أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفعت زيتون - رواية رحلة ضياع














المزيد.....

رواية رحلة ضياع


رفعت زيتون

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


رواية "رحلة ضياع " بقلم:م. رفعت زيتون
ديمة السّمان كانت هنا بحّارا ماهرا وربّان مركب عركته حياة البحر و تاّلف مع موجه و صخوره ومع صخب نهاره وهدوء ليله .
لقد أبحرت بنا كاتبتنا عبر ذكريات ما زال الدّم يسيل من كلّ جراحاتها التي لم يأن لها أنْ تبرأ بعد .
أخذتنا الكاتبة في رحلة ضياع بحرية انطلاقا من عكا ومرورا بصور وصيدا إلى بيروت تاركة بعضنا في كلّ مدينة مكثنا فيها خلال هذه الرحلة , تماما
كما كان من أبطال هذه القصة الذين تركوا قلوبهم في عكا وأعينهم في صور و نبضهم في بيروت، ودموعهم في غزّة فتشتّت الفرد في ذاته قبل تشتّت الأهل و الأسر والعائلات. كلّ هذا كان على مركب أدبيّ رشيق كان شراعه الصُّوَرُ الجميلة ُ المتلاحمة مع الواقع و المصبوغة بزرقة البحر والمعطّرة برائحتهِ و كان مجدافه هذه اللغة المتينة والأسلوب الشيّق والمشوّق و الكتابة الراقية دون الوقوع بأيّ لفظ نابٍ أو صورة مشوّهة .
ودلالاتُ الاشتغال على اللغة كثيرة لا تكادُ تخلو منها صفحة من الصّفحات من حيث الصّور والتراكيب وما تخلّلها من حكمة وفلسفةٍ وولوجٍ في النّفس البشريّة .
بدأتِ الرّواية ببعد سياسيّ عسكريّ زاحمته عواملُ الطّبيعةِ بقسوةِ ذلك الإعصار الذي لا يأتي إلا نادرا ، وشاءتِ الكاتبة أن تشعل جذوته في تلك الليلة التي وصل بها رداد والعربيد – وهما من أبطال الرّواية – إلى غزة، ربّما لتزيد في قسوة الدّنيا ولتضيّق الخناق على الشّخوص لتقتربَ أكثر من محاكاة الواقع في قسوته في تلك الأيام، التي عاشها أبطال القصّة الحقيقيون. وسرعان ما خطفتنا الكاتبة بحروف عبقريّة إلى تاريخ هؤلاء الشّابّان لتغوص في الذكرى، فاستحضرتِ الغائبَ وأحيتِ الميْتَ وأطلقتِ الأسيرَ، كلٌّ ليقصَّ قصّته بنفسه، لتدخل بذلك إلى أروقة البعد الإنسانيّ والاجتماعيّ بكلّ تناقضاته ومعاناته وتقلّباته، عبر أحداثٍ شدّتنا من بدايتها إلى نهايتها بطريقة مشوّقة، ومشاهدَ كانت تمرُّ أمام العيون بخلفيّة موسيقى هدير الموج وصخب بحره وغموضِ أسراره. ولقد كان التّفاعلُ مع الشّخوص والأحداث كبيرا، ونجحتِ الكاتبة في إخراج الكثير من الزّفرات من صدر القارئ وهو يواكبُ الحدث. ولكن مثلما عصفت الرّيح بقارب رداد والعربيد فقد عصفت ريح النّحو ببعض الحروف والكلمات فضلّت طريقها عبر ضباب الطّباعة والمراجعة، وربّما سردّت هنا بعضها للفائدة ولكثرة ما يقع فيها الكتّاب – وأنا منهم – وسوف أرفق الباقي بورقة خاصة بيد الكاتبة، فمثلا لا يكون تنوين الفتح على الألف وإنّما على الحرف الذي قبله، ويجب الدّقة في كتابة همزتيّ الوصل والفصل ( فمثلا في صفحة 45 وردت جملة لو أنني والصحيح لو انّني وهناك غيرها في أكثر من موضع ) كذلك لا تُكتبُ الألف بعد الهمزة المسبوقة بالألف ( كما جاء في صفحة رقم 5 – إرضاءا والصحيح إرضاءً ، وكذلك في صفحة 15 – في كلمة هباءا والصحيح هباءً وغيرها في أكثر من موضع ) وكذلك الحرص على استخدام الشّدة لأنها حرف وقد حرصت الكاتبة عليها في أغلب الكلمات وسقطت سهوا في بعضها.
وأعود للأسلوب فقد كان فيه إسهاب من غير ملل – حسب اعتقادي – مع وجود التّكرار المبرّر لبعض الألفاظ والكلمات والمعاني وغير المبرّر لبعضها، وقد وجدت رغم الإسهاب اختزالا لبعض المواقف والأحداث المهمّة، وكانت مقتضيات الحبكة تقتضي أن تسهب فيها الكاتبة أكثر وعلى سبيل المثال ما كان من نمر العبد عندما كان في حالة سكر واستفاق، وما قاله عن ابنه بالتبنّي فوّاز، والأحرى أن يدور صراع أكبر في تلك الحادثة وأن يرتفع مستوى الإحساس قبل انهيار الأب عند أول سؤال معترفا للابن بالتبنّي أنّه ليس ابنه. هذا ما لدي وأهنّئ الكاتبة علىى روايتها الجديدة والتي أتوقّع أن أشاهدها فيلما سينمائيا ذات يوم بعد أن يتهافت عليها المخرجون والمنتجون ، شكرا لأديبتنا على هذا الأدب الرفيع والملتزم والملتصق بقضيّة الشّعب الفلسطيني وأشكرها أن استطاعت أن تكون بحقّ ابنة لهذا البحر الغامض



#رفعت_زيتون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفعت زيتون - رواية رحلة ضياع