أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - مجموعة قصص قصيرة بعنوان / مسكين في الزمن الحاضر














المزيد.....

مجموعة قصص قصيرة بعنوان / مسكين في الزمن الحاضر


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 13:15
المحور: الادب والفن
    




القصة الأولى:
لم ينم الطبيب النفساني إحسان العربي منذُ أيامٍ عدة أبداً، ومعَ ذلك، كانَ سعيداً ومغتبطاً جداً حد السكر، وكأنهُ ولدَ من جديد .. لكنهُ لم يكن يعلم بأنَ الجنون قد أصبحَ إليه، أقرب من عصى الأعمى!

القصة الثانية:
لقد أعتادَ البروفسور العربي الشهير جليل في الأيام الأخيرة من الاعتقاد بأنه يستطيع الإمساك بالنجوم بيده والتقاطها من كبد السماء بسهولة ودونَ عسر، وكأنها الملعقة التي يأكلُ بها! حتى مرضَ دونَ أن يعلم بأنهُ قد أصيبَ بغرور داء العظمة! الذي هو أقتل من السم.

القصة الثالثة:
باتَ شيخ المؤمنين الدكتور عزيز العربي لا يتكلم أبداً، فأصبحَ يصدق نفسه، على أن الناس لم يعدوا يرونه حتى في وضح النهار وكأنه الشبح! فأستسلم لقدره بقوه على أنه الله فعلاً! فكلفه ذلك بيض السّمام(1).
(1) السّمام: هي النملة الحمراء، ويقال أيضاً أنها طير فريد النوع كالخطاف، الذي لا يقدر على جمع بيضه.

القصة الرابعة:
مرت ثلاثة عقود، وأنا غائب عن الوطن والأهل والأصحاب، رنَ جرس الهاتف مصرحاً عن مكالمة آتية، عرفت من خلالها أنَ أبنَ بنت خالتي القادم من العراق حلَ ضيفاً جديداً على وطن الغربة، فقررتُ زيارته، وأن لم أراه من قبل إلا صبياً. لم يعجبني كثيراً، فقد كانَ فقير الثقافةِ والحياء، وأولاده الثلاثة في بداية طريق الضياع في عالمهم الجديد الذي يلمع، كالفضة! سجلتُ في محفظتي رقم هاتفهُ خجلاً من العيب! وقفلتُ راجعاً إلى داري أنشد الراحة والنظام وأنا أكثر حزناً وتمنيت من كل قلبي وفي سري بأني لو لم ألتقي به ... فقد أوحى لي بأنه سيكون وأولاده وقوداً سهلاً لنار مستعرة في حياة لا ترحم الأغبياء!
وما أن زحفَ الليل علينا كالسارق، كما هي العادة هنا، وسكنت الأشياء ليبدو كل شيء قد ماتَ بسبب الهدوء! رنَ جرس الهاتف مجدداً وكانت له في الحقيقة نفس رنة الصباح، فقلت بخوف: الله همة أجعلهُ خيراً وسلام... فظهرَ لي صوتٌ قبيح، كريهة يشبه صوت الدب الوحشي وهو يزمجر ضاحكاً ويشرق ريقه برعشة وغصة السكران، فقالَ مستهتراً كالقواد: من معي على الخط؟ ثمَ أردف باستخفاف، هل أنت مجدداً؟
- أجبته بذهول: يوحى لي بأنك الذي كنت عنده قبلَ ساعة...
- فقالَ متردداً، بعدَ أن سمعت صوت أقداح تكسر... نعم، ومن يكون غيري يسأل عنك؟ ها ... ثمَ قهقهة بجلف كعاهرة وهي تمارسة عملها هه...هه...هه... وأستطرد، لماذا لا ترد عليّ؟ أنكَ تتجاهلني وأنا أعلم ذلك! بل داخلك يحتقرني... فبصق بقوه ... تفو... وهو يضيف يا لك من خبيث وحقود ... ثمَ أغلق الخط.
ضربت يداً بيد وكأني أصفق مستغفراً ربي وقلت بصوتٍ مرتجف مبحوح ... أي نوع من الرجال هذا الذي يدّعي أنه أبن بنت خالتي، ليقصفهُ الشيطان، ما هذا ... أعوذُ بالله! أردفت بهذه الكلمات والدموع كانت قد طفرت من عيوني لتسبح على خدي المتوقد كالجمر غيظاً... بعدَ أن غرقت كالحجر في بحر خجلي ومن كل شيء! وتمنيت في تلك اللحظة ومن أعماقي، بأنَ أكون وحيداً وإلى الأبد وكأني أحسد الذي يقف مذلولاً، مقهوراً خلفَ أسوار السجون لعزلته!




#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان / ورطة
- قصة قصيرة بعنوان / لعنة
- حكاية امرأة عراقية
- قصة قصيرة بعنوان / صراع الروح
- قصة قصيرة بعنوان / الحدث
- قصة قصيرة بعنوان / سوء فهم
- قصة قصيرة بعنوان / شهرة
- حكاية بعنوان / رجل من الشرق
- قصة قصيرة بعنوان / حب في زمن الأخلاق
- قصة قصيرة بعنوان / الوداع
- قصة قصيرة بعنوان / رقم 101
- الدين وعلماء العصر الحديث
- قصة قصيرة بعنوان / مبارزة
- قصة قصيرة بعنوان / السر
- قصة قصيرة بعنوان / جنون الحزن
- قصة قصيرة - بعنوان قرار
- السحر وعلاقته بالدين
- قصة قصيرة بعنوان لا مبالاة
- مشهد بعنوان مصير الشيطان
- قصة قصيرة بعنوان الصرخة


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - مجموعة قصص قصيرة بعنوان / مسكين في الزمن الحاضر