أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم علاء سالم - هامش الحب....مسرحية















المزيد.....

هامش الحب....مسرحية


بقلم علاء سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


هامش الحب

المشهد الأول
• المسرح عبارة عن غرفة نوم, سرير كبير في الوسط...
• على يسار السرير تقع المرآة المعروفة ذات الإطار الخشبي التي تلحق عادة بغرف النوم الشعبية..
• على يمين السرير بيانو يقابل الجمهور وجها لوجه..
• السرير يحوي زوجا من الوسائد سمائية اللون تصطف بشكل غير منتظم على أغطية السرير البيضاء المبعثرة..
• على رف المرآة ( المغطاة بالغبار ) يوجد إناء أزهار بداخله زهرتان ذابلتان بنفسجيتا اللون..كرسي خشبي موضوع أمام المرآة..
• البيانو مغطى بقطعة من القماش الأبيض..( ليس هناك كرسي للعازف )
• المسرح مضاء إضاءة صفراء خريفية..
• بعد ثلاثين ثانية على الأقل من فتح الستار ( يجب أن يكون الستار اسودا مطرزا بأوراق صفراء كبيرة ) وبدون أي خلفية موسيقية تدخل المسرح امرأة (عشرينية وجميلة ترتدي فستانا ابيضا مطرزا بأزهار وردية اللون وتلف حول عنقها وشاحا أزرقا, لكن برغم جمالها فإن وجهها الخالي من المكياج المائل للصفرة يسلبها شيئا من جمالها ويجعلها تبدو أكبر سنا) مسرعة قليلا والانزعاج باد على ملامحها وطريقة مشيها, يتبعها مباشرة رجل غاضب ( وسيم, ذو شكل محبب ويناسب المرأة شكلا وعمرا)..
الرجل (بغضب) : لا تديري لي ظهرك, أجيبي, لا تتهربي من الموقف, أكلمك ولابد أن تكوني لصوتي صدى..
المرأة (بمنتصف المسافة بين المدخل والسرير, تستدير وتجيب بتحد): لم أتهرب ولن أتهرب ولن أكون صدى إلا لنفسي, لا أستطيع الذهاب, تعاملني وكأني آلة تعمل بكبسة زر متى وكيف أردت(تكمل طريقها وتجلس على السرير)
الرجل (مستهجنا وهو يقف أمامها ): لماذا لا تستطيعي الذهاب؟! أريد سببا واحدا يتفهمه سؤالي ليكف..
المرأة ( بتعجب ): لا استطيع! لا أستطيع وكفى ( تغير لهجتها وكأنها توضح شيئا سبق أن وضحته ) ثم إنك تعرف كم أكره لماذاك هذه..ترسمك بقلبي ضابطا للتحقيق لا يهمه من أغصان ضحاياه إلا ثمار اعترافاتها دون أن يكلف نفسه عبء النظر إلى وسائل قطفه..
الرجل ( يلطّف لهجته ): المهندس صاحب أفضال علينا ثم إنه يستحق منا ذلك الاعتذار, لا يصح أن نجحد نعمته هكذا, سيضعني رفضك هذا بإحراج الموقف تحاملي على شعورك وجنبيني ذلك..
تتركه المرأة واقفا وتتجه باتجاه الجمهور, تقف, تدير يديها حول صدرها وهي مرفوعة الرأس, تسحب شفتيها إلى داخل فمها ( يتبعها الرجل ويقف إلى يمينها غاضبا ) تطأطئ رأسها قليلا ثم تدير وجهها نحو اليسار لتراقب حركة كفها الأيمن وهو يتحرك صعودا ونزولا على ذراعها الأيسر..
الرجل ( دون أن يفتح فكيه المصطكين على بعضهما ): صمتك يقلب دمي على ناره الهادئة حد الغليان..
المرأة ( بهدوء..دون أن تغير حركتها..دون أن تلتفت إليه ) : لا يعجبني كلامك
الرجل ( بغضب واستهزاء ) : ومنذ متى أصبح كلامي دون مستوى السمو إلى إعجاب سيدتي..
المرأة ( تستدير نحوه ثائرة ) : منذ أن وجدت نفسي مع شخص لا أعرفه, مع بقايا حب كان في يوم من الأيام أسطورة في زمن اللاحب ( تتحول لهجتها إلى لهجة تقل حدة وتزداد امتزاجا بالألم مع كل كلمة ) منذ أن تغيّر طعم الماء.. منذ أن رجعت إلى نفسي فوجدتها لا تحس بشيء..لا أرى للألوان لونا ولا للأنغام نغما..أتطلع لوجهي فتحول الأقنعة بين ذاتي وبيني حتى نسيتها ( تصمت لثوان وتعابير وجهها تزداد ألما..الرجل غارق في صمته وعلى وجهه مشاعر الإحساس بالذنب تختنق المرأة بعبرتها وتكمل حديثها بلهجة متقطعة ) أصبحت أحس انك مللت مني..لم تعد تحبني كما كنت..( تبكي,تركض نحو السرير,تجلس إلى جانبه على الأرض, تدفن وجهها بالسرير وتستمر بالبكاء )
الرجل واقفا في مكانه, يضع قبضتيه على جانبي وركه وعلى وجهه تعابير الألم والإشفاق والشعور بالذنب, ينظر إلى الوراء نحو زوجته التي لازالت تبكي, ينظر إلى الأرض ,يسند جبهته إلى راحة كفه الأيسر بينما تتخلل أصابع الكف وسط شعره, يسحب كفه للأسفل قليلا حتى تصبح راحة يده على فمه مباشرة وتتفرق الأصابع حول عينيه كقضبان حديدية..
موسيقى ( المقدمة الموسيقية لأغنية "لا أنت حبيبي" للسيدة فيروز) والتي تبدأ بعد أن تكمل حواء جملتها الأخيرة " لم تعد تحبني كما..." تعاد أول ثلاثين ثانية من المقدمة الموسيقية وخلال هذه الستين ثانية تقريبا تركض المرأة نحو السرير ويعيش الرجل انفعالاته..
تستمر المقدمة الموسيقية ( لما بعد الثلاثين ثانية ) فيتحرك الرجل نحو زوجته ( مع الانقلاب الموسيقي مباشرة )..يتقدم بخطوات مترددة..تخفت المقدمة الموسيقية شيئا فشيئا مع تقدمه إلى أن تختفي تماما مع قبلة يطبعها الرجل على رأس زوجته وهي تبكي بعد أن يجلس إلى جانبها على الأرض..
ترفع المرأة رأسها..يمسح زوجها دموعها...
المرأة: أنا لم أبكي منك بقدر ما أبكينا...أنعى ما وصلنا إليه من حال..قبلتك التي كانت تهتز لها الأنثى بداخلي كما تهتز لصوت المطر اليباب أصبحت أحسها وكأنها حبات رمل لا تعرف وجهتها لم تزد الكثبان في صحراء روحي إلا ارتفاعا ( يقف الرجل صامتا..تمسك المرأة بيده تحاول سحبه إلى الأسفل وتكمل حديثها ) أرجوك أجبني أرأيت ما وصل إليه حبنا أم على عينيك حجابا دونه..؟!
الرجل ( يسحب يديه منها ويتحرك باتجاه الجمهور, بلهجة ألم ) : نعم,..وكيف لم ألاحظ ؟!..أعلم أن فينوسنا تزداد عريا يوما بعد يوم بما تنسجه حول نفسها..أخاف أن تموت كدودة قز أو تتحول إلى مومياء لم نستطع غير التطلع إلى ذكرياتنا من خلال شرفات عينيها..
يغرق الاثنان بالصمت لبضع ثوان...
المرأة : أتذكر كم كنا جميلين ؟.. أتذكر كم كان نقيا ذلك الماء الذي نخط به مذكراتنا ؟..أتذكر ابتساماتنا التي كناها عندما تمسك يدك بأناملي لتلقنها رسم أبجديات العشق؟..
الرجل ( وكأنه يقول شيئا أجبر على قوله ): كنا على بداية السُلّم, لم نكن وقتها متأكدينِ من عشق أحدنا للآخر لذلك كنا نحاول أن نكون محبوبين وبغاية الجاذبية كطاووس يعرض أجمل ألوانه...كان كل واحد منا يحاول أن يستخرج بكل ثانية ألطف ما في صفاته من عطر, أجمل ما في مواهبه من إبداع, أندر ما في أفكاره من عمق..كان الهم الوحيد لبحر كل منّا هو جلب ما في خزائنه من كنوز وإلقائها على شاطئ الآخر...
المرأة ( تقوم من مكانها..بتعجب ): ما..ماذا تقول..
الرجل ( بألم ): الحقيقة التي نغمض عنها أعيننا خوفا من أن نحترق بنارها..
المرأة ( تتقدم نحو زوجها بغضب ) أذن فأوقد تلك التي أغمضنا عليها الجفون علّها تذيب ما اكتست به جواهرنا من صدأ..وإذا كان لا بد من الموت بنارها فلنعانقه راضين إذن كي تكف معاولنا عن هدم ما بنيناه..( الرجل صامتا...تكمل المرأة حديثها ) تكلم ..أجبني إذا كنت تعرف اسما لكل شيء..ماذا حلَّ بنا بعد زواجنا ؟ ألم يكن بالنسبة لنا شجرة الميلاد التي نعلق على أغصانها الأمنيات والأحلام ؟..
الرجل ( بنفس لهجته السابقة ): أنا لا أتذاكي فأدعي المعرفة بجميع الأمور لكن ألا ترين أن الزواج جعل كل منّا يفكر على أن صاحبه بات مضمونا ؟ تصورنا أن أزهارنا لم تعد بحاجة للعناية بعد أن نمت وكأن آلهتنا التي عبدنا لم تعد تحبذ القرابين...
ثوان من الصمت...تعابير من الدهشة والغضب
المرأة ( تدير وجهها بعيدا عن زوجها..كمن يبوح بسر تحامل في كتمانه الكثير ): أنت لم تؤمن منذ بدايتك بحرية الحب...
الرجل ( مدافعا عن نفسه ): لا ترميني بدائك حبيبي...من الذي حاول أن يمتلك من؟ من الذي حاول أن يفرض صواب رأيه على من ؟ من الذي حاول أن يرسم صاحبه من جديد على أهوائه ؟
المرأة (معترضة ): أنت أول من حوّل خطوته عن سلمنا الذي ارتقينا إلى سلم حب تملك الآخر الذي هبط بنا إلى هنا لم املك سوى أن اتبعك خطوة بخطوة..أنت من عبث بصورتي بفرشاته محاولا رسمي على هواه فلم يجد غايته وشوّه الصورة التي عشقها ( تكمل بعناد ) نعم أعترف أني عندما رأيتك تهبط هذا السلّم حملت فرشاتي - وباللاشعور - لحقت بك..
الرجل ( بجزع ): كلانا يتهم الآخر والحقيقة هي أن كلينا حاول أن يمتلك الآخر ويهيمن عليه فأضاعه..! ( يركز على كلماته وكأنه يوضع شيئا هاما ) حبيبي أنا لا يهمني من الذي أخطأ بقدر ما يهمني أن ننتشل بقايانا من تلك الأخطاء إذا كانت هنالك بقايا ( يصمت قليلا وسط انتباه زوجته إلى كلامه ثم يكمل ) كل منا بذل جهدا بامتلاك الآخر كان من المفترض أن يبذله في أن يكونه لا في أن يمتلكه, يتحد معه روحا بروح, يتلاشى في جوهره كي يعيش إحساسه ويستشعر متطلباته كيما يستطيع إعطائه بلا انتظار لأي مقابل...
المرأة: أرجوك كن واقعيا....
الرجل : حبيبي أنا لم أكن طوبائيا بيوم من الأيام.ثم إني أتصور إن كلامي هذا قد مرَّ على مسامعك من قبل. ...
المرأة تستفهم...؟
الرجل ( بتردد ): التفاحة..
المرأة : أووو.. أرى أن شبح التفاحة سيلاحقني ما كُتب للأنوثة من وجود...
الرجل: آسف ولكن الأمور تتشابه..
المرأة تستفهم..؟
المرأة:تذكرين عندما مشينا على جمر حب التملك الذي سيطر على تفكيرك عندما لم يكن لكي هم غير امتلاك تلك التفاحة أتذكرين عندما قلت لكي كونيها..كوني أنت التفاحة اتحدي بها امتلكي جوهرها فأبيتِ إلا أن تقلعيها من غصنها..اخترتي أن تتحدي بالتفاحة كمادة لا كجوهر..تمتلكيها لا أن تكونيها..خرجنا من أمننا ذاك والآن يتكرر..
المرأة ( تقاطعه وكأنها تذكره بشيء ما ): لكنك كنت تخطط للخروج والمجيء إلى هنا قبل التفاحة ألم تقل إنك لم تشعر بانتمائك إلى هناك بقدر حنينك إلى هذا المكان وشعورك بأنه يشبهك بكل شيء وإليه يجب أن تنتمي ؟!
الرجل ( يدير وجهه ): لكن ليس بالطريقة التي خرجنا بها..
المرأة : ثم إنك تقاسمت التفاحة معي...قضمة بقضمة
الرجل : لم أستطع ترككِ لمواجهة مصيركِ لوحدك ثم انكي ترين الآن ما أورثته لي تلك القضمات من حب للتملك لم يقف عند حد حتى وجدت نفسي أحاول أن أتملككِ أنتي..
يجلس الرجل على السرير ويدفن وجهه بين راحتيه بينما تبقى المرأة واقفة وتفكر وسط المسرح والحزن باد على تعابير وجهها..
المرأة ( بصوت منخفض بعد أن تلتفت نحو زوجها ): أنت تقصد إننا تغيرنا الآن أو ....أو..إننا مختلفان منذ البداية..
الرجل: نعم تغيرنا ولكن جواهرنا التي خبئنا ليس مستحيلا فتح خزاناتها من جديد كل ما يحتاجه الأمر هو أن يستعيد كل منّا ثقته بالآخر أما ما يفزعكِ من أمر اختلافنا منذ البداية فنعم ولكن بقدر ما يكمّل أحدنا الآخر كالليل والنهار بالضبط نصف الإنسان الذي أملك لا يشبه ذاك الذي تملكين ولكن كل منهما إلى يحتاج إلى نصفه الآخر ليكتمل ( يصمت قليلا ثم يقول ) ينك يانك..
ثوان من الصمت
(تتغير الإضاءة تدريجيا إلى الأصفر الاعتيادي)
المرأة ( يائسة ): إذن كيف نخرج من كل هذا..؟!
الرجل: نصلح أمر أنفسنا أولا..أمر حبنا..ودعي أمر إصلاح الأمور مع المهندس عليّ..فقط اذهبي معي واتركي الباقي عليّ..
المرأة:وكيف نصلح أمر أنفسنا؟
الرجل:أولا وقبل كل شيء نتخلى عن فكرة السيطرة على الآخر وتملكه ( تميل المرأة رأسها إلى اليسار وهي تنظر إليه ) نتخلى عن فكرة أن زواجنا من بعض يعني تقييدنا لبعض..يبقي كل منّا على الآخر كما هو..يعشقه كما هو..كما عشقه لأول مرة ثم علينا أن نكون عشاقا إلى الأبد, نقدم لربّة عشقنا قرابين الجمال إلى الأبد نعود كما كنّا همنا الأول هوالتنبؤ برغبات الآخر وتلبيتها بعطاء لا ينقطع وأعود لأقول أن نفتح خزائن كنوز صفاتنا التي أرجعناها إلى بحارنا منذ زمن...
(إضاءة قرمزية خالصة)
تتقدم المرأة بهدوء تجلس على الأرض وتضع رأسها على فخذ زوجها الذي لازال جالسا على السرير..
الرجل ( وهو يمسح على رأس زوجته ): يجب أن نعترف بأخطائنا لأنفسنا قبل أن نعترف بها لبعضنا حبيبتي..يجب أن لا ننسى أمر حبنا لمرة ثانية, يجب أن لا نهمله أو نتناساه ولو للحظة واحدة..
ثوان من الصمت..
الرجل ( بعد أن يرفع كف زوجته ليقبله ): الفلاح الجيد هو من يضع سنابله نصب عينيه دائما طالما إنه لا يعرف متى ستنالها شهوات الجراد...( يضع رأسه على رأسها ويكمل حديثه بصوت منخفض ) لا تشكّي بحبي مرة ثانية أرجوكِ..لا تنسي ولو للحظة واحدة إني أحبكي...




ستار
( الستار ذو الأوراق الصفراء ذاته )
المشهد الثاني
• المسرح ينتقل من السلبية إلى الإيجابية تقريبا..السرير مرتب بعناية, المرآة صافية, وإناء الأزهار يحوي زهرتين بنفسجيتين حديثتي القطع..
• البيانو بذات مكانه, مغطى بقطعة قماش, ليس هناك كرسي للعازف..
• الإضاءة صفراء إعتيادية..
يدخل الزوجان المسرح, يرتدي الرجل زيا رسميا بربطة عنق أنيقة ( من غير سترة ) وترتدي المرأة فستانا أسودا أنيقا وتلف حول عنقها وشاحها الأزرق..
المرأة ( ضاحكة ): تقصد إنني كنت أظلمه...
الرجل: صراحة حتى أنا لم أكن أتوقع إنه سيتقبلنا ويرجعنا إلى العمل معه مرة ثانية بهذه البساطة...
المرأة: نعم لقد عاملنا بطيب قلب..
يجلس الرجل على جهة السرير اليمنى بينما تذهب زوجته إلى الجهة اليسار لتضع حقيبة يدها على رف المرآة الخشبي..
الرجل ( وهو يتابع زوجته ): يعاملنا بحب ( يكمل حديثه بلهجة مقصودة ) ويعرف كيف يتعامل مع أحبته..
المرأة ( وهي تجلس على جهة السرير الأخرى مقابلة لزوجها ): أممم فهمت..
الرجل ( يسحب الوشاح الأزرق ) كنتِ جميلة هذا المساء..
المرأة (بعتب يمازجه الغنج): جميلة ؟! واضح جدا..والدليل إنك لم تكتب لأجلي حرفا واحدا من الشعر منذ ..أمممم..منذ لا أعرف متى..( تكمل بلهجة ماكرة ) للزهرة ذبول واحد يا رجل ...
( يضحك الرجل... )
المرأة ( وهي تسحب طرف الوشاح الأزرق الذي يمسك زوجها بطرفه الآخر ): أسمعني ...أسمعني آخر ما كتبته لي من شعر..
الرجل ( مبتسما ) شعر؟! لا يزال هناك شاعرا على قيد الشعر؟ّ!..
( يضحك.. )
المرأة ( وهي تضرب ذراع زوجها بكفها ): تكلم ..تكلم..
الرجل( مبتسما ): تصرين إذن ؟!
المرأة: نعم أصر..
الرجل ( بلهجة ماكرة ): وتتحملين النتائج..؟!
المرأة ( تضربه مرة أخرى ): تكلم...
الرجل ( يقلد طريقة عمر درويش بالإلقاء ويلفظ الجيم كما يلفظها درويش ):
هي لا تحبك..
أنت يعجبها مجازك..
أنت شاعرها, وهذا كل ما في الأمر...
المرأة ( بدلال ): عدنا إلى شكوكك وحماقة ترهاتك إذن..( تعاود إلحاحها وهي تمثل بكاء الأطفال وإلحاحهم ) هئ هئ تكلم..دعك مما قاله درويش هذا العجوز الخرف..أريد أن أسمع ما تقوله أنت..شعرك أنت
يبتسم الرجل ثم يلقي بإلقائه الخاص, بأجمل ما تتقنه الذكورة من إغراء..
ينسكب الليل...
بحارا تكتمُ أنفاس البدر القدسي ككف خطيئة..
لينزَّل في إقصاء النور لتيه الغربة لوح !
(تميل المرأة رأسها ويضع الرجل أصبعه على جبهتها ويسحبه إلى الأسفل وكأنه يشطرها إلى نصفين بينما يكمل شعره)
فتلوح بأعلى الثوب الليلي جبال الثلج..
ويرفرف – في أعلى القمة – لهب الغفران..
و شبق البوح...
المرأة ( وهي تصفع زوجها بدلال ): وقح..
( يضحك الرجل.. )
المرأة: ارتجلته ارتجالا ها..( تكمل بغنج ) ثم أفهم أنك تحاول إغرائي...(تبتسم)
يدير الرجل الوشاح الأزرق حول عنق زوجته بينما يسحبها إليه
• موسيقى ( المقدمة الموسيقية لأغنية " يا أنا يا أنا " للسيدة فيروز )
يُسدل ستار المسرح خلال ثواني المقدمة الموسيقية الثلاثين ( بطبقته الخارجية ذات الأوراق الصفراء أولا ثم يقف لتكمل طبقة الستار الداخلية " خلفية سوداء مطرزة بأوراق خضراء كبيرة " )
تمت







#بقلم_علاء_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم علاء سالم - هامش الحب....مسرحية