أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق جعفر العلي - تكريم المبدعين














المزيد.....

تكريم المبدعين


صادق جعفر العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 10:59
المحور: الادب والفن
    



إن أكثر المقولات التي تصيبنا بالقرف وتشعرنا بالتقصير وتطعننا بالصميم ، تلك المقولة التي تطلق علينا نحن العرب بأننا امة عاقة لمبدعيها ، و ناكرة لجميل عظمائها ، ومقصرة لدّين مفكريها ..والانكى من هذا وذلك (قولهم) : إن هذه الأمة لا تحتفي بهؤلاء إلا بعد أن يودعوا الحياة ، ويعلن عن موتهم بمانشيتات عريضة لطالما ضاقت حروفها ، ولم تأخذ إلا حيزا من الكتابة المتخبطة والمساحة المريضة او الذكر غير الفاعل . وللأسف فثمة مرارة نتحسسها ونحن نكتب هذه الحروف ، ونلج هذا الموضوع الذي يشعرنا بالعذل واللاوفاء تجاه من قدم لنا خدمات جليلة ، وأضاء لنا ليلنا الدهيم (وما أطوله) ..ولا ننكر من أن إخوتنا في المؤسسات والمعاهد والمراكز العربية ، قد انتبهوا واستفاقوا من غفلتهم ، والتفتوا إلى عتب الدهور ومساءلة التاريخ . فراحوا يحتفون بالعلماء والأدباء والفنانين ، ويحتفلون بهم وأمام الملأ أيما احتفاء ، ويكرمونهم بأرقى الدروع وأسمى النياشين ، ويغدقون عليهم بما يتناسب وثقل انجازاتهم وكبر أدوارهم وجسامة مواقفهم .. بل أصبح تقليد الرموز الفكرية وغيرها جزءا من تقاليد الجامعات والكليات والأكاديميات والمراكز والمعاهد وغيرها .. وأفردت لهم جوائز موسمية ، ومسابقات معروفة ، ومواسم ومهرجانات تليق وتنسجم مع أدوارهم ومنجزاتهم .
ولا ننكر من أننا في العراق (وأقولها بصراحة) لا نقيم وزنا حقيقيا لهؤلاء المبدعين ، وأنا اشهد من أنني لطالما أجد رموزا كبيرة في البصرة المبدعة يمشون في شوارعنا بأدبهم الجم وكياستهم المعهودة ، ويستقلون مركبات الأجرة الرخيصة ، بل يركبون أحيانا دراجاتهم الهوائية ، ويمرون من أمامنا ، بعد أن يتركون تلك القشعريرة التي تعترينا ، ونحن نؤشر عليهم وهم ، يخطفوننا ليتركون بقايا العصف الذي يرادفهم ويفصح عن إبداعهم الكبير . ولا أخفيكم أن غصة تعترينا ، وسؤالا يتحشرج بقلوبنا ، ويزاحمنا يصرخ فينا ليقول : (أين حكومتنا ومؤسساتنا من هؤلاء الرموز ) ؟؟ . ولعمري لا أنسى من أنني رصدت يوما مبدعا (كبيرا) في العشار وهو يحمل جهاز سحب ماء (عاطل) ، ويبحث عن ورشة لإصلاحه ، وهو يجوب أزقة العشار زقاقا بعد آخر . كما لا أنسى من أنني استمعت في ذات اليوم إلى تقرير ثقافي بثته هيئة الإذاعة البريطانية عن دوره وأدبه ومكانته . وحينها لعنت ذلك اليوم الذي أوصلنا إلى هذه المكانة ، في زمن تعجز فيه الدولة عن توفير ما يتناسب ومكانة وثقل هذا الداعية .. والقائمة تطول ، وأنا على علم أن مفكرينا يلاقون الأمرين وتضيق بهم السبل ، فجميعنا يعرف أن أستاذنا الفلاني الكبير عاجز عن دفع إيجار شقته ، وأستاذنا العلاني الآخر سيموت وهو لا يملك علاجه وووو.. و(الانكى) والأكبر من ذلك أن السياسيين ما أن يسمعوا بهؤلاء حتى تصيبهم حالة من الإغماء ،ناهيك من الارتباك الذي نبصره بتغير سحنة وجوههم ، لاسيما إذا حضر هؤلاء المبدعون في إحدى جلسات السياسيين ، والوقوف على أميتهم المفضوحة ، مما يستدعي منا أن نطلق مقولتنا المحبوسة بالإشكالية (المتجددة) بين السياسي والمبدع . وهي إشكالية قديمة جديدة لطالما ورثها إخوتنا السياسيون من نظامهم السابق (وقننّوها وعدّلوها وهذّبوها ) بطرقهم الخاصة .. ولكن قبالة قولي ب(الانكى) فهناك (الأعظم) وهو قول هؤلاء الدعاة ( إن الأشجار تموت واقفة ) .
لا ادعي وصاية او كفالة على مؤسسة او عنوان ، ولا اشعر بالحث تجاه أمر يعتبر من مسلمات البرامج الأساسية للدولة ، ولكن مبادرة (متأخرة) من قبل جمعية البصرة للثقافة ستقوم بها لتكريم بعض رموز مدينة البصرة ، ممن كانت لهم أعمال جليلة وبصمة مشرقة وعطاء ثر في مجالات العلوم والفنون والآداب والمعارف الأخرى .. وهو تكريم (دوري) يشمل أسماء وعناوين كبيرة وعريضة وقامات معروفة .. وعلى الرغم من أننا نفصح عن تقصيرنا في هذا المجال ودعوتنا المتأخرة ، إلا أننا ندعو الله تعالى لأن يكون هذا التكريم تقليدا ثابتا لجمعيتنا .. والحمد لله .



#صادق_جعفر_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تعرف الارض من استخف بوطن


المزيد.....




- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق جعفر العلي - تكريم المبدعين