أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كوردة أمين - تطبيع الأوضاع والانتخابات في كركوك















المزيد.....

تطبيع الأوضاع والانتخابات في كركوك


كوردة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 12:08
المحور: القضية الكردية
    


كانت ومازالت قضية كركوك تشكل نقطة ساخنة في القضية الكوردية , بل ومن أكثر المواضيع خطورة وتعقيدا في الشأن العراقي عموما , وكانت دائما من أهم محاور الحوار بين القيادة الكوردية والنظام البعثي المقبور عبر كل المفاوضات التي جرت سابقا لحل القضية الكوردية حلا عادلا وسلميا , ويعتبرها الكثيرون الآن بمثابة عقدة السلام في كوردستان , والقنبلة الموقوته المعرضة للانفجار في أية لحظة , وذلك جراء السياسات الاجرامية المتعمدة والمخططة التي ارتكبها النظام البعثصدامي البائد على مدى أكثر من ثلاث عقود , وما زالت المدينة تعاني من مخلفات وآثار هذه السياسات الهوجاء المتمثلة بالجرائم المرتكبة بحق سكان المدينة الأصليين من الكورد والقوميات الآخرى المتعايشة فيها منذ أقدم السنين .

ومن أخطر هذه الجرائم التي وقعت في كركوك جريمة التعريب وفرض الهوية العربية عليها بالقوة وما رافقها من طرد وترحيل للكورد بالدرجة الاولى ولغيرهم من سكانها الأصليين ثانيا , ومصادرة ممتلكاتهم , واستقدام العوائل العربية من وسط وجنوب العراق ليحلوا محلهم وترغيبهم بمختلف الوسائل واغداق الأموال والامتيازات عليهم , وفرض قانون تصحيح القومية سيء الصيت على الكورد وباقي القوميات من غير العرب فيها , اضافة الى تغيير الحدود الادارية لها وفصل وتفكيك الوحدات والتشكيلات الادارية التابعة لها , كجزء من سياسة هذا النظام العدوانية الشوفينية في طمس الهوية القومية التأريخية لهذه المدينة الكوردستانية , وتغيير معالمها الديموغرافية .

وعلى الرغم من مرور أكثر من عام ونصف على سقوط النظام الدكتاتوري في عملية تحرير العراق , ورغم مرور حوالي تسعة أشهر على صدور قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية والذي نص في المادة (58 ) منه على تطبيع الاوضاع في مدينة كركوك باعادة المرحلين وضحايا الصهر القومي من الكورد والتركمان واعادة الامور لما قبل عام 1968 وازالة كل اثار جرائم النظام السابق , الا أن الاوضاع في هذه المدينة الكوردستانية ما تزال تراوح في مكانها ودون أي حل أو تحسن ملموس , بل وانها تنذر بخطر كبير وشر مستطير جراء سيطرة قوى الظلام والارهاب عليها والتي تتمثل في تحالف جواسيس الجبهة التركمانية مع بقايا فلول واعوان النظام البعثي الساقط والأصوليين الارهابيين وشقاوات مقتدى الصدر ... هذا التحالف الأجرامي كان وما زال ينشر فسادا وتدميرا في المدينة و يسبب تهديدا وقتلا واختطافا واغتصابا للسكان الآمنين فيها .

كما ومازالت أوضاع المرحلين الكورد تنتظر الحل الموعود ، ولم تتم اعادة سوى اعداد قليلة منهم الى أماكنهم , وما زال الكثير منهم يقيمون في المعسكرات البائسة المعدة لهم , ويفترشون الملاعب والأبنية المهجورة في أطراف المدينة تحت رحمة الطبيعة والأجواء القاسية ، ويعيشون في خوف وقلق دائم من التهديدات المستمرة لهم بالطرد من هذه الأماكن من قبل العصابات المسلحة التابعة لقوى الشر المتحالفة تلك .

وليس بخاف على أحد في أن لبعض الأطراف الاقليمية وعلى رأسها تركيا دور ملحوظ في تأجيج الصراعات العرقية والنزاعات المسلحة في مدينة كركوك بالذات , وذلك طمعا في نفط هذه المدينة أولا ومحاولة منها لوضع العراقيل في اعادة المدينة الى حضن أمها الحقيقية كوردستان , وضمن الحدود الجغرافية والتأريخية للأقليم , خشية منها – أي تركيا - أن يؤدي ذلك الى ان تقع الثروة النفطية في كركوك بيد الكورد وبالتالي الى اعطائهم دفعة اقتصادية كبيرة تمكنهم من اقامة دولة كوردية مستقلة لهم , وهذا ما يشكل خطرا محدقا بأمنها القومي واثارة للروح القومية للكورد في كوردستان تركيا أي كوردستان الشمالية . أضف الى ذلك الحقد الطوراني والنظرة الاستعلائية والفوقية المعروفة لتركيا تجاه الشعوب الأخرى التي كانت من ضمن ممتلكاتها ومنها الشعب الكوردي .

وهذه الاسباب تدفع تركيا الى اطلاق يد عملائها وجواسيسها في الجبهة التركمانية والمتحالفين معها في اشاعة الفوضى في كركوك , واطلاق الاشاعات المغرضة وتلفيق الاخبار الكاذبة بحق الكورد بقصد تأليب العرب عامة والعراقيين خاصة ضدهم . وقد نجحوا اعلاميا باعطاء صورة مغايرة للواقع من خلال نشر الاخبار التي تتحدث عن وجود الاسرائيليين في ( شمال العراق ) ، أو عن عمليات تكريد يقوم بها الكورد للمدينة بجلبهم لآلاف العوائل الكوردية غير العراقية من خارج الحدود , أي من ايران وسوريا وتوطينها في كركوك .

وصرنا نسمع بين الحين والآخر تهديدات على لسان مسؤولين اتراك بانهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ازاء مايحصل من تجاوزات كوردية مزعومة في كركوك والتي تصل الى حد القيام بتطهير عرقي ضد التركمان والعرب فيها !! وغير ذلك من الافتراءات التي يكتشف زيفها بسهولة كل من يدخل المدينة .

وقد نشرت مؤخرا بعض الصحف التركية أخبارا تتحدث عن نية تركيا في أرسال عشرين ألف مقاتل للسيطرة على كركوك , وان هذه العملية لن تستغرق أكثر من 18 ساعة ... الخ . كما ارتفعت بعض الاصوات النشاز من الجبهة التركمانية تطالب بتدويل قضية كركوك وذلك لاعطاء الذريعة لتركيا للتدخل العسكري في المدينة , متوهمة – أي الجبهة التركمانية – بأن ذلك سيحقق لها حلمها المريض ببسط نفوذها على هذه المدينة . ووصلت الأحقاد العنصرية لهذه الجبهة ضد الكورد ومحاربة حقوقهم المشروعة في مدينة كركوك الى حد اختيار طريق الخيانة ضد بني قومهم التركمان من خلال الدعوة الى عدم عودة المرحلين الى كركوك ... ليس فقط الكورد بل وحتى التركمان !! وعدم اعادة المستقدمين العرب الى مواطنهم الاصلية ... فهل هناك أكثر من هذه المواقف الغريبة خيانة للتركمان ؟؟

في ظل كل هذه التداعيات والتعقيدات في مدينة كركوك يحق لنا أن نتساءل هل يصح ان تجري الانتخابات فيها وفي الموعد المحدد مع بقية المدن العراقية التي ينعدم فيها هي الأخرى الأمن والاستقرار ( عدا اقليم كوردستان ) ؟

من الناحية القانونية لا يجوز اجراء الانتخابات في مدينة كركوك قبل تطبيع الأوضاع فيها , ولا يكون ذلك إلا باعادة المرحلين والنازحين الكورد والتركمان والقوميات الأخرى ممن هجرهم النظام السابق الى كركوك أولا , واعادة المدن والقصبات التابعة لها الى سابق عهدها وارجاع العرب المستقدمين الى أماكنهم الأصلية , وتعويض المتضررين عما أصابهم من ظلم وحيف وخسائر ، ومن ثم اجراء احصاء سكاني نزيه في عموم المدينة , وعند ذلك تجري الانتخابات وفقا لما جاء في قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي يعتبر بمثابة الدستور الموقت للبلاد .

وحيث أن هذه الخطوات لم تحصل حتى الآن رغم مرور هذه المدة , فأن أية انتخابات اذا ما تمت ستكون غير قانونية وباطلة .

إن مدينة كركوك هي مدينة كوردستانية تأريخيا وقانونيا ولا يحق لأي كوردي أن يساوم على كوردستانيتها , ورغم كل التجاوزات والمآسي التي شهدتها على يد الأنظمة السابقة وبخاصة نظام البعث , فأنها ستبقى مدينة التآخي والتآلف بين كل القوميات التي عاشت على أرضها منذ القدم بسلام وأمان .

وحل مشكلة كركوك يجب أن يكون حلا داخليا وعراقيا صرفا , وأن لا يسمح بأي تدخل خارجي وأقليمي بشأنها , لأن أي تدخل من هذا النوع سيزيد الأوضاع سوءا ويعرقل الحل السلمي المنشود , ويؤجج الصراع العرقي الذي سيؤثر على السلم والأمن والاستقرار , ليس في العراق فحسب وانما في المنطقة برمتها .



#كوردة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجب واستنكار لافتراءات المسفر
- رسالة تعزية ومواساة الى الأمة الكوردية وشجب واستنكار للجريمة ...
- الشعب الكوردي وحقوقه المؤجلة
- الثوابت الأساسية لحقوق الشعب الكوردي - الفدرالية... والحقوق ...
- لمحة عن الصفات المتميزة في شخصية الانسان الكوردي
- ألف مبروك للعراقيين وأخيراً سُحقت رأس الافعى
- ضرورة الاسراع بتوحيد الادارتين الكورديتين وازالة آثار التعري ...
- هموم الانسان الكوردي ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق
- هل نحن فعلا بحاجة الى هؤلاء الوحوش لحفظ الأمن في العراق وإعم ...
- لا مكان للقوات التركية في كوردستان ولا على أي جزء من أرض الع ...
- هل أنصف الاعلام العربي القضية الكوردية ؟
- رسالة مفتوحة
- اليوم ذكرى أم الجرائم - بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على جريمة ...
- حقائق تتحدث
- القضية الكوردية والفيدرالية في قرارات مؤتمر لندن للمعارضة ال ...
- تهنئة بمناسبة مرور عام على اصدار موقع الحوار المتمدن
- كركوك رحلة في ذاكرة التاريخ
- ليست الجبال وحدها اصدقاء للكورد
- سياسة التعريب ضد الكورد جريمة دولية لايمكن السكوت عليها
- توضيح الى الرأي العام العراقي


المزيد.....




- اليمين ومقص الرقيب.. هكذا تدهورت حرية الصحافة الإسرائيلية بع ...
- خبراء: نتنياهو يبحث عن فيتو أميركي جديد من خلال العودة لمفاو ...
- قصف خيام النازحين في رفح.. إسرائيل تكشف نتائج التحقيق الأولي ...
- ما وراء تبرير واشنطن قصف إسرائيل لمخيمات النازحين في رفح؟
- الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة بمخيم النازحين بمنطقة المواصي غرب ...
- مفوض أممي يدعو لمساعدة اللاجئين السوريين على العودة لبلادهم ...
- الاحتلال يفرج عن أسيرة من الخليل بعد 6 شهور من الاعتقال الإد ...
- شاهد.. مجزرة إسرائيلية مروّعة تستهدف خيام النازحين بالمواصي ...
- صحيفة هآرتس: 33 معتقلا من غزة قتلوا في معسكرات الاعتقال الإس ...
- بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: نعتزم تقديم مشروع قرار ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كوردة أمين - تطبيع الأوضاع والانتخابات في كركوك