أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد هاشم - السفارة الامريكية في بغداد وما ادراك ما تعمل؟















المزيد.....

السفارة الامريكية في بغداد وما ادراك ما تعمل؟


عماد هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازالت النقاشات جارية بين العديد من الساسة العراقيين والامريكان حول مستقبل الوجود الامريكي في العراق مابعد العام 2011 وعن عدد الجنود والمدنيين الامريكان الذين سيبقون وطبيعة عملهم والصيغة القانونية الدولية التي سيعملون بها ولاجلها، ووجدت من المجدي بمكان ان اسلط الضوء على بعض النقاط التي اعتقد انها لم تُوضح بالشكل الكافي سواء كان ذلك عن عمدِ او نتيجة لعدم دراية بما يجري خلف الكواليس.
ولاادعي انني على علم بطبيعة تلك المفاوضات ولكني وجدت ان هنالك بعض النقاط التي ماتزال غامضة على المواطن العراقي، ومن اهم تلك النقاط هي عدم ايضاح الجانب الامريكي للعدد الكلي للامريكان الذين سيبقون في العراق بعد 2011، ففي ذات الوقت الذي يدور فيه النقاش والتفاوض بخصوص عدد القوات الامريكية لم يتطرق المسؤولين العراقيين او الامريكان الى عدد العاملين في السفارة الامريكية في العراق الذين سيتجاوز عددهم ال17 الف موظف يعملون تحت مظلة السفارة الامريكية في العراق وبهذا العدد من الموظفين ستكون السفارة الامريكية في بغداد اكبر سفارة لاي بلد في العالم وستحتوي بموظيفها الذين من المفترض ان يصل عددهم الكلي الى عشرون الفا في العام 2012 حسب ما جاء في تصريح للسيد ديفيد رانز المتحدث الرسمي باسم السفارة الامريكية في بغداد الذي قال ان الكونغرس الامريكي يدرس الان مقترح لزيادة عدد العاملين في السفارة الامريكية في بغداد الى 20 الف موظف بحلول العام 2012 وسيكون السبب الرئيسي لوجود هدا العدد الكبير من الموظفين هو لقيامهم بالعديد من برامج التطوير والتدريب للكوادر العراقية المدنية منها والعسكرية.
وهذا التصريح بحد ذاته يدحض السبب الرئيسي لبقاء قوات عسكرية امريكية في العراق الغرض منها هو تطوير وتدريب الجيش العراقي. فاذا كانت السفارة الامريكية ستقوم ببرامج التطوير والتدريب للكوادر العراقية بما فيها افراد الجيش العراقي فما الحاجة الى بقاء قوات عسكرية امريكية في العراق بعد ال2011؟
واذا كانت هنالك مفاوضات لبقاء تلك القوات افلا يكون من الاوجب ان يُضاف عدد تلك القوات الى موظفي السفارة الامريكية في بغداد حتى يكون هنالك عدد شامل وكامل للافراد الامريكان المتبقين في العراق بعد العام 2011 وطبيعة عملهم في العراق، وهل ان هدا العدد من الموظفين باقٍ لتدريب الكوادر العراقية كما يُقال ام ان هنالك مهام اخرى تتعدى مصلحة العراق وشعبه:كاتخاذ مقر السفارة الامريكية في بغداد كمركز اقليمي للحكومة الامريكية تستطيع من خلاله التاثير والتدخل في شؤون دول الجوار مثلا او لربما جعل مقر السفارة بمثابة مركز تدريب واعداد للكوادر الامريكية وللموظفين الاجانب العاملين في السفارات الامريكية حول العالم وتهيئتهم للعمل والتعايش في ظروف عمل في مناطق مضطربة كمنطقة الشرق الاوسط واقلمتهم للعمل في ظروف حرب (ولو كنت من سكان المنطقة الخضراء فانك ستعتاد على سماع اصوات صفارات الانذار المتكررة والتدريبات العسكرية الشبه يومية التي تقوم بها السفارة الامريكية لعامليها على التعامل مع الانفجارات والحرائق وغيرها من حالات الطوارئ)
وايضا لو زار اي شخص مقر السفارة الامريكية في بغداد سيشاهد موظفين ومتعاقدين مع الخارجية الامريكية ومن كافة الجنسيات العربية والاجنبية يعملون ويسكنون السفارة لفترات متفاوته وبعدها يعودون الى مراكز عملهم الاصلية في السفارات الامريكية او الى مؤسسات الامريكية عاملة داخل وخارج الولايات المتحدة سواء كانت تلك المؤسسات تعمل بصورة علنية او بصورة سرية فانها ترسل بموظفيها للتدريب في العراق والعودة الى مقراتهم حيثما وجدت،وهذا يجعل من مقر السفارة الامريكية في بغداد بمثابة مركز تدريب اقليمي لموظفي الخارجية الامريكية وغيرها من المؤسسات الامريكية، وهذا خلاف لما هو متعارف عليه في باقي سفارات العالم وبضمنها السفارات الامريكية، حيث جرت العادة ان تقوم السفارات في بلد ما بجلب موظفين من مواطنيها للقيام باعمال السفارة والاستعانة بموظفين من البلد المُضيف للمساعدة في ادارة تلك الاعمال.
وفي سؤال للسفير الامريكي في بغداد جيمس جيفري عن هذا الموضوع وعن مدى تشابه عمل السفارة الامريكية في بغداد ونظيرتها في تركيا قال السيد جيفري "ان عدد الموظفين الاتراك في السفارة الامريكية في تركيا يتجاوز ال % 70 من اجمالي العدد الكلي لموظفي السفارة"
ولكن لو دققنا في عدد الموظفين العراقين في السفارة الامريكية في بغداد فان العدد لن يتجاوز ال200 موظف في حين يناهزعدد الموظفين من الجنسيات الغير امريكية او عراقية الالفين موظف (مُرتزق) حاليا وسيصل عددهم الى اكثر من العشرة آلاف في مطلع العام 2012 اضافة الى ان اجور العاملين العراقيين في السفارة ا لامريكية في بغداد هي اقل الاجور التي تدفعها السفارة لموظفيها سواء كانوا من الامريكان او من الجنسيات الاخرى ولو القينا نظرة على موقع السفارة الامريكية في بغداد ونظرنا الى معدل الاجور التي تدفعها السفارة للعمال الاجانب سوف نراها تفوق نسبة الاجور التي تدفع للعامل العراقي وبمعدل الضعف وهنالك ايضا برنامج جديد تطبقه السفارة واسمه "موظفي الجنسية الثالثة" والمقصود به الموظفين من جنسيات ليست بالعراقية او الامريكية وهو برنامج جديد اوجدته الخارجية الامريكية في العراق فقط لتوظيف عمال ومتعاقدين من جنسيات اخرى في العراق حيث تقوم فيه السفارة بتغطية نفقات سكن العمال الاجانب ومعيشتهم في السفارة وتدفع لهم ضعف اجرة العامل العراقي؟
وعندما تسأل السفير الامريكي عن سبب قلة عدد الموظفين العراقيين في السفارة الامريكية في بغداد فسيقول لك ان السبب هو الجانب الامني ولو نظرنا معياً بحقيقة هدا الادعاء لوجدناه يخالف مايجري على ارض الواقع لان السفارة الامريكية في ذات الوقت الذي تمنح الموظف العراقي الذي يعمل معها لفترة سنة بطاقة اللجوء الى امريكا وذلك لانه تعرض لاخطار تهدد حياته نتيجة عمله مع السفارة فلا بد له ان يسافر الى امريكا لضمان سلامته؟
ولكن من السفارة نفسها وبعد حصول هؤلاء العراقيين الذين حصلوا على بطاقة اللجوء في امريكا تُعيد من يرغب منهم بالعمل معها في العراق على شرط ان يعيشوا خارج مركز السفارة في بغداد وكانها تُريد ان تجعل منهم بوق دعاية للعمالة الامريكية في العراق حيث تقول لكل من يرغب بالعمل لصالح الامريكان في العراق اننا سنجعل منك مواطن امريكي اذا عملت معنا وتركت انتمائك الى العراق! ولاارى اي تفسير اخر يجعل من السفارة الامريكية تشغيل ذات العراقيين الذين اعطتهم حق اللجوء لتعرضهم للخطر نتيجة تعاملهم مع الامريكان ومن ثم اعادتهم للعراق وتشغيلهم بشرط ان يسكنوا خارج مقر السفارة الامريكية في بغداد!
فيا عراقي اعمل مع الامريكان وسوف تتكفل الحكومة الامريكية باعطائك اللجوء والعودة بك من جديد للعراق والعمل معها وبراتب افضل مامدمت عدت بجنسية غير عراقية؟ لان الجنسية العراقية وحسب ماهو مُعلن في جدول الوظائف في السفارة الامريكية في بغداد لاتُجدي نفعاً وتعود باقل اجر تدفعه السفارة!
وفي النهاية اود ان اركز على بعض النقاط التي ارى انها ستعود بالمنفعة على الجانب العراقي في التفاوض مع الامريكان بخصوص الوجود الامريكي في العراق:
1-يجب ان يُضاف عدد الموظفين، الوكلاء والمتقاعدين وكل من يعمل مع الجانب الامريكي في العراق ومن مختلف الجنسيات سواء امريكية او غير امريكية مادام ذلك الشخص جاء للعمل في العراق سواء بشكل مباشر مع السفارة الامريكية او غير مباشر من خلال عمله مع منظمات وهيئات امريكية تعمل في العراق تحت اشراف السفارة الامريكية في العراق كمنظمة USAID، يجب ان يُضاف اعداد هؤلاء العاملين تحت رعاية الجانب الامريكي الى العدد الكلي للامريكان الذين سوف يبقون في العراق بعد عام 2011.
2-الزام الجانب الامريكي بتشغيل كوادر عراقية في اي من مؤسساته التي ستبقى في العراق بعد 2011 بحيث يُلزم بالاخذ بان يكون مقابل كل موظف اجنبي يعمل في العراق تحت رعاية الجانب الامريكي يجب ان يقابله موظف عراقي يقوم بنفس العمل (وهو عُرف جاري العمل به في الكثير من دول العالم كي تضمن تلك الدول توظيف اكبر عدد من مواطنيها اضافة الى تدريبهم وتأهيلهم للقيام بذات الاعمال التي يقوم بها الاجنبي العامل في بلادهم لنقل خبرات الاجنبي الى البلد المُضيف)
3-الطلب من الجانب الامريكي اصدار تاشيرة سفر دراسية (فيزة دراسة ) لطلبة عراقين يضاهي عددهم عدد الامريكان اللذين سيبقون في العراق بعد 2011 فلو بقيّ في العراق 20 الف امريكي او موظف اجنبي تحت رعاية الجانب الامريكي فيجب السماح باصدار 20 الف فيزة سفر دراسية لطلبة عراقيين للدراسة في الولايات المتحدة وهذا يعني التعامل بالمثل وبغض النظر عن العدد النهائي للامريكان الذين سيبقون في العراق فيجب ان يكون هنالك ما يضاهيه من الطلبة العراقيين الذين يُسمح لهم بالبقاء والدراسة في الولايات المتحدة الامريكية. فاذا كان الجانب الامريكي يدعي ان عدد موظيفيه الكبير في العراق جاء بهذا الحجم من اجل المساعدة في بناء العراق فان الحكومة العراقية لن تجد طريقة افضل لبناء العراق من تدريب شبابه في نفس الجامعات التي درس فيها المواطن الامريكي.
4-يُحدد عمل وتحركات السفارة الامريكية والعاملون تحت غطائها وفقا لمعايير العُرف الدبلوماسي الساري في باقي دول العالم حيث تقوم سفارات العالم بزيارات مُتفق عليها اساسا مع خارجية البلد المُضيف وليس وفقا لاهواء العاملين في السفارة الامريكية وتراعي السفارة حرمة العراق وتُطبق عليها القوانين العراقية في اي عمل لها خارج نطاق مقر السفارة الامريكية في بغداد.
5-تراعي السفارة الامريكية حرمة العراق ولايقوم اي مسؤول امريكي باي زيارة للعراق مفاجئة للعراق سواء كانت رسمية او غير رسمية من دون الاعلان عنها مُسبقاً وكما هو منصوص عليه في للاعراف الدبلوماسية الدولية.
6-عدم السماح لاي مسؤول امريكي زائر او عامل في العراق بان يُصرح باي تصريح من شانه التقليل او المساس بسيادة العراق وشعبه وعقائده ورموزه، وفي حال قيام ذلك الامريك بالاخلال بذلك العُرف الدبلوماسي يُطرد ذلك الامريكي فورا من العراق وليس وفقا لجدول زيارته ويصدر بيان اعتذار رسمي واضح وسريع من السفير الامريكي في بغداد يُبين ان ماجاء على لسان ذلك الامريكي هو تصرف شخصي وليس هو موقف الحكومة الامريكية، وبهذا يُفكر الامريكان مليا وجديا قبل الادلاء باي تصريح يخص العراق شعبا وحكومة، ويغادروا العراق حينما يُطلب منهم ذلك وليس مغادرة بغداد الى كردستان وفق لبرنامج الزيارة التي أعدت لهم في واشنطن وكان شيئأ لم يكن.
7-يُلغى البرنامج المُسمى "تشغيل افراد الجنسيات الثالثة في السفارة الامريكية في بغداد" ويحل محله برنامج لتشغيل كوادر عراقية تُصرف لهم نفس اجور العمال الاجانب لكي يكونوا قادرون على اكتساب خبرات الجانب الامريكي ونقلها الى ابناء بلدهم بعد الانسحاب الامريكي الكامل من العراق.
8- يجب على الحكومة العراقية استقطاع رسوم تاشيرة دخول (رسوم فيزة دخول) من الجانب الامريكي وذلك لان المواطن الامريكي سواء كان مدنيا او عسكريا فانه يدفع رسوم فيزة عند دخوله لاي بلد من البلدان وكذلك هو الحال مع المواطن العراقي فانه بالتاكيد سيدفع رسوم فيزة دخول الى الولايات المتحدة عند دخوله ارضيها وهذا من باب التعامل بالمثل واعتزاز بسيادة واستقلال العراق.

عماد هاشم



#عماد_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد هاشم - السفارة الامريكية في بغداد وما ادراك ما تعمل؟