أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الحرية كاداة حضارية














المزيد.....

الحرية كاداة حضارية


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 20:25
المحور: المجتمع المدني
    


الحرية كاداة حضارية

الحرية هي قانون يحدد كيفية التصرف بالملكية سواء كانت فردية او جماعية بشرط ان تكون متناغمة ومتناسبة مع قانون يسبقها لتنظيم حقوق الملكية ولمنح كل انسان ومجتمع حقوقه الكاملة بالحياة والحفاظ على هذه الحقوق
الحرية هي دستور حياة تفرضه تعقيدات وسائل الانتاج وتطورها وتطور الانتاج كما ونوعا وتطور نموه والتوسع في استغلال ثروات الطبيعة ومقدرات الحياة ومقوماتها من اجل تحقيق رغبات الانسان وحاجاته اللتي تكبر وتتوسع بفعل التطور الحضاري والطبيعي والنمو البشري وتوالي الزمن وتغير الواقع التتابعي بالسير نحو الافضل وتوسع مساحة التفاعل الحيوي بين الانسان والمجتمع وبين المجتمع والطبيعة
ومن هذا التعريف نقدر ان نقول بان الحرية هي اداة حضارية رئيسية في تشغيل حركة الحياة في طريق التقدم والرخاء للانسان وكلما زاد حجم وشفافية الحرية كلما زادت حركة الحياة نحو اهداف الانسان المنشودة بالتقدم والرفاه
ولكي ننجح في تركيب الحرية كاداة في محرك حياتنا علينا بتجهيز القاعدة اللتي تركب عليها الحرية والقاعدة كما قلنا هي منح الحقوق الحياتية لمالكيها والحفاظ عليها
مع الملاحظة بان الحرية قبل ان تصبح دستور حياة يجب ان نخلق مناخ ثقافي وتربوي اجتماعي لاستقبال هذا الدستور والتعاطي معه والالتزام باحكامه قبل تطبيقه وذلك بزرع الحرية في اذهان المجتمع كمفهوم وفلسفة حياة وايدولوجيا ومنهج وطريقة ومبدا وقيمة وخلق وسلوك وثقافة وعرف وعادة وتقليد ونمط حياة والبداية في هذا البرنامج تكون بالفرد منذ الصغر وحتى سن النضج انطلاقا من البيت ثم الروضة والمدرسة والجامعة والمؤسسة والشركة ومكان العمل والمصنع والمزرعة والشارع واماكن التفاعل الحياتي الاجتماعي والحياة العامة بكل اركانها
وعلى هذا فان الحرية من اهم المشاريع الوطنية اللتي يجب ان يشارك بها كل فرد وكل مؤسسة وكل حزب وفئة ونقابة وجمعية ومديرية وكل مؤسسات ودوائر السلطة الحاكمة واصحاب القرار
وبالعودة الى الفرد اللذي يطالب بالحرية في موجة الثورات العربية اريد ان اساله بعض الاسئلة العمومية :
1- اخي الثائر هل تطالب بالحرية ام التحرر من الالتزام والقانون والنظام والانضباط ومتطلبات الواجب الحياتي اتجاه نفسك والوطن ؟
2- هل الحرية اللتي تطالب بها تفهم معناها الكامل وتشكل الحرية هذه منهجا حياتيا لك تطبقه على نفسك بحدود وسطك الحياتي الذاتي والاسري والمجتمعي المحيط بك ؟
وان كان كذلك هل تمتلك كافة حقوقك بالحياة او انك قادر ومؤهل على التصرف بها بشكل ايجابي ومثمر وطبيعي وانتاجي وخلاق لخدمتك اولا وخدمة مجتمعك ووطنك؟
وهل انت تنازلت عن الحقوق اللتي اغتصبتها من الاخرين غيرك باسم الاعراف والعادات والتقاليد والدين والمعتقدات واعدت هذه الحقوق لاصحابها مثل حقوق المراة وحقوق الطفل وحقوق الاجير المستخدم وحقوق الصديق والجار والزميل والصاحب والحبيب وكل افراد المجتمع وحقوق الوطن ؟
من ابسط الامثلة في مجتمع يصادر حق الفرد في الحياة هو حق المراة وحق المراة يتمثل بان تستعيد ملكيتها لذاتها اي شخصيتها وكيانها وكيان المراة يتكون من جسد وعقل ونفس
فهل المراة في المجتمع العربي تمتلك جسدها ؟ كي تتمتع بالحرية اللتي نطالب بها فتكشف شعرها ووجها اينما تشاء ووقتما تشاء بحريتها المطلقة وتلبس ما تشاء وتتصرف بجسدها ما تشاء ؟
هل المراة تمتلك عقلها بحيث تعبر بطريقتها عن افكارها دون حساب او عقاب او رقابة او تحديد او منع او توجيه ؟
هل المراة تمتلك نفسيتها بحيث تقدر ان تعبر عن مشاعرها واحاسيسها وتتصرف بحياتها الاجتماعية بناء على احاسيسها الذاتية بحريتها المطلقة ؟
هل الطفل في بلاد العرب والاسلام يمتلك جسده وعقله ونفسيته بنفس السياق اللذي طرح للمراة ؟
هل الفرد ذاته الرجل وخصوصا الشاب المراهق المقبل على الحياة يمتلك شخصيته وكيانه وله الحق ان يتصرف بملكيته ضمن ثقافة اجتماعية تسمح له بذلك ؟

بعد هذه الاسئلة اظن ان مفهوم الحرية اللتي يمارسها العالم الحر المتحضر اللذي سبق العرب في طريق الحضارة بمحطات كثيرة ومسافات كبيرة يختلف اختلافا جوهريا وكليا عن مفهوم الحرية عند الجمهور العربي الثائر المطالب بها من حكوماته ومما جعلني ان اصل الى هذه القناعة هو ان قانون الملكية لحقوق الحياة الفردية والاجتماعية ما زال من الصعب تطبيقه كقاعدة لتطبيق قانون الحريات حتى نحصل على منظومة دستورية متكاملة اسمها حرية
كلامي هذا ليس المقصود به توقف الثورات العربية وتوقف المطالبة بالحريات وانما اوجه الانظار الى من يذهب للصيد عليه ان يملا جعبته بالسهام وياخذ معه اداة الصيد فمن يذهب يطالب بالحرية عليه ان يتوقف عن اغتصاب حقوق الاخرين في الحياة وبالذات حقوق النساء والاطفال وعليه ان يعيد الحقوق المغتصبة لاصحابها وعليه ان يغير ثقافة الاستبداد والتسلط والعدوانية الراسخة في ذهنه الى ثقافة الحب والتسامح وعليه ان يكون مستعدا للالتزام بقانون حقوق الملكية اللذي هو اساس لقانون الحريات
وبعدا هذا ستكون الحرية في ايدي امينة ولدى انسان يدرك قيمتها ويشغلها ويستخدمها بالشكل الايجابي والصحيح للوصول الى الغاية اللتي وجدت من اجلها الحرية
وهنا نكون قد حققنا حرية فاعلة منتجة واداة حضارية تعمل على تشغيل محرك حياتنا في طريق حضارتنا ونقلنا الى محطات واهداف متقدمة نحقق بها الرفاه والرخاء والسعادة الوجودية وليس حرية جوفاء صورية كلعبة نتزين بها امام الشعوب خالية من اي حركة او فعل او انتاج ونبقى متخلفين كما نحن في محطتنا الحضارية الاولى نستغفر وندعو لله ونستغيث به لنقلنا خطوة للامام



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو الدين ؟
- التمييز الذهني والرقي
- قصة الديانات في حياة الانسان
- احتقار الدين الاسلامي للمراة
- كل شيء في الحياة يتطور
- علمانيون ونفتخر
- حدث في اسرائيل كي نتعلم نحن العرب
- الثورة لاسقاط نظام الله
- اين دور المراة في بلاد العرب والاسلام
- اين هو الله ؟
- رسالة الى الفتاة والمراة العربية في بلاد العرب والمسلمين
- الدين جريمة بحق الانسان
- العقلية الدينية وتحقير الاخر
- المهاجرون العرب وازمة الحضارة
- تحول العرب الى العلمانية ضرورة تاريخية
- العلمانية منهج الانسان المعاصر بدل الدين
- اهمية جسد المراة للرجل
- اكثر ما يغيظني
- الاخطار الصحية للكوفية واللحية
- ثورة الحرية السورية


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الحرية كاداة حضارية