أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غاندي محمد - ميزة الاختلاف














المزيد.....

ميزة الاختلاف


غاندي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 09:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الذي يدفعنا إلى إيجاد تلك (الميزة) في الاختلاف، يبدأ من أننا نسمعها ونقرأها كثيرا، بل وفي بعض الأحيان نصف أنفسنا بها ,ثم إنها سرعان ما تتخذ منحا نفعيا في بعض السياقات ؛أي أنها تحفز لدى الأخر مفهوما معينا يتعداه لتحقيق غاية توازي المحضر الفردي في المستوى الفردي أوالمحضرالعام في المستوى الجماعي ، مما يجعلها موضوعا إشكاليا في الحياة بل ربما تقوم عليه تفسيرات أكبر مما نتصور للوهلة الأولى.

ويبدو أنه لتكون مختلفا وجب عليك حمل ميزة تدل على إختلافك ولو كان خلافك حاضر في داخلك. فالأشياء لايعبر عنها لاشعوريا(في إنسان طبيعي)؛فهي تحضر في العقل تخطيطا ثم تجد طريقها الى خارجه . .فالسر يكمن في( الميزة ).
نقصد؛ وجود (الميزة)التي في أحدهما(المختلف) تحضر وفي أخر تنعدم؛لأنهما لو اشتركا فيها,أي تلك العلة, لما كان الفرق حاضرا في السياق.ووجودها يحتم انعدامه ضمنا من سياق المختلف عنه وحضورها في المختلف,لأن الأنسان يولد والأصل فيه أن يكون غير مختلف(غير ذي ميزة) من حيث المبدأ ،ثم تطرء عليه تلك الميزة فتكسبه الأختلاف.

يكبر هذا الوصف في وقعه العملي، عندما نجده قد تجاوز البساطة الى مرحلة يتخذ فيها حامله موقفا دفاعيا؛ أي محاولا تفعيلا لنفسه ضد من يعتبره مختلفا عنه ،فيبدأ هذا المفهوم ممارسا فعله في حيزه التأثيري ,وفي هذه المرحلة من وجود (المختلف) يكون قد أنتقل من طور كان فيه متقوقعا على مفهومه إلى توسيع أو دفاع عن إختلافه لأنه لن يكون في معزل عن ممارسات( الغير مختلف) طبعا ،لأن أي فكرة تحوال استمرارا لنفسها تكون أمام خيارين: إماجاذبة غيرها الى إتباعها في مفهومها , أوطاردة من جسدها أسباب إفشال مسارها .

يتخذ هنا المختلف موقفا أخاله عدائيا من من يعتبره مختلفا عنه ،قيشرع جاذبا وطاردا للمفاهيم في أن معا، مما يجعله يشذ عن مساره بقوة، لا سيما أنه يهاجم فكرة تسبقه في إكتمال غايتها .

إن وصول المختلف الى مرحلة الفكرة يعني أنه أصبح منتجا وقابلا للحياة، فشذوذه أصبح يملك (الميزة)القادرة على تفعيل دوره ،بل ولا يقف عند هذا الحد فحسب، بل يستمربتوليد مفاهيم الإختلاف، التي ستتخذ نفس الموقف من حملها (الميزة).

الوعي بالميزة محرك يعي انفلاته عن الخط الإعتيادي الغير إستيعابي للنظير الجديد في المفهوم الجديد ، إلى خط يهبه الإحتفاظ بميزته، تتسارع فيه جدوى ممارسة حق الميزة بحرية .

الميزة في الأختلاف في نفس المختلف عنه ،هي وليدة شذوذه ،أي أن الجذب والطرد للمفاهيم حدث معا في مرحلة من المراحل، فلم يتمالك إلا توليده وإيجاده (المختلف) .

شخوص الميزة،أو (كياناتها) تتسرب إليهم مفاهيم الاختلاف من خلال ظروف تكسبهم الإنجذاب المناسب لكل حالة على حدا. فاكتساب الوارد إلينا من معلومات ومشاهدات عن طريق حواسنا يصنع فينا ذاتا قد تخرج عن حدها العادي ذاتا متطورة حتى في اختلافها، فتتشخص الميزة في كيان وعوالم خاصة بها.



لنأخذ مثال الإرهابي،الذي تنطبق عليه كل شروط الميزة إلى حد الشذوذ ،في حين أنه يستمد ميزته من مصادر في حدها الأدنا لا تشكل لنا إلا تأكيدا لعدم الإختلاف من حيث الأفتراض ،فالإرهابي ، إنقلبت عنده النظرة الرومنطقية للإ نسان إلى نظرة تستحل الغير لحساب الشذوذ الذي حدث، بسب خلط بين المفاهيم الجاذبة نفسها (الدين،الدولة،الفكرة والمذهب ........)شكلت لوثات في عالم الأرهاب الخاص، بناها رد لفعل الإكتساب لما يتلقاه من مفاهيم لم تكتمل، فطردت وجذبت معا تأويلاتها للمختلف عنه.

تختلف تأثيرات ميزة عن أخرى بإختلاف تأثيرها في محيطها،بقوة شذوذها، لذلك لانقول بأن ورود الإختلاف موردا لا يكون فيه ذا تأثير شاذ بدرجة قوية أنه إختلاف ذا قيمة، فربما المختلف لا يتفق، لكن تبقى أهلية التصالح ممكنة معه، لذلك لا نقول بأن كل تصريح بالإختلاف، ميزة .




غاندي محمد






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غاندي محمد - ميزة الاختلاف