أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العبفاري - الفيدرالية ليست شعارا ً ينطلق من الشارع















المزيد.....

الفيدرالية ليست شعارا ً ينطلق من الشارع


عبد الزهرة العبفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفيدرالية ليست شعارا ً ينطلق من الشارع !
بل الفيدرالية شكل من اشكال تنظيم الدولة الحديثة !!
النظام الفيدرالي يجلب الخير عندما يبنى على علاقة سليمة مع المركز !!
ابناء الا نـبـار يـرفضون تقسيم العراق تحت ستار فيدرالي او طـائفي !
ان انتفاض اهلنا في الانبار ضد المشاريع التقسيمية هو تعبير عن الكرامة العراقية !!
الدكتور عبد الزهرة العيفاري
عـا د مطلب الفيدرالية الى منطقة جنوب العراق من جديد . وربما يتذكر القراء الكرام مقالاتنا المنشورة بهذا الصدد . حيث من بعض مـا ذكرنا فيها ، ومن منطلق الاختصاص ، : ان الاقتصاديين والسياسيين الوطنيين يعتبرون الفيدرالية شكل تقدمي من اشكال تنظيم الدولة . وحتى انه يسمح بتطوير البلاد وتنمية الاقتصاد والرفاه العام ... في حالة مراعاة الاصول الادارية لهذا النظام . والمهم في كل ذلك ان التنمية والتطوير انما يتمان بمساهمة مباشرة وفعالة من جانب الجماهير الشعبية ووفق تخطيط علمي تتولاه وزارة التخطيط ويرعاه رسميا ً رئيس الوزراء شخصيا ً ونائبه للشئون الاقتصادية . وهنا تـنبغي الاشارة مقدما ًالى انه لا يجوز ان نذهب الى التصور بان مؤيدي هذا الشعار والمطالبين باقامته في الجنوب كلهم عـارفون بدقائق الامور التي دفعت الى احياء هذا المطلب في هذا الوقت بالذات بينما الساحة العراقية مشحونة بتناقضات الوضع السياسي الداخلي والخارجي . انهم ا يدوا ا لشعار المذكور بوطنيتهم الصادقة . وليس بمعرفة منهم بجوهر النظام موضوع البحث وكيفية اقامته . وقطعا ً ان الاغلبية الساحقة من ابناء المحافظات الجنوبية لم يتصوروا دور الجهات غير العراقية في اقحام المجتمع العراقي في هذه الظروف خصوصا والعمل على ارباك السلطة الرسمية والمرتبكة اصلا ً في كل تصرفاتها !! . وقد تزامنت الدعوة الى الفيدرالية مع اثـارة النعرة الطائفية لفيدرالية السنة في الايام الاخيرة من قبل رئيس البرلمان ــ السيد اسامة النجيفي ، من القائمة العراقية !!! ولكن الملفت للنظر بل ومن دواعي الاعتزاز ، ان هذه الـمـرة لم يسكت ابناء ( الـد لـيـم ) ازاء هذا المطلب الاستفزازي . بل اعلنو ارادتهم برفضه باعتباره امر سوف يمس وحدة العراق وامنه ويدفعه الى دهاليز الفرقة الطائفية . نعم ... لم يسكتوا عنه كما حدث لهم في السابق عندما نادى البعض بفيدرالية جنوب بغداد . اذ اعتبروا الامر حينذاك ــ كما يظـهر ــ ليس ذا اهمية تذكر وذلك لبعد احتمال تحقيقه اصلا ً واستحالة قيام مشكلة وطنية بصدد الدعوة المذكورة . الامــر وما فيه انه كان شعارا ً بعـيدا ً عن احتمال التنفيذ وفقا ً لكافة الحسابات السياسية وغيرها في حينه ! . وربما كان احد اسباب عدم احتمال تنفيذه : ان الوضع السياسي الداخلي بكليته لم يكن جاهزا حينذاك ًلاقامة هكذا اشكالية سياسية . بل كانت زوبعة تصدرها ( احدهم ) ، تدعمه ثلة بائسة من الطامعين بالسلطة والجاه المزيف والثروة المغـرية في هذا البلد النفطي الـكبـير . اضافة الى ان ا لدعوة هذه ( كما نعتقد ) كانت بدفع من( وكلاء التأثير ــ كجزء من الطابور الخامس الذي يؤلف جزءً من الحوزة الايرانية القابعة عـندنا في مـدن العتبات المقدسة !!! ) . ولكن الجهد العراقي افشل الفكرة الجهنمية في تلك الظروف . بالرغم من انها كانت ظروفا ً عصيبة . ولـكـن مما تجب الاشارة اليها هي هذه النخوة العراقية من جانب سكان الا نـبـا ر بالذات كدلا لة على السياسية الصائبة لهم . بل وانه اشارة الى وضع داخلي ايجابي ، تـم بموجبه استنفار ابناء البلاد لمجابهة هذا الامر وذلك عندما شعروا الان ان العراق اخذ يواجه الخطر المباشر . فهناك قوى سوداء خارجية تتربص بنا الفرص لتمزيق بلادنا والاستحواذ عليها . والمشكلة الحقيقية هنا ان ابناء جنوب العراق ( او اكثرهم ) لم يدركوا اسباب توقيت الشعار . بل انهم ( قطعا ً) لم يعرفوا شيئا ً عن خيوط المؤامرة . مع ا نهم وطنيون بلا شك ً .
وعلى خلفية فوائد النظام الفيدرالي بالنسبة للعراق ، نقول ان ا لدستور العراقي كان مصيبا ً حين جعل الفيـدرالية مادة قانونية ودعا الى جعل العراق بلدا ً ذا نظام حضاري يتمشى مع الدول المتحضرة التي اتبعت النظام الفيدرالي التقدمي اساسا ً لادارتها ! . وحسب دستورنا اعـتبرت فيدراليتنا في كردستان نظاما ً قانونيا ًومكسبا ً سياسيا ً باهرا ً . وان تأسيسها هو تطور ايجابي في حياة العراق دون شك . الا اننا لا نستطيع القول انها مبنية على اسس نظامية كما هو الحال بفيدراليات سبق وان اسست في بلدان العالم . ولهذه الحال سببان مؤثران : اولهما ــ ان الادارة الفيدرالية عندنا لم تتم مناقشتها بشروطها وابعاد نشاطها ودورها في ترسيخ الوحدة العراقية وفي مكافحة الارهاب في اي منطقة عراقية . ثـم ان السلطة الفيدرالية قائمة عندنا دون التزامات ادارية او تنظيمية اوتنسيق مع المركز . والسبب الاخر ان سلطة الفيدرالية لا تعترف اساسا ً بضرورة الاستماع الى المركز بشأن اي شيء يخص الادارة المالية ( مثلا ً )اوقانونية الانفاق على المشاريع ونحوها . بل ان السلطة الرسمية في الفيدرالية تنزع الى " التحرر " من اي اشارة بخصوص تلك الادارة من جانب السلطة الاتحادية . لانها تأسست بدون قانون وتفاهم مشترك وذلك لظروف سياسية غير طبيعية كانت وما زالت تحيط بالعراق . واكثر من هذا انها لا تجد نفسها ملزمة بالاستماع الى اي رأي اوملاحظة يدلي بها قانوني اواقتصادي او مجرد سياسي ، لها علاقة بهدف رقـابي او غيره في الشئون القانونية او المالية او الادارية فيها اوحتى طلب التنسيق بينها وبين المركز !!! ولا تنوي الفيدرالية الاشتراك في تكامل اقتصادي بين كافة محافظات البلاد . ولا نقول ان فيدراليتنا هي الوحيدة في نظرتها السلبية ازاء السلطة الاتحادية . بل ان النظرة السلبية تولدت كذلك لدى عناصر " حزبية " في المحافظات الجنوبية منذ سقوط النظام البعثي الدكتاتوري . انهم صرحوا برغبتهم التي كانت ترمي الى اضعاف سلطة المركز امام " سلطة " المحافظات اوالفيدرالية . والطريف انهم عللوا ذلك بانهم سئموا السياسات الدكتاتورية !! بينمـا لم يدركوا انهم بدون سلطة المركز سيواجهون في كل محافظة عدة رموز للدكتاتوريات الصغيرة مما يقضي تماما على المجتمع العراقي ليس فقط اقتصاديا ً بل واجتماعيا ً ايضا ً . والخلاصة ، ان الكثير منهم لم يعرف شيئا ً عن هذا النظام . وذلك لعدم وجود تجربة سابقة لديهم وبذات الوقت لم يطلعوا على حياة الفيدراليات في العالم ولم يدرسوا تجاربها دراسة علمية في ضوء الشئون العراقية .
ان الفيدراليات ملزمة قبل كل شيء ان تراعي مبدأ التخطيط الاقتصادي الستراتيجي المنبثق من خطط فرعية للمحافظات يجري تنسيقها في الدوائر التخطيطية الاتحادية بعد فراغ المحافظات من وضعها . ثـم هي ملزمة ايضا ً( اي كافة المحافظات والاقاليم الفيدرالية ) بتقديم كشف رسمي اصولي فصلي وسنوي الى المركز حول تنفيذ المشاريع مع ذكر الاسباب الحقيقية ... اذا ما ظهرت هناك اختلالات بين مؤشرات التنفيذ والتزامات الخطط المقررة رسميا ً . هذا فضلا ً عن تقديم كشف تفصيلي بالانفاق المالي على المشاريع في المحافظات ومراحل انجازها .... ومن التزامات الحكومة الاتحادية فهي ايجاد دوائر تخطيطية تضم لديها ابرز الاختصاصيين وذلك لاستيعاب المهمة الكبيرة التي اسمها ( التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق الجد يد ) .
لقد مرت اكثر من ثمان سنوات على قبر الدكتاتورية المقيتة ، ولكننا لم نشاهد او نحس على الاقل ببناء مشاريع مهمة في الانبار والموصل وديالى او العمارة والكوت ... الخ بحيث نبدأ نقتنع قليلا ًان هناك جهودا ً جدية تبذل لصالح الاعمار والبناء المدروس والمتساوي في جمبع او اغلب المناطق الجغرافية في بلادنا !!! ونقولها سريعا ً : ان بناء النظام الفيدرالي في ظروف العراق كان يتطلب دراسات لاشياء كثيرة . ومنها على سبيل المثال : مستقبل الواردات البترولية والحرص على مبدأ تعظيمها وعدم تبذيرها على اشياء غير ملحة ثم توزيعها حسب الاولويات والتطور المتساوي لكل المحافظات . اضافة الى حل مشكلة احراق الغاز في المناطق النفطية وتحويله الى صناعات تجارية ولوازم صحية وكوقود لانتاج الطاقة كهربائية وصناعة الادوات المنزلية ... وغيرها . والعراق اليوم يتكلم كثيرا ً حول السياحة ومستقبلها ولكننا لا نرى الا صورة هزيلة للمؤسسات السياحية. وان شئون العتبات المقدسة متروكة الى اناس اميين ( مع الاحترام لهم ) و ليس لهم علاقة بالاعمار او بتأسيس قواعد تحويل السياحة في العراق الى نفط ثان ٍ . بل ان السياحة العظمى بالنسبة لهم ماهي الا طقوس شخصية مأخوذة من القاموس الجاهلى او الصفوي الايراني المقيت او لجني منافع طفيلية لجهات معينة كانت ولا تزال تعيش على جهل وفقر الاخرين . وفي النهاية انهم لا يعملون للعراق كبلاد وشعب !!! بل يلعبون بمصير ومستقبل البلاد بدون رحمة !!! والغريب ان الحكومة سائرة معهم في صنع هذه المأساة !!! . هذا ولم نسمع اي كلام عن انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية التي تملأ الفضاء العراقي ولا من طاقة الـرياح الي يمكن نصب مراوحها ( لتعمل شتاء وصيفا ً ) على هضاب حمرين وجبال كردستان العراق لتأمين كهرباء دائم للبلاد ورخيص . مع شيء اقتصادي عظيم وهو اعفاء الخزينة من جزء كبير من نفقات الوقود ولوازم التشغيل للمحطات . وربما عدم الاستفادة من المخططين العراقيين جعلت الحكومة لم تفكر بنقل جزء من المشاريع الزراعية الكبرى الى الانبار وصلاح الدين والموصل وكركوك وكربلاء ( مثلا ً )عـلما ان هذه الفكرة تؤيدها حقيقة ( الكثرة النسبية للمياه ) في هذه المناطق . ان نشر المشاريع الزراعية بكثافة في هذه المنطقة ( التي نسميها : المنطقة الغربية ) سيحولها الى مصدر هائل لثروة عراقية جديدة لا تقدر بثمن ، هذا عدا تأسيس قاعدة حضارية وبناء قرى لسكان الريف في مساحات خصبة لم تكن مسبوقة بحياة اجتماعية حديثة .
هذه امثلة قليلة مما كان يجب عمله في بلادنا منذ وقت طويل . ولكن ــ كما يبدو ــ لم تجد الحكومة العراقية كذلك الشجاعة الكافية لتقوم حتى بالعمل الجاد لتخليص البلاد بسرعة من الارهاب الذي طال امده بسبب تهاونها مع الارهابيين . هذا عدا تورط رئيس الجمهورية بالانحياز الى الاشتراكية الدولية التي حظيت بالحصول على توقيعه على وثيقة تجعله منحازا ً لها وليس للعراق !!! .
( لنا عودة الى الموضوع ) . الدكتور عبد الزهرة العيفاري 12 /07 /2011 موسكو



#عبد_الزهرة_العبفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العبفاري - الفيدرالية ليست شعارا ً ينطلق من الشارع