أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سميح الصفدي - -احتجاج- مثقفي فلسطين: -ضد- ممثل ركيك.. و -فوق- مائة شهيد..!!














المزيد.....

-احتجاج- مثقفي فلسطين: -ضد- ممثل ركيك.. و -فوق- مائة شهيد..!!


سميح الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 15:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المبدأ .. "قداسة" الشاعر الجميل "محمود درويش" قد تختلف جزئياً عن "قداسة" المتسلط القبيح "حافظ الأسد"..
في المنتهى.. القداستان تؤسسان لثقافة الاستبداد والواحدية.. لغياب النقد.. وغياب الآخر.. ولمنطق "قتل المخطئ"..!!... منطق الاجتثاث من الجذور.. الإقصاء والمقاطعة..
هنا لا يسعني إلا أن أتذكر الرائع "زياد الرحباني"... والذي كان أول من خلع ثوب "القداسة" الذي حاولنا جميعا أن نلبسه لفيروز والرحابنة.. كان أول من عرضهم للنقد.. وحتى للسخرية المباشرة... كان أول من أنسنهم.. ووضعهم في المكان الصحيح.. بشر من لحم ودم.. وإن كان من مآثرهم أنهم "يلحنون حتى أثناء الغفوة".. وقد كان مبدعاً في نقده.. وفي سخريته.. كما في حبه لهم..
موقف المثقفين الفلسطينيين الغاضب من مسلسل "فراس إبراهيم" كان بالتأكيد سيكون أكثر معقولية واتزاناً لو تضمن إشارة إلى ما هو أبعد من "المقدس" / الرمز درويش.. إلى ما هو أكثر جذرية وأكثر راهنية.. وأقصد بذلك خيانة "فراس إبراهيم" وشريكته في العمل "سلاف فواخرجي" وغالبية طاقم عمل المسلسل لدماء شعبهم.. بمن فيهم "المتورط في المسلسل"..!! حسب بيان المثقفين.. "نجدة أنزور"..
"خطيئة" محاولة تجسيد شخصية محمود درويش هي"خطيئة" فرعية لتلك الأصلية..
وبالرغم من أحقية الطعن في المسلسل الهزيل فعلا.. والمشوه لصورة درويش فعلاً.. إلا أنني أستطيع أن "أغفر" لفراس إبراهيم ركاكته.. "خطيئته"..! الرجل حاول.. هذه إمكاناته.. وبالفعل ليس من السهل تمثل شخصية إنسانية غنية بقامة محمود درويش.. كما أنني لا أتخيل ممثلا آخر قادر على ذلك... بالنسبة لجيلنا على الأقل الذي عايش درويش وتأثر به... ثم أن درويش أكبر من أن يتأثر أو أن يتم تشويهه بمسلسل عابر، ولا خوف من ذلك.. لأنه حي بقلوبنا.. حي بإبداعه.. بشعره ودواوينه.. كما بمئات التسجيلات المسموعة والمرئية الحية..
لكن.. وبالرغم من أنني ضد منطق الاجتثاث والمقاطعة.. فهل بالإمكان "غفران" خطيئة فراس وشلته بخيانتهم لدماء شعبهم السوري..؟ هل بالإمكان مسامحة من وقف مع الجلاد.. من ضرب بعصاه.. وذبح بسيفه..؟!! سؤال كبير ومربك.. ورغم ذلك قد تجد من يقول: "نعم بالإمكان ذلك".. والثورة المصرية قد تقدم لنا أمثلة مهمة على ذلك.. على إمكان إحياء ثقافة التسامح. لكن هذا بالتأكيد أمر تال للثورة.. بعد انتزاع الحرية يمكن مناقشة ذلك.. أما الآن، مع كل هذا الدم المسفوح يومياً، فمن المؤكد أخلاقياً أن موقفهم يجب أن يدان.
المفارقة المخيبة هنا أن بيان الألفي مثقف تغاضى نهائياً عن "الخطيئة" الأصلية والعميقة.. بحق شعب يموت ويذبح.. وتمسّك هستيرياً بخطأ فرعي.. زائل.. عابر.. مترف.. نخبوي.. "خطأ" تمثيل وعرض مسلسل على شاشة فلسطينية. وما يعمق الخيبة أن هذه "الثورة" الاحتجاجية ضد المسلسل قد تزامنت تماماً مع مجزرة حماة الأخيرة.. تزامنت تماماً مع شهقات ما يفوق المائة من الأرواح التي أزهقت ولفظت أنفاسها الأخيرة في برك الدم عقاباً لها على اشتهائها الحرية... دون أن تحظى باهتمام أو حتى استنكار لفظي عابر..!



#سميح_الصفدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكان الجولان المحتل... وحق المواطنة
- السياسة.. الحرب... الدولة، والأخلاق
- الجمال... القبح...الحب.. والعنصرية الطبقية!!!
- مفاهيم مظلومة- البيروقراطية: حاجتنا اليها اكثر لا اقل


المزيد.....




- -لحظات مرعبة- لطفل يسير على مسار قطار هيرشي بارك الأحادي.. ش ...
- مئات القتلى في المناطق الشرقية لأفغانستان بعد زلزال بقوة 6 د ...
- حرب غزة في يومها الـ696: تصعيد في البحر الأحمر وانقسام في ال ...
- بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردني ...
- بوتين يبرر الغزو الروسي لأوكرانيا بـ-انقلاب- في كييف وسعي غر ...
- بوق -الشوفار- آلة دينية وأداة حشد في حروب إسرائيل
- -تيك توك- توقف ميزة البث المباشر في إندونيسيا عقب تصاعد المظ ...
- 3 خطوات تركية استعدادا لمواجهة محتملة مع إسرائيل
- نيويورك تايمز تشجب بقوة منع إسرائيل وسائل الإعلام من دخول غز ...
- 17 شهيدا بغزة والاحتلال يقصف مجددا مستشفى شهداء الأقصى


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سميح الصفدي - -احتجاج- مثقفي فلسطين: -ضد- ممثل ركيك.. و -فوق- مائة شهيد..!!