أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيده بن علي - ثورة الياسمين في مواجهة الثورة المضادة















المزيد.....

ثورة الياسمين في مواجهة الثورة المضادة


سيده بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يستجمع الشعب قواه ويقوم باقتحام جميع العوائق والموانع التي تعترض طريقه ليعلن في صوت واحد انه سئم الا ستكانة والتخلف ويريد ان يجدد ويتجدد يكون بذلك قد احدث ما يسمى بالثورة .فالثورة هي لحظة انسانية خارقة لا تتكرر الا نادرا.وتكاد تكون حتمية تاريخية ان تجابه كل ثورة بثورة مضادة وهو ما اثبته تاريخ اغلب الثورات العالمية الكبرى فالى اي مدى يمكن ان ينطبق ذلك على ما حدث وما يحدث في تونس???

كان يوم 18ديسمبر2010يوما ماساويا في تونس فقد تناقلت الاخبار خبرا مفاده اقدام شاب كادح على اضرام النار في جسده امام مقر الولاية بعد ان تعرض الى الاهانة من طرف شرطية قامت بصفعه لانه كان يلاحق رغيف عيشه بطريقة لا تتناسب مع قانون البلدية.وقد هز نبا وفاة الشاب نفوس كل التونسيين فكان ان تفاقمت الاحتجاجات والمظاهرات مما اسفر عن سقوط العديد من الشهداء مما زاد في تاجيج السخط الجماهيري خاصة وان ممارسات الامن وقوات القمع تجاوزت من الوضاعة ما لا يمكن ان يقبله انسان حر حيث بلغ بهم الامر اضافة الى سفك الدماء بطريقة وحشية الى اقتحام منازل الفقراء في المناطق الداخلية واغتصاب بناتهم هذا بالاضافة الى مهاجمتهم للحمامات العمومية النسائية ايغالا في اهانة كرامة الشعب الثائر وهذا ما جعل الجماهير تخرج عن طورها وتتحول الى وحوش تواجه الموت بصدور عارية مما جعل قوات القمع تقف عاجزة حائرة امام هذا الزحف الخيالي على مقر وزارة الداخلية مرددة في صوت موحد:Degage Degage يا خماج اي ارحلو ايها القذرون.
وامام هذا السخط العارم حاول رئيس البلاد بخبث الاغبياء ان يمتص غضب الشعب وذلك بتحميل المسؤولية لغيره كما يفعل كل الحكام العرب عندما تضيق بهم السبل فخرج ذليلا مهانا ليعلن امام الشعب:غلطوني وانا الان فهمتكم محاولا بذلك تقليد سياسة بورقيبة في استدرار عطف الشعب ثم عالى التظاهر بمحاولة الاصلاح وتطبيق بعض الممارسات الديمقراطية مثل فتحه لمواقع كانت محظورة لسنوات كموقع اليوتيوب وغيرها الا ان مساعيه باءت بالفشل لان الجماهير امام ردود فعله تلك ازدادت ثقة بالنفس وتخلصت من الخوف الذي لازمها سنوات وضيق عليها الخناق حتى كادت تفقد الاحساس بانسانيتها
فشعب اليوم ليس هو شعب الامس لانه بلغ من الوعي والرفض ما سد المنفذ امام الطاغية ومحاولته خداع الشعب باكاذيبه البلهاء المتداولة بين كافة حكام العرب فلم يجد طاغية تونس من حل امامه سوى الهروب والنفاذ بجلده خوفا من زحف الجماهير على القصر الرئاسي وكان ذلك مساء يوم الجمعة14جانفي2011محتميا بحامي الحرمين والطغاةمدالى التظاهر بمحاولة الاصلاح وتطبيق بعض الممارسات الديمقراطية مثل فتحه لمواقع كانت محظورة لسنوات كموقع اليوتيوب وغيرها الا ان مساعيه باءت بالفشل لان الجماهير امام ردود فعله تلك ازدادت ثقة بالنفس وتخلصت من الخوف الذي لازمها سنوات وضيق عليها الخناق حتى كادت تفقد الاحساس بانسانيتها
فشعب اليوم ليس هو شعب الامس لانه بلغ من الوعي والرفض ما سد المنفذ امام الطاغية ومحاولته خداع الشعب باكاذيبه البلهاء المتداولة بين كافة حكام العرب فلم يجد طاغية تونس من حل امامه سوى الهروب والنفاذ بجلده خوفا من زحف الجماهير على القصر الرئاسي وكان ذلك مساء يوم الجمعة14جانفي2011محتميا بحامي الحرمين والطغاة
مما احدث صدمة للتونسي ولكل العالم فكيف يمكن لغول مثل بن علي ان يطلق ساقيه للريح خوفا من شعب ذليل كان بالامس يسوقه كقطيع من الاغنام???
وقبل ان يفيق التونسيون من الصدمة الممزوجة بالفرح والذهول والبكاء تتالت الصدمات والمفاجات:عصابات مقنعة مجهولة الهوية تجوب الشوارع والاحياء بالسيارات وتطلق النار عشوائيا على العزل,عمليات اقتحام للمنازل سببت الرعب للمواطنين,سلب ونهب واغتصاب حتى ان القنوات الوطنيةتجندت لتلقي استغاثات المتضررين عبر الهاتف ومحاولة تبليغ اصوات المستغيثين الى اعوان الجيش الوطني.ماهذا الذي يحدث????سؤال حائر كان يطرحه كل تونسي دون ان يدرك انها اشباح الثورة المضادة بدات في رد الفعل على ثورة الكرامة فعقل التونسي البسيط عجز عن ايجاد تفسير لما يدور حوله كما عجزت النخب السياسية والمثقفة على احتواء حيرته واحساسه بالضياع فقد كانت هي بدورها في حالة ذهول وعدم قدرة على استيعاب المشهد الذي عرفته في كتب التاريخ للثورات لكنها لم تشهده على ارض الواقع او لنقل ان القمع الفكري الذي مورس على هذه النخبة طيلة ثلاث وعشرين من الاعوام انساها حتى النصوص النظرية للثورات .وهذا ما جعل خطابها وخطواتها متعثرين في محاولات ضعيفة لتطويق الوضع وسد الفراغ السياسي الذي حل على البلاد فجاة مما جعلها تفقد ثقة الجماهير في امكانياتها المعرفية والسياسية.
وهنا ووسط هذه الحيرة النفسية والشعور بالفراغ تعالت اصوات الاسلامين بشعارات لا علاقة لها بمطامح الشعب التونسي ولا بالاهداف التي من اجلها قامت الثورةمن قبيل:(يا اماه لا تهتم الحجاب نفديه بالدم) معلنين انهم هم المنقذ من الضلال وان لا سبيل الى الخلاص مما نحن فيه الا بالرجوع ى طريق الله واتباع الصراط المستقيم.واصبحت اهداف الثورة بالنسبة لهؤلاء تعني مراجعة قانون مجلة الاحوال الشخصية والحد مما سببته للبلاد من فساد وخروج على طريق الله فاشتد الجدل حول جسم المراة.ماذا نفعل به?,هل نغطيه كله بالباسها النقاب ام نتساهل قليلا ونكتفي بالحجاب???وكيف تقطع الجليدة عند الختان???وما حكم صلاة الجمعة هل يجب ان تقام موحدة التوقيت في جميع المساجد ام انه من المشروع ان تؤدى متباعدة احتراما لذوي الاعمال في هذا الوقت???
وبما ان الفيسبوك شكل عمودا اساسيا من اعمدة الثورة فقد لجؤوا اليه لتبليغ الدعوة.لكن المشكلة ليست في محاولاتهم اثبات جدواهم او تبليغ صوتهم فقانون التطور يفرض الصراع لكن المشكلة في اساليب المغالطة والتهميش التي اعتمدوها مستغلين ضعف ثقافة الشباب التونسي وهي سياسة كرسها بن علي كي يحافظ على وجوده بقمع القدرة على التفكير فراحوا يبثون في عقول الشباب عبر الانترنات وفي الواقع ان العلمانية هي الالحاد والكفر بدين الله متعمدين التشويه الاخلاقي لكل من خالفهم الراي او ابدي رفضا لما يطرحون.وقد تراوحت سياستهم في ذلك بين الترغيب والترهيب . وهاهم يبثون الرعب في نفوس الشعب اذ نراهم يخرجون في مسيرات اشبه ما تكون بتنظيم عسكري كي يحس الناس بهيبتهم وقوتهم بالاضافة الى تعمدهم مهاجمة الشواطئ وام النساء بالاستتار
واقتحامهم لبعض العلب الليلية وتحطيم معداتها باعتبارها مظهرا من مظاهر الفساد الاخلاقي والخروج على طريق الله والشريعة بل وصل بهم الامر الى غزو قاعة عريقة للسينما بتونس وهي قاعة الكوليزي وقاموا بتهشيم معداتها ايضا وسط هلع المتفرجين بدعوى ان القاعة تعرض فيلما يشجع على الكفر والالحاد وهذا يعني انهم لن يتورعو مستقبلا عن خنق اصوات الشعراء والكتاب والمفكرين اذا كان انتاجهم لا يتوافق مع سيسنونه من قوانين وهذا هو الاجهاض الحقيقي للثورة فلا قيمة لاي انتصار سياسي امام سقوط العقل ولا قيمة لحضارة الفن محكوم فيها بقوانين ونواميس يجب الالتزام بها .فبالنسبة لهؤلاءجسم المراة وصوتها من العورات والفن الهادف رجس من عمل الشيطان يجب محاربته بحد السيف
والغريب انهم يصرفون الاموال الطائلة لتدعيم حملتهم وهي اموال ذات مصدر اجنبي طبعا وهذا يتنافى مع قانون الاحزاب فيقومون باستئجار السياراتوالحافلات الرفيعة لنقل المواطنين الى المقرات التي يعقدون فيها تظاهراتهم واجتماعاتهم حيث توزع الحلوى والسندويشات والبرفانات ذات الماركات العالمية اضافة الى اقامتهم لحفلات الزواج الجماعية وكل هذا طبعا في محاولة لارشاء المحتاجين وشراء ذممهم كي يضمنو اصواتهم في الانتخابات القادمة وبعد ذلك سينقلب السحر على الساحر.والحقيقة ان كل هذه الممارسات الاشهارية لا تختلف عن ممارسات بن علي وتجمعه حين كان يرشي اتباعه ويغدق عليهم في الوقت الذي كان فيه عامة الشعب يعانون من الفاقة والاحتياج والسؤال المطروح هنا ماهو مصدر تلك الاموال??السؤال اجاب عنه القيادي السلفي الدكتور جمال المراكبي في مفاجاة من العيار الثقيل بانهم يتلقون دعما ماديامنقطر والكويت والامارات في صورة تمويل لانشطة خيرية وهذا ينطبق على كل سلفيي البلدان العربية التي عرفت الثورات.وهذا يعني ان حكام الخليج يخشون ان تصدر الثورة وتطالهم لتقوض كراسيهم التي ارهقتنا واستعبدتنا لعقود طويلة من الزمن والا فبماذا نفسر هذا التسريب للاسلحة عبر ميناء جرجيس من طرف دولة قطر حيث وقف الاهالي واحتجوا بقوة فتم نقل الاسلحة الى ميناء حلق الوادي فماذا يريد هؤلاء بتونس الثورة????ء
يجيب ممثل حزب النهضة انهم يريدون اقامة دولة اسلامية مدنية ديمقراطية على غرار تركيا والحال ان سياسة هذه الاخيرة اثبتت فشلها وافلاسها ثم كيف يمكن لدولة مدنية جمهورية ان تقام والحال ان نظام الحكم في الاسلام يجب ان يكون مبنيا على نظام الخلافة اي الوراثة مما لا جدال فيه.وكيف ستكون هذه الدولة الديمقراطية في حين ان طاعة اولي الامر مقترنة بطاعة الله ورسوله حتى ان زعيم حزب النهضة صرح بعد تردد في احد القنوات وافتى بان الثورة حرام كما ان الانتخابات حرام بل ان السيد راشد ذهب الى ابعد من ذلك حين قال في تصريح تلفزي وبصصوت عال بانه لو جلس عمر بن الخطاب اليوم على كرسي الرئاسة لتحول الى دكتاتور وهذا يعني انها يبرر للدكتاتورية باعتبارها شر لا بد منه فالى اين تسير تونس?????ء فالتدخل العشوائي للجماعة الاسلامية منح الفرصة لازلام النظام السابق كي تعيد استجماع شملها لتظهر في شكل احزاب فاقت العشرين وهذا يعني ان تجمع بن علي قد يعود اقوى مما كان عليه من قبل بل ان المتداول في اوساط الاحزاب والمثقفين الان هو هذاا لتحالف الخفي بين بقايا التجمع الذي لم يسقط الا ظاهريا وبين حزب النهضة الاسلامي وهذا ليس بالامر الغريب على جماعة النهضة الذين يشهد تاريخهم بانهم وضعوا انفسهم بين يدي بن علي عند صعوده الى الحكم وكلنا نذكر قولة الغنوشي الشهيرة الله ورسوله ثم الزين وهذا الولاء للحكام امر مالوف لدى الاسلاميين وخاصة منهم السلفيين الذين كانوا ومازالو دائما يجعلون من الدين ذريعة لقمع صوت الشعوب وهاهو الدكتور الشيخ رمضان البوطي يعلن في فتوة حول الثورة السورية بان النظام السوري هو ايقونة الاسلام قائلا للذين يطالبون باسقاط نظام بشار بانهم في مطالبتهم باسقاط بشار مطالبة باسقاط الاسلام مستشهدا بذلك باحاديث نبوية منسوبة الى الرسول ومعنى هذا ان اعنف ثورة مضادة يمكن ان تشهدها كل الثورات العربية التي قامت مؤخرا ستشهدها من الجماعات الاسلامية والسلفية فمتى نتخلص من لغة الوصاية الدينية التي تمارسها هذه الجماعات باسم الدين لتخنق اصواتنا وتجهض ثوراتنا



#سيده_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيده بن علي - ثورة الياسمين في مواجهة الثورة المضادة