أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - همام عبدالله علي - الترشيق الحكومي في العراق إصلاح للأوضاع أم تشتيت للآراء ومضيعةً للجماع؟ قراءة في الجدوى والدوافع














المزيد.....

الترشيق الحكومي في العراق إصلاح للأوضاع أم تشتيت للآراء ومضيعةً للجماع؟ قراءة في الجدوى والدوافع


همام عبدالله علي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 14:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كثيراً ما نسمع هذه الأيام في العراق عن الترشيق الحكومي وضرورته،وكثرت التصريحات من قادة الكتل والبرلمانيين حول تأيده،فأصبحنا نمسي ونصبح على تصريحات نحن مع الترشيق ونؤيده،وكتلتنا لا تعترض على الترشيق ولا تعرقله،بيد أن هذا التأيد مشروط ؛إذ نسمع: نحن مع الترشيق على إن ينطلق من معايير موضوعية وبعيداً عن الاعتبارات السياسية،وعلى أن يكون عادل ويأخذ بالاعتبار التوافقات السياسية ومعايير الشراكة،وكأن الأمر أشبه بيت شعر أذا شطب الصدر يشطب معه العجز،وعندما وصل قرار الترشيق برسالة المالكي إلى البرلمان اختلف الفرقاء والشركاء في المصادقة عليها كسلة واحدة أم على دفعات،وحتى بعد المصادقة استمر الخلاف وكثر اللقاءات والتصريحات والدعوات عبر الفضائيات ووكالات الأنباء بأن الأمر ليس من السهولة بمكان وانه يحتاج إلى دراسة أكثر وفترة أطول، حتى أصبح الأمر حديث الساعة وقهوة الجلسات، وهو ما دفعنا للتساؤل عن ما هي الجدوى التي سيحققها هذا الترشيق إن اكتمل؟ وما هي الدافع الكامنة وراءه؟ وما هو سبب اختيار هذا التوقيت بالتحديد؟ هذا ما سنحاول أن نسلط عليه الأضواء في هذه السطور بأذن الله
الجدوى
بعد الإطلاع على مشروع الترشيق هذا والذي يفترض به أن يشمل وزراء الدولة (الوزير بدون وزارة) وإقالتهم كخطوة أولى يبدو أنها ستستغرق وقتاً طويلاً ربما عدة أشهر دون إنهائها حسب تصريحات بعض البرلمانيين وقادة الكتل،نرى بأن لا فائدة تذكر سيعود بها هذا الترشيق في مجال الإصلاح السياسي؛ وذلك لأن وزارات الدولة كما هو معروف بدون وزارة وليس لديها مؤسسات تابعه لها وبالتالي فأن حلها لا يسهم في تعزيز الموازنة وتقليل نفقات الدولة، خصوصاً وأن الوزير الذي سيشمله الترشيق سيحال للتقاعد ليتمتع بــ (80%) من راتبه مع الإبقاء على طاقم حراسته الذي تتحمل الدولة مرتبات أفراده،وبالتالي سنعود للمربع الأول وسيستمر الترهل الحكومي بمصروفاته لا بعدد التشكيلة الوزارية، ومن جهة أخرى فأن هناك وزارات ستبقى كوزارات الدولة لشؤون البرلمان والمرأة فضلاً عن تحويل وزارة الدولة للأمن الوطني إلى هيئة ربما مستقلة أو تابعة لوزارة الداخلية، وهذا الأمر في تقديرنا يحتاج إلى 4_6 لإنجازه رغم هذا المردود الضئيل فكيف بالمراحل والخطوات اللاحقة؟، وعليه نسأل ما هي دوافع إثارته وطرحه في هذا الوقت في التحديد؟
الدوافع
إن قراءة موضوعية فاحصة للمشهد العراقي في الوقت الراهن تؤشر لنا عدة دوافع تكمن وراء طرح الترشيق حالياً وهي :-
1- إيصال صورة للرأي العام بمدى جدية الحكومة في مهلة المائة يوم وأنها تعمل بجد لخدمة الصالح العام،وخداع الجماهير بالاستجابة لمطالبها وبالتالي تخديرها.
2- تحويل أنضار الشارع ونقل اهتمامه من موضوعة الانسحاب الأمريكي إلى الترشيق ومن سيقال ومن سيبقى؟ خصوصاً ونحن كل يغني على ليلاه وحزبه.
3- محاولة رئيس الحكومة إلقاء اللوم على البرلمان أمام الشعب وإقناعهم بأن البرلمان هو من يعرقل عمل الحكومة وأن البرلمانيين يقدمون مصالحهم الحزبية على المصالح العامة، وفي تقديرنا بأن هذه النقطة فيها ذكاء وحنكة سياسية للمالكي الذي يدرك تماماً وعن كثب بأن الكتل السياسية ستختلف داخل البرلمان حول الترشيق،كيف لا وهو شريك لهم في اقتسام الكعكة.
4- إشغال الكتل السياسية بموضوعة الترشيق أكثر من موضوع التمديد لبقاء القوات الأمريكية المحتلة من عدمه؛ إذ يدرك المالكي بأن هذه الكتل تحرص على استمرار مكاسبها وإدامتها أكثر من أي ملف أخر،وهنا ستثار موجة خلاف كبيره بين هذه الكتل،قد تتولد عنها أزمة ثقة جديدة تصيب الإجماع الوطني حول عدم التمديد بصدع،يدفع بعض الكتل خصوصاً تلك التي قد تخسر بعض مناصبها إلى خرق الصف الوطني والموافقة على تمديد البقاء للقوات المحتلة،وذلك خوفاً من إقصائها في مراحل لاحقة بعد خروج المحتل عراب الديمقراطية بنظرها!!! خصوصاً الكتل التي ما فتأت تطلب المناصب؟؟
وأخيراً وليس أخراً فمن خلال ما تقدم يمكن القول بأن الترشيق الحكومي المطروح حالياً هو إهدار للوقت وتشتيت للآراء أكثر منه إصلاح للأوضاع،والمستفيد منه هو شخص رئيس الوزراء وحكومته والخاسر فيه هو البرلمان ورئاسته فهذه الأزمة ستقلل الضغط على رئيس الحكومة لتقديم تقريره النهائي حول مدى قدرة القوات المسلحة العراقية على تسلم الملف الأمني بعد خروج المحتل،وعموماً فأننا نرى موضوع الترشيق هذا واحده من الأزمات المفتعلة والمترشحة عن دنو موعد الانسحاب الأمريكي من العراق.
وفي الختام فأن ما تجدر الإشارة إليه هنا هو إننا لا نعارض الترشيق بل نحن معه،لكنا نختلف بطريقته وتوقيته، وهذا ما سنحاول أن نبينه في مقام أخر بأذن الله.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*همام عبدالله علي : طالب ماجستير سياسة دولية ،كلية العلوم السياسية،جامعة النهرين،بغداد،2011



#همام_عبدالله_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - همام عبدالله علي - الترشيق الحكومي في العراق إصلاح للأوضاع أم تشتيت للآراء ومضيعةً للجماع؟ قراءة في الجدوى والدوافع