|
سقوط الامم(2) كتابية الفكر وأممية الرسم
عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 15:00
المحور:
المجتمع المدني
إن اى امة سجلت فى عصور التاريخ علامة من خلال ما خلفته وراءها من أثار . فأما الأثار المادية فهى تفنى بفناء الزمن أما الاثار الفكرية التى نقلت عن طريق الكتابة فهى خالدة خلود الزمان إذ أن هذه الأفكار تتناقلها الاجيال تلو الأجيال مع تطور المجتمعات هذا التطور الذى يحدث نتيجة النشأة الأولى فهو مزيج من الآمال والطموحات وهو صيرورة الضرورة الزمنية فتظل ركن ركين فى دائرة الفكر الإنسانى . والسؤال ؟ متى تنتقل الأمه من الرتابه الأممية إلى التطورية الكتابية ؟فالرتابة الأممية مرتبطة بالطوبائية الدوغمائية التى تتعامل مع النصوص التأسيسية على طريقة هذا ما وجدنا عليه آباءنا . وطريقة الإلفية هذه تحول المجتمع من مجتمع مبدع ومبتكر يستطيع أن يتعامل مع مشكلاته بمنهجية تقفز فوق حدود الزمان والمكان من خلال تطويع الإمكانات إلى مجتمع ألفا بائى يعتمد فى مناظراته على إلفية النص دون تحليله وتفكيكه ونقده للحصول على أفكار جديدة . إن أممية الرسم تتمثل فى الوقوف على النص وتحميله معانى لايحتملها وهذه المعانى ليست هى النص بل هى محاولة للإبتعاد والإلتفاف على النص وقد تصل هذه المعانى إلى حد التدليس والتزييف ثم ما يلبث هذا التزييف والتدليس لإلا أن يحجعل من نفسه نصا أعلا من النص من خلال إخضاعه على مدى طويل إلى مقدس وتقديس حتى يصبح المعنى المأول نصا بديلا على النص التأسيسى وإن كانت هذه المعانى اجتهادات عنه . هذا فى مجتمع أممى يتعامل مع نصوصه التاسيسية بطريقه يفكك فيها الوقائع من أرضها وزمانها لينقلها مفصولة عن واقعها التاريخى . أما المجتمع الكتابى فهو مجتمع يتعامل مع المعانى بلا أسطرة أو أدلجة حتى لا يتم الإلتباس بين ماهو مقدس وما هو اجتهاد وذالك كون تللك المعانى ليست هى النص الأول التأسيسى بل هى اجتهادات مرتبطة بواقعها ولها مدلولاتها المتأولة بديلا عن النص التاسيسى الأول لها كيانها الثقافى والأيدلوجى والإجتماعى مرتبطة بمشكلات عصرها مرتبطة بها ولذالك يقومون بتحليله وتفكيكه من خلال الإستنباط والإستقراء والنقد للوصول إلى فكرة جديدة وبذالك تصبح الأفكار الجديدة هى المسيطرة والسائدة فى وقتها لإرتباطها أكثر بحل المشكلات المعاصرة لها فهى جزء من الواقع وليست مفصولة عنه ثم لاجعل منها صورة أسطورية تجابه الواقع وتفرض آلياتها العتيدة على تطور الزمان والمكان والإمكانيات . إن مبدا التجريب لهو مبدأ مهم فى حياة المجتمعات ينشأ نوعا من من التنوع فى نسق المماكنات والمستوضعات التى تستخدم كبديل للواقع يتم من خلاله إخفاء ما يعترض الواقع من مشكلات وسردها فى شكل تخيلى لايمت للواقع بأيمى صلة . إن عدم القدرة على محاولة التجريب ومعارضته لهو أسمى دليل على تخلف المجتمع لأنه يفرض من خلال رفضه مثلا غير واقعيه . إن عملية الرفض هذه تمثل لتشكل عقبه أمام المجتمع لكى يتحرر من مفاهيمه الخاطئه حول ثقافته . لأن كل مجتمع فى أطار زمنى معين له ثقافته الخاصة . فالثقافة عبارة عن تراكمات إرثية تطويرية تطورية فهى لاتقف عند مقياس خاص بها فهى قابلة للتعديل والتحوير والتخليق . إن المجتمعات الأمميه تمشى على نسق القانون عدم احترام القانون لأن القانون عندهم قولبوه فى شكل معين وحين يتعارض مع مصالحهم فإن القانون يسقط وتبقى السيادة والتسلط هو سمة الحكم والتشريع إن هذه المجتمعات تتعامل بإسلوب فريد من اساليب الرفض وهو قبول القانون كأمر واقع ثم الدوران والإلتفاف عليه لأنهم قد حكموا بنقصانه من قبل تجربته والإلتزام به ثم إنهم فرضوا مثلا ليست موجودة على أرض الواقع كبديلا له يستحيل تطبيقه . إن هذا التخفى الواضح إنما هو هروب من تبعية القانون الذى هو نوع من فرض السلطة والرقابة الصارمة . أما المجتمع الكتابى فهو يمشى على نسق القانون تأطير القانون وبذالك يسمح بهامش كبير جدا من الحرية التى تسمح بالمناقشات والمناظرات والبللورة والمحورة وبناء النقد الفعال .
أما المجتمعات الأممية تحدد ملابسات غير محددة بل مشوشة تتاثر بالفعل لتتحول إلى رد فعل غير مدروس يؤدى فى النهاية إلى سقوط الأمة ويتعامل مع كل فكر وكل إبداع على أنه كفر فتقتل وتحارب الأفكار والإبداعات على أنها ابتداعات يؤدى ذالك فى النهاية إلى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة ليتحول من مجتمع حضارى إلى مجتمع متدين (بمعنى المدنية )ومن مجتمع مفكر إلى مجتمع مكفر ومن مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك وهذا الإستهلاك الشرس والذى يعبر عن شراهة وشهية مفتوحة تؤدى إلى ظهور الثغرات التى تنفذ منها المشكلات الإجتماعية والمادية والبيئية ثم تتفاقم لتؤدى إلى كارثة السقوط .
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوات منطقية(3)
-
خدعوك فقالوا سلفية !(1)
-
خطوات منطقية(2)
-
وانتصرت ثقافة القطيع
-
الإنتكاسة
-
تعديلات ام ترقيعات
-
خطوات منطقية(1)
-
إحذروا من الثورة المضادة ياشباب مصر
-
حقاإنها ثورة ليست من اجل الثروة
-
مرجعية الضمير
-
بين الظاهر والباطن عوالم أخرى
-
الله يتجسد(1)
-
سقوط الامم(1)
-
الدهماء
-
وعاظ جلادون
المزيد.....
-
مبعوث الأمم المتحدة يدعو لتجنّب سفك الدماء في سوريا
-
لماذا لا تمنح معظم الدول العربية جنسيتها للاجئين؟
-
الجيش الإسرائيلي: نساعد حاليا في صد هجوم مسلحين على موقع للأ
...
-
وسط جحيم الإبادة: نعمة وجنينها في معركة من أجل البقاء
-
شهيد شمال القدس واعتقالات في الضفة واعتداءات مستوطنين
-
المتحدث الوطني باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان لـ«الش
...
-
أوضاع إنسانية كارثية مع تصاعد أزمة الجوع في جميع مناطق قطاع
...
-
عراقجي: ممثل الامين العام للأمم المتحدة بيدرسون انضم للاجتما
...
-
لافروف: اكدنا ضرورة تنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن الازمة ا
...
-
هل تغلق الأونروا أبوابها في غزة؟
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|