أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين يسني - تجديد سؤال : ما الفلسفة ؟ جواب : -لوك فيري-.















المزيد.....

تجديد سؤال : ما الفلسفة ؟ جواب : -لوك فيري-.


ياسين يسني

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 04:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تجديد سؤال : ما الفلسفة ؟ جواب : "لوك فيري".
يعتبر التنويريون الفرنسيون الجدد ردة فعل قوية أو انجاز القول محاولة لتجاوز فلاسفة الستينات، أي الفلاسفة الذين ارتبطت فلسفتهم الشكية (philosophie de soupçon) بأحداث 68 التي عرفتها فرنسا في القرن الماضي. لقد حملت فلسفة 68 في فرنسا على عاتقها مهمة الشك في كل أبعاده الفلسفية المتعددة، فهناك من كان ماركسيا و هناك من كان فوريديا و هناك من كان نتشويا. لقد أطرت الأجواء السياسية آنذاك الفكر الفلسفي في فرنسا و حددت له موضوعه في الشك و النقد الراديكاليين للإيديولوجيات و العقلانية ((le rationalisme و النزعة الإنسية ) l’humanisme).
مثلت الفلسفة الشكية الفرنسية ضربة قوية لفكر الأنوار و جعلت منه إيديولوجية أو بالأحرى إيديولوجية مشرعنة لسلطة قمعية و قاهرة بكل أشكال العنف الرمزي و الجسدي. لم تكن الأنوار بالنسبة لفلاسفة الشك الفرنسيين (نيوماركسيين و نيونتشاويين و نيوفرويديين) سوى قناع مزركش بأفكار الأنوار و الحداثة و العقلانية.
من خلال ما سبق، سيحاول فلاسفة جيل 98 أو ما ننعتهم اليوم بالتنويريين الفرنسيين الجدد أمثال:
Finkielkraut, André Compte-Sponville , Pascal Bruckner ; Marcel Gauchet,Luc Ferry تجاوز هذا النوع من التفكيك و النقد الراديكاليين التي كانت الأجواء السياسية و خاصة منها اليسارية واليسارية الراديكالية تغذيهما . نقذ وجب تجاوزه لأن الشروط السياسية و الاجتماعية التي أنتجته أصبحت في خبر كان. محاولة التنويريين الجدد في التجاوز ستكون من خلال نسج إرادة فكرية و فلسفية موحدة تمتح من أسس و مبادئ عصر الأنوار. إنها بتلخيص شديد و مركز إحياء لمناظرات فكرية منفتحة على الفضاء العمومي و قائمة على الأدلة و الحجج العقلانية، كما أنها أيضا فلسفة تنويرية جمهورية أي موجهة للعموم بلغة واضحة و بسيطة بعيدة عن التعقيد و التجريد المفرط. سيعمل التنويريون الفرنسيون الجدد على فك العزلة عن الفلسفة من خلال نقلها من مرتبة فلسفة نخبوية كما كانت عليه في الستينات مع فلاسفة الشك و النقد الراديكاليين أمثال الماركسيين الجدد و الفرويديين الجدد و النتشويين الجدد و كذا الهيديغريين الجدد، إلى مرتبة أخرى جديدة مرتبة فلسفة سهلة و مبسطة لغير المحترفين و المتخصصين.
من خلال ما سبق، يمكننا القول أن مشروع فلاسفة التسعينات و على رأسهم "لوك فيري" ، قائم بالأساس على محاولة فك العزلة عن الفلسفة (Désenclaver la philosophie) و دمقرطة الثقافة الفلسفية و الجعل منها فعلا تنويريا يمس الجمهور العام الغير متخصص في الفلسفة ، من خلال فتح مناظرات فلسفية داخل الفضاء العمومي (مقاهي فلسفية، برامج تلفزية و إذاعية و كذا إلكترونية.....إلخ
خلاصة القول، إن المشروع التنويري الفرنسي قائم بالأساس : من جهة ، على ربط الفلسفة بالتنوير كما كان الحال عليه في ألمانيا مع الفلاسفة الألمان و خاصة كانط و لم يكن عليه في فرنسا مع الفلاسفة الفرنسيين.
أما من جهة ثانية، فمشروع التنويريين الفرنسيين الجدد قائم على ضرورة تبسيط الفلسفة و تسهيل الولوج لها من خلال: أولا، لغة بسيطة و واضحة من السهل فهمها من طرف الجمهور الغير متخصص. ثم ثانيا، البحث عن قنوات و وسائل إعلامية لنشر الفكر الفلسفي ذو الطابع التنويري و تقريبه من الجمهور العام. و فيما يلي سنحاول التركيز على هذا الجانب من المشروع الفرنسي التنويري الجديد الهادف إلى دمقرطة الفكر الفلسفي و نزع طابعه النخبوي و فتحه على الفضاء العمومي. و سنعتمد في ذلك على مؤلف "لوك فيري" Apprendre à vivre " .
إن دمقرطة الفكر الفلسفي و نزع طابعه النخبوي و فتحه على الفضاء العمومي يستدعي بالضرورة إعادة تجديد سؤال ما هي الفلسفة. تجديد هذا السؤال لا يروم إلى إضافة أجوبة أخرى إلى أجوبة كثيرة و لا حصر لها، بل يهدف بالأساس إلى تجاوز الكثير من هذه الأجوبة الصعبة و المعقدة إذ لم نقل المنفرة من الفلسفة. إذن فتسهيل الولوج للفلسفة من طرف الجمهور الواسع الغير متخصص كهدف من بين أهم أهداف التنويريين الفرنسيين الجدد، يستدعي و بالضرورة تقديم أجوبة مبسطة و سهلة الفهم لسؤال ما هي الفلسفة.
و على هذا الأساس كان سؤال "ما هي الفلسفة؟" عنوان أول فصل من فصول مؤلف "لوك فيري" المعنون ب” Apprendre à vivre” و الذي بإمكاننا اعتباره محاولة ناجحة لتحبيب الفلسفة و تبسيطها لغير المتخصصين و كذا الجيل الناشئ. لقد حقق هذا المؤلف مبيعات كبيرة لأنه قدم الفلسفة في حلة جديدة كمذهب للخلاص و كتصوف لائكي "Spiritualité Laïque" و ليس فقط كمجرد تفكير نقذي و مجموعة من المفاهيم المجردة. لقد كان هذا المؤلف موجها للجميع و في متناول الجميع، نظرا لبساطة لغته كما أن الطريقة التي اعتمدها "لوك فيري" في سرد تاريخ الفلسفة كانت متسلسلة، حيث كان هناك خيط ناظم يربط بين كل اللحظات التاريخية الفلسفية الكبرى مع استحضار أمثلة لتبسيط الفهم.
التعليم الحالي للفلسفة:
يرى "لوك فيري" أن التعليم الحالي للفلسفة في فرنسا قائم بالأساس على تدريس مجموعة من المفاهيم الفلسفية الكبرى كالحرية و العدل و الجمال و العلم و النظرية و الحق...إلخ ، و عند امتحان البكالوريا يطلب من التلاميذ تحرير نص "فلسفي" موضوعه إحدى هذه المفاهيم الكبرى. كما يطلب عند التحرير اعتماد روح نقدية و حجاجية. إن هذا النشاط بالنسبة ل "لوك فيري" ضروري من أجل تكوين مواطن المستقبل و لكنه لا علاقة له بالفلسفة و التفكير الفلسفي الأصيل .
إن إعمال العقل و التسلح بالروح النقدية و الأدلة و الحجج نشاط ضروري و لا أحد يمكنه التشكيك في ذلك، إلا أنها ليست بالنشاطات الخاصة بالفلسفة أو مميزة لها عن باقي العلوم،بل إنها نشاطات عقلية حاضرة في باقي العلوم و المجالات الفكرية و السياسية و الإعلامية و الأكثر من ذلك فحتى العامي قادر على الانتقاد و إعمال العقل و التحاجج. كما أنه لا يمكننا الجزم بأن الفيلسوف يفوق هؤلاء الناس فيما يخص النقد و إعمال العقل و التحاجج.
إن الإشكال بالنسبة ل "لوك فيري"، حاصل على مستوى جهل مجموعة من أساتذة الفلسفة الفرنسيين و غير الفرنسيين، أن البرامج التعليمية-الفلسفية الفرنسية، ليست في الأصل سوى إرث مسيحي. إنها نتيجة تاريخية لتفوق الدين المسيحي على الفلسفة اليونانية . فإطلالة متأنية على تاريخ الفكر الفلسفي ستؤكد لنا هذه الفكرة. ففي ربيع الفلسفة اليونانية أي في القرن الرابع قبل الميلاد كانت هناك مجموعة من المدارس اليونانية، كالمدارس الرواقية، التي كانت غايتها من خلال تعليم الفلسفة سعادة الناس و كان شعارها آنذاك "التعلم من أجل عيش أفضل"، و ليس التعلم من أجل تحرير نص فلسفي. لكن الفكر المسيحي إبان نهاية الإمبراطورية الرومانية سيتفوق على الفلسفة اليونانية، هذه الأخيرة ستجد نفسها محرومة من الخوض في مجموعة من المواضيع الإنسانية المصيرية كالسعادة و الموت و الخلاص التي أضحت تحتكرها فكريا السلطة العلمية-الدينية. و بهذا ستصبح الفلسفة نشاطا سكولائيا ، علم مدرسي هدفه الوحيد تحليل و مقاربة مجموعة من المفاهيم الفلسفية. و في سنة 1800 عندما أضحت الأفكار اللبرالية تفرض نفسها على الساحة الفكرية و السياسية (مع ارهاسات الثورة الفرنسية و بروز طبقة الفلاسفة) سيتم إضافة القليل من التحليل النقدي على تحليل المفاهيم الفلسفية و ذلك من أجل تمكين المواطن الفرنسي من النقد و المقارنة و التحليل و الحجاج عند ممارسة الفعل السياسي. و بهذا يمكننا القول أن البرنامج التعليمي-الفلسفي-الفرنسي كاثوليكي-ليبرالي أي أنه تحليل سكولائي للمفاهيم مع قليل من التحليل النقدي .
على أساس ما سبق يقترح "لوك فيري" تدريس الفلسفة بطريقة منهجية و ذكية و منطقية بعيد كل البعد عن التحرير و سرد النظريات و تحليل المفاهيم الفلسفية و النقد الضعيف كغايات فلسفية قصوى خاصة بالنسبة لتلاميذ المستوى الثانوي. إن تحبيب و تبسيط الفلسفة لهؤلاء التلاميذ و غيرهم من الجمهور الغير متخصص يستدعي و بالضرورة بالنسبة ل "لوك فيري" تدريس الفلسفة من خلال تاريخ النظرات، وليس النظريات، الفلسفية الكبرى للعالم بقطائعه و توتراته. هذه الطريقة الممنهجة ستعطيهم نظرة حقيقية عن الفلسفة و ستجعل منها نشاطا فكريا ممتعا .
خلاصة القول إن الفلسفة كتنوير فكري و أخلاقي و جمالي ليست فقط انغماسا في تحليل المفاهيم الفلسفية الكبرى و المجردة.بل هي أيضا "نشاطات حكمة" غايتها سعادة الإنسان.
بعد هذا التمهيد المهم الذي سيساعدنا لا محال في فهم المشروع "الفيري" المتركز حول إعادة تجديد جواب ما هي الفلسفة. يمكننا طرح السؤال التالي: ما هو التحديد الجديد و الفريد الذي يقترحه علينا "لوك فيري" في مولفه Apprendre à vivre " ؟
تجديد سؤال ما هي الفلسفة.
إن سؤال ما هي الفلسفة، هو من الأسئلة المحيرة و الصعب الجواب عنها بسهولة. فمعظم الفلاسفة اليوم يحاولون تحيين أجوبة هذا السؤال و قد جعلوا منه موضوعا للنقاش و البحث. إلا أنهم حسب تعبير "لوك فيري" لم ينجحوا في الوصول إلى تحديد مفاهيمي موحد و متفق عليه. كما يرى "لوك فيري" أن مجموعة من التحديدات المفاهيمية للفلسفة لم ترق إلى ما هو فلسفي-محض و أصيل. و يمكننا مع “لوك فيري” إجمال هذه التحديدات في اعتبار الفلسفة : كتكوين الروح نقدية ميزتها الإستقلالية و كمنهج صارم في التفكير و كفن للتفكير المتجذر في الدهشة و التساؤل. كما سبق و أشرنا، فالتفكير النقدي حاضر في مجموعة من الميادين العلمية كالسياسة و الرياضيات و البيولوجيا... أي أنه حاضر في مجالات و ميادين لافلسفية. و بهذا يرى "لوك فيري" أنه من بين المغالطات التي يتخبط فيها اليوم الفكر الفلسفي هو تلخيص مفهوم الفلسفة في مجرد تفكير نقدي-حجاجي .
لذا ، يجب اليوم ، حسب "لوك فيري"، توجيه جواب ما هي الفلسفة، نحو ما يميزها عن باقي العلوم الأخرى، أي كعلم أضحى يهتم بالمواضع المصيرية للإنسان ، خاصة بعد استقلاله عن باقي العلوم. و لعل الموضوع المصيري الذي يؤرق إنسان القرن الواحد و العشرين، و خاصة في المجتمعات اللائكية التي فقد فيها الدين قيمته كموضوع إيمان و أمال، هو الموت.
إن الكائن الإنساني و بخلاف باقي "الكائنات الخارقة" هو كائن فان سيموت في يوم من الأيام وبخلاف الحيوانات هو يعي هذا المصير. و كما يقول الفلاسفة هو كائن منته محدود في الزمان و المكان. كما أنه و بخلاف الحيوانات و النباتات هو الكائن الوحيد الذي يعي بمحدوديته الزمكانية. إنه يعلم أنه سيموت و أن الأفراد الذين يحبهم سيفقدهم في يوم من الأيام إما بموتهم أو بموته. إن الإنسان غير قادر على تجاهل هاته الحقيقة كما أنه غير قادر على تجاهل هذه المسألة المحيرة و المؤرقة. و بالطبع و من أجل تجاوز هذا الشعور المؤرق سيتجه الإنسان نحو مجموعة من الديانات التي تعده بالخلاص و تعده بطرق مختلفة بالحياة الأزلية و لقاء ما أحببناه (أشياء) و من أحببناهم (أقرباء) في عالم ما بعد الموت.
إن الخلاص المسيحي (و كذلك الإسلامي و اليهودي) خلاص يتأتى من خلال الحب و الإيمان. لكن الفوز بالحياة الأزلية الأخروية يضحي هنا ، من خلال الحب و الإيمان، مشقة و معاناة(الصلاة، الصيام ،قهر الجماعة...) و قتل للتفكير العقلي ( امن و لا تسأل).
من هنا ، و مما سبق، و مما سبق فقط ، يمكننا أن نفهم التحديد الذي سيقترحه علينا "لوك فيري" للفلسفة. أولا كتحديد مبسط و سهل و ثانيا كمتعة فكرية و كالتزام أخلاقي و كوسيلة ،تنويرية، من أجل العيش الأفضل و الأمثل من أجل حياة حرة سعيدة. إن الفلسفة أضحت مع "لوك فيري" خلاصا ذاتيا يتغلب فيه الإنسان على فكرة الموت بسلاح الحكمة و العقل المستنير.
الأبعاد الثلاث للفلسفة
إن الفلسفة La philosophie على المستوى اللفظي تعني حب ((philo الحكمة (sophia) . و من هنا يمكننا القول أن الحكمة تقتضي: أولا، إعمال العقل و التفكير المنطقي المستقل (البعد النظري). كما أنها تقتضي من جهة ثانية، وازعا أخلاقيا قائما بالأساس على الواجب و الالتزام و احترام الأخر (البعد الأخلاقي) و من جهة أخيرة فهي تقتضي ،بالطبع بعد تحقيق البعد النظري و الأخلاقي فنحن أمام سيرورة مترابطة أجواؤها أشد ترابط ، العيش بحكمة أي أنها دعوة للاستمتاع بالحياة كلحظة جميلة آنية لحظة غير مبالية بما كان (قهر الماضي) و بما سيكون (قهر المستقبل) . مما سبق يمكننا أن نستنتج كون الفلسفة حكمة فكرية و أخلاقية و جمالية. إنها متعة و خلاص ذاتي.
أما الآن و بعد هذا التحديد الأول، سننتقل للتحديد الثاني الساعي بالأساس تفصيل الأول و تبسيطه من خلال الأمثلة المبسطة.
إن مهمة الفلسفة الأولى أي البعد النظري تهدف إلى تكوين فكرة عن الملعب الذي نلعب فيه
(Notre terrain de jeu) و جمع الحد الأدنى من المعارف حول العالم الذي نعيش فيه كيف هو من حيث الشكل و التكوين؟ هل جميل أم قبيح؟هل هو غامض أو قابل للفهم؟ هل هو متناغم أم فوضوي؟ أهو نافع أم غير نافع؟ و على هذا الأساس فمن الضروري على الفلسفة االإنفتاح على العلوم الطبيعية التي تكشف لنا بنية الكون كالفيزياء ، الرياضيات، البيولوجيا...إلخ و كذلك العلوم التاريخية التي تنيرنا حول تاريخ العالم و الإنسان كما أن البحث عن المعرفة يقتضي بالأساس البحث عن المناهج الوضعية التي بإمكانها أن تحقق هذه المعارف، مثلا كيف بإمكاننا أن نعرف الأسباب الكامنة من وراء هذه الظاهرة؟ و ما هي حدود معرفتنا خاصة عندما يتعلق الأمر بالنومين ( الله،الروح....) .
و بهذا فسؤالي طبيعة الكون و واقع الإنسان و وسائل معرفتهما ، يمثلان أساس البعد النظري في الفلسفة.
إلى جانب الملعب الذي نلعب فيه أي بالإضافة للمعارف التي يمكننا تكوينها عن هذا العالم و تاريخه، يجب علينا الاهتمام أيضا بسكان هذا العالم أي مع من سنلعب. إننا لا نعيش فقط مع الآخرين بل إننا في حاجة ماسة لهم، بدءا بآبائنا الذين يلدوننا و يرعوننا. فكيف بإمكاننا أن نعيش مع الغير؟ و ما هي قوانين اللعب التي يجب نهجها؟ كيف بإمكاننا أن نسلك بطرق نافعة، كريمة، باختصار شديد، كيف بإمكاننا أن التصرف بشكل سديد في علاقاتنا مع الآخرين؟ إنه سؤال خاص بالبعد اللانظري في الفلسفة أي البعد العملي المتعلق بالمجال الأخلاقي .
و لكن لماذا بدل كل هاته المجهودات لفهم العالم و تاريخه؟ و لماذا بدل الجهد من أجل العيش في تناغم مع الآخرين؟ ما هي الغاية من كل هذه المجهودات؟ كل هذه الأسئلة تحيلنا على البعد الثالث في الفلسفة، أي المسألة المتعلقة بالخلاص أي بالحكمة . فإذا كانت الفلسفة حبا ((philo للحكمة ((Sophia فعليها أن تفسح ما أمكن الطريق للحكمة لتعبر عن نفسها. فأن تكون حكيما لا يعني أن تكون محبا أو باحثا عن ذلك، بل يعني ذلك أن تعيش بحكمة و بسعادة و حرية. و بهذا سيكون الإنسان قد قضى على فكرة الفناء التي تؤرقه.



#ياسين_يسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين يسني - تجديد سؤال : ما الفلسفة ؟ جواب : -لوك فيري-.