أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العدراوي - ربيع في الرماد














المزيد.....

ربيع في الرماد


إبراهيم العدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربيع في الرماد

إبراهيم العدراوي
منذ انطلاق الحراك الشعبي في الدول العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والأسماء لاتستقر على المسمى فمن "ثورات الشعوب" إلى "انتفاضات الشعوب" إلى "الحراك الشعبي"...وهناك من يوصف الحالة ب"مايجري الآن في الدول العربية"، وصولا إلى عنوان أثير عممه الإعلام انتشاء بنداءات "ارحل":الربيع العربي.
هذا اللاستقرار في رصد الظاهرة التاريخية على الأقل في اسم لها، يرجع في جزء منه ربما إلى عناصر المفاجأة الكثيرة التي حفلت بها الأحداث منذ "هروب بنعلي" و"سقوط مبارك" وما تعيشه بلدان أخرى كليبيا واليمن وسوريا وغيرها من انبعاثات غير متماثلة في المسار، وربما حتى في المصير.
إن الشعوب المنادية بالتغيير قد تجاوزت إلى حد كبير التنظيرات المسبقة في خلق هذا التغيير، لا من حيث الشكل أو المكان او الزمن..فحتى القريب العاجل كانت مصر "خزان الثورة المضادة" على الأقل منذ اتفاقية كامب ديفيد، أما سوريا فهي ضيعة البعث الممانعة..، تكاد كل التنبؤات تسقط حول من يمكن أن يقود التغيير، فالمتعارف عليه أن جهة سياسية هي التي تؤطر الجماهيروتحرضها لخوض المعركة، العكس حدث فالجماهير هي التي أصبحت تضع سقفا لمطالبها أو لاتضعه إلا في خضم معركتها غير مكترثة بعبارات السياسة التقليدية"موازين القوى"، "التغيير التدريجي"، "توسيع الهامش الديمقراطي".......
لقد اطلق مفكرو عصر الأنوار في أوروبا على المرحلة التاريخية التي حكم فيها الإقطاع قبل الثورات الليبرالية "عصر الظلمات"، وهو اسم يختزل الاستبداد الفيودالي وتحجر الفكر الكنسي، وانحصار التطور الاقتصادي الذي تقوده الرأسمالية الخارجة من قمقم الصناعة...وكلها سمات مهدت لبديل فكري واقتصادي وسياسي يقلب التشكيلات الاجتماعية السائدة، ويمهد لمرحلة جديدة بخصائص جديدة.
"الربيع العربي" تمرد على الاستبداد المتجسد في الحكم الفردي المرتهن بدوائر الرأسمال العالمي، وما يقتضيه من قمع للأصوات المعارضة وتناقض مع إرادة الأغلبية الساحقة من المجتمع في التحرر والديمقراطية، وعلى الاستبداد الاقتصادي الذي سخر خيرات الشعوب لخدمة فئة تنهب ثروات البلدان، وتحرص على مصالح الاستعمار القديم، وتخلق البطالة والفقر والهشاشة. كل ذلك على حساب الاغلبية الساحقة الصامتة المقهورة والمفتقدة لشروط الكرامة الإنسانية.
"الربيع العربي" بما يحمله الاسم من رومانسية حالمة بتغيير خريف طويل ولد الحرمان واليأس حد حرق الذات. بما يحمله من استحضار لأجمل الزهور التي أقبرتها سجون القمع والتعذيب والمنافي..ينبعث اليوم من رماد كالعنقاء الأسطورية، فالشعب يقول: "أنا الشعب ماشي وعارف طريقي،
سلاحي كفاحي ,عزمي صديقي....."
إنه يمتح من فئات عمرية أصبحت محركا سياسيا وهي فئة الشباب، ربيع العمر، والذي تجاوز حدود ذلك إلى مفهوم جديد: "ثورة الشباب"، "حركة الشباب"، "تنسيقيات الشباب".....لقد توارت مفاهيم القيادة "للعمال"، "للفلاحين"، "للطلبة"، "للطبقات الوسطى".. وحمل الربيع أزهارا برية مازال المفكرون يشتقون أسماء لها.
إن خريف الاستبداد الذي تنادي الحناجر برحيله، وتراق الدماء قربانا لرياحه العاتية تغلغل في أعماق الأسرة والمدرسة والإعلام والمساجد و...، أحرق معه الحلم بحرية حقيقية وبمستقبل حقيقي. ووصل إلى حد تحويل البشر إلى قطعان تهتف بحياة "القائد" و"الزعيم" و"الأمير الخالد" و"الرئيس الذي لا شريك له".....
إنه عبق الحرية التي لاتعرف منشأ غير النفوس الكبيرة التواقة إلى الانعتاق، تنطلق شرارته من لحظة منفلتة، فيندلع اللهيب، هكذا حصل من استشهاد البوعزيزي إلى الهشيم حيث تتشابه القنافذ، وتتقارب سحنات الظلم والفساد.
ما حظ "ربيعنا المغربي" من عبق الحرية الموعود؟
لقد أريد له أن يكون استثنائيا في إطار معزوفة تاريخية"الاستثناء المغربي"، وخرج الشعب ملبيا نداءات شباب حركة 20 فبراير بالآلاف في أكبر المدن المغربية، خرج ليطالب بدستور ديمقراطي ينهي سنوات الحكم المستبد، ويؤسس لإطار قانوني سام، يرسخ السلطة للشعب، والمحاسبة أساس التعاقدات، خرج للمطالبة بديمقراطية حقيقية تنسينا ديمقراطية الواجهة "الديمقراطية الحسنية" في عصرها الأوفقيري أو البصراوي أو التوافقي.؟؟؟، خرج الشعب ليطالب بالكرامةو بالعدالة الاجتماعية في الصحة والتعليم والشغل وغيرها.........
خرج الشباب حاملين لافتات تطال برحيل صديق الملك وأصدقاء صديق الملك، برحيل البوليس السياسي وتفكيك أجهزة القمع، وعلت صور الماجيدي ولعنيكري وبنسليمان..تظاهرات حركة شباب 20 فبراير.........
وماذا عن قدوم الربيع؟
صرخنا وقمعنا وهددنا ومر "دستور" العبيد بالطبل والبندير.
مصالحة غير معلنة مع تماسيح الانتخابات، ورموز الفساد، ومعها مصالحة مع "الإفلات من العقاب" في الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
المسؤولون عن التعذيب والاعتقالات والشطط في استعمال السلطة.....
المسؤولون عن نهب المال العام، وتفويت القطاعات الحيوية للبلاد..والمستأثرون بأعالي البحار وبواطن الأرض، وما يحلق في السماء...
المسؤولون عن البطالة والسياسات العامة وطنيا وجهويا ومحليا، هؤلاء الذين تدلت جرائمهم في "المليون حفرة وحفرة"، في "شباب يموت في القوارب"، في" شباب لم يعد يؤمن بقيمة الحياة"، فيموت غرقا أو شنقا أو حرقا على قارعة الطرقات أو في أعماق البحار....
كل هؤلاء نقول لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء..."
إنهم البوم والغربان التي ستنعق في ربيع، ليس هو ربيع الشعب،ولا ربيع الشهداء..بل ربيع في الرماد.
والخريف في إعادة انتخاب، عفوا، مبايعة "الطلقاء"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#إبراهيم_العدراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد مندوب وزارة الصحة بسيدي بنور بمناسبة ...
- الملائكة لا تحلق في سيدي بنور


المزيد.....




- العاصفة الاستوائية ميليسا تتشكل في منطقة البحر الكاريبي.. إل ...
- دخول قوات تركية إلى غزة.. كيف رد نتنياهو على سؤال حول الدور ...
- حاكم دارفور لبي بي سي: الدعم السريع يمنع دخول القوافل الإنسا ...
- بريطانيا تزيل -هيئة تحرير الشام- من قائمتها للمنظمات الإرهاب ...
- عملية أمنية تستهدف جهاديين فرنسيين بـ-فرقة الغرباء- في إدلب ...
- موجة جديدة من الضربات الروسية على منشآت للطاقة في أوكرانيا ت ...
- هجرة الأدمغة الأمريكية إلى كندا: تداعيات قرارات ترامب على ال ...
- مجلس الصحة الخليجي: أولياء الأمور الركيزة الأساسية في بناء ا ...
- إنفوغراف.. ذهب فلسطين الأخضر في خطر
- مسؤول بمنظمة الصحة:? ?الهند لا تزال بحاجة إلى بذل جهود إضافي ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العدراوي - ربيع في الرماد