أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيد الرزاق عوده الغالبي - الجوع موقف تربوي














المزيد.....

الجوع موقف تربوي


عيد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


الجـــــــــــــــــوع

موقف تربوي بقلم عبد الرزاق عوده الغالبي

يقع بيتي في زقاق ضيق اركن سيارتي فيه و يبدو ان احد اولادي شغوفا بغسلها كل يوم والغريب في الامر عند خروجي صباحا الى العمل أجدها في حالة مزرية من الطين والاوساخ خصوصا زجاجها الامامي واندهشت لذلك الفعل بالرغم من أن لبيتي باب يحجز السيارة عن الشارع....وتكرر هذا الفعل كثيرا....!؟؟فوضعت امامي الكثير من الاحتمالات لهذا الفعل وتناقشت مع افراد عائلتي والجيران فلم احدد هوية الفاعل ولا اسباب الفعل فقررت ان انصب كمينا لهذا المخرب الجبار. فقررت السهر ليلة الجمعة ..؟! فتحت الباب لداخلي للبيت والجلوس في الشباك بحيث لم يراني القادم من خارج البيت .مرت ساعات من الليل ولم يأتي احد باستثناء قطة بيضاء تحوم في باب البيت وتتلفت يمينا وشمالا فجلب انتباهي وضعها الغريب هذا فرصدت تصرفها , فعندما تأكدت من خلو المكان تدحرجت قي الطين الموجود عند باب البيت ثم صعدت لتنام فوق الزجاجة الأمامية للسيارة وكالعادة اصبحت الزجاجة الامامية قطعة من الطين....!! فكشفت الفاعل والمعتدي و فرحت كثيرا بهذا النصر لأن هذا المخرب قد شغل فكري وحيرني لعدة ايام ...؟؟!!
بدأت افكر بطريقة للتخلص من تلك المصيبة اليومية......وادركني النعاس وذهبت الى الفراش في تلك الليلة وفي اليوم التالي اخبرت العائلة والجيران عن انتصاري هذا وأكتشافي للمارق والمعتدي ثم بدأ ت والعائلة نفكر بألاسباب التي حملت تلك القطة على هذا الفعل و هذا النوع من الاعتداء وبعد النقاش المطول عرفنا السبب . ان الاولاد لا يستسيغون رؤية القطط ويطردونها كلما دخلت البيت حتى انهم منعوها من التقرب الى اكياس القمامة وتعمدوا وضعها في حاقظة بلاستكية ويحكمون غلقها فكان لهذا الفعل رد فعل قاسي يجلب الانتباه وهو بقيامها بهذا العمل التعسفي الذي انعكس على سيارتي و جعل من زجاجها الامامي فندقا لمنامها الغريب المحفوف بالقذارة المستديمة..!! وبدأت افكر بأيسر السبل لحل الاشكال وتصحيح الاوضاع بيني وبينها . واخيرا اهتديت الى حل يرضي الطرفين وذلك بتعويضها عن هذاالتعسف والجور والحرمان الذي لحق بها من جراء منعها من التمتع بأكياس القمامة وسد رمقها اليومي وذلك عن طريق اقتطاع جزء من طعامي اليومي تعويضا لتلك المخلوقة المظلومة..وبتلك الطريقة حزت على ثقتها وصداقتها!؟ كافئتني عن ذلك ان ابدلت مكان نومها من الزجاج الامامي الى الارض في الطين بجانب عجلة السيارة..!!
تعلمت من هذا الموقف البسيط ان الجوع افة لاتحتمل تدفع بصاحبها للقيام بافعال لا يحسد عليها لذلك جعله الله عز وجل فريضة متمثلة بالصيام ليزيد احساس الانسان بالجوع ليعرف المه ويكوى بناره ليحس بغيره من الفقراء والمعوزين ....!! ان في هذا الموقف البسيط حكمة في حق الجوار و البذل و العطاء في سبيل الله فمن لا يبذل القليل قي الحياة سيؤخذ منه الكثير وان اليد التي تمتد بالعطاء يعيدها الله وهي مليئة خيرا وبركة .....ما بات مسلما وجاره جائع....... اشبع جائعا يغنيك الله.......!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف قصيدة شعرية


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيد الرزاق عوده الغالبي - الجوع موقف تربوي