أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام يوسف - اليوم بشارع تقسيم














المزيد.....

اليوم بشارع تقسيم


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 09:18
المحور: الادب والفن
    


عندما تسمع اسم تقسيم ماذا يخطر في بالك للوهلة الاولى هل هي عملية حسابية ام ماذا هل تعني شيء اخر .لاتتعب انه شارع في اسطنبول شارع طوله اكثر من ثلاث كيلو متر ترصه المحلات المزينة والبارات ويعج بالمارة من النساء الجميلات والشاباب اليافعين عندما تراه وانت مقبل عليه تفرح وتقول ان الحياة سعيدة وان الناس سعداء وانت وحدك الحزين من دون معنى . تتقدم خطواتك وانت تلتحم مع الجمهور المتوافد الى قلب الشارع اتغرك الانوار والبهرجة تتمعن قليلا تصيبك كئابة مفاجة تنضر الى مطعم اكلاته شرقية تجرك رائحة الاكل الطي تحاول الوصول الى بوابة ذلك المطعم الشرقي الجميل ببوابته كانها بوابة قصر احد السلاطين الاتراك تنصدم عندما تطا قدمك المطعم بوجود امراة بسن الستين وضعت في معرض ضمن تلك البوابة معرض ضيق يكفي فقط ان تتربع وتضع امامها تنور خبز شرقي تخبز الخبز يراه من دخل لياكل فيسيل لعابه على رائحته الزكية . تتراجع خطوة تحاسب نفسك كيف تستطيع الاكل وانسان سجن بعمر كبير يخبز لك وهو يتصبب عرق من الاضواء المسلطة على حياته وهوة يخبز لا يبتسم تاخذ له صورة لايعير انتباه فهناك ما يشغل باله متى ينتهي يوم العمل هذا والساعة تعدت الواحدة ليلا .وكان صمتها يقول اي بطون هذه كيف تستطيع الاكل اي جيف ميتة هذه الى يخجل الانسان من اخيه الانسان ,تتحول تلك الروائح الطيبة اى روائح دم الى طعم ماسخ رغم عرق تلك المراة في الخبز الى جوع ابدي يمثل الجشع المستمر لدى الانسان .تسحب نفسك لاتاكل تحاول ان تنسى المشهد لاكنه يقفز امامك تغوص اكثر مع الجمهور يعجبك ويغريك الازياء المتحررة وتقول في نفسك ان النساء هنا قويات بطلات متحررات .حتى ياتي شخص وجه ليس كوجوه جميع الناس يحمل في عمقه لون اسود رغم بياضه فيقول لك اتريد امراة روسية تركية عراقية سورية ويعدد عدد لا يحصى من الجنسيات والقوميات حتى تختنق وتحاول الهرب منه الى ان له اشكال وصورمتعدد فتارة ياتيك على شكل شاب وتارة ياتيك على شكل امراة وتارةعلى شكل رجل تضن انه ضابط كبير يهابه الجميع ,تسرع خطواتك تسرع تحاول ان تنهي الشارع الى خطواتك بطيئة والبشر من حولك بطيئين وهم يفتحون افواههم بصمت حتى تضن انهم يحاولون ان يلتهمو بعض . لم تبقى سوى مئات الامتار لكي تهرب من الشارع يجرح قلبك صوت ناي حزين يصدر من قلب رجل اعمى وبجانبه امراة عمياء بيدها ذلك الاناء الذي تجمع به النقود من المارة وهوة يعزف لايتوقف يخرج لحن الناي الحزين تتلعثم يداك واصابعك وهي تبحث عن النقود في المحفضة تحاول ان تجد اقل عملة لكنك تتمنى ان تعطيه كل ما عندك تخرج بحصيلة انك ستعطيه ما لايضرك وتهرب من صوت نايه الذي يلاحقك الى ان تصل غرفتك الصغيرة في ذلك الفندق البائس تحاول ان تتنفس لاكنك لاتستطيع تعلم انك خرجت من الشارع لكنك لاتستطيع التنفس تسئل صديقك هل تتنفس ترى فرحة على وجه كانها فرحة من كانو يتمشون في ذلك الشارع المضلم على الرغم من كل الاضواء والاعلانات تشيح ببصرك الى الحائط تذرف دمعة وحيدة تنزل على مخدتك تكتب على الشرشف الابيض انى كنت اتمشى بشارع تقسيم في هذا الزمن الغابر في الساعة صفر والسنة صفر والشهر صفر .



#وسام_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصومال ازمة غذائية ام ازمة النظام الراسمالي
- الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة
- الوطنية سلاح لسلب الحقوق
- قصة قصيرة
- القرضاوي مفتي الارهاب


المزيد.....




- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام يوسف - اليوم بشارع تقسيم