أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل الحيدرى - الجواهرى وطراطير السياسة وزناة الليل














المزيد.....

الجواهرى وطراطير السياسة وزناة الليل


نبيل الحيدرى

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشاعر الكبير محمد مهدى الجواهرى (1899-1997) قرأ القرآن ولبس العمة وبدأ يحفظ نهج البلاغة وأشعار المتنبى فى صباه ثم ترك العمة وانتقل الى بغداد وعمل فى السياسة والشعر والصحافة فأصدر جريدة (الفرات) و(الإنقلاب) و(الرأى العام). كما صدر له ديوان (بين الشعر والعاطفة) عام 1928م وانتخب مرارا رئيسا لإتحاد الأدباء العراقيين. كان سياسيا قويا وناقدا بارعا فتارة أيد الحاكم كدورة فيصل الأولى والسنتين الأولى من ثورة 14 تموز عام 1948 وتارة أخرى وهى السمة الأكبر معارضا قويا وناقدا كبيرا وسياسيا بارعا فقد اشترك فى ثورة العشرين وألغيت جريدته (الفرات) و(الإنقلاب) ثم سجن عدة مرات وعطلت جريدته (الرأى العام) عدة مرات لكتاباته السياسية القوية الناقدة كما عارض حركة مايس عام 1941 لتعاطفها مع ألمانيا. أنتخب نائبا فى مجلس النواب 1947 لكنه استقال عام 1948 اعتراضا على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا والتى تشبه الى حد ما اليوم المعاهدة العراقية الأمريكية التى تمس السيادة العراقية واستقلال العراق والتى تقول الحكومة أنها اضطرت إليها (مجبر أخوك لابطل) باعتبار تبعية السياسيين الحاليين وضعفهم فكم نائبا استقال تاركا امتيازاته البرلمانية الضخمة من أجل الشعب؟
الجواهرى الكبير عارض إنقلاب 8 شباط 1963 وترأس (حركة الدفاع عن الشعب العراقى) وهاجر فسحبت منه الجنسية وعائلته وأولاده كما صودرت أمواله وممتلكاته وقد نظم قصيدة رائعة فى ذلك، قال فيها:
يا غادرا إن رمت تسألنـــي أجيبك من أنــــــــــــــــــــا
فأنا العربي سيف عزمــــه لا ما أنثنــــــــــــــــــــــــى
وأنا الأباء وأنا العـــــــراق وسهله والمنحنــــــــــــــــى
وأنا البيان وأنا البديــــــــع به ترونق ضادنـــــــــــــــا
أدب رفيع غزا الدنــــــــــا عطر يفوح كنخلنــــــــــــــا
وأنا الوفاء وأنا المكـــــارم عرسها لي ديدنــــــــــــــــا
وأنا أنا قحطان منــــــــــي والعراق كما لنــــــــــــــــا
أنا باسق رواه دجلــــــــــة والشموخ له أنحنــــــــــــى
من أنت حتى تدعــــــــــي وصلا فليلانا لنــــــــــــــــا
حتى يقول
سل مضجعيك يابن الزنا ءأنت العراقى أم أنا
هكذا كان جريئا صريحا ناقدا لاذعا
ومن أهم قصائده السياسية الناقدة (طراطرا) يقصد طراطير السياسية. وقد كان لهذه القصيدة الرائعة الأثر السياسى الكبير والذى يشرح اختلافات السياسيين ومستواهم السياسى وهو يشبه الى حد ما الواقع السياسى المعاصر والمحاصصة ومستوى السياسيين الذى شرحه بريمر فى كتابه. يقول الجواهرى فى قصيدة طراطرا أو ياطراطرة السياسة:
أيْ طرطرا تطرطري
تقدَّمي تأخَّري
تَشيَّعي تسنَّني
تَهوَّدي تَنصَّري
تكرَّدي تَعرَّبي
تهاتري بالعُنصرِ
تَعمَّمي تَبَرنطي
تعقَّلي تسدَّري
كوني – اذا رُمتِ العُلى -
من قُبُلٍ او دُبُرِ
صالحةً كصالحٍ
عامرةً كالعُمري
وأنتِ إنْ لم تَجِدي
أباً حميدَ الأثَر
ومفَخَراً من الجُدودِ
طيَّب المُنحدرَ
ولم تَرَي في النَفْس ما
يُغنيكِ ان تفتخري
شأنُ عِصامٍ قد كفَتْه
النفسُ شَرَّ مفْخَر
فالتَمِسي أباً سِواهُ
أشِراً ذا بَطَر
ولقد تحدث الجواهري عن ظروف ولادة القصيدة المنشورة لأول مرة في 26 آذار سنة 1946 قائلا ( كان الجو السياسي مملوءا بالنفاق والتزلف والخنوع لأصحاب المراتب العليا ، وكان الركض وراء المناصب كبيرا ، أما المعارضات فلم تكن بمستوى المسؤولية. وكان بعضها يترك مكانه لمجرد التلويح له بمقعد في المجلس «النيابي» أو في الوزارة، كانت بعض الأشياء أقرب إلى الابتذال ، لقد تعاون مصطفى العمري وصالح جبر على إغلاق جريدتي «الرأي العام « مما أثار حزنا عميقا لدي وحين زارني عبد الكريم الدجيلي وصديق آخر وجداني أخط بعض الأبيات «طرطرة» توصيفا لطراطرة السياسة والسياسيين الطراطرة الملفقين وحين نشرت القصيدة تهافت باعة الصحف على مقر «الرأي العام اضطر معه حراس المطبعة لغلق الأبواب ويقال ان بعض النسخ بيعت بدينار واحد أي ألف فلس في حين كان سعر الصحيفة بـ 10 فلوس آنذاك) كما جاء فى كتاب (الجواهري .. جدل الحياة والشعر ص198)
هكذا كان الجواهرى سياسيا ناقدا لاذعا للفساد والفاسدين. ولأهمية هذه القصيدة كان الوصى عبد الإله يهدد بها السياسيين آنذاك ويضرب بجريدة الرأى العام التى نشرتها عندما يختلفون وتتحرك مصالحهم الشخصية ليضرب بها الطاولة فيحصل الإجماع وتكون النتيجة رضوخهم جميعا لمطالب عبد الإله
وفى السياق ذاته، تذكرنا قصيدة الجواهرى بقصيدة رائعة لمظفر النواب القائل فيها: القدس عروس عروبتكم؟؟فلماذا ادخلتم كل زناة الليل حجرتها ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم, وتنافختم شرفا وصرختم فيها ان تسكت صونا للعرض؟؟؟فما اشرفكم!اولاد ال.... هل تسكت مغتصبة؟؟؟ اولاد ال....لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم تتحرك دكة غسل الموتى اما انتم لا تهتز لكم قصبه!
كما ألف أحد الشعراء المعاصرين فى لندن قصيدة حديثة أسماها (يازناة الليل) التى اقتبس عنوانها وبعض أفكارها من القصيدتين أعلاه لينتقد فيها السياسيين العراقيين الإسلاميين المعاصرين ودقائق تحركات قياداتهم الدينية فى الليالى الحمراء بلندن.
والملاحظ المراقب للسياسيين العراقيين المعاصرين وهو يقرأ قصائد الجواهرى والنواب وزناة الليل، يجد الشبه الكبير للأمس باليوم، وطراطير السياسة بأولاد الزنا وزناة الليل، وفى التاريخ خير عبرة فهل من معتبر.



#نبيل_الحيدرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشعائر والطقوس والخرافة
- ثقافة الأحاديث الموضوعة
- بين النص القرآنى وتفسير المفسرين
- الإصلاح الإجتماعى بين على الوردى وعلى شريعتى
- حزب الدعوة فى الميزان/الحلقة الأولى
- ثقافة الفرقة الناجية
- وعاظ السلاطين
- حقوق المرأة بين الشعار والممارسة
- طهارة الإنسان ونجاسة الفقيه
- التقليد والإستحمار الدينى
- المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان
- جدل التفكير والتكفير


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل الحيدرى - الجواهرى وطراطير السياسة وزناة الليل