دحلان الزوبعة

نور الدين سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 14:38
المحور: الادب والفن
    

دحلان لا تيأس من فتافيت القمامة المتبقية التي أرهقت بما فيه الكفاية الراحل الرمز ياسر عرفات , قد تخطئ الكثير أيها القائد السياسي , ولكنك المختلف عمن حولك , أنت من يصنع المنهج السياسي و التنظيمي بأفعاله و اقواله ونشاطه الجماهيري الذي لا ينتهي , أنت من لا يكل في صياغة الحقيقة السياسية الوحيدة أننا رغم كل الخلافات الداخلية نحن فلسطينيون , أنت العملاق في تمردك الدائم نحو صناعة الأهداف الحديثة التي تبدع هوية صاحبها في إبداع هوية شعب أكبر , أنت من أيقن أنه في تناقضات العصر من دول و تحالفات وأعداء وأصدقاء هوية شعب ضائع لا تكمل صياغتها إلا ثورة شبابها لا نوم كهولها على رحيق عسل لم يغرقهم به إلا وحل المحتل الذي صور لهم في خضم المعركة أن حنكتهم السياسية المكتسبة عبر سنوات النضال لا يمكن استخدامها و توظيفها إلا في طريق واحد لا رجعة عنه وهو ملاقاتهم و نحن لسنا بجاهزين لهذه الملاقاة , التلاقي على طاولات المفاوضات ونحن خاويين الشوارع من ثوراها ومنتقضيها ومسلحيها , لاجيش لنا باعتبار معيار القوة العسكرية في ميزان أعدائنا , فدعوا معيار السلام هو قوتنا , ولكن لا سلام دون شعب أراد للسلام أن يكون سلام , حقيقة أننا شعب أعزل لا تكون بتجريدنا من كامل ما نملك من سلاح أبيض وشجاعة المواجهة , لما هي الضفة الغربية خاوية من مشاغبيها الفلسطينيين لإقامة مؤسسات الدولة و لنشر الأمان الاجتماعي ؟ لماذا لم يتم عنونة عمل هؤلاء المشاغبين ضمن روقة تهديد دائمة لأي اعتداء اسرائيلي هو قائم حتى الآن ؟ لماذا لم يتم نظم قواتنا ضمن جيش الدفاع المدافع عنا إلى جانب الشرطة المدنية و الحرس الرئاسي ؟ نعم هو ضعف التنظيم العسكري و السياسي و الامني هو ما يضعف ثورتنا التي تستوعب كل أوجه النضال , لا نثير الشغب عندما يحتاج له الإسرائيليون ولكن نثيره عندما يكون حاجتنا نحن من يعيش الأمرين من جراء التسلط الإسرائيلي و الانحناء القيادي على أرضنا للأهواء الدولية و الإقليمية و الاحتلالية , لا نريد تحميلكم أكثر من الأثقال التي حملتموها , أنتم التاريخ و التاريخ الآن انتبهوا جيدا هو يراجعكم بأفعالكم قبل موتكم , وهذه حقيقة القرن الجديد , سرعان ما تفضح أمور وسرعان ما تختفي بضجة غريبة مفاجئة سريعة الاختفاء , و الناس سريعا ما تنسى ماحدث من ضجة مباغتة تيقن تماما أن لا دخل لها فيها , زوبعة دحلان هي فصل جديد لن نفتح أول صفحاته حتى تنتهي معركة ايلول لنرى من هو الاصدق محمد دحلان , محمود عباس , و صوت الشعب أين هو بين ما ينتهج أثنيهما من طريق , فالطريق يحمل عنوان سائره لا اسم من يسير به فقط.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل