أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد حميد الجبوري - الحاكم...والمسرح السياسي الطائفي














المزيد.....

الحاكم...والمسرح السياسي الطائفي


رعد حميد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة العراق ، عبر تاريخه ، مع من يحكم . فمن يحكم يريد ان يبقى في السلطة ابد الآبدين لا يغادرها ، حتى لو دمر العراق تدميرا كاملا على يد المحتل ، او ان يغرق شعبه في بحر من الدماء بسب تناحر الاحزاب السياسية الطائفية فيما بينها .
الحاكم في العراق ، ظل الله في الارض ، لا يعرف الخطأ لانه الصواب ، ولا يعرف الظلم لانه العدل، فهو هدية الرب للشعب ، وهو العالم والعارف ببواطن وخفايا الامور ، وحتى الغيب ، في بعض الحالات . وهو الراعي الامين والمنصف والمنقذ والرحيم والودود ( الحباب ) ، وهو الوطني الشجاع حد النخاع ، له كل الاسماء وكل الصفات المجيدة منها والحميدة . اما معارضوه ، معارضو الحاكم بامر الله ، فهم ، خونة ومجرمون وعملاء وارهابيون ومليشيات، هم حفنة من السفلة المأجورين ، هم جرذان ، وهم اذيال وهم بقايا ، وهم طائفيون ، هم عقارب الساعة التي تريد العودة الى الوراء ، برغم ان الساعة خربة لما افسده الدهر ، ولايمكن لعطار ، اي عطار ، ان يصلح ما افسده الدهر !! انهم مشكلة المشاكل ، وهم من افتعل ازمة الكهرباء والماء ومياه الصرف الصحي ، وهم اسباب انتشار الامرض ، وهم من اعادوا العراق الى زمن الكوليرا ، وهم من اعاد الامية الى المجتمع . وهم المسؤولون عن كافة انواع الفساد السياسي والمالي والاجتماعي والبيئي ، لا بل حتى فساد المعدة !! هم من سرق المليارات و بنى القصور في باريس ولندن وجنيف ودبي وعمان . هم وراء ظاهرة التصحر السياسي والبيئي و الأخلاقي في بلد ما بين النهرين .
الحاكم في العراق يريد ان يحكم بكل الطرق ، لاسيما غير المشروعة منها ، فهي الاحب الى قلبه وضميره !! ، فكل شيء مباح وكل شيء مستباح للبقاء . يحكم بالكذب والتزوير ويحكم بالحديد والنار . يحكم بحبكة القصص التاريخية ذات البطولة الدونكيشوتية وكيف انه سليل الابطال ، هو ملحمة الانجازات الخارقة والعبور( الناجز) وقاهر الاشرار، هو صانع التاريخ ، لا بل هو التاريخ نفسه !!
الحاكم عبقري ، وتكمن عبقريته الخلاقة بابتكاره لكافة انواع المكر والخبث السياسي ضد خصومه . فاذا ما احس بالفشل، فيسارع بتغيير، حبكة قصصه الدونكيشوتية التاريخية ، لتصبح ،فجأة ، حبكة طائفية ، لإذكاء نيرانها ، من خلال تهييج مشاعر الناس، تهييجا طائفيا اعمى. انه يتعكز بعكاز الطائفية لينهض من ركامه ، ويستقوي بها ، لانه الاضعف في التسامح وقبول الاخر . انه انحياز ، الحاكم ، عبر التاريخ ، انحيازا اعمى ومفضوح ، لشريك ضد شريك اخر في الوطن .
تتجمع عبقرية الحاكم ومعاوينيه ، لفبركة الحدث ، وخلط الواقع بالوهم ، فيجتهد له البعض ، لابعاد الجانب الحقيقي والواقعي في مآس والآم الناس ، وتوظيف الوهم والخيال منها ، لينتج ويخرج لنا تراجيديا طائفية ، تستغل احزان الناس ومصائبهم فتوظف وتستغل سياسيا . تراجيديا تستجدي مصائب والام المغدورين والمهتوكين ايما استغلال ، من اجل التسقيط السياسي ، حتى لو عادت الايام السود ، انها مخاطرة ما بعدها مخاطرة ، حينما يتم التلويح بالعودة الى ايام الدم العراقي المباح في الشوارع و الازقة ودور العبادة . كل ذلك فقط من اجل التخلص والهروب من( الزنقة السياسية ) ومن ثم يتم تحويلها بعيدا ، الى مسرحية تراجيدية ، انها بضاعة من حكموا العراق، عبر تاريخه ، وهي مستهلكة (بالية ) ، ولكن فيها يكمن سر اكسير الحياة وديمومة البقاء على كرسي الحكم ، انها صناعة المخاوف والهواجس ،فوبيا ، من الشريك في الوطن ، وهي صناعة جد مربحة في العراق، ومن ثم اللعب عليها ،كتناقضات، وبمهارة وحرفية عالية قل نظيرها ، باستثناء اميركا واحدى دول الجوار . فهل توجد مصيبة اعظم من تلك مصيبة ؟ لذا كان ينبغي ان تمثل تلك التراجيدية امام الجماهير كي تجيش ضد الاخر، لا سيما البسطاء والطيبين منهم ، وهم كثر، ليتجدد وينتعش ، من جديد ، الدم السياسي الطائفي في جسد السلطة ، بعدما كاد ان يسقط من الإعياء والترنح.. وهنا الطامة .



#رعد_حميد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. والخطاب السياسي الطائفي


المزيد.....




- إرنست ديفيد بيرغمان يهودي ألماني أسس البرنامج النووي الإسرائ ...
- ترامب: تحقيق السلام في أوكرانيا قد يفتح لي أبواب الجنة!
- ترامب: أريد أن أحاول -دخول الجنة- إن أمكن
- مصر.. ساويرس يوضح سبب ترحمه على عصام العريان القيادي الراحل ...
- ترامب يريد -دخول الجنة- بعد طموحه بنوبل للسلام
- سوريا.. الكشف عن سبب وفاة شاب في الجامع الأموي
- قمة كابل الثلاثية تضع تعهدات حركة طالبان على المحك
- المغاربة والمسجد الأقصى.. صلات أصيلة وعطاء ممتد
- نفق وأعمال حفر إسرائيلية جديدة داخل ساحة البراق غرب المسجد ا ...
- قوات الاحتلال تقتحم كفل حارس شمال سلفيت لتأمين الحماية للمست ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد حميد الجبوري - الحاكم...والمسرح السياسي الطائفي