر -
- في سيكولوجيا الاغتصاب الجنسي ونظام معمر ألقذافي !!!!!
- في علم نفس الثقافة ومخاطر بناء الديمقراطية على هامش ثورات ا ...
- قراءة نفسية اجتماعية في آفاق ثورات الشباب في العالم العربي
- في علم نفس الثقافة ومناخ الاستبداد
- الموسيقى والغناء بين علم النفس والتربية والدين
- في سيكولوجيا صناعة الجماهيرالقطيعية وتكريس الاستبداد !!!!!
- في سيكولوجيا إشباع الدوافع الإنسانية بين الدين والدنيا !!!!
- اضطرابات الشخصية النرجسية ونموذج معمر ألقذافي
- عندما يختلط النفسي والديني والحقد السياسي في تفسير الفعاليات ...
- في سيكولوجيا نظام الخيمة المتنقلة واللون الأخضر !!!!
- التخلف العقلي والعقل المتخلف: مدخل في سيكولوجيا تشوهات الوعي ...
- بين سيكولوجية الثورة وانفعالات حشود مشجعي فريق كرة القدم في ...
- الشيعة والحسين والإسلام السياسي: قراءة سيكولوجية مغايرة !!!! ...
- بعض ملامح العالم العربي بين الإحصاء و الإخصاء, مدخل مفاهيمي ...
- في سيكولوجيا تحول جماهير الثورة إلى حشود قطيعيه


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - بين إسقاط نظام عربي قمعي وبناء الديمقراطية !!!!