أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا روت - لماذا تدعم أميركا الأخوان الآن؟















المزيد.....

لماذا تدعم أميركا الأخوان الآن؟


عصمت المنلا روت

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حروب ضروس شنتها أميركا على منظمات "الأخوان" في كل مكان في ال60عاماً الماضية،
نراها اليوم تدعمها وتحالفها في كل الدول العربية التي تتعرّض الآن بشراسة لغزوات الفوضى الهدّامة
التي لن تدع حجراً فوق حجر ضمن مشروعها لإعادة بناء شرق أوسط جديد بقيادة مُحْتلّي فلسطين
اليهود تحت الراية الأميركية..!
يبرزهنا السؤال المشروع: لماذا الآن غيّرَت أميركا موقفها من "الأخوان"؟.. وباتت تعتمد عليهم في تولّي
الحكم وإقامة الأنظمة الجديدة في بلدان الشرق الأوسط الجديد، الجاري تركيبه على قدم وساق في هذه
المرحلة، وبتركيز شديد على أن يكون الهدم وإعادة "الخلق" في أوسع نطاق، عمودياً وأفقياً، يُطاول
أرجاء الوطن العربي برمّته، في مساعي حثيثة لإزالة معالمه الحالية التي عرفناها وعرفها العالم أجمع،
وإفناء العرب كأمّة، ليُقال عنها بعد سنوات:"كانت هنا في أحد الأيام.. وانتهت كما من قبل أمم أخرى
كانت توالت في تاريخ هذه المنطقة".
إن الإجابة عن أسباب دعم أميركا للأخوان الآن، ستقودنا الى رزمة من أجوبة متعلّقة ببعض أهداف
الفوضى الهدّامة، وما ستؤول اليه أحوال البلاد والعباد في هذه المنطقة الفائقة الأهمية والحساسية
في الجغرافيا الكونية.. كما في الحضارة الإنسانية التي تميّز بلادنا وأمتنا عن باقي بلدان العالم
وشعوبها.
لكي نعرف لماذا انقلب الموقف الأميركي لمصلحة تعويم ودعم "الأخوان" الآن، واعتبارها إيّاهم
مطيّة سهلة في تحقيق المصالح الأميركية (ومصالح حلفاءها) بمنطقتنا.. لابد من إلقاء نظرة ولَوْ
مُتأخرة على العوامل والظروف التي أحاطت بولادة ونشأة تنظيم "الأخوان"، لنلمس أسباباً أكثرمن
عقائدية أولئك الشبّان والشابّات في الإندفاع للإلتحاق بالتنظيم..ولنلمس الرعاية أو الإختراق الإنجليزي
لهم واستخدام"الأخوان" مطيّة منذ التأسيس في عام 1926 كان واضحاً في تحقيق أغراض الإستعمار
الغربي في مواجهة إنتشار العقيدة الشيوعية في العالم الإسلامي والوطن العربي – تحديداً، بتوظيف
العقيدة الإسلامية لمقارعتها إيديولوجيّاً، بخاصة وأن انتشار الشيوعية كان قد بدأ يتسع قبل 9سنوات
استقطبت خلالها جماعات وجماهير لامحدودة العدد، وغيرمُحددة الجغرافيا في بلدان العالم، بخاصة في
المناطق الفقيرة كالبلادالعربية التي لم تكن نعمة النفط(أو نقمته) قد حلّت بعد،أو عمّ خيرها على أصحابه
وعلى الجوار الذي أمدّ بلدان النفط بالخيرات العلمية، وبالأيدي العاملة التي فاضت مداخيلها المادية
على عائلاتها في بلدانها الأصلية.
عندما صنع الإنجليز تنظيم "الأخوان" كسلاح عقائدي ديني، في مواجهة السلاح السوفياتي العقائدي
الشيوعي (وبالمناسبة، فقد صنع الإنجليز- أيضا – جامعة الدول العربية بعد حوالي عقديْن من الزمن
ليُوْهِموا العرب بإتحاد – سراب)..كان لابد من إحاطة الأخوان بهالة جاذبة شعبياً، تحمّل الإنجليز من
أجلها في مصر – تحديداً – التعرّض لبعض الهجمات المسلّحة ضد عسكرهم في منطقة القنال، قام بها
أفراد من الأخوان تحت مُسَمّى"الفدائيين"بهدف الحصول على أوسع تعاطف وتأييد جماهيري مصري،
ومعلوم، أن التكتيك غالباً مايخدم الإستراتيجية في سبيل الوصول الى الهدف، فإسرائيل ضحّت بجنود
ومدنيين في بعض الأحيان في سبيل أهداف كبرى قد لا يعرف بها الناس العاديون إلاّ بعد أن تتحقق تلك
الأهداف.
في مرحلة إعلان اليهود كيانهم عام 1948، كانت الولاءات الشعبية في مصرمنقسمة بالتساوي- تقريباً-
بين الأخوان وبين الشيوعيين، وقد اعْتبِر هذا إنجازاً في حينه للستراتيجية البريطانية التي كان أقصى
أهدافها في المنطقة في تلك المرحلة إيقاف المدّ الشيوعي، والصمود في وجه انتشاره بأضعف الأحوال.
الأميركان، بعد أن نصَروا أوروبا في الحرب العالمية الثانية..ورثوا المستعمرات البريطانية والفرنسية،
وغيرها، على امتداد العالم، ساعدهم في ذلك تنفيذ مشروع "مارشال" لإعادة بناء أوروبا، ما جعل الدور
الأوروبي ينحسرنحو الداخل، وقد أتاح ذلك بزوغ عصر أميركي كقطب مُواجه للقطب السوفياتي الناشط
عقائدياً في الساحات العالمية، حيث استقطبت الشيوعية ملايين المُوالين، ففي السودان – مثلاً – نهض
أكبروأهم حزب شيوعي في المنطقة، تلاه تراتبياً الحزب في مصر..ثم توالت التراتبية في درجات متباينة
بباقي الأقطار العربية.. من الجزائر التي كانت ثائرة ضد الإحتلال الفرنسي، الى العراق الذي كان ينعم
بشيء من الديموقراطية الحزبية ولَوْ تحت السيطرة البريطانية، الى سوريا المستقلّة حديثاً وكانت
ديموقراطيتها مثار إعجاب دول المنطقة كافة.
في مصر"الملكية" القابعة تحت إمرة المفوّض السامي الإنجليزي..على سبيل المثال ،كانت سيدة صحفية
جريئة اسمها فاطمة اليوسف، تصدر مجلة "روز اليوسف"، تصرخ في إفتتاحيتها بوجه الملك، فتكتب:
"لا ياجلالة الملك"،فيلجأ القصرالى إيقاف إصدارالمجلة لأسبوع واحد رغم استقوائه بالوجود البريطاني
على الأرض المصرية.. لكن السيدة فاطمة اليوسف لم تكن تأبه للعقاب، فتلجأ الى أستاذها محمد التابعي
لإصدارملحق من مجلته "آخرساعة" باسم "روزاليوسف"، وتواصل بذلك الصحفية الحرة إنتقاداتها لكل
القرارات الملكية التي لاتخدم الشعب، وتهاجم ممارسات الإحتلال البريطاني.. بعد عدة أعوام، وتحديدا
في 1954 كتب ابنها إحسان عبد القدوس مقالاً رئيسيا في المجلة مُوَجّه الى العسكر الذين قلبوا الحكم
الملكي في 1952 بعنوان:"..عودوا الى ثكناتكم"، فكان نصيب إحسان يوم صدور العدد "علقة" ساخنة
تورّمت بها قدماه وتركت آثاراً دامية في مناطق أخرى من جسمه..حرّمَ بعدها معاودة التعرض للعسكر
أو لحكومتهم بنقد، واتجه لكتابة الروايات العاطفية- فحسب.
في ظلال تلك الديموقراطية النسبية التي سمح بها جوّ تلك الحقبة.. نما تنظيم الأخوان وترعرع حتى اشتدّ
ساعده،ولمّا احتلت أميركا المنطقة بالواسطة،زارعة فيها أنظمة عسكرية إنقلابية،لم تكن واشنطن في حاجة
للإعتماد على تنظيم،أو حزب، إو فئة بعينها من الجمهور، طالما أنها نجحت في تنصيب حكام تابعين لها..
أنظمة بوليسية لاأحد يجرؤ التنفس في مواجهتها، قادرة على القيام بكافة المهمات التي تطلَبُ منها، بالقمع،
بالقتل والإضطهاد، لافرق عند الإدارات الأميركية المتعاقبة، والمناهضة للشيوعية أولاً، ودائما،
والمعادية لكل تنظيم عقائدي –ثانياً، وبالطبع، فإن الأخوان كتنظيم عقائدي، وديني بالأخص، كان أول
المُستهدَفين بالضرب والإستئصال في المنطقة، بكل ما أوتيت الأنظمة "الأميركية" من قوة.. رأينا ذلك في
مصر، وفي السودان (جرائم جعفر نميري)، وفي سوريا والأردن والعراق واليمن..الخ، وكان هناك افتراء
على الأخوان بالذات، تبريراً لصب جام غضب السلطات عليهم، وتحجيمهم تمهيداً لاستئصالهم، وعندما تم
هذا الإنجازالأميركي عَبْرَالأنظمة، توارى النشاط الأخواني تحت الأرض،فقد كانت الضربات التي أصابتهم
في مصرشديدة جداً، أطاحت برؤوس قيادات تاريخية في محاكمات عسكري صُوَرية قامت على إفتراءات،
وعلى إعترافات مزورة، انتزع معظمها تحت التعذيب، بخاصة في أعقاب تمثيلية محاولة إغتيال "رئيس
مجلس الثورة" في حادث المنشية 1954،ثم تتالت عمليات مكافحة الأخوان في السودان، حيث قاد النميري
حرب إبادة ضدهم، وكذلك فعل بالشيوعيين.. متخذا قدوة ممّا ارتكبه عسكر 23يوليو ضدهم من ممارسات.
الأخوان في سوريا طالهم ما طاول رفاقهم في مصر خلال فترة الوحدة بين 1958و1961، فنزلوا بدورهم
تحت الأرض.
هنا نتساءل: هل تبدلت أحوال الأخوان من التمسّك بالعقيدة التي كانت في أساس وجودهم كتنظيم..الى التحول لقشور العقيدة، التي تعتبرها أميركا إعتدالاً..؟ وما مدى صِحّة المعلومات المتداوَلَة الآن حول تعهد الأخوان بعدم التعرّض لإسرائيل مستقبلاً، والتخلّي عن الشأن الفلسطيني لأهله..كما تروّج بعض الأوساط والمصادرالمقرّبَة من أميركا..؟ وهل – حقاً – سوف تطَبّع الحكومات الإخوانية المفترَضة مع إسرائيل، وتتبادل معها التمثيل الدبلوماسي؟والى أي حد يَعتبرالأخوان أميركا راعية للكيان العبري..أم ان رعاية أميركا للأخوان تفقدهم بصيرة التمييزبين العدو والصديق،وتحوّل بوصلتهم 360درجة من معاداة يهود فلسطين الى معاداة فرْسْ إيران المتمثلين ب"الملالي"، وبالنظام العقائدي الديني القائم حالياً..؟
نصل الآن الى بيت القصيد، في هذه النقلة النوعية الأميركية للإمساك بورقة الأخوان كقوة شعبية على الأرض
يُراد لها الإمساك بدفة الحكم في عدة أقطار عربية على أنقاض أنظمة الحكم الحالية، تمهيدا لبدء تفجير حروب الحضارات، التي هي من أهم أهداف حروب الفوضى الهدّامة الضاربة نيرانها حتى الآن في أربع جهات الوطن
العربي..هذا الصدام بين الحضارات الذي يُؤسس له اليهود منذ ماقبل هجرتهم واحتلالهم فلسطين،هومشروع مُوَثق في أحد بنود البيان المُطَوّل الصادرعن المؤتمراليهودي الذي انعقد في بازل بسويسراعام 1897،وركّز على إثارة النعرات الطائفيةوالمذهبية في المنطقة مباشرة بعد تأسيس الكيان في فلسطين،وقد بُدِء في التنفيذ الفعلي على الأرض
لهذا المشروع بعد 30عاماً على قيام الكيان في1948 من خلال الدفع باتجاه تأسيس كيان ديني مماثل في عنصريته أقيم بنجاح في إيران بعد إسقاط الشاه وترحيله الى المنفى رغم كل الخدمات التي أدّاها لليهود والأميركان خلال حكمه.. لكن دوره قد انتهى، يوم تقرر الدور على قيام نظام "الملالي" الذي سرعان ما ارتكب إنشطاراً استراتيجياً عن الأمة الإسلامية لأول مرة في العصر الحديث،.. وبتنا جميعاً نسمع أطروحات شوفينية عنصرية مذهبية لم تكن تخطر في البال قبل عام 1979 وإسقاط الشاه وإقامة النظام الديني الذي أوصلنا الى مانحن فيه اليوم من تشظي مجتمعاتنا، وتفتت الأمة الى شعوب وقبائل وجماعات ومذاهب..لابد أن تتصادم في المستقبل، كما هو مُخطط لها..
وهذا مايجعل أميركا تدعم الآن تنظيمات الأخوان لتسلّم الحكم على الأنقاض التي ستخلّفها وراءهاالفوضى الهدّامة،
لتوظيفها في الواقع الذي تندفع اليه المنطقة،من إحتراب مع جيوش إيران ..وهذه النتيجة، تجيب على تساؤلات، بل على استغراب الكثيرين حول:كيف تسمح أميركا بسقوط رجالها وأنظمتها في المنطقة،بدءاً من التخلّي عن شاه إيران
لمصلحة هدف أكبر وأخطر يتمثل في إقامة نظام"الملالي" بأرضية عنصرية مذهبية، لم يكن الشاه مُؤهّلاً لتبنيها،
وصولاًالى إسقاط رجلهم حسني مبارك بعد استنفاذ كل المَهام التي كانت مُوْكَلَة اليه،لكنه لم يكن مُهَيّئاً للدورالعقائدي
الجديد الذي سيُناط أداءه بتنظيم الأخوان، تمهيداً لحرب الحضارات القادمة بخطى سريعة كما يبدو مشهدها حالياً من
خلال تسارع الأحداث المتفجّرة، الناشبة على الأخص في مصر واليمن وسوريا..! وبنشوب حرب الحضارات،
تحكِمُ إسرائيل السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، دون أن تخوض حرباً مباشرة، أو تستخدم جيوشها..
إنما تشبّهاً بالتكتيكات الأميركية في التلاعب بمصائر البلدان المحيطة بفلسطين، فتبطل المقولة اليهودية بأن كيانهم يشبه جزيرة يحيطها الأعداء من كل جانب.. بينما يتحول المسلمون والعرب الى العيش في كانتونات منفصلة متصارعة، تريدها إسرائيل متشابهة الى حد بعيد بأحياء اليهود المغلقة التي عاشوا فيها لمئات السنين، في معظم البلدان التي تواجدوا فيها.. وكما كان لهم "حارة يهود" في القاهرة مثلاً أو في دمشق وحلب وبيروت، وفي أمكنة أخرى، يسعون الآن لإقامة حارات لغيراليهود..كحارة للمسيحيين – مثلاً – وحارة للمسلمين، وحارة للمنشقين
أتباع إيران، وحارة للدروز، وحارة للأكراد..الى آخر ما هنالك من تفرّعات شعبية يسعى اليهود للثأر منها، كما
سبق لهم أن ثأروا من العراق (السبي البابلي – ونبوخذنصر) من خلال حروب دبليوبوش وحلفاؤه.
إن أنظمة الحكم التي تطمع واشنطن في إقامتها بقيادة أخوانية لمقاتلة إيران، ستكون – دون شك – صمّام الأمان والإستقرار والإزدهار لليهود بفلسطين لأكثرمن مئة عام ، فالمهمة التي ستلقى على عاتق جيوش البلدان التي قد
يحكمها الأخوان، هي مواجهة جيوش "الملالي" ومنعها من إجتياح دول الخليج العربية، ومنعها من الوصول الى مكة.. وهذه الفكرة ليست غائبة عن توجّه مجلس التعاون الخليجي حين لجأ الى خطة إستباقية، تقضي بدعوة كلاً
من المغرب والأردن الى الإنضمام لهذا المجلس، تعويضاً عن الديموغرافيا السكانية الضئيلة في دول الخليج، وإستعدادا مبكرا للمعركة الكبرى المُتوقعَة.. إذا ما ظلّت أحداث المنطقة سائرة في الإتجاه الذي حددته البوصلة
الصهيو-أميركية كما تبدو حالياً.. إنما على مجلس التعاون الخليجي، قبل ضمّ المغرب أو الأردن اليه..لابد من أن
يفصل من عضويته جواسيس"الموساد"وأصدقاءإيران في آن، حكام قطرالذين ينفذون المخطط المشؤوم، سواء في الفوضى الهدّامة، أو التداعيات البالغة الخطورة التي ستقود أمتنا الى الهاوية، فالحكمة تقتضي التخلص من
"حصان طروادة"القطري قبل اتخاذ مجلس التعاون أية خطوة إستباقية للآتي من المخاطروالمؤامرات، كذلك عدم الركون الى وزيرخارجية الإمارات الذي جنده حكام قطر منذ سنوات في مشروعهم الشيطاني الخادم لإسرائيل..!
وبعد تنظيف البيت الخليجي على النحو المُشار اليه، يمكن الإستعانة بالديموغرافيا المغربية والأردنية كي تتولّى
قوات هذين البلدين مهمة الدفاع عن دول الخليج في مواجهة نظام "الملالي" تحت شعار:"ياغيرة الدين"، بكل
ماتحمله المشاركة الأردنية (إذا حدثت) من سلبيات وإيجابيات، فقد يتخلص الأردن من فائض الأيدي العاطلة عن
العمل(أردنية وفلسطينية) من خلال عسكرتها وإرسالها الى الجبهةالخليجية بعشرات الآلاف،حيث يتم هنالك تجنيس
الفلسطينيين.. ولكن ذلك لن يكون بريئاً من خطة إسرائيل للمرحلة القادمة التي ستعمد فيها الى تهجير مئات الآلاف من فلسطينيي الداخل مُعظمهم نحو الأردن في "ترانسفير" جديد سيكون الأخطر، والأكثر شمولية واتساعاً من أي
"ترانسفير"سابق..وحتى يحين ذلك اليوم الأسود، سيكون مشروع "الوطن البديل" للفلسطينيين في الأردن قد وُضع
على نار حامية في أرض الواقع لجهة إسقاط النظام.. وهو المطلب الذي لم تعلنه – بعد – مُظاهرات المعارضة المُخترَقة، في حراكها الذي يأخذ منحى تصاعدياً أسبوعاً إثر أسبوع في كافة المناطق الأردنية..!
إن الرسالة اليهودية المنبثقة من الصدامات الحاصلة اليوم والمُتوقعَة، تقول للغرب بأن التعايش مستحيل مع عرب
فلسطين،وهذه الذريعةمن شأنها غسل عقول الرأي العام العالمي تمهيداً لتقبّل تحويل فلسطين الى كيان يهودي صافٍ
يجري تحضيره لاستيعاب عشرات الآلاف من اليهود الذين سيفدون منذ الآن، في هجرة جماعية جديدة الى الكيان
هاربين من أوطانهم الأصلية التي تضربها الفوضى الهدّامة.. وعلينا أن نتابع بدءاً من العام الحالي2011
وحتى نهاية العقد الحالي الإحصاءات التي ستعلن عدد اليهود الذين هاجروا من الدول العربيةوالإسلامية،وفي الوقت
عينه، أن نتابع إحصاء عدد الأشقاء المسيحيين الذين سيهاجرون الى الشتات بسبب حروب الفوضى الهدّامة التي تقصفنا على مدار الساعة لتحقيق أهداف اليهود في تعميم صدام الحضارات في المنطقة، وتحويل البلاد العربية والإسلامية الى ديموغرافيا صافية من غيرالمسلمين، على شاكلة الكيان اليهودي الصافي..وسيتبع ذلك بديهياً ترحيل
دول الغرب لمعظم الجاليات الإسلامية، سواء بالترغيب من خلال تعويضات مالية (سبق لعدة دول أوروبية العمل
بهذا الإجراء)، أو بالترهيب من خلال تصعيد العداء ضد المسلمين، وتعميمه، إنسياقاً مع مزاعم لصق الإرهاب بهم.
ملحوظة:لم أقصد من تناولي الأخوان في هذا التقريرأن أنال أحداً منهم بسوء، فكلّنا أشقاء وشركاء في مركب واحد، مايُصيب أحدنا يصيب الجميع، وإذا غرقت المركب سنغرق جميعا، أردت فقط قرع جرس إنذار..لكنه – من أسف - ليس مبكّر على أية حال، فالفأس قد وقعت في الرأس، وعلينا جميعاً أن نتدبّر أمر المخاطر القادمة الأكثر فظاعة من كل ما مَرّ وما سيمرّ بنا في المرحلة القادمة..وأتمنى على كل مواطن: مسلم، قومي/ عربي، تقدمي، ديموقراطي
علماني ..لافرق في الإنتماء ، رفض تحويل بعضنا الى مطيّة للآخرين الذين يبغون بنا شرّاً.. وأن نركز كل تفكيرنا في كيفية إفشال هذه الفوضى الهدّامة من تحقيق المؤامرة الكبرى الجديدة ضد أمتنا، فلكي ننجو، علينا أن
نربأ بأنفسنا من الإنسياق مع الجهات المتآمرة ونناضل متحدين ضدها.. ولنفكر لحظة في الأجيال التي ستأتي بعدنا،
تبحث عن آثارنا (إذا بقي منها شيء)..فهل سنورثها مقولة:"كانت هنا أمة وانقرضت"..؟!



#عصمت_المنلا_روت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا روت - لماذا تدعم أميركا الأخوان الآن؟