أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - نيتشه.. الحياة والميتافيزيقا














المزيد.....

نيتشه.. الحياة والميتافيزيقا


محيي عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يؤسس الفيلسوف الالماني فردريك نيتشه 1844 ــ 1900 م فلسفته على قواعد العقل الذي اعتبره كبقية مفكري عصره الاحرار في القرن التاسع عشر (قوة مضادة للطبيعة تعوق الانسان عن ممارسة ملكاته واطلاق قواه في هذا العالم، ويربطه بعالم اخر فيه من الجمود والازلية والثبات ما لا تطيقه طبيعة البشر ولا يعرفه الواقع الانساني) لذى فقد وصفت فلسفته بانها غير عقلانية وغير معقولة.

ان النزعة الفنية الرومانتيكية والتي تعد واحدة من المراحل الثلاثة التي مر بها تفكير نيتشه قد ساهمت في تأسيس فلسفته على المشاعر والانفعالات والغرائز الفردية التي تأملها في نفسه اولا وعند الاخرين من ابناء قومه البروسيين الالمان الذين كانوا في صراع وخصومة مع جيرانهم.
ان عداء نيتشه للعقل جاء في سياق موجة التنكر للعقل والتي انتشرت في اوساط المثقفين في اوربا لصالح اللاعقلانية فالعقل متهم عنده في الخضوع في احكامه للحاجات النفعية: (العقل خاضع لحاجتنا النفعية وان عليه ان يخلي مكانه لمشاعرنا الباطنة، ولمثلنا الاخلاقية، او لعقائدنا الدينية)..
فكثيرة هي المسائل الفكرية الحيوية التي تناولها نيتشه في فلسفته التي تركت تأثيرا واضحا على منهجية مدارس فلسفية معتبر كالمدرسة الاميركية الذرائعية والتي تعرف بالبرغماتية والتي اسسها ثلاثة من المفكرين الامريكان هم: 1 ـ تشارلس بيرس..
2 ـ جون ديوى..
3 ـ وليم جيمس..
في السنوات الاخيرة من القرن التاسع عشر فقد تبنت موقف نيتشه من مفهوم الحقيقة اذا انكر نيتشه وجود حقيقة مطلقة بالضد من المذاهب المثالية والدين؟، فالحقيقة عند نيتشه هي نسبية وان الحياة هي اساسها ومصدرها الوحيد كما وارجع الحقيقة الى (كل ما ينفع الحياة) وانها (خطأ وبطلان ثبت نفعه)..
اما المدرسة الوجودية فقد تبنت موقف نيتشه من الانسان، لقد اعتبر الوجوديين نيتشه واحدا منهم فتفكيره له ارتباطا بحياته اي وجوده الاثنان (نيتشه والوجوديين) وضعوا الانسان الفرد في دائرة اهتمامهم الاثنان اعتبروا الانسان ذو ماهية متغيرة نيتشه يرى: (بان الانسان في محاولة دائمة لا تعرف الاستقرار، فهو لا يرضى بشيء، ولا يقف عند حد).
وهذا المعنى قريب من التفكير الوجودي كما يقول الدكتور فؤاد زكريا والذي من اهم صفاته (تجدد الوجود الانساني فليس للانسان ماهية ثابتة بل ان وجوده سابق على ماهيته فمن خلال وجود الانسان تتحقق ماهيته وليست له اية ماهية ثابتة تتحدد مقدما).
فالانسان برأي نيتشه حيوان (لم يصنف او يحدد نوعه) الا انه يحوي في داخله (شيء اساسي ناقص) وهو فقدان ماهية الذات، لذى فعليه ان يسعى الى تجديدها اي يصبح (خالق ذاته) وهو تعريف نيتشه للانسان في كتابه (هكذا تكلم زارادشت).
فاذا كان (القلق) عند كير كجورد والوجوديين هو التعبير عن عدم تحديد ماهية هوية الانسان فالقلق هو (الحالة التي تتفتح فيها امامه افاق عديدة قبل ان يستقر على واحد منها).. اما تحديد الهوية عند نيتشه فيكون عبر السير في طريق الخطر:(فالانسان الحقيقي هو الذي يسير في الطريق اي هو الذي يحاول دائما ان يترك حالته السابقة ليتوجه الى حالة تعلو عليها اما الذي يقف حيث هو ولا يسير في الطريق، ولا يمارس الشعور بالخطر، فلم تتحقق انسانيته بعد، وهو الذي يسمه نيتشه (بالانسان الاخير) اما فكرة الانسان الارقى السوبرمان فهي تعبير عن (تجاوز الماهية الثابتة، وحشد القوى الخالقة للانسان حتى يعلو بها على ذاته دوما).
حب الحياة وحب الارض هما اللتان جعلتا نيتشه يتماسك ويمنع انهيار صحته النفسية بعد ظهور اعراض جنون العظمة عليه..
تقديره وحبه للحياة كانا وراء رفضه لكل الدعاوى الدينية التي تبشر الناس وتوهمهم على حد تعبير فرويد بوجود عالم اخر في مكان ما من هذا الكون المتناهي كما رفض مثل هذه الدعاوى في الفلسفة ايضا والتي تمثلت في باب الميتافيزيقا ما وراء الطبيعة وحذر الناس على لسان زارادشت من مثل هذا الافكار السامة ! فدعاهم الى التمسك بالارض التي هو بالنتيجة تمسك بالحياة: (اني اناشدكم يا اخواني ان تظلوا اوفياء للارض والا تصدقوا اولئك الذين يحدثونكم عن آمال في عالم اخر، انهم يدسون لكن السم سواء كانوا يعلمون او لا يعلمون).. وبعد ان انكر العالم الاخر كما بشرت بها الدعاوى الدينية ومن ثم تحول نحو الفلسفة ليقوض دعائهم العلم الذين تناول الظواهر غير المحسوسة اي الموضوعات التي تبتعد عن الادراك الحسي والتي يصعب فهمها والذي اطلق عليه اسم الميتافيزيقا فهي العلم الذي يبحث فيما وراء الظواهر المحسوسة وقد اعتبر ارسطو الفلسفة الاولى فهي:
(علم المبادئ الاولى والعلل البعيدة التي تشمل جميع المبادئ الاخرى فهي اشمل العلوم واكثر يقينا وتجديدا، فضلا عن انها اشرف العلوم لان موضوعها النهائي هو العلة الاولى او المبدأ الاول وهو اشرف الموضوعات وهو الله). انكاره وجود عالم ما وراء الطبيعة هو دعوة من نيتشه للانسان الى الدفاع عن الوجود المحسوس والذي هو في النتيجة دفاع عن الحياة وقدسيتها.



#محيي_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - نيتشه.. الحياة والميتافيزيقا