أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عمامي - تونس في مفترق الطرق














المزيد.....

تونس في مفترق الطرق


محمد عمامي

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك من يعتبر الثورة التونسية قد حققت أهدافها الرئيسية ولم يبق غير إرساء المؤسسات وتثبيت المكتسبات الديمقراطية واعادة الامن والسير الطبيعي للحياة اليومية الذي سيتحقق لا محالة بانتخاب مجلس تأسيسي يفرز شرعية جديدة تنهي حالة الفوضى (اقرأ الثورة).



شق آخر ينظر إلى المسألة من زاوية الكل أولا شيء، يعتبر الأمر لم يتجاوز الانتفاضة العفوية بدون أفق، انتفاضة لم ترق أصلا إلى مستوى الفعل الثوري الذي يتحدّد لديهم بضوابط وشروط مدوّنة في كتبهم المقدّسة.

فما حقيقة الحركة الاجتماعية والسياسية الجارية منذ عدة اشهر، إذن، لا فقط في تونس بل وفي المنطقة العربية ؟ وما هي آفاقها

المحتملة؟ وكيف نتجاوز حالة الفراغ الحالي وذفع المسار الثوري؟



إنّ ما يجري على الارض يتجاوز بكثير الانتفاضة باعتبارها ردّة فعل عفوية على وضع سائد لم يعد يطاق، ردة فعل محدودة في الامتداد الزمني والفعل الثوري والشعارات والمطالب التي ترفعها. ولئن غابت لحدّ الآن قوة سياسية منظمة ومخططة تساهم بأفكارها السياسية الثورية في تسليح التحركات الشعبية بشعارات وأهداف ثورية، وفي صياغة استراتيجيا واضحة وغير قابلة للاحتواء، فإن الشباب الثوري قد حدّد مع ذلك جملة من المطالب والاهداف كثفها في شعارات وأجبر الاحزاب والنقابات وفلول النظام السائد على أخذها بعين الاعتبار أثناء عملية الالتفاف التي يجهدون في فرضها على الشعب

.

إنّ شعارات مثل "الشعب يريد اسقاط النظام"، الشغل استحقاق يا عصابة السراق" و"شغل حرية كرامة وطنية" هي شعارات تكثف مطالب طبقية وديموقراطية لا غبار عليها. وتبقى، مع ذلك، شعارات قصوية وغير عملية إذا لم نحدّد أدوات تنفيذها من جهة وإجراءات ذلك التنفيذ من الجهة الأخرى. وهذا ما ابتدعته الجماهير الشعبية منذ الايام الأولى للمسار الثوري والذي تمثل في اللجان والروابط والمجالس الشعبية التي بدأت كلجان للدفاع الذاتي ضد قوات القمع وميليشيات الحزب الحاكم وتطورت لتشمل مهام أخرى للتسيير الذاتي من تموين وتنظيم للحياة اليومية في الاحياء والمدارس والقرى والمدن. وكثيرا ما تصدّت لمهام سلط بديلة فقامت بإجراءات ملموسة مثل طرد المسؤولين الفاسدين وفرض آخرين والمساهمة في التخطيط لقضايا تنموية جهوية ومحلية... وهي أشكال تنظيمية لم تمت بعد خاصّة ببعض الجهات وهي قادرة على التشكل بسرعة ما إن يستعيد المسار الثوري توهجه وتتحرر طاقة الجماهير فتخرج من حالة الانتظارية و تستردّ طاقتها على الفعل

.

إنّ الناظر إلى اللحظة الراهنة من لحظات الثورة لا يمكن إلا أن يسقط فريسة الإحباط والتسليم بالهزيمة. هزيمة الثورة لصالح قوى الالتفاف والاصلاحيين الذين يمضون إلى ترتيب البيت البرجوازي كي يصبح أكثر قدرة على تأطير المجتمع وإعادة بسط سيطرة الرأسماليين على موارد الشعب وخيراته وثمرة كدّحه. ويعتبر أفق المجلس التأسيسي على طريقة السبسي وهيئته العليا لحماية الثورة وترلللا... هو المسار الامثل لتنظيم الهزيمة. ولكن ومن حسن الحظ ليست الأمور على هذه البساطة ولا يمكن اختزال المسار الثوري في لحظة ما من لحظاته

.

إنّ التحول الجذري في مزاج الجماهير وتصميم الشباب على المضي بالثورة حتى تحقيق اهدافها يبدوان كبيرين. زد على ذلك المحيط الثوري الذي نعيشه هذه الفترة والذي يميل إلى تجاوز المنطقة العربية نحو العالم، كلها عوامل تجعل أبواب الامل في تواصل المسار الثوري، رغم الانتكاسات المؤقتة، أفقا ممكنا واقرب إلى الاحتمال من الرجوع إلى عهد الاستكانة

.

ولكن المسار الثوري ليس فقط امكانية موضوعية بله ايضا شروط ذاتية، يجب أن تتفاعل مع تلك الشروط حتى ينجح الشعب في التقدّم نحو أهدافه الثورية التحررية لا الوهمية أوالالتفافية. إذ أنّ المسار الثوري لا يتقدّم بصورة آلية نحو تلك الأهداف بل يمكن أن يؤدي، في حالات قصوى، إلى التراجع في مكتسبات قرون إذا ما اخطأ أفقه وانحرف بفعل قوى الردّه نحو أفق أصولي مأزقيّ

.

ونظرا لغياب قوّة/قوى سياسية ثورية تفكّر الثورة من داخلها وتساهم مع الثوريين في تنظيم، والفعل في التحركات وتقديم المقترحات الملائمة ورسم الاهداف الملموسة، ومن ثمّ بلورة السلط/السلطة البديلة، فإنّ المهمة الملحّة اليوم هي إبتداع هذه القوة. إنّ الثورة تحتاج اليوم قوة سياسية تنبثق من داخلها، تنتظم ذاتيا بشكل ديموقراطي ثوري، لا مركزي تتيح إطلاق الإبداع وحرية الحركة وتحمل المسؤولية والفعل الجماهيري على أوسع نطاق لمنتسبيها ولكل الفاعلين الثوريين بعيدا عن النماذج الحزبية المركزية التي تبدو يوما بعد يوم أشبه برعاة وأسباط، ملهمين ومريدين، دعاة وأتباع، على شاكلة الطوائف الدينية.



#محمد_عمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطالب الاجتماعية الملحة والمهام الثورية
- ليسقط جلاد الشعب لنستكمل مهام ثورتنا!
- اعتصام المصير: استقالة النقابيين لا يجب أن تستمر
- رسالة مفتوحة لأعضاء المؤتمر الوطني لحماية الثورة
- بعض الملاحظات السريعة على بيان جبهة 14 جانفي
- ليس هذا ما يحدث في اتحاد الشغل !
- المعارضة البرجوازية الليبرالية والديمقراطية


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عمامي - تونس في مفترق الطرق